"يحتاج السلام دائما الى طرفين لإبرامه لكن طرفا واحدا يمكنه اشعال الحربِ!!"
نيفيل تشامبرلين – بيرمنجهام 1939
الواقع السوداني الحالي ده, وما يحدث الآن من غياب تام لرؤية عامة مشتركة, ومن تشظي سياسي ومجتمعي يفاقم من آثاره الكارثية على مستقبل السودان انعكاسات الازمة الاقتصادية الماحقة التي نعيشها.. يضاف لذلك البطء الشديد على صعيد تفكيك النظام القديم بابعادو الأمنية والعسكرية والاقتصادية والإعلامية وعلى مستوى الجهاز البيروقراطي للدولة .. كل ذلك هو نتيجة تكاد تكون طبيعية جدا لمسيرة الدولة السودانية منذ الاستقلال بصورة عامة, والحقبة الأسوأ في تاريخ السودان المتمثلة في الإنقاذ على وجه الخصوص. ومنتج هذه المسيرة على مستوى الأحزاب السياسية والرؤى السياسية والعقل السياسي الخ.. كلنا نتيجة لهذه المسيرة ومعطوبين زيها.
هي نتيجة تكاد تكون طبيعية ولكنها ليست حتمية بكل تأكيد. من الممكن تغيير النتيجة بتغيير المقاربات من قبل النخب السياسية .. المقاربات الحالية كلها في مجملها ستكون مسؤولة مسؤولية تاريخية عن تمزيق هذا الوطن اذا ما استمر تعاطي النخبة او النخب مع المسألة الوطنية بهذه الانفعالات الطفولية.
في يتعلق بالعنوان هناك 3 مسائل.
الأولى طبيعة وواقع شركاء الانتقال من الحركات المسلحة (قريبا كنا ندعوهم باصحاب النضال المسلح ابان الثورة ولكنها ذاكرة السمك) .. دي طبيعة مافي زول بقدر يغيرها .. مافي زول باستطاعتو يمسح العدل والمساواة باستيكه, او يرمي مناوي خارج شباك الواقع الوطني ... او عقار او الحلو او عبدالواحد .. في تأريخ سياسي واجتماعي متصل بصورة مباشرة بشمولية الإنقاذ هو ما افرز هذا المكون او المكونات. البقدر يمسح التاريخ ده بي استيكة ح يقدر يمسح ديل .. ف بطلو كواريك بالله.
التانية الموقف من اتفاقية جوبا لسلام دارفور والمنطقتين.
الاتفاقية بصورة عامة جيدة وتحقق الهدف في نهاية الامر على ما فيها عيوب متفرقة هنا وهناك .. وهي بصورة عامة جدا افضت لتواجد المكون النضالي المسلح (اسمها مليشيات ساي الان) في الصيغة السياسية للفترة الانتقالية عبر مجلس الشركاء وحصنت ذلك باعتبارو حالة فوق دستورية .. وفي ذلك تكريس لتواجد سياسي مستقل عن قوى اعلان الحرية والتغيير والبروسس السياسية بتاعت الاتفاق السياسي والوثيقة الدستورية التي تمثل مآل ثورة ديسمبر كثورة سلمية .. بطريقة أخرى انتهينا لصيغة سياسية فيها تمثيل للنضال المسلح, وتمثيل للنضال السلمي, وتمثيل للعسكر .. ياهو الكلام كده. وياهو ده السلام الوحيد الممكن بكون مع الجماعة ديل وهم مواطنين سودانيين زيهم زيك واحد وعندهم نضالاتهم التي يرونها اعلى من نضالاتك.. وليس متاحا استيراد جماعة تانين وفقا لمواصفات النخب السياسية الحايمه دي. يا تدير عملية سلام معاهم يا تستمر الحرب. (ما عارف ح تحاربهم بي ياتو جيش؟)
المسألة التالته دخول القوات بتاعت الحركات للخرطوم.
نصت الاتفاقية على تواجد 320 فرد فقط من الحركات في الخرطوم واستمرار تواجد كل القوات في اماكنها لي مدة 40 شهر .. ال 40 شهر فيها فترة تسجيل ومن ثم تدريب ومن عمليات دمج وتنتهي بالانفتاح حسب التنظيم بتاع القوات المسلحة... قضية وجود قوات باعداد اكبر من المنصوص عليها مسالة مخالفة لاتفاقية جوبا (الأعلى حتى من الدستور). وقطعا عندها تبعات سياسية وامنية وعسكرية خطيرة جدا ويجب الانتباه ليها جيدا
ده ياهو الاطار الكلي للقضية بتاعت دخول القوات للخرطوم .. الناس مفروض تركز في مخالفة هذا الوجود للاتفاقية (الأعلى حتى من الدستور) اذا تجاوزت الاعداد ما نصت عليهو الاتفاقية. أي تناول جهوي او الانزلاق لرفض الاتفاقية في عضمها وحالة الرفض (المتعالي) لتولي قادة هذه الحركات مناصب سياسية دي هو مجرد تماهي مع المسيرة البائسة للدولة السودانية منذ الاستقلال.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة