رواية(عشب لخيول الجنجويد)-(2) مصطفى بشار

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 06:33 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-27-2020, 01:45 PM

mustafa bashar
<amustafa bashar
تاريخ التسجيل: 10-16-2007
مجموع المشاركات: 1145

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رواية(عشب لخيول الجنجويد)-(2) مصطفى بشار (Re: mustafa bashar)


    وضِّع سالم المحولجي وصديقه سعيد المسنوح في الحبس لليوم التالي.
    أرسل العمدة ولده لمركز الشرطة، ليتأكد أنهما مايزالان في الحبس.
    جاء محجوب الكفيف يقوده حاج البشرى (يا العمده حاج الخير، منذ الأمس سالم وسعيد في مخفر الشرطة،
    قبض عليهم الأمباشي، يحملان قنينة شراب مستورد. لم يستغرب العمدة،
    كان رده تلقائيا: من هنا سأذهب لهما. تلفع بعمامته، وأتقن تدويرها حول رأسه،
    وإنتعل حذاءه المصنوع من جلد البقر.
    تحّسس قلمي الحبر الجاف، بجيبه الأمامي. كريمته الرضية،
    زوجة سالم، تبطن في نفسها أن العمدة يحب أن يكون على أحسن لباس
    : يا أبوي ألبس مركوب جلد النمر)، يرد بحزم: يابتي نحن ذاهبون لمصيبه،
    كيف أنتعل مركوب جلد النمر؟)
    وصل العمدة إلى قسم الشرطة، قابل الضابط، فتح باب السجن،
    تأبط ذراعي سالم المحولجي وسعيد المسنوح، وخرج بهما،
    وعندما عبر بهما خط السكة الحديد، تركهما يعبران المحطة بتودة. مضى سالم ليُحوّل الخط ، لقطار قادم من بعيد. يهرع إلى الجانب الشمالي. صف خمارات. رايات بالية تخفق، من قماش غير معروف الخامة. التاية أحجزي لي نصف زجاجة. ترد عليه : (سمح يا الظريف. لكن أنا طالباك، قروشي وين؟ لا تفضحني مع الجماعة الشيريبين ديل). يتكلم بخجل مشوباً بحمرة على خده، ويحك بيده على خصره الأيمن: ( والله ياالتايةأنت عارفه الشهر في نهايته،
    أرسلت لك نص كيلو لحم ضان مع المريود.
    ترد بتزلف :( والله يخربني ماشفتو. شايفاهو مع موزه،
    معاهم كيس بلاستيك. بعدها نفل لي الهواء رائحة شواء. فنصفك ما وصلني).
    ( لا مشكلة، ُصبي قدح شراب. القطار يداخل المحطة،
    سأعود للباقي بعد مغيب الشمس. تحدق فيه،
    كأنها قرأت خواطره في هذه اللحظة بالذات.
    يتجرع كأس العرق، بتكشيرة ظاهرة، وعروقه تنهض من تحت جبهته المجعدة،
    مهرولاً ناحية محطة خالية. ريح تعصف بأعواد شجر النيم.
    تصاعدت مع الحر رائحة بقايا فحم حجري،
    تمددت الرائحة مع سخونة الجو. ظهيرة لاهبة.
    بيوت تقف بلا أنتظام، تجاورت بحيشانها المسورة بالشوك،
    وأعواد (النال). كانت محطة عامرة في السابق، يتوقف قطار،
    وينزل ركابه ويرتاحون على الرمل. يعبرون جنوب المحطة.
    رايات تخفق عالية فوق خمارة التايه، يدخلون أكثر حاجة للنسيان،
    ويخرجون أشد تذكراً، يدخلون بغلظة ويخرحون أشد رهافة،
    يوغلون في صمت ويعودون بصوت جهير.
    كأن القدر قد صاغ هذه القرية، لتكون بين قطبين،
    شديدي التنافر والحساسية. يطبقان على مشيئة كل شيء يتحرك داخلها.
    فكي عثمان في أقصى الشمال، والتايه في أقصى الجنوب.
    كأن المدى الذي بينهما تحيطه هالة مغناطيسية هائلة.
    تجذب أناسا وأشخاصاً كأنهم فاقدي بوصلة.
    غارقون في عذابات لاتنتهي. جحيم تكاثف من زمن سحيق،
    أطبق على فضاء قرية مسالمة، متلفعة بهموم بسطاء منسيون.
    أمنيتهم أن يعيشوا بسلام. خمارة ومسجد. طبول وأوراد.
    رحمة الخالق وسعت كل شي. مطر يغسل شرور حاكم هناك.
    قطار يمر بقرية صغيرة، كأنه يمغنط ركابة،
    ثم ينقلهم إلى محطة أخرى وهم جديدون في كل شي.
    أولئك الإنجليز، وضعوا منازل العمال مع بعضها البعض،
    وتركوا منزل الناظر يتوسط المحطة، كأنه يتسيدها،
    ويشرف من مكتبه على الجوار. في الجانب الآخر مستودع الماء.
    يأتي قطار ويفرغ الماء في مستودعات أسمنتية تحت الأرض،
    تغلق بإحكام خشية سرقة الماء في الصيف من جانب القرويين.
    قرية تنتظر الخريف. صيف يذهب برونق كل شيء.
    كان زماناً جميلاً. تعد جدتي الشاي صباحاً. تضيف إلى أكواب الحليب
    ملاعق صغيرة من سمن بلدي. أقترب منها : حبوبه زيديني سمنا)،
    ترفع وجنتيها، وتدليهما، ويوشكان أن يلمسا منكبيها:
    (ياولد، السمن في الحراية دي بشقك).
    جند عابرون، وآخرون في مهمات رسمية، يلتقون تحت خفق راية التايه،
    بزيهم الأخضر الغامغ. يشترون مناديلاً مشغولة بإبرة الكروشيه،
    من حرير كشميري، عليها أحرف بالإنجليزية. كل يشتري راضياً حرفه أو حرف حبيبته.
    كم داست الأقدار زهرك والمحيا، وغضنت تعبير وجهك في المرايا.
    وإلتقيتك حافي الأقدام، لا أقوى على وطأة الجمر، في ليل حلوك،
    وتجيء أنوار المعابر خافتة. صوت الحداة، ترنموا وترنموا،
    وبعيدها. وتقيدوا بسلسلة الحروف اللاهبة،
    تطأ المطاحن والمداخن، والمخافر في ليالي الجند،
    في لمع البروق. هناك عند الجسر تختفي المواجع.
    وصوت جيفارا تبدى لاهثاً. عند الخوف تختبيء البراءة.
    وقهقهة الصغار الحالمون. حيث يجيء وهجها الفضي،
    إبراً من تلاق. حقنة من البارود. أشباح من المارة تجيء،
    وأشباح في جلابيب خيبتها تروح. أسعل من دخانك،
    تصتك أسناني تجاوبها مسامير الحذاء. الليل في عواصم الصحراء ضاج،
    لسعات من سياط الضوء. نهش تذكار يوغل في منافي الضوء.
    أشعلني ياساري الليل.
    bold






                  

العنوان الكاتب Date
رواية(عشب لخيول الجنجويد)-(2) مصطفى بشار mustafa bashar12-27-20, 01:03 PM
  Re: رواية(عشب لخيول الجنجويد)-(2) مصطفى بشار mustafa bashar12-27-20, 01:45 PM
    Re: رواية(عشب لخيول الجنجويد)-(2) مصطفى بشار mustafa bashar12-27-20, 04:04 PM
    Re: رواية(عشب لخيول الجنجويد)-(2) مصطفى بشار mustafa bashar12-28-20, 03:49 PM
      Re: رواية(عشب لخيول الجنجويد)-(2) مصطفى بشار mustafa bashar12-30-20, 01:01 PM
        Re: رواية(عشب لخيول الجنجويد)-(2) مصطفى بشار Osman Musa12-31-20, 05:48 AM
          Re: رواية(عشب لخيول الجنجويد)-(2) مصطفى بشار mustafa bashar01-03-21, 04:56 PM
            Re: رواية(عشب لخيول الجنجويد)-(2) مصطفى بشار mustafa bashar01-03-21, 05:06 PM
              Re: رواية(عشب لخيول الجنجويد)-(2) مصطفى بشار mustafa bashar01-05-21, 09:12 AM
                Re: رواية(عشب لخيول الجنجويد)-(2) مصطفى بشار mustafa bashar01-07-21, 10:32 AM
                  Re: رواية(عشب لخيول الجنجويد)-(2) مصطفى بشار mustafa bashar01-09-21, 03:30 PM
                    Re: رواية(عشب لخيول الجنجويد)-(2) مصطفى بشار mustafa bashar01-13-21, 03:35 PM
                      Re: رواية(عشب لخيول الجنجويد)-(2) مصطفى بشار mustafa bashar01-17-21, 11:08 AM
                        Re: رواية(عشب لخيول الجنجويد)-(2) مصطفى بشار النذير بيرو01-17-21, 12:29 PM
                          Re: رواية(عشب لخيول الجنجويد)-(2) مصطفى بشار mustafa bashar01-19-21, 05:28 PM
                            Re: رواية(عشب لخيول الجنجويد)-(2) مصطفى بشار mustafa bashar01-23-21, 02:42 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de