♧حِينمَا تُطْفَؤُ الأنْوَارُ تبيتُ نساءُ العالمين سَوَاسِيةً كَأَسْنَانِ المِشْطِ£

(47)
(حينما تعشق المهرة بغلاً)
بل لعله يكون الأعرف منها بما
هو مقدم عليه. فهكذا حالنا معاشرَ
الرجال حينما يكون أحدنا متلبساً بحالةٍ
قصوى من صرعة المس من قرين التجلي،
إنما يشعر بوزنه يتناقص إلى ما دون وزن
الريشة و فوق وزن الذبابة أو الأحرى
(ورتابة طايرة بين السما و السحابة).

[} و حينها يحلو لي مشي الهوينة
فوق سطح القمر و تلفني طياتٌ من
صبابات الهوى الغلاب.و تسرق الشمس
وهجها من هجير معاناتي المحببة .
و تتصيد الاقمار نورها من بريق عيوني.

[} حين تضمنا حالة عشق..نشعر بأن
العالم أضحى وطناً. تمخر عبابات البحار
على متن أجنحة النوارس و تحملنا مناقير
الحمام الزاجل و نعبر الانهار بمجاديف روح و
طين نتنقل بدون جواز كما الفراش الحائر يلاقح
الأزاهير الندية ؛ و كما الكلمات تحمل في ثناياها
الأفكار البهية . حين نكون بحالة عشقٍ تأخذ دماؤنا
خضاباً من لون البنفسج.. و تتفتح النفوس للحديث
المبهرج نمتلك كلمة سر وعبور لارتياد كل مرافئ
الدنيا، نسالم عمال الطرقات و ركاب قطارات
الأنفاق و نغازل أصحاب الشرفات لنحيط
الجميع علماً بقصة عشقنا السرمدي.

[} وأننا كما الأطفال نجيد الإصرار على
صيرورة الحياة نعيماً مقيماً رغم كل ضراوة
أهوالها وكل مفاجآتها المتوقعة و غير السَّارة.
عندما يحب بعضنا بعضاً. هناك تبلغ السعادة
مداها، ما دمت تنازلت أنت عن عنادك الناعم
وأنا عن كبريائي الفضفاض. ما دمت لا أقوى
على حجب شاردة ولا واردة عنك فذاك
خاتم مصكوك بأن يلك.

[} عندما أتهمك جزافاً بأنك بلا قلبٍ فتلك
هي شهادتي بأن لي قلباً مفقوداً بحوزتك. إن قيل
إن حب الرجال كرُقاقةٍ بيد خبازٍ ماهرٍ يدحوها
وشك اللمح بالبصر .. فمابين رؤيتها في كفه كرةً
و رؤيتها قوراء كالقمر إلا بمقدار ما تنداح دائرةٌ في
لجة الماء حين يُلقى فيها بالحجر ، و إخلاصهم
كالوشم على وجه كثيب مهيل من الرمال فلا تثقي
إذا قال لك:إن قلبي محراباً من ذهب خالص , يحتضن
تمثالاً من صلصال لمن تقدم لي صورتها عربوناً ،
كي أمحنها أصلي قرباناً. و إن كان لا بد للحب
من امرأة و رجل و حرمان ، فإن الإخلاص
واجب سيبقى مكتوباً على كلينا
أن ننهض به سوياً كفرسَي رهانٍ.