♧حِينمَا تُطْفَؤُ الأنْوَارُ تبيتُ نساءُ العالمين سَوَاسِيةً كَأَسْنَانِ المِشْطِ£

《12》
و أما إذا أردتم رأيي المتواضع شخصياً أخوي عمر ،
و أنا باحثٌ في طلاسم "كروكية" حواء و ما أدراني و أدراك ما هي،
فهي في نظري وردةٌ دائمة النضار جمعت ما بين شفتيها كل ما في حذافير
دنيا الناس من سُمٍّ في دسمٍ ، و شهدٍ من عسلٍ. بينما هي أيضاً "لؤلؤ بضَّة صيدت
من شطِّ البحربن" مكنونةٌ في قواقع من محارٍ ، و شديدة الغموض مصونةٌ خلف أستارٍ.
▪ فتلك هي مزاياها كما قرأتها بفهمي البسيط.علمت من كتمانها أنها الأقدر على سكب
دموعها في وسادات خاليات لتشربها حتى الثمالة بعيداً عن أعين اللقافة و الفضول.

● عـلـمتـنـي رزانتها و رصانتها أن العُزلة عذابٌ ممتعٌ! و سهلٌ ممتنعٌ ..
و أنه لا بد في المية لكل داء دواءٍ أمر منه ؛ علمه من علمه جهله من
جهله، اللهم ما عدا رهَف الأحاسيس التي تأنف عن مسايرة فقه الأمر
الواقع المريرو لا يهنأ لها عيشٌ سوى في جزيرة المشاعر الحالمة .

● لقد تلمذتني الأيام على يديك حوائي: أنك لا تنحتين همومك
إلا على صخر قلبك الأبيض البكر و تنذرين للرحمن صوماً، فلا تكلمين
إنسياً سوى من وراء جدران روحك البكر العذراء ..عـلـمـني شموخك
أنك لا تكونين إلا أنت كما أنت، مهما عظم التحدي و صارت المآلات.

●كما تعلمت منك أنك كم كنت صائبةً حصيفةً إذ تُطبقين أخشبي
صــمـتك الجــمـيل و تقولين: إن لهاء السَّكْتِ الساكنة قيمة مصافةً
عظمى بمثقالٍ من ذهب ،ثم حين تفرغين صرخات الأنين في جوف
السكوت، و تمسحين قطراتٍ داميةً من على وجنتيك بطعم علقم
الحقيقة ، علماً بأن خناجر الغدر مغروسةٌ في تمرة بطينك الأيسر!!

▪ قرأت قاموسَك ببن دفتيه و تعلمت منك الكثير المثير من قبيلأن
التعامل مع الآخرين ، يحتاج إلى كثيرٍ من التواضع و التنزل للخصوم ،
و كثيرٍ من اللِّين و المرونة، ثم مع كثيرٍ من الحرص .. و لكن ، شريطة
أن يكون ذلك دون المساس بشمع خطين أحمرين لذاتٍ أبيةٍ كما الجنة
تظل معجونةٍ بدم الكرامة و محفوفةٍ بمكاره سياج الكبرياء !!!