|
Re: السودان لا يحتاج معجزة:سنة اولى فترة انتق� (Re: Kabar)
|
(3) تأسيس هياكل السلطة الإنتقالية: المطلب الأساسي لإدارة الفترة الإنتقالية هو تأسيس هياكل انتقالية لإدارة الفترة الإنتقالية ، وهي: مجلس سيادة انتقالي (مناصفة بين العسكر والمدنيين) ، رئيس وزراء مدني ، مجلس وزراء مدني ، مجلس تشريعي انتقالي مدني ، حكام ولايات مدنيين. ولقد نجح البناء في تأسيس هياكل السلطة الإنتقالية (مجلس سيادة ، رئيس وزراء ، مجلس وزراء ، حكام ولايات مدنيين) ، بنفس الصورة المتفق عليها ، ولكن حدث التعثر في تأخر تكوين المجلس التشريعي الإنتقالي. التعثر في تكوين المجلس التشريعي الإنتقالي يعود الى اخفاق القوى السياسية في التوافق على تكوين هذا المجلس ، اذا يرى فريق ضرورة تأجيل التكوين الى غاية اكتمال عملية السلام وبالتالي استيعاب قوى الحركات المسلحة في المجلس المزمع تكوينه. بموجب اتفاق السلام الموقع بين الحكومة الإنتقالية والجبهة الثورية وفصائل اخرى ، فلقد تم الإتفاق على منح الجبهة الثورية 25% من مقاعد المجلس التشريعي الإنتقالي ، ثلاث مقاعد في مجلس السيادة ، خمس مقاعد في مجلس الوزراء ، 30الى 40% في مجالس الولايات. وتأخر تكوين المجلس التشريعي الإنتقالي له سلبيات منها: اولا: غياب الرقابة عبر السلطة التشريعية على اداء الحكومة (السلطة التنفيذية) ومجلس السيادة ، ثانيا: غياب سلطة التشريع ، مما ترك الأمر للحكومة (السلطة التنفيذية ممثلة في مجلس السيادة ومجلس الوزراء) بابتدار تشريعات القوانين واجازتها بواسطة مجلس الوزراء ومجلس السيادة. والأخطر من هذا التأخير هو اعادة تعريف مفهوم مدة وزمن الفترة الإنتقالية ، فهناك اصوات تنادي بمد الفترة الإنتقالية الى اكثر من 39 شهرا كما هو محدد في الوثيقة الدستورة لسنة 2019 (كما حال الإتفاق الذي سيحتفل به في 2 اكتوبر 2020)، والبعض يتحدث عن ضرورة اعادة تعريف بداية الفترة الإنتقالي ، مما يعني الغاء السنة الأولى ، من الفترة الإنتقالية بكل بهائه واجتهادات حمدوك في ارجاع السودان الى المشهد الدولي ، والبداية من نقطة جديدة...!!!!!! ومهما كانت المبررات الموضوعية في تسبيب تأخير تكوين المجلس التشريعي الإنتقالي ، فان تأخير تكوين المجلس خطأ ارتكبته القوى السياسية التي اوكل اليها امر ادارة الفترة الإنتقالية ، سواءا كانت قوى مدنية/عسكرية في الخرطوم أو قوى من الحركات المسلحة. فتحالف قوى الحرية والتغيير (كحاضنة سياسية للفترة الإنتقالية) صابته كثير من الإشكالات ، وتجمع المهنيين هو الآخر صابه الخلل الذي ادى الى الإنشقاقات ، وبعض الحركات المسلحة (الحلو/عبد الواحد) لازال يرواح ويناور في مسألة السلام.كل هذه الإعتبارات تؤثر سلبا على الفترة الإنتقالية ، واهم التأثير هي فشل القوى السياسية في التعامل العلمي مع القضايا ، والإخلال بالوعود ، فهذا مؤشر خطير ان تعجز القوى السياسية في الإحتفاظ باطار زمني حددته مسبقا وفشلت في تحقيق ما وضعت له اطار زمن في الزمن المحدد. الطريقة التي تتعامل بها القوى السياسية الآن لا تسمح بمنحها ثقة اكبر كتمديد الفترة الإنتقالية مثلا ، وعليها ان تستوعب هذا الأمر جيدا. عموما في محور تأسيس هياكل السلطة الإنتقالية ، فان الحكومة الإنتقالية حققت نجاح مقدر ، ولو ضعنا نسبة مئوية ، نجد ان الفترة الإنتقالية نجحت في احراز نسبة (75%) في تأسيس هياكل الفترة الإنتقالية. في السودان لا نحتاج معجزة لتحقيق تأسيس هياكل الفترة الإنتقالية.
كبر
|
|
|
|
|
|
|
|
|