|
|
 Re: اللامعقول في فوبيا الشيوعية (1 من 2): فبركات (Re: مازن سخاروف)
|
(2) ورطة ما بعد بلاغ الإتهام
وجدت نفسي أمام مأزقين على الأقل . المأزق الأول هو الإنتماء الأيديولوجي, أي رغبتي في إبراء الحزب الشيوعي مما اتهم به, مقابل وضع الجانب السوداني المزعوم مشاركته في فعالية المعبد اليهودي في خانة الإتهام. فرسمت لنفسي سقف طموحات. عزمتُ ألا يكون تبرئة حزبي الشيوعي خاتمة المطاف. بل أحرى به أن يكون بداية لسبر غور مشكلة سودانية كبيرة, خاصة مأساة أهلنا في دارفور ولماذا وصل بنا الحال إلى كون كل من هب ودب حاشرا أنفه في قضايانا (2). وطبعا كله بإسم جرائم الإبادة الجماعية. كما سيرد لاحقا في عمل منفصل, فجرائم الإبادة الجماعية كحقيقة واقعة تستخدمها الفعاليات الإعلامية, الحراكات الدبلوماسية, التشريعات في الدول التي تسمي نفسها متحضرة, وقوات الأمم المتحدة ضد الضحايا. نعم ضد الضحايا, سواء في دارفور, رواندا, أو البوسنا والهرسك.
أما بالنسبة للمأزق الثاني, فكان مرتبطا بعملية تبرئة الحزب الشيوعي نفسها مما نسب إليه. فكرت أولا أن أتصل بمكتب الحزب الشيوعي وأطرح السؤال بكل شفافية: حصل\حيحصل ,ولا بلاغ كيزان كيدي؟ مسألة سهلة.
لكن سألت نفسي, مع وضع الإنتماء الحزبي والإنضباط الأيديولوجي جانبا, ماذا لو؟! ماذا لو كان هناك فرضية "بارانويا" بنسبة واحد في المائة أنهم في الحزب "داسينها وبايعنها من جوة"؟ لأنه في تلك الحالة فمن المؤكد أنهم سينكرون, كما قد يقومون بمؤامرة أخرى لإخفاء دورهم. وحتى في المتوقع, أي الحزب الذي بعد دراسة واقتناع أضعه بين حدقات العيون كترسانة لشيل الهم الوطني عندما ينكر وهو صادق فسأصدقه كما هو متوقع. وعند ذلك بعد نفي ما نسبه إليه عضو الكتيبة الأمنية بموقع سودان نت, فما حقيقة الندوة المزمع عقدها؟
عنده هذه النقطة من التفكير, حزمتُ أمري وعقدتُ العزم على "التسلل" إلى المعبد. ليس طبعا بسرقة المفتاح, الولوج إلى مغارة علي بابا, و من ثم تركيب دائرة مراقبة إلكترونية هناك :)
------
(2) في منتدى سودان نت الشائع والمتعارف عليه عندما يأتي الحديث عن دارفور, كان الناس يستخدمون عبارة "الدافوريين" أو "أبناء دارفور" . بعد عدة سنوات كتابة في ذلك المنبر, دون أن أقوم بمؤاخذة زيد أو عبيد, كنت عندما أتحدث عن أي مجموعة سودانية كنت أجنح لجعلها مقترنة بـ "أهلنا", مثلا, أهلنا الجنوبيين, أهلنا الأقباط, أهلنا في دارفور وقس على ذلك. حدثت بعض الإستثناءات, مثل بتداخلي مع بعض الإنتهازية من حاملي الشوفينية القبائلية. الذين يقدمون إنتماء القبيلة المعينة على الإنتماء للسودان. مشروع برجوازية صغيرة سواء في القرية أو بعدها عند الإنتقال إلى المدينة بعقلية ما أسميه the city peasant. هذا طبعا ليس إنتقاصا من القرويين الـ peasants ولكنه تسجيل نقطة نظام أن الإنتهازية من هؤلاء هم الأقلية الـ "بتجيب الهوا" لغيرهم. هم من تنطبق عليهم فرضيات علم الإجتماع المنحازة. أما السواد الأعظم من القرويين من أهلنا الغبش (الأغلبية الصامتة), فهم من نستمد قوتنا وتفاؤلنا منهم.
ذات يوم, كتبت إحدى الزميلات في البورد, لعها كانت مستخدمة إسم فُلة حسب ما أذكر. فلة كانت بنت مشاغبة, وقطيمة جدا في الردود, و"دعّاية" شديد. في أحد الأيام كتبت فلة (أو زميلة غيرها) بوستا عن الإحتراب والأزمات في دارفور وقالت, "أهلنا في دارفور" بدل الديباجة المعهودة كما تقدّم. إنفرجت أساريري وابتسمتُ إبتسامة كادر بولشفيك مجتهد يجد بذرة خير غرسها قد آتت أكلها.
|
|
 
|
|
|
|
مازن سخاروف
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست