♧حِينمَا تُطْفَؤُ الأنْوَارُ تبيتُ نساءُ العالمين سَوَاسِيةً كَأَسْنَانِ المِشْطِ£

《13》
●و لا سِيَّما حينما يأتي الحديثعنك أيتها الحواء في سوداني الجوة ورداني .
و أنت تربئين شموخاً برأسك أن تطأطئيها لكأئنٍ من كان مخلوقاً .بل تصرُّين على
البقاء شامخة شَمَّاء ، كما النسر فوق الصخرة الصماء.. لا بل ، و تؤثرين الموت واقفةً
عطشاً و جوعاً كحرازة جرداءَ و قد جافاها دعاش هطل المطر، على أن تتغذَي من لحم
ثدييك.فلا بأس.. و إن ظنوا فأشاعوا بأنك تترنحين ألماً و لكأنما حسبوا أنما رقصك بينهم
طرباً ، و قد يرقص الطير مذبوحاً من وطأة الألم..علماً بأن إباء النفس لايهادن عند الانكسار،
بل يزداد منعةُ و عنوةُ و اقتداراً كطائرٍ سمندليِّ الإهاب ، ليستأنف سرد قصة عناده المديدة
على أنها مأساة لصديق قديم. و ها أنت ترين نفسك فوق هامات السحاب ، و لا تنظرين إلى
من هم دونك، إلا بعين التواضع و الرحمة و حب العطاء .. عـلـمتـنـــي قطرات دمع عصيٍّ
يغالب عينيك أيضاً أنها مصدرٌ لرقتك المسداة طواعية و على سليقة لا أخشى عليها أبداً
من أن يعبث بعذريتها العابثون لكي يتخذوها ذريعةً لجعلك يداً سفلى حظها من متاع
الدنيا قليل: " كدقيقٍ فوق شوكٍ نثروه ثم قالوا لحفاةٍ عراةٍ غُرْلاً يومَ ريحٍ:اجمعوه".

● نبهني عنادك أيضاً أن مشيك على الأشواك مشيُ جريحٍ لا يرجو أحداً ليضمد آلامه،
خشيةً من السقوط في أيدٍ غير أمينةٍ و قد تستعذب نكأها بسادية . و لكن عليك تفادي
الطعان بترفعك عن الرذائل كم أحسدك حين أراك تضربين أسوار قلبك على أنات البكاء،
بينما تفردين عقداً من لجينٍ مرصعٍ بابتسامات الفرح تنثرينهاعلى رؤوس أشهاد الخائنين،
و أحسدك أيضاً، إذ أراك تفرضين قانون الصمت على الجميع حين تحضرين.و أنت على تمام
ثقةٍ بروعة وجودك نسمة هفافة في هجير معاناة الحائرين! و أنت تأخذين الحكمة من أفواه
المجانينو تستنبطين العبرة من سقطات السفهاء و إذا خاطبك أحدهم بجهالةٍ تقولين:"سلاماً،
لا عليك"ذلك بأن النخل في شموخهيُ حدَف بالحجارة و ليس بوسعه سوى أن يطرح الثمار..

● كم أحسدك و أنت تديرين دولاب حياتكومن ألفٍ إلى ياءٍ، من وحي دليل قلبكالمؤمن ؛
و من وخذ ضميرك الإنسان و ليس من إملاء ذوات الضياع. كم أنا فخورٌ بك إلى جواري
و أنتِِ تفخرينَ بأن الله خلقك مسلمةًً محررةً من جور الأديان إلى عدل الواحد الديان،
عن قناعةٍ بأنه لا شَكرَ على واجبٍ سوى لبارئك و خالق نواميس الأكوان فلتكوني
بين يديه ذليلةً خاشعةً ولترجعي إلى ربك بنفسٍ راضيةً مرضيةً.
****************************