بئس قوم العشير في حكم المشير (فانتازيا)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-20-2024, 02:38 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-02-2020, 12:03 PM

sadiq elbusairy
<asadiq elbusairy
تاريخ التسجيل: 07-30-2005
مجموع المشاركات: 670

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بئس قوم العشير في حكم المشير (فانتازيا) (Re: sadiq elbusairy)

    المشهد الثالث مصلح كسائر أو معظم ابناء البلد تربوا في مجتمع يرزح تحت طائلة الفقر و العوز، الا ان مصلح كان لا يشارك اقرانه في الحي اللعب الا نادرا فكان والده لا يسمح له بذلك ولكن عندما يذهب والده لاحدى القرى المجاورة لزيارة اقربائه يتسلل مصلح ليلعب معهم و كنا عتدما نراه قادم للعب معنا نصيح (غاب اب شنب لعب اب ضنب) ، فحياة مصلح الاسرية لم تكن كبقية الاطفال كان له اب شرس يعنف و يضرب كل من يخالفه رغم انه من حفظة القران الكريم و لكنه كان قاسي الطباع و التعامل مع اهل بيته على وجه الخصوص فكان مصلح االطفل ضعيف البنية يتلقى اللكمات و الرفسات و الرصعات على جسده الصغير، كنا نراه يكاد يوميا و في وجهه كدمة او عين محمرة او اثر جرح في احدى صفحات وجهه، لا احد يستطيع ان يتفوه او يسأله حتى المدرسين في المدرسة التي كنا رتادها معا ،كانوا يخشون التدخل في الامر لانهم يعلمون من هو أن ابو مصلح و عشيرته الضباع، هكذا عاش و ترعرع مصلح وسط القهر و العنف الاسري كما يسمى اليوم و لكن لم اكن اتوقع ان العنف الذي تربى تحت وطئته سوف ينطبع في شخصية مصلح بشكل مغاير عن ما كان عليه في مرحلة التعليم الاولي، بل و يجعل منه ذلك انسانا شرسا حاقدا، كنت اتوقع ان يصبح مصلح يكون انسانا مهزوزا و جبانا، و لكن الان عندما التقيته في الجامعة بعد عقد من الزمان تبدو شخصية مصلح مختلفة تماما. أتذكر عندما كنا في المدرسة معا اذا رفع احدنا يده امام وجه مصلح تراه يشيح بوجهه خوفا و كان يلقب بالجبان لهذه الحركة كما لم يكن يستطيع ان ينظر اليك في عينيك مباشرة عندما يتكلم يالعثم في الكلام و يوجه نظره نحو الارض، اما الشخص الذي التقيت به بالامس في الجامعة لم يكن مصلح ذاك الذي اعرفه بل كان رجلا هادئا مبتسما قوي البنية قوي النظرات بل مخيف النظرات رغم الابتسامة الفارغة من كل شئ و التي صارت لا تفارق وجهه، تسألت كيف حدث هذا التغير في شخصية مصلح فقد افترقنا قبل الدخول في مرحلة المدرسة الاوسطى بعام و لم نلتقي الا في الجامعة و رايته شخصا مختلفا تماما. التقيت بعد عدة ايام احد اقراننا في الحي صار طالبا في كلية الطب سألته عن مصلح :ماذا حدث لمصلح فلقد تغير هكذا و اصبح غير الشخصية التي عرفنها في المدرسة الاولية ذلك الطفل ضعيف البنية و الشخصية؟رد علي صديق الطفولة الفاضل قائلا: بعد ان سافرت انت مع اسرتك الى الخارج بعام توفى أبو مصلح و تعلم ان مصلح اكبر اخوته فكان عليه ان يعمل في مزرعة والده الشيخ بعد انتهاء اليوم الدراسي ، و في مرحلة المدرسة الوسطى التقى بمدرس من عشيرته كان يدرس في شمال الوادي ، و انت تعلم ان عشيرة الضباع كلها تسير على نفس منهج والد مصلح عبد الرحمن الضبع ، انشأ قريبه المدرس ذاك بعد انضمامه الى المدرسة بفترة قليلة مجموعة من الطلاب من عشيرته سماها باسم العشيرة " الضباع" و كانوا يتدربون على القتال ليلا في الساحة خلف مدرسة البنات الثانوية.تسألت مقاطعا: تلك المنطقة خلوية التي كان لا يؤمها احد سوى السكارى؟قال: نعم و لكن قبل ان يستعمروها "الضباع" للتدريب على القتال و احيانا تجدهم بعد التدريب يجلسون في حلقة يرددون بعض الاناشيد، و في فترة العصر يعملون جميعا في مزرعة ابو مصلح التي ورثها مصلح و اخوته عن أبيهم حتى انها ازدهرت بمساعدة اعضاء مجموعتهم و صار مصلح يجني من ورائها أمولا كثيرة خصوصا من بيع البرسيم و الخضروات و كان يخصص مبلغ كبيرمن بيعه لمحصول المزرعة للمجموعة حتى اصبح أعضاء مجموعته تبدو عليهم اثر النعمة فكل واحد صار عنده دراجة هوائية "عجلة" من نوع "رالي" ، و هكذا منذ ذلك الوقت بدأ مصلح يتغير في كل شئ فشخصيته بدت اقوى و بنيته الجسدية فصار مفتول العضلات وحتى طريقة كلامه فلم يعد يتلعثم كما كان في السابق و كان كثيرا ما يقول لنا هذا حرام و ذاك حرام حتى لما كنا نلعب لعبة "البلي" كان يقول لنا الخرت حرام هذا قمار. قلت مقاطعا: حرام ؟ الم نكن في اليوم التالي نعيد توزيع "البلي" على بعضنا لنلعب مرة اخرى و الفائز ياخذها للبيت و نعيد الكرة في اليوم التالي.واصل الفاضل في حديثة دون ان يعلق على كلامي: و استمر حاله على ذلك حتى في المدرسة الثانوية بل اتخذ منحى جديد مع المجموعة ذاتها التي انتقلت معه الى الثانوية فكانوا يقومون بمخاطبة الطلاب و صرنا نسمع كلمة حرام و جهاد و غيرها لاول مرة في المدرسة في اركان الخطابة التي اقاموها لمناهضة المشير و حكم بالكفر، بينما أنشأت انا و بعض من زملائنا جمعية "الاحرار" و كنا ندعم المواهب الفنية و الرياضية و الموسيقية كما كنا نقوم ايضا بمخاطبة الطلاب و توعيتهم بالنظافة و الالتزام بالدراسة و حصص الدروس الاضافية.قلت : هذا عمل جميل و رائع، هل تعلم ان ابي كان يحكي لي انه في بخت الرضا كانوا يتعلمون الموسيقى و فن المسرح من تمثيل و تاليف مسرحيات و اخراجها و الرسم و حصص الموسيقى؟ جميل جدا واصل.قال: في احد تلك الايام حدثت بيننا و بينهم مشادة كلامية في ذات سياق كلام مصلح فقد حرم كل ما نفعله حتى كرة القدم و بدأوا يكسرون الالات الموسيقية و اللوحات الجداريات الخاصة بمجموعتنا، فنشبت بيننا معركة و فوجئنا باسلحة بيضاء لا ندري من اين اتوا بها، و احتدم الصراع و تلقى زميلنا في الجمعية عبد السلام طعنة في خاصرته بسكين كادت تودي بحياته، و لا ندري من فعل ذلك فقد كانت معركة حامية الوطيس و كنا نحاول تجنب الاسلحة البيضاء فكنا نضرب ايديهم بعصي اقتطعناها من شجر "النيم" اثناء المعركة.قلت متألما: لا حول و لاقوة الابا الله و ماذا حدث لعبد السلام؟ يا اخي عبد السلام هذا كان شخصا مسالما جدا يحب الرسم و الخط العربي شخص مرهف.قال معقبا : نعم و ظل كذلك، يبدو انهم اختاروه بالذات لانه هو كذلك، و ايضا لانه الوحيد الذي كان يحاول ان يهدئ الطرفين بسماحته المعهودة و يعرفون انه شخص مهم جدا في جمعيتنا، و لكن دوما يقولون له انت كافر تصنع التماثيل و التصاوير حتى سموه صانع الاصنام.ثم تابع قائلا: حملنا عبد السلام الى المشفى و اجريت له جراحة استمرت ثلاث ساعات متواصلة، ثم خرج علينا الطبيب و قال: ان صديقكم محظوظ فقد مرت السكينة بالقرب من الكلية و كادت ان تقطعها لو لا ستر الله.تسألت: و اين الشرطة؟ هل حضرت الشرطة؟قال: قوات المشير الحيران الامنية سمعت بالخبر طبعا انت تعرف ابو القاسم كنا دائما نشك في انه مخبر امن المشير الحيران فكما تعلم فهو متسلق من يومه.قلت : الا تتذكر كيف كان ينقل الكلام من واحد لاخر و عندما تحدث مشكلة تجده يقف بعيدا يتبسم و كأنه ينتشي بالفتنة التي احدث.قال : و هذا ايضا ظل على حاله، التحق الان بقوات الامن العام كما كنا نتوقع.ثم تابع : في ليلة يوم المعركة تم اعتقالنا جميعا بواسطة رجال الامن ، و كان كلما يلقى باحدنا في الشاحنة الكومر يعصبوا عيناه بقطعة قماش اسود لا ترى من خلاله شئ.ثم اردف قائلا: لن تتخيل اين كان المعتقل!!! اتتذكر ذلك البيت المهجور الذي كان اهلنا يقولون انه يسكنه الجن قرب المقابر القديمة.قلت مؤكدا: نعم ذلك البيت الذي يحكي لنا الاهل انهم سمعوا من ابائهم و امهاتهم ان ذلك البيت كان يسكنه عبد الجبار الذي قتل زوجته و حرق نفسه بعدها و بقيت اطلال البيت المهجور بعد قامت الشرطة بدفن عبد الجبار و زوجته و لم يكن لعبد الجبار و زوجته ابناء او اقارب و لا حتى اصدقاء.قال متباعا لقصة بيت عبد الجبار: نعم هو ذاك البيت و كان اغرب ما يروى عن عبدالجبار ان لا احد يراه يخرج لسوق او يشتري طعام و لا يخالط الناس و انه كان يخرج هو وزوجته ليلا في بعض المرات و لا ياتي الا بعد عدة ايام ليلا ايضا. و لكنه كان يشارك فقط في حفر القبور كما اخبرونا و يساعد في دفن الموتى و قيل انه كان يرتل القران اثناء الدفن بصوت يبكي الجميع، عموما لا نعرف مدى صحة الرواية لكنها كما كانت تروى لنا. قلت : اذن ذلك هو البيت صار معتقلا. و لكن كيف عرفتم انه هو المعتقل.قال و هو يممص شفتيه: العصابة التي كانت على عيني لم يوثق رجل الامن رباطها جيدا فاذا رفعت راسي رايت من الاسفل الطريق فعلمت اننا متجهون الى هناك. سالت متشوقا : و ماذا حدث بعد ذلك؟قال: عندما ادخلونا البيت و لم اكن احسبه كبير هكذا من الداخل فكانت الممرات التي سرنا فيها كثيرة احيانا تنحدر الى الاسفل و احيانا نسير في خط مستقيم و اخرى نلتف نصف دائرة و هكذا و كنت ارى ارضية الممرات فهي مستوية و كلها من بلاط اسمنتي يقال عليه هنا في العاصمة المزايكو، حتى ادخلنا الى مكان فكوا العصب السوداء عن اعيننا فوجدنا انفسنا داخل غرفة اكبر من ديوان عمك الحاج مسعود العمدة و كلها مضاء باضاء كهربائية بيضاء من النيون.قلت مستعجلا له في مواصلة القصة: ثم ماذا حدث بعد ذلك؟قال مواصلا القصة : اجلسنا على الارض و كانت باردة رغم اننا كنا في منتصف الصيف الحار حيث لا هواء و لا نسمة عليله، و لكن في تلك الغرفة بل الديوان كانت تاتينا نسمة هواء باردة لا ندري من اين تأتي. ثم بدأ الاستجواب ففي كل مرة ياخذوا احدنا الى غرفة من الغرف المتراصة حول الديوان و كانت كثيرة ما يقارب عشر غرف او يزيد.قلت: بهذا الحجم ذلك البيت المهجور؟ كان يبدو صغيرا اليس كذلك؟قال : نعم، المفاجاءت تتوالى يا عزيزي اصبر حتى اكمل لك.قلت: حسنا.قال : ادخلت لاحدى الغرف و كانت المفاجأة وجدت يسري ابن عمك يعقوب يجلس خلف طاولة مكتب كبيرة و حوله اربع اشخاص لا اعرف ايا منهم كنت اقف امامه و خلفي اثنان.قلت في استغراب: يسري؟ اليس هو ذلك الشاب الذي التحق بالجيش و سمعنا انه قتل في معركة شمال الوادي مع العدو؟قال و قد شعر بانه تمكن مني تماما: نعم هو بشحمه و لحمه.قلت : كيف ذلك؟ الا تتذكر يوم جلب جثمانه في صندوق خشبي مغلق لابيه الذي انهار في تلك اللحظة على عربة الجيش و يرافقه عدد كبير من العساكر و الضباط و امروا بان لا يفتح الصندوق و دفن وسط تشيع البلد باسرها و كانت امه تكيل التراب على راسها ثم توفت بعد ثلاثة ايام من ذلك اليوم؟ نعم كنا صغارا لكن لن انسى ذلك اليوم و كأنه الامس.قال: قلت لك هو يسري بشحمه و لحمه بل ناداني باسمي ، فانعقد لساني علمت انني امام شبح و ربما هؤلاء هم الجن الذي يتحدث عنه اباؤنا تمثل في شكل يسري، يبدو انه ادرك ما يدور في ذهني فتبسم و قال لي قول بسم الله، الشياطين ما بتقعد بعد كلمة بسم الله فارتفعت اصوات ضحكات الحضور في سخرية.قلت : لو كنت في موقفك هذا لمت من فوري ( وضحكنا)قال: كاد ان يحدث لي ذلك لولا ان تلك الشابة الجميلة التي تجلس يمين يسري و الاخرى التي تجلس في الجانب الايسر نعم الاربعة كان بينهم شابتين من اجمل ما رأت عيناي كأنهن الحور العين، يا رجل كنا يلبسن كنساء الغرب البنطلون و القميص و لا شيئ يغطي شعورهن الجميلة المنسدلة على اكتافهن.صرخت بصوت عالي: شابتين؟قال لي و هو يضع كفه على وجهي: اصمت ماذا بك اتريد ان تفضحنا في الجامعة؟قلت: لكن ما تقول عجب عجاب، و كمان بناطلين و شعر، ما في ثياب كالتي يرتدينها امهاتنا او موظفات الدول اللائي يرتدين ثياب بيضاء كالاتي نراهن في العاصمة.قال: هو كذلك يا عزيزي، المهم قالت لي احدهن بصوت عذب نحن نعلم انك و مجموعتك لستم من تسبب في المعركة المدرسية هذه و نعلم ان ابناء عشيرة الضباع هم من تعدوا عليكم و لكن جئنا بكم جميعا حتى لا يقال انكم تتامرون معنا، فقلت لها و نحن فعلا كذلك لا دخل لنا بكم، قالت و لكنكم في الطريق الصحيح لا تتحدثون عن المشير الحيران و لا الحكومة، قلت و ما دخلنا بالمشير الحيران و حكومته نحن نهتم ب.. قاطعتني نعلم و هذا ما اقوله الان.قلت: كمان فصاحة شديدة، اول مرة اعرف ان امن المشير الحيران يعمل به نساء و شابات كمان. يا اخي ديل اكيد بنات ابليس. (ضحكنا)

    (عدل بواسطة sadiq elbusairy on 12-05-2020, 12:09 PM)







                  

العنوان الكاتب Date
بئس قوم العشير في حكم المشير (فانتازيا) sadiq elbusairy12-01-20, 04:16 AM
  Re: بئس قوم العشير في حكم المشير (فانتازيا) sadiq elbusairy12-01-20, 08:33 AM
    Re: بئس قوم العشير في حكم المشير (فانتازيا) sadiq elbusairy12-02-20, 12:03 PM
      Re: بئس قوم العشير في حكم المشير (فانتازيا) sadiq elbusairy12-04-20, 06:57 PM
        Re: بئس قوم العشير في حكم المشير (فانتازيا) sadiq elbusairy12-05-20, 12:04 PM
          Re: بئس قوم العشير في حكم المشير (فانتازيا) sadiq elbusairy12-05-20, 09:06 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de