Quote: أكبر دليل على استمرارية قوامة الرجل على المرأة هو كون رسول الرسالة الثانية نفسه رجل ؟؟ الأصيل الواحد رجل . أكثر ناس بيدافعوا عن الفكر الجمهوري رجال . اكثر ناس بيعارضوا الفكر الجمهوري رجال .. لماذا لا يكون الأصيل الواحد أمرأة طالما الشريعة ما نافعة والعالم تغيير والكتوف تلاحقت يا ياسر ؟؟؟ لماذا لم تنزل الرسالة الثانية على المرحومة آمنة لطفي وتجاوزتها ونزلت على محمود وهما في نفس الغرفة ؟؟؟؟ تحياتي
سلام يا محمد الزبير
كنت أتمنى أن تتمكن من تبرير يقبله العقل يقول بضرورة الإبقاء على أن تكون شهادة المرأة على النصف من شهادة الرجل، بالمبرر الذي ذكرته الآية الكريمة "أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى"، بصورة تدحض الواقع الذي نراه ويقول بأن ذاكرة كثير من النساء في زمننا هذا ليست أقل من ذاكرة كثير من الرجال، إن لم تكن أفضل منها، ولكن يبدو أنك لم تستطع، ولن تستطيع، فلجأت لهذا النوع من السخرية والتهكم. الحقيقة الظاهرة لكل صاحب عقل هي أن آية "الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم" لم تعد تحكي الواقع الذي تغير كثيرا. فالعلة من القوامة، حسب ما حددته الآية الكريمة، قد انتهت أو كادت أن تنتهي، وأصبح هذا الواقع الجديد يتطلب المساواة أمام القانون وهو ما توفره الآية الكريمة: "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف، وللرجال عليهن درجة". هذه سانحة لقراءة ما كتبه الأستاذ محمود عن المسألة في مجلة صوت المرأة قبل أكثر من خمسين عاما:
Quote: محمود محمد طه يكتب عن المرأة الأستاذ محمود محمد طه
مجلة صوت المرأة - العدد ١١٣ - ديسمبر ١٩٦٨
ان آية الآيات في مستقبل المرأة في القرآن قوله تعالى (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف .. وللرجال عليهن درجة) والمعروف هو العرف الذي تواضع عليه الناس ما لم يتعارض مع مراد الدين من تسيير الخلق الى الله على بصيرة وأما قوله (وللرجال عليهن درجة) فلا يعني أن مطلق رجل أفضل من مطلق امرأة وانما يعني أن على قمة هرم الكمال البشري رجلا تليه امرأة هي قرينته تكاد تتخطى بذلك كل من عداه من الرجال.. وأس الرجاء في الآية ان الطريق بها انفتح للمرأة ليتطور حقها... وحريتها في المجتمع بتطوير مسئولياتها وواجباتها في الحياة العامة والحياة الخاصة وذلك تطور لا يحده حد على الإطلاق. فتشريع قوامة الرجل على المرأة في الإسلام ليس أصلا وانما الأصل المساواة وتشريع تعدد الزوجات في الاسلام ليس أصلا وانما الأصل الزوجة الواحدة للزوج الواحد ومثل هذا يقال عن المهر في الزواج فانه يمثل ثمن شراء المرأة حين كانت تسبى أو تختطف أو تشترى وانما الأصل في الإسلام التكافؤ بين المرأة والرجل في إنشاء عش الزوجية (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن) فهذه إشارة بالغة الرفعة في تصوير التكافؤ بين المرأة والرجل في الشراكة في الحياة الزوجية. وتشريع الطلاق ليس أصلا في الإسلام وإنما هو تشريع انتقال يسير مجتمعا اسلاميا ناقصا الى مجتمع اسلامي ناضج يكون اختيار الزوجين فيه لبعضهما اختيارا ناضجا وموفقا مما يجعل الطلاق أمرا غير مشروع ولقد أشار المعصوم الى ذلك أبلغ اشارة حين قال (أبغض الحلال الى الله الطلاق) وبلاغة الإشارة في أن ما يبغضه الله لن يلبث أن يزول. وأمر الحجاب وعزل النساء من الرجال ليس أصلا في الإسلام وانما هو تشريع انتقال والأصل السفور والأصل المجتمع المختلط بين رجال ونساء ثم هو مجتمع صالح نظيف مبرأ من عيوب السلوك جميعها ذلك ان الاسلام لا يريد (العفة) تكون نتيجة للباب المقفول ولا الثوب المسدول وانما بما يقر في الصدور وما الحجاب الا قيد يسير منه المجتمع رجاله ونساؤه بحسن التصرف وقوة الخلق الى حرية السفور والاختلاط.. والحجاب في القرآن عقوبة على سوء التصرف في السفور .. أقرأ ان شئت قوله تعالى (واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا) وسيجعل الله لهن سبيلا بعصمتهن عن السقوط في الرذيلة مع تمتعهن بحق حرية السفور وحرية الاختلاط وذلك بقوة أخلاقهن وقوة شخصياتهن وقوة عقولهن وهو مراد الاسلام من الرجال والنساء. وأنت حين تقرأ قوله تعالى (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ... وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ) تعلم أن السفور والاختلاط هو أصل مراد الدين ثم ضرب الحجاب ومنع الاختلاط ليكون سدا لذريعة الخطيئة ريثما يقوى الرجال والنساء على ممارسة حقهن كاملا في السفور والاختلاط من غير سقطة أو زلة. ان الاسلام فكر متطور ولا يجمد على صورة واحدة لا في التشريع ولا في الأخلاق الا حين تعجز العقول عن الانطلاق معه وما يقوله بعض الناس الآن من إنكار الحقوق السياسية والاجتماعية على المرأة اسوة بالرجل ويعزونه الى الاسلام كأنه الكلمة الأخيرة في أمر المرأة انما هو من كلالة عقولهم والاسلام منه براء. الى فتياتنا اللائي لا شك مطلقا في أنهن سيكن طليعة نساء العالمين الى منازل كمال العفة وكمال الأنوثة نهدي قول القرآن الخالد ليكون شعارهن في انتزاع حقوقهن (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) الحقوق لقاء الواجبات وأعلى واجبات المرأة (العفة). محمود محمد طه الحزب الجمهوري
هذه تسجيلات مختارة من محاضرة قدمها الأستاذ محمود لطالبات مدينتنا الحبيبة الأبيض بدعوة من جمعية التربية الإسلامية في أبريل 1972:
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة