|
Re: لهذه الأسباب فشل الإخوان المسلمون في حكم � (Re: Yasir Elsharif)
|
فشل مشروع الإسلام السياسي في السودان..أنقذ المنطقة من «قطار متعدد العربات» فتحي خطاب
سبتمبر 2, 2019 شارك
لا تزال تداعيات السقوط الدراماتيكي لتنظيم «الإخوان» في السودان، تثير التساؤلات حول أسباب فشل الإسلام السياسي في السودان وتأثيره في المنطقة، بعد سقوط نظام البشير؟ ويرى باحثون في شئون الحركات الإسلامية، أن فشل الإسلام السياسي في السودان، أنقذ المنطقة من «قطار متعدد العربات»، فيه «الإخوان المسلمون» ، وغيرهم، مثل: جماعات أنصار السنّة، والبلاغ والدعوة، إلى التكفير والهجرة والقاعدة وداعش، وكلّ هذه الحركات وجدت بيئة مناسبة خلال فترة نظام الإنقاذ لتتشعب وتتمدد، وأن ما حدث في السودان مع الثورة الشعبية وضع «فاصلة النهاية» لمشروع الإسلام السياسي في السودان والمنطقة، وستكون له انعكاسات على كلّ النظم حوله وعلى الإسلام السياسي في المنطقة.
الزلزال الذي ضرب أركان «الإسلام السياسي»
ويتوقع باحثون ومحللون سودانيون، أن سقوط النظام السوداني سيفقد حركات الإسلام السياسي في الدول المجاورة، مثل: مصر، وإريتريا، وأثيوبيا، وغرب إفريقيا، ميزات لوجستية مهمة؛ باعتبار أنّ البشير كان ملاذاً لتلك الجماعات منذ تسعينيات القرن الماضي، تحت مظلة «المؤتمر العربي الإسلامي الشعبي» ـ بحسب رؤية الكاتب والروائي السوداني، فايز السليك ـ بينما يرى المحلل السياسي الإريتري ، جمال همد، أنّ الزلزال الذي ضرب أركان الحكم في الخرطوم، ستكون له انعكاسات كبيرة على كلّ النظم حوله، وعلى الإسلام السياسي في المنطقة ككلّ؛ ذلك لأنّ السودان بموقعه الجغرافي المترامي، وتأثيره الثقافي العميق، ظلّ لأعوام قبلة لمجمل الحركات الإسلامية بالمنطقة. أضف إلى ذلك؛ أنّ رأس المال الإخواني وغير الإخواني ظلّ يتحرك بارتياح من الخرطوم إلى عدة بلدان أخرى، خدمة لفكرة إعادة (صياغة الشعوب)، كما روّج لها عراب المشروع، حسن الترابي.
حصيلة حكم «الإخوان»..فشل الدولة وتفكك النسيج الاجتماعي
والمفاجأة «الصدمة» التي ضربت الإسلام السياسي في السودان، أن الجماعة الأم لتلك الحركات وهي «جماعة الإخوان المسلمين» كانت قد بسطت سيطرتها على الحكم في السودان، ثلاثة عقود كاملة، أوحت لهم بأنهم بلغوا حالة «التمكين»، ورسّخوا قواعدهم في كلّ مفاصل الدولة، بما فيها الجيش، قبل أن تفاجئهم الثورة الشعبية التي دفعت بالمؤسسة العسكرية للتدخل وعزل الرئيس السابق، عمر البشير، بعد أن كانت حصيلة العقود الثلاثة، فشل الدولة وتفكك النسيج الاجتماعي، وانهيار الاقتصاد، وتدهور الخدمات الصحية والتعليمية، واستشراء الفساد، وهذا الأمرـ بحسب تعبير الكاتب والمحلل السياسيي السوداني قصي مجدي سليم ـ أسهم وبصورة كبيرة في وقف مدّ فكر الإسلام السياسي في أوساط السودانيين، والركون أكثر للطرق الصوفية أو للأفكار اليسارية، خصوصاً بين الطلبة والشباب، رغم أن السودان (مثل معظم دول العالم الثالث) يعاني من الثالوث الشيطاني (الجهل، والفقر، والمرض)، ونسبة الأمية كبيرة، وهذا ساعد تيارات إسلامية متشددة أخرى في استقطاب الشباب، إما عن طريق الترغيب المادي، أو عن طريق إرهاب موجه يستخدم مخزون السلطة الدينية التقليدي.
ويؤكد «سليم»، أنّ التجربة السودانية مع حكم الحركة الإسلامية، تكاد أن تكون الفداء لكل المجتمعات المحيطة بالسودان، العربية والأفريقية والإسلامية؛ لأنّها استمرت لفترة طويلة (30 عاماً)، طرح فيها الإسلاميون كلّ شعاراتهم، ووجدوا فرصتهم في تنزيل برامجهم وتطبيقها. وكانت حصيلتها، فشل الدولة
فشل مشروع الإسلام السياسي
هناك من يرى أن فشل الإسلام السياسي في السودان سابق لاندلاع الثورة الحالية، وذلك نظراً إلى إخفاق النظام الإخواني، «نظام الإنقاذ» في إقامة نظام ديمقراطي حقيقي، وفي الحفاظ على وحدة السودان وتحقيق الحدّ الأدنى من الاستقرار السياسي والعدالة الاجتماعية، بحسب تعبير الإعلامية الإريترية، آمال صالح، ولذلك لم يكن غريباً أن تجد دعوات الثورة على النظام بعد ثلاث عقود من الحكم، هذه الاستجابة الكبرى من قبل مختلف فئات المجتمع، تأكيداً على الشعور الجمعي الذي بلغ درجة من الوعي واليقين بفشل مشروع الإسلام السياسي، الذي تحققت له فرص الحكم أكثر من أيّ تيار آخر في السودان.
وهكذا أطاحت الثورة التي قادها الشباب السوداني،غير المنتمي أيديولوجيا، بكل المشروع الذي عمل فيه حسن الترابي ببرغماتية شديدة.. ويرى الكاتب والروائي السوداني، فايز السليك، أن جوهر المشروع هو الفاشية الدينية، شعارات الإقصاء والإرهاب، مثل: «فليعد للدين مجده، أو ترق منهم دماء، أو ترق منا الدماء، أو ترق كلّ الدماء»، كان القتل والقطع وبيوت الأشباح والحروب العبثية التي انتهت بانفصال جنوب السودان، وارتكاب جرائم الإبادة الجماعية في دارفور، وبعد ثلاثين عاماً، انتهى المشروع بانتفاضة الشعب عليه”.
تقييد فرص الإسلام السياسي في الدول المجاورة للسودان
وأصبح مستقبل الإسلام السياسي في السودان، مطروحا للبحث وفي دائرة الاحتمالات والتوقعات.. وتتفق الإعلامية الإريترية، آمال صالح، مع الرؤية التي تؤكد أن الشعب السوداني لن يسمح لاحقاً بالارتهان لأيّ مشروع أيديولوجي يتستر بالدين، أو يمنح مساحة لتيارات الإسلام السياسي، سيما بعد التجارب المريرة التي عاشها طوال العقود الثلاثة الماضية.. وان فرص انبعاث مشروع الإسلام السياسي في السودان بذات القوة لم تعد ممكنة على المدى القريب، خاصة أن تأثير سقوط نظام البشير، يتجاوز الخريطة السودانية، ليبلغ تطلعات الإسلام السياسي، في المنطقة ككلّ، بعد أن ظل السودان المعقل الأخير لهذا المشروع السلطوي، وتفكيك هذه المنظومة سودانياً حتماً سيكون له أثر كبير في تقليص وتقييد فرص الإسلام السياسي في المناطق والدول المجاورة للسودان.
|
|
|
|
|
|
|
|
|