|
Re: بئس قوم العشير في حكم المشير (فانتازيا) (Re: sadiq elbusairy)
|
المشهد الثاني لم أكن أتخيل ان يوما سياتي و اقف أمام مصلح متوسلا و راجيا ذليلا كسيرا لم انم الليل و أنا أفكر كيف سأهزم كبريائي و نفسي و مبادئي، لم استطع النوم و ظللت احدق في خشبات السقف تارة اعدها و تارة أنظر الى الدوائر الكنتورية عليها، و أقول في نفسي إن أخي بين الحياة و الموت في المعتقل و المرض يشتد عليه فلن يقوى على الصمود اكثر، أحيانا أقول أن أخي ليس بأفضل من صديقي الفاضل كلهم من أجل مبادئهم يبذلون الروح، لم يمر على استشهاد الفاضل شهرا بعد على إثر طعنة بسكين على يد مصلح و هو يردد عليه اتتذكر هذه السكين هي ذاتها التي غرستها في حنب عبد السلام و لكنك لن تكون أوفر حظا منه تلك الأيام كان رجال أمن المشير الحيران يلاحقوننا أما الآن فنحن الذين نلاحقهك و نلاحقكم، لقد حكى لي أحد الجيران هذه القصة على لسان إبن عمه أحد رجال مصلح، و كان جاري ينصحني قائلا" لا أذهب إليه فقد يبطش بك أنت". علمت من جاري بواسطة إبن عمه أن مصلح يصلي الفجر في الجامع الكبير، و تلك الفرصة الوحيدة التي يمكن أن تقابله و تكلمه لكن كما اوصاني ابن عمي أن اقول لك إحذر الحرس الذي يتابعه، لا يعلم جاري ان مصلح يعرفني. نهضت من أرقي و استعديت للذهاب لصلاة الفجر بالجامع الكبير ، ثم انطلقت و اناأحاول في الطريق أن افرغ ذهني من التفكير، فكانت نفسي تحدثني كيف لقاتل ان يقف بين يدي الله اي نفاق هذا، فما البث حتى أزجرها و اقول ما لي بذاك شأن المهم أن أقنعه أن يفرج عن أخي من معتقله. وصلت إلى الجامع الكبير توضأت ثم دخلت لم يكن الحضور كثير بعد فقد جئت مبكرا حتى أجلس بالقرب من المكان الذي أخبرني عنه جاري نقلا عن إبن عمه، اتخذت مكانا بالقرب من ذاك المكان، و كنت أتلفت حولي بسرعة الأفكار التي تتقافز في رأسي، غيرت مكاني فقد كان هناك عمود قلت قد يحجب الرؤية عني، و فعلت ذلك ثلاث مرات حتى أستقر بي المقام في مكان استراتيجي لا يمكن أن يخطئني فيه، مرت الدقائق كأنها ساعات ، فجأة سمعت أصوات و حركة كثيفة خلفي لم ألتفت علمت أن مصلح قد وصل، ظللت أركز بصري على المحراب و اتمتم تارة بالاستغفار و تارة بالصلاة على رسول الله لعلي اجد الثبات، لم يكن مصلح ذاك الرجل او على الأقل لم يعد يؤمن مكره، شعرت برجل يقف على يميني و يكبر لصلاة السنة و عندما ركع اختلست النظر انتابتني رعشة هذا الذي بحواري هو مصلح، فما لبث و أن انتهى من الصلاة فبعد أن سلم على يسراه مباشرة مد يده لي مبتسما قال: السلام عليكم الاخ خالد مددت يدي و كانت كقطعة الثلج فهذه اليد التي اصافحها هي من قتل الفاضل و هي التي تبطش بأخي فأي خيانة هذه التي أنا بصددها و لكن تذكرت انني سأنقذ اخي فاروق من بطش هذه اليد الملوثة بالدماء، قلت: و عليكم السلام سيد مصلح ضحك بصوت فاجر ملأ أرجاء الجامع قال: سيد؟ ي أخي نحن أبناء دفعة و بلد بل حي واحد أنا مصلح فقط دون ألقاب استبشرت خيرا رغم أني أعلم أن معسول كلامه يدس فيه السم كما عرف عنه بدأ المأموم في إقامة الصلاة قال: بعد الصلاة نلتقي تقدم إلى الصف الامامي و يبدو ان الحضور يعلمون مكانه في الصف الأمامي ثم بعد ان استوى في الصف الأمامي اشار إلى الحرس الذي على يساره ان يرجع إلى الصف الثاني و أشار إلى ان أتقدم بجانبه في الصف على يساره مكان الحرس الذي رجع للصف الثاني كما أشار إليه مصلح. انقضت الصلاة و الدعاء بعد الصلاة و كان الإمام قد خصص له نصيب منه، تراجع كل من بالصف الأمامي إلى الخلف فكنت أجلس أنا فقط على يساره التفت نحوي قائلا: أعلم لما أنت هنا، تريدني أن اتوسط إليك في إخراج فاروق من المعتقل قلت منكسا رأسي و تكاد الدموع تنهمر من عيناي: نعم فأنت تعلم أن فاروق مريض جدا و يحتاج إلى العلاج قال: قبل أن نخوض في موضوع فاروق أريد أن أحكي لك شئ، قلت: كلي أذان صاغية!!! قال: تعلم يا خالد أننا بذلنا نحن عشيرة الضباع الأرواح من أجل هذه اللحظة، لم تكن الطريق ممهدة تعلم كم عذبنا و اعتقلنا، ربما حكى لك الفاضل (رحمه الله) ( قالها و كأنه شامتا و هو يعلم أنه هو من قتله)، بل حكى لك الفاضل يوم أن اعتقلنا في البيت المهجور أثر معركة دارت بيننا و بين جمعيتهم بالمدرسة الثانوية، بينما كنتم جلوسا في الجامعة، (تبسم في خبث و مكر)، لا تستغرب فقد سمعنا كل ما دار بينكما في تلك الجلسة، فنحن منذ ذلك الوقت نعد العدة لهذا اليوم لذا كان علينا معرفة كل ما يدور حولنا، كنا نعلم أن المشير الحيران لن يدوم أكثر من ذلك فكانت الهدنة معه مرحلة مؤقته، و كنا نخطط بهدوء و حنكة، عموما لم يحكي لك الفاضل ماذا حدث بعد أن أطلق رجال أمن المشير الحيران سراحهم و ابقوا علينا و اذاقونا من العذاب ما لا يتخيله بشر، أبسطها كانوا يعلقوننا من ارجلنا مع سقف غرفة الحجز لساعات طويلة و يجلدون أجسادنا بالسياط و أحيانا بالجنازير الحديدية، ثم كشف عن ساقه اليمنى أنظر هذا اثر الجرح منها، و لكن بعد أعوام أعلن المشير الحيران المصالحة و أطلق يدنا في الأمن و القضاء، لكن المدهش لم أكن أتخيل أنك بهذه القوة، القاضي الذي مثلت انت و زوجتك أمامه كان بمثلى حجمك مرتين او يزيد فقد اخترته بعناية لكن يبد ان غضبك أكبر من جسمك، (ضحك ضحكة مدوية)، نعم لقد دبرت لك تلك المحكمة بل الإعتقال أولا ثم المحكمة لكن لم يكن بحسباني أنك ستهجم على القاضي كما فعلت، أرأيت، منذ ذلك الوقت كنت قادرا على فعل أشياء كثيرة، و كنت أطمع في أن يجعلك ذلك تنضم لي و مجموعتنا، لكنك أصبحت درويشا لا قيمة لك ناقصك ان تلبس جلبابا مرقعا و تحمل إبريق و تلف الألفية حول عنقك. لم استطع ان اتفوه بأي كلمة فقد أصبت بحالة من الذهول، و قد أدرك هو ذلك بل تعمد ذلك قال: أما بالنسبة لفاروق فهو تذكرتي الرابحة، ساطلق سراحه اليوم قبل الظهر سيكون عندكم بالبيت، و لو شئت ان تعالجه بالمستشفى الأمني ليس لدي مانع فقد امرتهم إن يسمحوا لكم لذلك على حسابي. نهض و حدق في عيني بنظرة لم افهما في حينها و قال : السلام عليكم. رجعت إلى البيت مستبشرا و خائفا و متردد أيضا أن ابشر والدي بخبر إطلاق سراح شقيقي عندما كان أذان الظهر يرفع توقفت سيارة أمام الباب نزل منها شخصين يحملان فاروق داخل البيت.
|
|
|
|
|
|
|
|
|