في وقت نصت الوثيقة الدستورية التي تعتبر وثيقة الحكم في السودان، على تشكيل مفوضية مستقلة للانتخابات، وفي وقت ستبدأ الفترة الانتقالية في السودان لمدة 40 شهرا، وفق اتفاقية السلام مع الجبهة الثورية، على أن تليها مرحلة لاحقة للانتخابات، التقى رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق عبد الفتاح البرهان بمكتبه بالقصر الجمهوري اليوم بوفد المفوضية القومية للانتخابات برئاسة نائب رئيس المفوضية .
ولا يعرف المغزى من لقاء البرهان الذي نقلته وكالة السودان للأنباء سونا، بتلك المفوضية التي تعد جزءا من النظام السوداني السابق، ولم تتشكل المفوضية الجديدة بعد، كما أن العمل حاليا يسير وفق الفترة الانتقالية، وأعلنت الأمم المتحدة أن وفدها المرتقب وصوله إلى السودان في نوفمبر القادم سيعين السودان على الانتخابات القادمة، وسيكون ذلك قبل عام على نهاية الفترة الانتقالية، يسبقه تعداد واحصاء لسكان السودان بعد ترسيخ السلام.
وأوضح مراقبون أن لقاء البرهان بهذه الشاكلة لا يعرف مغزاه، لكنه اشارة واضحة لما يمكن ان يتم بسيناريو انتخابات مبكرة على غرار انتخابات البشير التي يفوز فيها الحزب الحاكم باغلبية كاسحة رغم عدم مشاركة الشعب في التصوية,
وتطالب أحزاب موالية للنظام السوداني السابق بما يسمى انتخابات مبكرة لقطع الطريق أمام الثورة ووصول ما يعرف بالفلول إلى الحكم مجددا.
واستغرب مراقبون أن يتعجل البرهان بهكذا لقاء في وقت يفترض أن يتم التشكيل الجديد أولا ثم الاحصاء ثانيا ثم بدء الاستعداد للاقتراع ثالثا، ويأتي ذلك قبل أيام من دعوات للتظاهر فيما يعرف بثورة 21 اكتوبر، والتي يرى البعض أنها لاسقاط الحكومة وتفويض الجيش باستلام الحكم من خلال نافذة جديدة تسمى الانتخابات المبكرة.
ويرى مراقبون أن الامر ربما قطع الطريق أمام تدخل الأمم المتحدة في آليات الانتخابات القادمة وشروطها باجراء تعداد مثالي مسبق لضمان نزاهتها.
لكن الأمين العام المكلف للمفوضية القومية للانتخابات السر أحمد المك أكد في تصريح صحافي عقب لقائه البرهان، إن الوفد قدم مذكرة تضمنت ثلاثة محاور شملت إضاءة حول مسيرة الانتخابات في السودان منذ العام ١٩٥٣، ودور السودان الرائد في مجال إجراء وتنظيم الانتخابات.
وأضاف المك أن اللقاء تطرق إلى وضعية المفوضية الحالية ودورها في تقديم الدعم والسند المعرفي و اللوجستي في قيام الانتخابات القادمة، مشيراً إلى أن المفوضية لديها معينات فنية وبشرية كبيرة جداً تمكنها من الإسهام في إجراء الانتخابات .
وقال الأمين العام للمفوضية إن اللقاء تناول خارطة الطريق للانتخابات المقبلة وأهم مطلوباتها حيث أنها ستكون انتخابات لها مدلولات الكبيرة جدا خاصة بعد قيام ثورة ديسمبر المجيدة.
وأضاف أنه ستكون هناك مشاركة كبيرة من شرائح المجتمع والأحزاب السياسية في هذه الانتخابات باعتبارها الوسيلة المثلى للتداول السلمي للسلطة، وزاد قائلا “إنه من خلال الانتخابات يمكن لأي منافس أو حزب الوصول للسلطة بالطريقة السلمية. ”
قانون الانتخابات وأشار المك إلى أن هناك مطلوبات ضرورية لا بد من أن تتم قبل إجراء الانتخابات وأهمها قانون الانتخابات باعتباره الإطار الذي يحدد العملية الانتخابية وإجراءها والنظام الانتخابي المتبع ومراحله المتعددة، بالإضافة إلى الإحصاء السكاني لأنه الأساس لتوزيع الدوائر الجغرافية على مستوى البلاد أو الاعتماد على السجل المدني، علاوة على توفير المعينات اللوجستية والتثقيف الانتخابي لكل الشرائح المستهدفة لضمان المشاركة الواسعة، مشيراً إلى أن نجاح الانتخابات لا يتأتى إلا من خلال المشاركة الكبيرة.
وأبان المك أن هناك استعداداً من المنظمات العالمية العاملة في مجال تنظيم الانتخابات لتقديم الدعم للسودان في هذا الصدد والتواصل مع شركاء العملية الانتخابية.
وقال الأمين العام للمفوضية القومية للانتخابات إن رئيس مجلس السيادة الانتقالي أمن على ما جاء في مذكرة المفوضية القومية للانتخابات.
يذكر أن السر أحمد الملك كان رئيسا للجنة الانتخابات في ولاية القضارف. في 2015، كما كان رئيسا للجنة العليا للانتخابات بولاية “شمال دارفور”.
العنوان
الكاتب
Date
البرهان يحرق المراحل.. قبل تشكيل مفوضية جديدة.. لماذا استقبل مفوضية انتخابات البشير ؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة