توفي قبل قليل شيخ نورين إثر حادث حركة اليم...

Quote: لا اله الا الله... الحمدلله على اقداره العظيمة... فارق الفانية.. أجمل صوت يتلو القرآن. في عصرنا هذا.. من وجهة نظري المتواضعة جدا.. رمضان 2003.. الساعة 8 ونص مساء مررت بصينية ميدان ابوجنزير شرق الجامع الكبير.. لاحظت الارتباك على وجه شرطي المرور.. دفعني الأمر لسؤاله.. فقال.. جابوا ولد صغير بصلي بالناس التراويح..فسبب لنا هذا الازدحام لأن كل الناس دايرين يجو حتى من اركويت عشان يصلو معاه.. ولذلك أصبحت صلاة العشاء في الجامع الكبير.. تحتاج لمجهود خاص من إدارة المرور.. اثارني الأمر. إذ كنت قد صليتُ العشاء في احد مساجد الصحافة.. وقلت التراويح دي إصليها فيما بعد.. وصلت الجامع الكبير.. أصابتني الدهشة.. كان المرحوم نورين يقرأ أواخر سورة.. الزمر.. لم اسمعه بوضوح لأن المصلين خارج المسجد كانوا يبكون وينتحبون مع القرآن.. الله الله... أكملت بقية ركعاتي معه.. كانت لحظات صافية.. انتهت الصلاة.. فاتجهت إلى داخل المسجد. لمقابلته.. كانت لحظات صعبة.. كيف اصل.. والناس من خارج المسجد.. يتدافعون للسلام عليه... المهم بعد ساعة ونصف حتى وصلته.. عرفته بنفسي.. وعرفني بنفسه.. شاب صغير.. 17 سنة.. من كردفان.. أرض خير بقاع الله.. في أرضه.. قلت له وأنا كذلك... كان برنامجي... تحبير القرآن الكريم... بإذاعة القرآن الكريم.. في قمته.. وفقني الله عزوجل.. فيه إتاحة الفرص لمئات الحفظة بدخول حوش الإذاعة القومية... كان أمرا صعباً عليهم بل مستحيل.. ان تجد فرصة فيها.. كان هدفي تقديم أصوات الحفظة للمجتمع السوداني والمسلمين.. واول حلقة كانت مع شيخ.. الزين محمد أحمد بعد فوزه بجائزة مهرجان القرآن.. وكان دون السابعة عشر... دخل نورين الاستديو.. البرنامج مباشر.. مدته.. ساعتان.. بعد ربع ساعة.. دخل الاستديو عشرات العاملين بالإذاعة القومية وتركوا كل شئ.. تحول الاستديو في ثوان إلى مايشبه المأتم .. كان الزملاء يبكون مع صوت.. نورين... جاءني استاذي الراحل أحمد سليمان ضوالبيت.. وكان مديراً لإذاعة القرآن.. وبللت دموعه قميصه الأبيض.. ياعارف من أين جئت بهذا الفتى.. عرفته به.. وطلب منه الأستاذ أن يكون ضيفاً مستمراً على البرنامج.. لكني قلت لاستاذي.. ان البرنامج هدفه تقديم كل أصوات القُراء إلسودانيين للمسلمين.. وكان روح البرامج استاذنا الجليل.. حفظه الله.. الشيخ سليمان يونس.. فهو رجل معجزة في التجويد والقراءات.. حفظه الله ورعاه.. بعد الحلقة وصلاة التراويح.. أصبح الناس يجرون وراء شيخ نورين.. أصبح الملهم نورين ركن في حياتي ازوره واصلي خلفه.. اسمعه يرتل.. وأسأل هل جاء من صلب داؤد عليه السلام.. الكلام عن الشيخ نورين يحتاج إلى ساعات كتابة أو برامج.. رحل الشيخ نورين.. البسيط.. الذي بسبب صوته فقط دخل الآلاف الإسلام.. وهذا فضل لم يجده الآلاف من الحفظة... وسبحان الله.. يشابه الشيخ نورين.. القارئ العظيم محمد صديق المنشاوي.. في كل شئ.. في العمر والرحلة وحب الناس لدرجة الفتنه به.. رحل العزيز الشيخ نورين..ابن ضواحي بارا..تلميذ الشيخ المكي.. وترك الرسالة لاحبابنا الأعزاء شيخ الزين.. والشيخ العظيم القامة .. شيخ صالح احمد صالح.. وسيد بن عمر..... وعقد فريد سيواصلون رحلة تلاوة القرآن.. إلى أن يلقوا الله.. على طريق ابي بن كعب رضي الله عنه... رحل الشيخ نورين.. ومازال حلم انشاء مؤسسة ترعى الحفظة تدريباً وتاهيلاً... الخ حلما بعيد المنال.. قال لي الشيخ السديس في حواري معه.. ان السودانيين لهم أصوات مميزة على مستوى العالم في التلاوة لكن تنقصهم المؤسسية.. والكلام أبلغ من أن يعلق عليه... عكس مايحدث في مصر والسعودية كمثال حيث البناء والرعاية والتدريب... الحمدلله.. ترك العزيز نورين.. مصحفا مرتلاً.. برواية الدوري.. ولم يكمل رواية حفص.. وان كان له بها مصحف من قبل.. قال لي.. فيه بعض الأخطاء... رحم الله العزيز نورين.. لا يغضب ولا يتحدث عن الآخرين... قلت له ذات مرة.. وهو لم يكمل شهر بالجامع الكبير.. انت عملت بدعة.. قال لي كيف؟ .. قلت له. الرسول صلى الله عليه وسلم.. قال... لا تشد الرحال إلا لثلاثة مساجد.. جامع الخرطوم الكبير دا ما فيها... قال لي... لا إله إلا الله.. ودي يحلوها كيف دى؟ ... قلت له هذه نعم الله.. إذ كان الناس يتركون مساجدهم ويهاجروا إلى حيث يصلي الشيخ نورين... الكلمات عند قامة الشيخ نورين مستحيلة.. أيها العزيز الحبيب الشيخ نورين... عجزت عن تكملة النص.. لك الحمد ياربي.. في كل لحظة وثانية.. فأنت ارحم بنا من الأم.. ونورين عبدك.. وانت ارحم الراحمين.. إلى الفردوس الأعلى... يانورين... عارف محمد أحمد حمدان *تبثُ رواية الدورى بصوته على أثير إذاعة الفرقان fm102 المتخصصة فى القراءات