رواية(عشب لخيول الجنجويد)-(2) مصطفى بشار

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 05:19 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-05-2021, 09:12 AM

mustafa bashar
<amustafa bashar
تاريخ التسجيل: 10-16-2007
مجموع المشاركات: 1145

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رواية(عشب لخيول الجنجويد)-(2) مصطفى بشار (Re: mustafa bashar)

    مضى ساري الليل من أمامي. شعرت بالجوع.
    قلت أتبلغ بالقليل من الفول المصري والطعمية الجافة،
    والماء من النهر. ذلك مسألة وقت. يمكن أن ينظم جلسة مهدئة،
    من طول الأرق، وحالة الإعياء. حفريات تحت سرير أمي،
    نثالة الحبال على ظهري. وكأني غُرت في باطن لا أعي له قرار.
    جنة هذه أم نار؟ معدة فيل أم أحشاء حوت. كأني عدت لمنزلي،
    قابلني أطفالي، قّبلتهم بلا حلوى. سألوني عنها. قلت لهم إنها في الغد.
    أبي أنت تقول في الغد. الحلوى في الغد. ذلك حلم يتكرر يوماً بعد يوم.
    هل أنتهرهم؟ أقبض على معدتي، فحجابي الحاجز ينقبض عندما أنوي أن أكذب عليهم.
    حاجة الصغار الدائمة للحلوى تحتاج فتوى تحلل الكذب عليهم!
    أبيت في أحضان أمهم. دفء كابوس. كيف يكون الغد؟ أفرغ ما عندي.
    أصحو على صوت ديكة الحلة، تنادي للصلاة. تخرج ناحية المسجد،
    بعدها تدخل في دوامة المكابدة اليومية. في المساء أتمدد على السرير،
    خالياً من كل حلم أو أمنية. عيناي مثبتتان في الظلمة،
    على سقف الحجرة المتهالك. كم تبقى لي في الحياة؟
    كم حصدت من أمنيات؟ ما هو مستقبل أطفالي الذين أمامي أو محفوظون في الحويصلة؟
    هل يخرجون لعالم جميل بلا تهديد؟ بلا وعيد.. ليس هناك التزام تام نحو أي كائن.
    من أين أجيئك؟ من صوت الريح. غفلة من الزمن.
    إتكاءة على الخافقين. حالة من الانسياق. جارية وراء الحلم.
    خالية من كل مقدمات. بلا انحناء من هوج عواصف. صحراء وحفيف ريح،
    ونافذة. سطل توتيا، يمسك بالماء ولا يطلقه. هواء مار عبر النافذة،
    يصفع السطل ويلامسه، يخلل شعره بالماء، فلا يبترد.
    هامات صخور بنية اللون وسوداء. مدى مطلق.
    مترّهل على هول حكاية فارغة. جّدٌ يختفي بالحصان، نيل وبلاد مهاجرين.
    ألفوا الغياب والبعد عن الأهل. أرض جدباء وطريق مسفلت في الحلم.
    حياة وحيدة في هذا الخصب. غرفة طعام كالمعبد.
    تبرز تصاوير منها على الحائط توشك أن تخرج، بفرح منساب.
    نقوش أخرى. الإله الأفعى بارزاً على باب غرفتي. متكيء على حائطها.
    كأنه يقول شيئاً. غرفة الجدة، غرفة الجدة! جدك نخاس قديم.
    عبر البلاد من أقصاها إلى أقصاها. كانت زرائبه تمتليء وتفرغ من السبايا.
    نعم كانوا مسلمين، لكن تغاضوا عن هذا الشرط.
    ففي المنتصف ثلة منحوتات. لم يمهلمني هاتفي للوقوف جوارها.
    يرن في الغيب والحلم. يا لهذا الحسن! مواهب. سمراء مالئة الحسن والخاصرة.
    تفتقدك. فتشتهيك. يا لخيمتك الجميلة في الصحراء!
    ها أنا أجيئك وأشتهيك بصوت العواصف. صوت مواوويل.
    شتاء طويل هنا. دفئك أحتاجه كلما غربت الشمس. استطال الليل.
    أنت في قوافي قديمة. وصليل سيوف. معركة لم تنتهِ بعد.
    وخواطر تُرتَجّز مساء. سمرتك بين ضلوعي والهدهدة.
    جواك أجمل.(ألوليك) بين ساعديّ. ريح همسها يضعف الأسفار.
    ضميني بالهدهدة. الأخيرة مدفونة بين ساعدين. يا لرمانتيك!
    الفواكه تهذي أحيانا وتنفعل! فاجأنا الرصاص. البارود،
    الأنصال أعملناها في الرقاب. كنا محترفي قتل، ومرتزقة حروب.
    غابة وبعدها تطل صحراء بلا نهاية. كنا إذا أتينا قرية، حرقناها عن آخرها،
    أبدنا أهلها، بشهوة القتل، ودون ذنب.
    هنا أدعوك للنجوى بصوت الريح. وأنت متكئة على ذراعي،
    اشتهائي كان أقوى، وولعي بها يحرق كل خاصرة في الأفق.
    محطتان عندك هنا. وثالثة. ليست مجهولة الهوية، لكنها غافية لن تصحو،
    دون لمسها بشيء! ففي الثالثة، هجم حوالي ثلاثمائة من الخيالة،
    ببنادق آلية من نوع جيم 3، أفرغنا ذخيرتنا في الجماجم بعد أن قتلنا الرجال.
    الشيوخ والأطفال لم تأخذنا بهم شفقة،
    كانت أيديولوجيتنا إننا الوحيدون في الأرض، وعما عدانا سراب.
    من سبيناهنّ تركناهنَ في شهرهن السادس،
    وغداً ننجب منهنّ من نُطهر بهم الأرض من جديد.
    نازيون كنا في إفريقيا، حيث يعم السواد. كان عادل صغير القوم، يتضرع،
    وهو يدلي باعترافاته السابقة. ثم فارق الحياة.
    قالت: أنا راقدة، ومضطجعة على الكيف. أكيد وأكيد.
    لكن هل لك أن تعرف إلى أين تشير قدمي اليمنى؟
    على الحائط. (زهجانة من أمس). الأخرى في اتجاه آخر.
    آه منك أنت كالحلم. تبدو كخاطرة. ولا تحقق أمنية في الصحو.
    أنت مثل الحلم. أنت ضيعة الليل. الليل هنا أوسع من تحمله شوقاً إلى الآخر.
    عندما كنا نمر بالزقاق. كان المطر هاطلاً. نتضاحك ونتماحك.
    نحتك ببعضنا بعضا. نحاول أن نتقي الرزاز الهاطل.
    فجأءة أرعدت السماء. سقطتي في حضني. ضغطت عليك.
    توسلاتك أجدت نفعاً في ذلك اليوم. قهقهت. تواري رغبتها في الحديث.
    لم تجد.... لأني كنت حائرة على الفراش. يغيب سنيناً مثل عطر لفحته نسمة رطبة.
    ردته متهالكاً على وجهه. عبّر خياشيمك. دماغك يشير لنزوة عابرة.
    يخيفني أن تصرخي والرعد لا يحتمل الصراخ. كان سيصيبنا صوت المطر.
    أوعديني أنك لن تصرخي فيّ. وأنك. كان فتحي شريف،
    يرقص بكل ما أوتي له من قوة. حفل محمد الأمين،
    كان يغني لثورة أكتوبر الأخضر، كأنه يغني لسامية عودة الطالبة المغتربة.
    وكأني أقرأ صحفاً منشرة.
    - صراخك لا أقصد به ماء الاشتهاء. أعطني الإذن لنصرخ سوا.
    واح. واح . أتمنى. تضغط بكعبيه. أتدري كيف ذلك؟ تضحك وتنهنه،
    مثل حيلة يتلصص بها الزمن على عاشقان. لا يترك لنا مكان للابتراد من حمى الظهيرة.
    - قالت: صدرك هو مخبئي. أنت تجعلني آخر اهتماماتك،
    بعد أن تكف عن الترحال. أبداً ليس كذلك.
    كان الأصيل حينها يشير ناحية بوابة الخروج!
    وقفت قريباً من مجسم نسوة ضجرات. نساء بدينات.
    مزمومات الشفاه، كأنهنّ أمام تحدٍ كبيرٍ. هكذا قال الليل كلمته،
    وترك عباءته في الأنحاء. نسوة ممتلئات القدود،
    بأيديهن غوائشَ غليظة. وفرة في معدن نفيس.
    وصدورهنّ في البروز متساوية. على أعناقهنّ عقوداً لامعة.
    كُبراهِنّ تحمل قدراً من الفخار على رأسها.
    وقفنّ بهذا التحد، قبالة أهرامات (البجراوية)،
    نِداً لتلك الآلهة القديمة. حديث متواشج لا يقطعه سوى عصف الريح،
    وصوت سيارات قادمة على طريق بعيد. أزعجنّ الآلهة الراقدين.
    والنسوة الأخريات يقابلهنّ في حائط ممتد،
    وجمهرة رجال ينفخون على مزامير طويلة ومتسعة الفوهات.
    أبواق طويلة متداخلة، يُشكّل الصوت الصادر عنها حشرجات وتأوهات مخيفة،
    هل كانت هذه الجوقة داخل حجيرة جدتي؟ يتابعون عزفهم بإيقاع الأقدام.
    شجرة تحوي طقوس، متفرعة في فراغ، ناشرة أغصاناً هائلة متداخلة مع سحاب.
    لا نهاية لها في سماء.








                  

العنوان الكاتب Date
رواية(عشب لخيول الجنجويد)-(2) مصطفى بشار mustafa bashar12-27-20, 01:03 PM
  Re: رواية(عشب لخيول الجنجويد)-(2) مصطفى بشار mustafa bashar12-27-20, 01:45 PM
    Re: رواية(عشب لخيول الجنجويد)-(2) مصطفى بشار mustafa bashar12-27-20, 04:04 PM
    Re: رواية(عشب لخيول الجنجويد)-(2) مصطفى بشار mustafa bashar12-28-20, 03:49 PM
      Re: رواية(عشب لخيول الجنجويد)-(2) مصطفى بشار mustafa bashar12-30-20, 01:01 PM
        Re: رواية(عشب لخيول الجنجويد)-(2) مصطفى بشار Osman Musa12-31-20, 05:48 AM
          Re: رواية(عشب لخيول الجنجويد)-(2) مصطفى بشار mustafa bashar01-03-21, 04:56 PM
            Re: رواية(عشب لخيول الجنجويد)-(2) مصطفى بشار mustafa bashar01-03-21, 05:06 PM
              Re: رواية(عشب لخيول الجنجويد)-(2) مصطفى بشار mustafa bashar01-05-21, 09:12 AM
                Re: رواية(عشب لخيول الجنجويد)-(2) مصطفى بشار mustafa bashar01-07-21, 10:32 AM
                  Re: رواية(عشب لخيول الجنجويد)-(2) مصطفى بشار mustafa bashar01-09-21, 03:30 PM
                    Re: رواية(عشب لخيول الجنجويد)-(2) مصطفى بشار mustafa bashar01-13-21, 03:35 PM
                      Re: رواية(عشب لخيول الجنجويد)-(2) مصطفى بشار mustafa bashar01-17-21, 11:08 AM
                        Re: رواية(عشب لخيول الجنجويد)-(2) مصطفى بشار النذير بيرو01-17-21, 12:29 PM
                          Re: رواية(عشب لخيول الجنجويد)-(2) مصطفى بشار mustafa bashar01-19-21, 05:28 PM
                            Re: رواية(عشب لخيول الجنجويد)-(2) مصطفى بشار mustafa bashar01-23-21, 02:42 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de