الأستاذ محمود قال أن المسلمين أدركتهم نذارة النبي عليه الصلاة والسلام الواردة في الحديث "يوشك أن تداعى عليكم الأمم كتداعي الأكلة على القصعة قالوا أومن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل لا يبالي الله بكم". وقال "مثقال ذرة من لا إله إلا الله أثقل من جبل أحد" والسبب في خفة وزن المسلمين هي قلة التوحيد، وسطحيته. ويجب الملاحظة أن الأستاذ لم يكفر المسلمين وإنما عنى أنهم متمسكون بالقشور وتركوا اللب والجوهر. ولذلك قال أن الإسلام يحتاج إلى أن يُبعث من جديد وقرأ الحديث: "بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء. قالوا من الغرباء يا رسول الله ؟ قال الذين يحيون سنتي بعد اندثارها". والدعوة ليست فيها وصاية لأن الناس أحرار في الأخذ بها أو تركها.
Quote: الأستاذ محمود محمد طه - جوهر الدعوة الجمهورية 58 Aufrufe •14.11.2020 2 0 Teilen Speichern Alfikra 8980 Abonnenten الأستاذ محمود محمد طه
جوهر الدعوة الجمهورية
العرب، قبيل، كانوا في حالة أسوأ مما عليه المسلمين اليوم، وحّدتهم «لا إله إلا الله».. والحديث، برضو، أدركنا، في أنُّ، «بدأ الإسلام غريبًا، وسيعود غريبًا كما بـدأ، فطوبى للغرباء!! قالوا: من الغرباء، يا رسول الله؟؟ قال: الذين يحيون سنتي بعد اندثارها..» وقال في حديث آخر، أدرك الأمة في الوكت الحاضر: « يوشك أن تداعى عليكم الأمم، كتداعي الأكلة على القصعة!! قالوا: أو من قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء، كغثاء السيل، لا يبالي الله بكم!!» دي حالة المسلمين اليوم.. المسلمون ليسوا على الإسلام، وإنما هم في حاجة إلى بعث جديد، تمامًا.. البعث، دا، مضماره «السُنة»، ومجاله «السُنة».. والسُنة غير الشريعة.. السُنة شريعة وزيادة؛ السُنة هي تكليف النبي في خاصة نفسه.. النبي عندما بُعث كان مكلفًا في مستوى يليق بمعرفته بالله.. وهو قد أُعد لهذه المعرفة إعدادًا طويلًا – 15 سنة هو يتعبد في غار حراء – ليتلقى هذا الأمر، «يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا * نصفه، أو انقص منه قليلا * أو زد عليه.. ورتل القرآن ترتيلا * إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا».. بعد الإعداد دا كله، هو كُلف في مستوى، الأمة ما كانت تطيقه.. فنزل منه إلى ما تطيق الأمة.. وقال: «نحن، معاشر الأنبياء، أُمرنا أن نخاطب الناس على قدر عقولهم».. ومن هنا نزلت الشريعة من السُنة، لتقرّب لواقع الناس، وطاقة الناس، «لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها».. القرآن متضمن للسُنة، ومتضمن للشريعة.. السُنة كانت في القرآن «المكي»، الذي بدأ به النزول.. وعندما استمر الأمر زهاء الـ 13 سَنة، ولم يستطع الناس أن يستجيبوا إلى الدعوة، أُمر النبي بالهجرة، وبدأ عهد المدينة، وبدأ عهد قرآن جديد، هو القرآن «المدني».. على القرآن المدني قام التشريع، وقام العهد الأولاني، في الرسالة.. والقرآن المدني نسخ القرآن المكي.. القرآن المكي أصبح ماهو قائم إلا في حق النبي.. هدي سُنته.. نحن الآن لا ندعو إلى التجديد، ولا إلى الاجتهاد، ندعو إلى البعث، من جديد.. والبعث يكون ببعث القرآن المكي، الذي كان منسوخ بالقرآن المدني.. منسوخ في حق الأمة – في حق التشريع – ولكنه قائم في حق النبي.. ودا مجال بعث السُنة اللي قال، «الغرباء، الذين يحيون سُنتي بعد اندثارها».. فنحن دعوتنا جوهرها الرسالة التانية من الإسلام.. وأفتكر انتو سمعتوا بالأمر دا.. وهو، في الحقيقة، مجال الخلاف بيننا وبين الرأي السلفي، في الدين، كله.. نحن نعتقد أنُّ الأمة، في القرن السابع، النبي نزل لِها مشوار «طويل» ليجيء لطاقتها.. وهو ظل في مستوى القرآن المكي – قرآن الأصول – وشرّع لِها في قرآن المدينة – قرآن الفروع.. ولما قال، «الذين يحيون سُنتي»، نعتقد أنُّ الوكت الحاضر يستحق أن تكون سُنة النبي شريعة لعامة الناس، وهي تقوم على أصول الدين.. وأصول الدين هي التي تسع الإنسانية كلها، لأنها هي أصول «علمية» وليست «عقيدية».. العقيدة موجودة، بطبيعة الحال، لكن العلم هو الأساس فيها.. والعصر دا عصر العلم، «وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه، ليبيّن لهم».. النبي أُرسل باللغة العربية، لسان قومه، ليبيّن لِهم.. ما يُبعث من الإسلام، الآن، يجب أن يكون بلسان الأمة، اللي هي الأمة «الكوكبية»، وهي العلم.. العهد دا عهد العلم، والإسلام دين العلم – علم النفس – العلم بالفطرة البشرية، اللي هي سيدة العلوم كلها.. وربنا يقول عنه: «فطرة الله التي فطر الناس عليها».. النبي يقول عنه: «الإسلام دين الفطرة»..
من لقاء مع مندوبي إذاعة القرآن الكريم المصرية – 6 أبريل 1980 بمدينة المهدية
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة