|
Re: مسرحية الشخص لفيروز والرحبانية عمل لا يفق (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)
|
مسرحية الشخص هي تلك المسرحية اللبنانية الموسيقية الغنائية الساخرة من بطولة فيروز ونصري شمس الدين وأنطوان كرباج، عُرِضَت لأول مرة بعد حرب حزيران في بداية عام 1968 على مسرح بيكاديللي بمدينة بيروت. كتب المسرحية وإعدها الأخوان رحباني (وهما شاعران وموسيقيَّان لبنانيَّان)، وأخرجها صبري الشريف، وتتمحورُ القصة حول بائعة بندورة (طماطم) تقدم للمحاكمة بسبب ما لفق ضدها من تهم بأنها أفسدت حفل استقبال كان يعد لمسؤول كبير جاء في زيارة للمدينة. تتميَّز المسرحية بخلوّها من الأسماء، حيث أن كل شخصية تُسمَّى بدورها أو وظيفتها فقط، فالبائعة اسمها "البيَّاعة" والضابط اسمه "الشاويش" والمسؤول المهمّ اسمه "الشخص". وتتضمَّن المسرحية ما مجموعه 29 أغنية أو قصيدة تنشدها الشخصيات لسَرْد الأحداث. أحداث المسرحية جرت في بلدةٍ (اسمها غير مُحدَّد) تجري فيها الاستعدادات على قدمٍ وساقٍ لاستقبال "الشخص" القادم لزيارتها، وهو صاحب سلطة سياسية عُلْيا في البلاد، رغم أن لا أحد يشيرُ علناً إلى اسمه أو منصبه. وفي هذه الأثناء، يجبُ على المتصرّف (المحافظ أو المعتمد) أن يُهيّئ ساحة البلدة لاستقبال الشخص لذلك فقد أخليت الساحة التي يبيع فيها الناس بضائعهم بأمر من المتصرف
ضمن هذا المشهد تأتي صبية (فيروز) لتبيع البندورة على «عربتها» القديمة. وتفشل كل محاولة لإبعادها هي و(عربيتها). ثم بوصول (الشخص) تندفع الفتاة لترحب به، ولتغني له أغنية شعبية مع دبكة طالبة منهُ أن يشتري منها ما تطعمُ بها إخوتها الجوعى، الذين يعتمدون عليها لإعالتهم، ودون أن تعبأ بتحذيرات الجمهور والشرطة. ينذهل "الشخص" من هذا الموقف وينصرفُ معتذراً بلا تفسير ودون أن يحضرَ مأدبة الغداء التي أُعِدَّت لأجله، ممَّا يُسبّب إحراجاً شديداً للمتصرّف الذي يشرع فورا في تكليف الشاويش بفتح تحقيق في الحادثة. اغتاظ المسؤولون من هذا الفشل، واتهموا (البنت) بأنها أغضبت (الشخص) بتصرفها غير المسؤول. (عربيتها) هي كل ما تملك ورثتها عن أبيها المتوفى، وهي وسيلتها الوحيدة كي تعيل إخوتها الصغار، الذين يعتمدون عليها كلياً، صودرت منها، وأخذت كرهينة من أجل المثول أمام المحكمة بسبب سلوكها (المُشين).نصحت بتوكيل محامٍ (فليمون وهبي)، لكنه رفض أن يأخذ (بندورة) كأتعاب، فتحالُ إلى القضاء وتضطرّ للوقوف وحيدةً أمام المحكمة بينما تُوجَّه إليها اتهامات بتلقّي المال من "أشخاصٍ" آخرين لإفساد الحفل والإخلال بالأمن. ويشارُ إلى الفتاة أمام المحكمة على أنها "البنت البيَّاعة"، ويبرّر القاضي هذا الأمر بأنَّ المسرحية التي يمثّلون بها ليست فيها أسماء، وهي سخرية من المسرحية ومن المحاكمة نفسها.
تحاول البائعة أن تلجأ للمتصرّف ليساعدها في محنتها، لكنه يعتذرُ قائلاً أنه محض "مظلومٍ" آخر يتبع رؤساءه والسلطة العُلْيا، وأما من عليهم أن يعاونوها فهم "أولاد البلد"، لأنَّهم عامة الشعب وأساس البلد والمجتمع. تمثلُ البائعة أمام المحكمة ويصدرُ الحكم النهائي بتوقيفها وبيع عربتها في المزاد العلنيّ، حيث يأخذها أحد المشترين بمائة ليرة، وتذهبُ الأموال لخزينة الحكومة.
تلتقي البائعة -لاحقاً- بـ"الشخص" وهو يهومُ وحيداً في نزهة حول البلدة، فتروي لهُ ما وقعَ لها لأنَّها غنَّت لهُ في ساحة البلدة، ممَّا يثيرُ عجبه ودهشته. إذ يتبيَّنُ أن "الشخص" قد أُعجِبَ بغنائها وجرأتها، وأنه يحبّ الناس ولكنه لا يستطيع مخالطتهم ولا يجدُ الراحة حتى في منزله بسبب مسؤولياته، كما أنَّه يخبرُها عن القيود والفصام الذي يشعرُ به بسبب المنصب الذي يتقلَّدهُ والذي يصعبُ عليه التخلّي عنه بالرغم من البؤس الذي يجلبه. ويعدُ "الشخص" البائعة في المشهد الأخير بأن تُعَاد إليها عربتها وبأنَّه سيكونُ عوناً لها في متابعة البيع والتجارة.
|
|
![Edit](https://sudaneseonline.com/db/icon_edit.gif)
|
|
|
|
|
|
|