1 الفارق بين الثقافة و الحضارة ، هو أن الثقافة ماعون جامع للعادات و التقاليد و الفلكلور و الفنون و الآداب و تشمل حتى المأكولات و المشروبات و الملبوسات و المعمار و التشريع ، و كل ما يميز قومية أو شعب أو أمة عّن غيرها و يمكن أن تكون هنالك ثقافة جامعة لعدة ثقافات فرعية شريطة أن يكون هنالك ما يجمع أهل الثقافات الفرعية و يجعل منهم كتلة سكانية واحدة أو قومية واحدة أو أمة واحدة ، عوامل الجمع هذه تتعدد بين اللغة الواحدة أو الديانة الواحدة أو الرقعة الجغرافية الواحد أو الأصل العرقي الواحد . و ليست كل ثقافة هي حضارة ، فكل شعوب العالم تمتلك ثقافة و كل مجموعة سكانية تمتلك ثقافتها الخاصة و لكن بالقطع ليست جميعها شعوب ذات حضارة ، رغم أن الثقافة جزء من مكونات الحضارة . الحضارة هي منظومة أشمل يمكنها إستيعاب الاخر المختلف دون التأثير على خصوصيته الثقافية و يمكنها أيضاً أن تُصدر إلى الاخر دون إنتقاله إلى مركز الحضارة المعنية . و الحضارة تعتمد على القوة ، ليست القوة العسكرية فحسب و إنما القوة الناعمة المتمثّلة في منظومة ثقافية مرنة ليست ذات خصوصية مغلقة و إنما ذات خصائص يمكن أن يتبناها أهل الثقافات الأخرى دون أن يؤثر ذلك على خصوصيتهم الثقافية . لذلك درج المؤرخون على الحديث عّن الحضارات الكبرى الأربعة الأكثر عراقةً و قدماً ، حضارة وادي النيل - حضارة بلاد الرافدين - حضارة نهر الصين الأصفر و حضارة نهر السند الهندية .. و الملاحظ أنها جميعها حضارات نهرية ، و لم تنشأ حضارات أخرى معاصرة ، رغم وجود شعوب أخرى ذات ثقافات مختلفة في ذات الحقبة التاريخية ، و نشأت بعدها حضارات بحرية مثل حضارة اليونان و حضارة فينيقيا . ثم نشأت بعد ذلك حضارات لاحقة يمكننا تسميتها حضارة القوة المحضة و التي أسهمت بدورها في سيادة ثقافة القوي .. و للحديث عن تحول الثقافة الإسلامية إلى حضارة لابد أن نتطرق إلى أبرز المساهمين في هذا الباب ... و ما لايمكن تجاوزه هو إسهامات الحقبة السلجوقية منذ القرن الخامس الهجري و حتى ورثة العثمانيون للسلاجقة و سقوط دولتهم مطلع القرن العشرين الميلادي ... و هنا يبرز إسم و دور الوزير الأشهر في التاريخ الإسلامي و ربما الإنساني ( قوام الدين نظام الملك الطوسي 1018 م - 1092 م ) , و الذي ترك إرثاً عظيماً تبدت تجلياته في سفره الموسوم ب ( سياسة نامة ) و الذي كتبه باللغة الفارسية .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة