طبعا بصورة غريبة جدا لا تحصل إلا في السودان بسبب نقاشاتنا السطحية حيستفيد الدعم السريع من جريمة قتل بهاء الدين. ببساطة إنشغال الناس بمحاكمة أفراد معينين متورطين في قتله سيحول الأنظار من أصل الداء لمراقبة الأعراض. وبذلك يكون قد تمم تمرير فكرة أحقية الدعم السريع في إنشاء أجهزة إستخباراتية وعدلية وتحقيق وطب جنائي وووووو كل الأجهزة الموازية للدولة. وكل هذا مبني على وهمة أساسية إبتلع الكثير طعمها الخبيث وهي أن هذه القوات قوات نظامية مثلها مثل القوات البرية والبحرية والجوية وتحكمها قوانين وووو إلى آخره من الحجج الخبيثة التي يدفع بها حتى بعض الأوساط المتعلمة للأسف. وكل هذه الحجج والدفوعات والتغييرات الشكلية لا تستطيع أن تطمس حقيقة واحدة يعرفها القاصي والداني وهي أن هذه القوات في الأصل مليشيات تدين بولائها لفرد وأسرته الكبيرة وأن هذا يتناقض جوهريا (ركزو مع كلمة تناقض جوهري) مع بناء دولة المواطنة التي تسودها حكم القانون. كما كتبت من قبل يمكنكم إقناعنا بجدوى إطفاء الحريق بالبنزين أكثر من جدوى بناء وطن بسواعد المليشيا. الحل الجذري والمطالب الحقيقية يجب أن تتمحور حول إدماج هذه القوات بطريقة كلية لمؤسسات الجيش المعروفة والموجودة في كل البلدان المحترمة وعن طريق العمليات المعروفة عالميا بالدمج وإعادة التسريح والعمل على إصلاح الجيش نفسه بتبني إستراتيجية أمنية قومية. وكل المطالب دون ذلك تبقى معالجة أعراض مع السماح لأصل الداء بأن يتمدد ويستشري في جسم السودان المنهك بكثير من الأمراض لكن هذا المرض بالذات هو الذي سيؤدي بحياته إن لم يتم تداركه وإذا إستمرت خيانة الوطن والمواطن وتخديره بخطاب سياسي لا ينفذ لأصل المشكلة. لا تطالبوا بتحسين شروط عبوديتكم للدعم السريع.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة