Quote: الأستاذ محمود محمد طه - الرضا 176 Aufrufe •09.03.2021 11 1 Teilen Speichern Alfikra 8950 Abonnenten الأستاذ محمود محمد طه
الرضا
تصحيح حالك من رضاك بالربوبية هو العبودية.. والربوبية ما بتتناهى، والعبودية ما بتتناهى.. والعبودية قالوا فيها العارفين الصوفية، أن تكون إنت بين يدي الله، تقلبك الإرادة والحكمة، كالميت يقلّبُه الغاسل: «العبودية أن تكون بين يدي الله كالميت بين يدي الغاسل»، لا تعترض عليهُ.. وإذا ما اعترضت عليهُ، أصبحت بتعيش في اللحظة الحاضرة، لأنك راض بكل تدبير يجيء.. ماك مفكر في الدقيقة المقبلة لأنُّ الدقيقة المقبلة «جاهزة» – ما هو لِك فيها جاهز، وما هو مصروف عنك فيها جاهز.. ولا تكون في أي حيلة من الحيل تفوّتك ما هو مرصود لِك، ومكتوب لِك، من الأزل.. فيبقى، إذن، انشغالك بالدقيقة المقبلة، انشغال بغير الواجب – انشغال بما لا يعنيك.. والحكمة توجب عليك أن ترضى بما يكون.. وفي حديث منسوب للحسن بن علي، قال: «من وثق بحسن اختيار الله له، لم يتمن غير الحالة التي هو فيها».. وقال واحد من العارفين، في الباب دا: «إنّ أقوامًا أذهب عنهم الحزن، علمهم أنّ ملك مليكهم تام.. فما كان لهم، فهو واصل إليهم؛ وما صرف عنهم، فبحسن تدبيره لهم».. والعبودية لمًا قلنا عنها هي الرضا، وقلنا أنُّ الصلاة أكتر شيء بيسوق إلى أن تعيش إنت في اللحظة الحاضرة، وأن تعيش في اللحظة الحاضرة علامة رضا، قال، في علة الصلاة كلها، قال، فاصبر على ما يقولون!! ربنا يقول لنبيهُ: «فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار، لعلك ترضى».. «سبح»، هنا، صلِّ.. وفي الآية دي ترد الأوقات الخمسة.. العلة من دا كله، «لعلك ترضى».. الرضا ثمرة للعقل الكبير – ثمرة للعقل المهذب بأدب الشريعة؛ وبأدب الطريقة؛ وبأدب الحقيقة.. ونحن تكلمنا عن الشريعة؛ وتكلمنا عن الطريقة، في معنى أنها هي السنة،؛ وتكلمنا عن الحقيقة.. وقلنا أنُّ النبي قال: «قولي شريعة؛ وعملي طريقة؛ وحالي حقيقة».. من سلسلة محاضرات بمدينة أمدرمان، تحت عنوان «تبسيط الدعوة الإسلامية الجديدة» - أغسطس 1977
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة