♧ فَضْفَضَةٌ دكاكيني مع أُستاذي£

《13》
[}ثم لم يمض سوى عشرين عاماً فقط من الزمان حتى عاود
ذاك قائد العدو كرَّته لتعبئة و حشـد سراياه ثم بعث طلائعه
الاستكشافية لتأتيه بخبر القوم ، و التي زهلت تماماً لما رأت من
حالٍ قد تبدل و جيلٍ قد تحلل من قيمه وتنازل عن مقدرات ترابه

[}إذ وجد العسس نفس الشجرة ،و لكن هذه المرة كان تحتها فتى
شابٌ منعم الوجه، مفدَّع اليدين، أدعجٌ و مسبسب العينين و مكحل
الحاجبين و مرخرخ ما بين الكفلين و شبه منعدم ما بين المنكبين،
وجدوه و هو ينحب نحيباً مراً و يلعن يوم ولدته أمه.ثم باستفسارهم
إياه حكا لهم بحرقة و قال : إني كنتُ مواعداً عشيقةً لي للخلوة بها في
جلسة رومانسية هناك لنمارس ت باريح الهوى الغلاب في بالعراء والهواء
الطلق و بعيداًعن أعينالعزال ..و لكن إذا بها تحنث بوعدهاو تخون
عهدها فلم تَفِ بالحضور ؛فسألهم: هل لكم بمساعدتي في محنتي؟!

# فلما رجع العسس إلى زعيمهم ليبشروه بعثورهم من ضالته على ما يسر باله
من سوء أمرنا و ضعف حيلتنا و هواننا على الناس أمرنا و يثلج صدره، حينذاك
فقط، أدرك عدو الله و عدونا إلى أي حدٍ بتنا غثاءً كغثاء السيل و قد ذهبت ريحنا
بعدما أصابنا من الوهن بأن عشقنا الحياة حتى النخاع ؛ فيما نبدي كراهة التحريم
لمصيبة الموت؛ وأنه بات قاب قوسين أو أدنى من (مربعه الصِّفري) و ساعته التي
أزِفت آزفتها لغزوه ديارنا وهزيمتنا هزيمةً نكراءَ نفسياً لاميدانياً ، هنا فقط قال:
لهم الآن هلموا إلى ديار القوم نغزوهم و لا نخشى بأسهم.. فيا له من شعور
بالدونية و يا لها من حالة تدعو إلى الرثاء من استلابنا حضارياً.