|
|
 Re: حكومة بند العطالة توظف ثلاث مواطنين فى مج� (Re: Abureesh)
|
في الخميس ديسمبر 17, 2009 4:58 pm
ببساطة ..بند العطالة
د.عادل عبد العزيز الفكي
السيد الشريف حسين الهندي- رحمه الله- وزير المالية الأسبق استحدث في سيتينيات القرن الماضي ضمن ميزانية الدولة بنداَ لتوفير مدفوعات مالية لموظفين خارج النظام الرسمي للتوظيف سمي بند العطالة.
وكان الهدف معالجة مشكلة البطالة وعدم التوظيف للشباب المؤهلين تأهيلاً معقولاً ولكنهم لم يجدوا فرصة للتوظيف في مؤسسات الدولة بسبب محدودية الوظائف الرسمية التي كان يشرف عليها ديوان شئون الخدمة في كل أنحاء السودان حينذاك.
ومن خلال هذا البند كانت تصرف لهذه الفئة مدفوعات شهرية تعينهم واسرهم على المعيشة دون التزام من الدولة بترقيتهم أو توفير أي مزايا وظيفية أخرى لهم.
كانت للتجربة إيجابيات كثيرة أهمها تحسين المستوى المعيشي لكثير من الأسر التي صرفت على تعليم أبنائها وظلت في انتظار توظيفهم لإخراجها من دائرة الفقر.
هل من الممكن تطبيق فكرة كهذه الآن؟
جيوش العاطلين تسد الأفق حالياً. العشرات من الخريجين الجامعيين ومن هم دونهم يجوبون الآفاق بحثاً عن وظائف. كل جهة تطلب توظيف عدد من العاملين تواجه بمئات أو آلاف المتقدمين. يقدر تقرير رسمي صادر عن وزارة المالية والاقتصاد الوطني نسبة البطالة وسط الشباب بحوالي 28.3% أي حوالي خمسة ملايين وثلاثمائة ألف شاب وفقاً للاحصاء السكاني 2008م.
في إحدى المؤسسات التي كنت أعمل فيها مسئولاً عن التوظيف فتحنا باباً لتوظيف عدد من الشباب، وكان المؤهل المطلوب الشهادة الثانوية نجاح. إكتشفنا العشرات من خريجي البكالريوس والدبلومات تقدموا الينا بشهاداتهم الثانوية مخفين شهاداتهم الأخرى طلباً للتوظيف بأي ثمن. هذا أمر محزن حقاً.
إن تطبيق فكرة بند العطالة التي ابتدعها الشريف حسن الهندي في الستينيات تبدو مستحيلة في الوقت الحالي لأن الأمر يتعلق الآن بمئآت الألوف من الشباب العاطلين عن العمل، في حين كان الأمر في ذاك الوقت يهم عشرات من الشباب فقط. يستحيل الآن على الحكومة في وزاراتها وهيئاتها ومؤسساتها وأجهزتها الولائية حل هذه المشكلة عن طريق التوظيف المباشر.
الحل الجذري لمشكلة البطالة يتم بتحريك الاقتصاد في قطاعاته الأساسية الثلاث، الزراعي، الصناعي، والخدمي. وهذا التحريك يحتاج لبرامج تنفيذية مركزة ومدروسة ومدعومة سياسياً ومالياً.
يمثل برنامج النهضة الزراعية أهم برنامج يمكن أن يسهم اسهاما مؤثراً في حل مشكلة البطالة في البلاد. يقول المهندس عبد الجبار حسين عثمان الأمين العام للنهضة الزراعيةSad النهضة الزراعية جاءت لهؤلاء، خصصت لهم البرامج، واستقطبت لهم الممكنات.. .. ، أفردت دائرة كاملة أسمتها «دائرة مكافحة الفقر وتوفير فرص العمل».. .، خصصنا مبلغ 467 مليون دولار لمشروعات الحد من الفقر والتنمية الريفية لتأهيل 23 مشروعاً إنمائيا في كافة أرجاء البلاد لتستوعب كل من له قدرة على العمل، دشنا مشروع قوت الشباب الذي يستوعب 200 شاب في مزارع نموذجية، ونجتهد في انجاز تمليك 4200 شاب سكناً ومزرعة ضمن المهندسين الزراعيين، تتبنى النهضة برنامجاً طموحاً لبناء قدرات المرأة وتيسير حصولها على الأصول والخدمات بتمويل ميسر).
هذا برنامج هائل يستحق الدعم والمساندة، ومن الواضح أنه ينقصه الإعلام والتوثيق العلمي، كم عدد الشباب الذين شغّلهم البرنامج؟ وكم العدد المقدر تشغيله خلال عام، عامين، الى خمسة أعوام. لتتسنى مقارنة هذا بالأعداد المرصودة من الشباب العطالى حالياً، والأعداد التي ينتظر أن ينضموا لهم مستقبلاً. حيث تخرج الجامعات السودانية حوالي 60 ألف خريج جامعي سنوياً فضلاً عن من لم يدخلوا مدارس أصلاً أو اكتفوا بالتعليم الابتدائي أو الثانوي ويرغبون في الشغل.
المشكلة حادة وكبيرة وتحتاج لتضافر الجهود من المجتمع بأكمله سواء في الجهاز الحكومي أو القطاع الخاص أو الاحزاب السياسية أو المنظمات غير الحكومية.
ولابد من الدعم الجاد للبرامج التنفيذية الطموحة كبرنامج النهضة الزراعية. وبالمناسبة أين برنامج وزارة الثقافة والشباب والرياضة لتدريب 5 مليون شاب؟
|
|
  
|
|
|
|
|
| |
يحي قباني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست