|
Re: سيرة تاجر مضادات الحنين (Re: عبد الحميد البرنس)
|
عزيزي الشريف الشريف: وينبيك جميلة حقا. على المستوى الإنساني لا أزال أحن إليها. \لكن العرب قديما، قالت: أعذب الشعر أكذبه (وجه ضاحك). وهذه مناسبة ربما تجذب بعض المهتمين. إذ إنني قمت تاليا بتعديل ذلك الفصل الخاص بغدر وينبيك هذا لا بعبدالحميد البرنس، بل بحامد عثمان إحدى شخصيات هذه الرواية:
باب يُغلق وباب آخر يفتح. هكذا، هي الحياة. سئل حكيم ما عند نهايات عمره: "ما الحياة"؟ قال: "بابان بينهما مسافة لا تزيد عن ربع المتر. فتحتَ أنت بابا ويدك متجهة في الآن نحو أُكْرة الباب الآخر". كذلك، سأغادر وينبيك، مدينة الغدر هذه، في القريب العاجل، "زميلي ديريك". وليس لي فيها ما يجبر على العودة إليها، حتى الممات. مع أن أماندا ماران بون، شريكتي السابقة في الفراش، ظلّت تؤكد على مدى نحو الشهرين من انفصالنا ذاك أنها تحمل جنينا ما في بطنها.
"أنا حامل. ألا تصدق حبيبي وليم"؟
كانت العاهر تناديني بذلك الاسم:
"وليم".
وتصر هكذا حتى بعد أن تكشَّف كل شيء أن تقرنه بتلك الكلمة "البذيئة":
"حبيبي"!
على أي حال لا يمكنك الأغلب تمرير أشياء مثل "القسوة" من دون أن تكون مغطاة بالملمس الحريري الناعم للرحمة. لم أكن أعلم لمكر أي قحبة في هذا العالم وحتى بعد أن سرنا معا ردحا على درب الفراش أنّها تعلم ما اسمي الحقيقي ثلاثيا:
"حامد عثمان حامد"!!
وكما كانت تقول هي:
"هاميد أوثمان هاميد".
بينما أتأمّل آخر معالم وينبيك المتراجعة، من خلف نافذة الباص، خطر لي أنّه لا توجد في هذا العالم مدن غادرة وأخرى طبعها الوفاء. القابلية للغدر أو الوفاء يوجدان دائما هناك، في داخلنا. "أنا حامل، يا وليم". كان قد استقر تماما في نفسي تحت تأثير وقع تلك الصدمة أن أماندا ماران بون هذه تحاول بادعاء أنّها حامل يائسة أن تستبقيني إلى جوارها بأي وسيلة. لا أنكر أن الحنين لا يزال على الرغم من مرور كل هذه السنوات يراودني أحيانا لزيارة وينبيك. ربما حتى أرى تلك الملامح المفترضة، التي قد يكون عليها وجه طفلي العزيز في هذا العالم. هذا، إذا ما قد صدقتْ أقوال العاهر أماندا!
كنت أخبرتُ ديريك بعزمي على الرحيل بُعيد بداية الوردية.
بدا من رد فعله البارد تماما آنذاك كما لو أن كيتي سام، تلك الحارسة الطيبة، قد نشرت "خبر رحيلي الوشيك هذا" على نطاق واسع. أو كما يقول المصريون "مبتتبلش فوله فى بقها". لا أحد يدري ما قد ينتظرنا هناك في رحم الغيب من فرح أو أسى. في القريب، عقب رحيلي المزمع هذا بوقت قصير، سيحدث أمر ما في حياة كيتي سام هذه ستتبدل معه حياتها وحياة من تحب على نحو لا يخطر حتى على ذهن الشيطان. ثم بعد مرور نحو دقيقة أخرى من صمتٍ لا يزال مشبعا بما يثيره ذلك النوع من التفكير في مسائل كالرحيل، تناهى صوت ديريك: "هل لديك صداقات هناك في العاصمة أتوا"؟ قلت:
"القليل، القليل القليل، القليل منها يا ديريك".
وخيل إليَّ كما لو أنني أخبرته من قبل طرفا من أحداث حياتي الماضية، عندما قال: "لا تحزن". وهو يمدّ إليَّ يده مودعا:
"حظا طيبا لك في العاصمة أتوا، يا هاميد".
قلت:
"كذلك، قد سعدت، بالعمل معكم، يا ديريك".
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
سيرة تاجر مضادات الحنين | عبد الحميد البرنس | 09-04-20, 08:50 PM |
Re: سيرة تاجر مضادات الحنين | جمال ود القوز | 09-05-20, 00:07 AM |
Re: سيرة تاجر مضادات الحنين | عبد الحميد البرنس | 09-05-20, 05:30 AM |
Re: سيرة تاجر مضادات الحنين | Osman Musa | 09-05-20, 07:35 AM |
Re: سيرة تاجر مضادات الحنين | عبد الحميد البرنس | 09-05-20, 11:22 AM |
Re: سيرة تاجر مضادات الحنين | osama elkhawad | 09-05-20, 02:29 PM |
Re: سيرة تاجر مضادات الحنين | نعمات عماد | 09-05-20, 03:57 PM |
Re: سيرة تاجر مضادات الحنين | ابو جهينة | 09-05-20, 05:27 PM |
Re: سيرة تاجر مضادات الحنين | عبد الحميد البرنس | 09-06-20, 10:38 AM |
Re: سيرة تاجر مضادات الحنين | عبد الحميد البرنس | 09-05-20, 10:12 PM |
Re: سيرة تاجر مضادات الحنين | عبد الحميد البرنس | 09-06-20, 02:12 AM |
Re: سيرة تاجر مضادات الحنين | elsharief | 09-06-20, 02:51 AM |
Re: سيرة تاجر مضادات الحنين | محمد عبد الله الحسين | 09-06-20, 10:52 AM |
Re: سيرة تاجر مضادات الحنين | عبد الحميد البرنس | 09-07-20, 00:01 AM |
Re: سيرة تاجر مضادات الحنين | عبد الحميد البرنس | 09-06-20, 06:18 PM |
Re: سيرة تاجر مضادات الحنين | أبوذر بابكر | 09-06-20, 06:44 PM |
Re: سيرة تاجر مضادات الحنين | ابو جهينة | 09-06-20, 08:02 PM |
Re: سيرة تاجر مضادات الحنين | عبد الحميد البرنس | 09-07-20, 10:26 PM |
Re: سيرة تاجر مضادات الحنين | عبد الحميد البرنس | 09-07-20, 05:32 PM |
Re: سيرة تاجر مضادات الحنين | أبوذر بابكر | 09-08-20, 05:44 PM |
Re: سيرة تاجر مضادات الحنين | عبد الحميد البرنس | 09-08-20, 09:59 PM |
Re: سيرة تاجر مضادات الحنين | عبد الحميد البرنس | 09-09-20, 01:28 AM |
Re: سيرة تاجر مضادات الحنين | عبد الحميد البرنس | 09-09-20, 10:19 PM |
Re: سيرة تاجر مضادات الحنين | ابو جهينة | 09-11-20, 02:23 PM |
Re: سيرة تاجر مضادات الحنين | عبد الحميد البرنس | 09-11-20, 06:44 PM |
Re: سيرة تاجر مضادات الحنين | ناذر محمد الخليفة | 09-11-20, 08:09 PM |
Re: سيرة تاجر مضادات الحنين | elsharief | 09-12-20, 00:43 AM |
Re: سيرة تاجر مضادات الحنين | عبد الحميد البرنس | 09-12-20, 06:10 AM |
Re: سيرة تاجر مضادات الحنين | عبد الحميد البرنس | 09-12-20, 08:20 PM |
Re: سيرة تاجر مضادات الحنين | ابو جهينة | 09-12-20, 08:49 PM |
|
|
|