ول ابا دفع الله الأصيل..حبابك يا صديقي عيد سعيد وبخيت ، كتر خيرك على المرور هنا..والمفردات المدهشة (كدارين ، تموت تخلي) التي تجعلك تمضي وكأنك ماسك موية في ذات ليلة مقمرة.. وهي مواجبة ظريفة ولطيفة وما فيها أي كعبلة ولا شنكل.. كتار من ناس القانون في امسودان يا صديقي ، وانا في معيتهم مجرد هاوي زلنطحي ساكت ، عكس الصورة العابسة العامة عنهم ، لهم اهتمامات بالموسيقى والشعر والفن..والذاكرة صابها بعض التعب..ولكن نذكر محمد احمد المحجوب وتجربته في الشعر الرصين ، ونذكر شيخنا الحسين الحسن (صاحب تفشى الخبر) ، ونذكر عبد الباسط سبدرات صاحب رائعة البلابل (رجعنا لك) ، واهم صوت شعري نسائي في مجال الشعر الغنائي الأستاذة سمرقندية المحتسب (صاحبة قدر الزمن)..وبالطبع اكثرهم مساهمة في مجال الشعر الغنائي ابن عمدة الخرطوم ، استاذنا الشاعر الفذ حسين عثمان منصور صاحب الروائع (ديوانه:اجراس المعبد) التي صدح بها العمالقة ، (الكاشف:توبة يا آنا ، عثمان حسين ، حسن عطية) ، التي اخترت لك منها (سعاد) باداء الفنان الشامخ حسن عطية ، وهي اغنية صارت رمز النضال لصديقاتنا واصدقاءنا ناس احزاب الحركة الإتحادية (خصوصا الوطني الإتحادي ) في امسودان.
واعتذر يا صديقي ، الزهايمر يا دفع الله ، اخذني على غرة من امرى ، فلقد كنت اعتقد جزما ان الذاكرة التي شربت لبن البقر والضان والماعز الطازج لن يصيبها العطب ، اعتذر عن غياب في خيطك ، ووعد سوف ابحث عنه واجادعك فيه باذن الكريم.. فيما يخص الدهشة يا صديقي ، يظل دفع الله الأصيل (من غير مجاملة) بالنسبة لي كنز سوداني ، ارى فيه استيعابه لفرنسا (خصوصا اشغال الفسلفة والفكر) ويعيد انتاجها سلوكا وخطابا ممزوجا بروح الراعي والمزارع في دار الجزيرة بوسط امسودان ، وهذه تذكرني ايام كنا صبيان نذاكر بالفوانيس (فوانين الجاز ، ومسرجة حبوبة ونسيني ، نار تقابة من الحطب الطبيعي..الخ) ونحن نمنى النفس بالإلتحاق بجامعة الخرطوم ، فكانت جلالات رفع المورال (الروح المعنوية) هي ان نتذكر طرائف عيال الرعاة ممن سبقونا الى تلك البقعة ، بعضهم يحملون الدرجات العليا ويذهبون الى الفرقان وديار الرهط ويمارسون حياة اهلها فيرعون بالإبل والبقر والضان ، يسيرون مع الضعائن ، يشاركون في الأفراح والأتراح ، يسرحون في الفلاة..!! هكذا يا صاحب ، ذات مرة ارتكتب حماقة ، وانا احاول ان اكتب عن طبيعة الشكلانية في خطاب دفع الله الأصيل المنثور في سودانيز اونلاين ، تتبعت اشكال الرموز التي كان يحرص دفع الله الأصيل على اظهارها في خطابه (طريقة الكتابة) ، فاستشرت صديقين (رجل وامرأة) ويتابعون كتابة دفع الله ، عن تلك الرموز بعضهم ظن انها تزيد ، والبعض الأخر ادرك انها مقصودة لتحقيق غرض ولكن لا يدري معنى ذلك الغرض ، بالنسبة لي كانت مداخل تثير الحوار الفلسفي العميق..فحينما تدخل في الخطاب بعض الرموز التي يتفق حولها العالم كرموز رياضيات ولها معاني متفق عليها ومنضبطت ، فأنا احاول أن اقرأها هكذا..اقرأها في سياق خطاب دفع الله الأصيل واحاول استكشافها..! المخطوطة غائبة في اضابير الكمبيوتر تبعي ، وسوف اتفرغ لها وانقحها وانشرها..! شفت ليه انت مدهش يا صاحب..! لأنك فيك روح التربال المتواضع الذكي ، الذي يتحدث بالإشارة اكتر من الإفصاح واظهار اثر البيئة الصوفية..! الداجو يا صديقي ، ناس دم ولحم (جدي معلا ابو امخيان ولد شنة ولد بلال ، معلا امه بت سلطان الداجو في منطقة لقاوة الكبرى) ، وسوف اتابع نشر المعلومات عنهم وعن مجموعات اخرى ، واخر جهدي اشغال مثل (عينات المطر) و(هجرة المسيرية الى جنوب كردفان ) وهي كلها ترجمات ، وسوف انشرها قريبا هنا. كتر خيرك يا صديقي ، هذا المنبر ، عطفا على دوره في تجميع اكبر قدر من الناس واختلاف مشاربهم الفكرية والثقافية واهتماماتهم ، يظل دوحة للتثاقف وتبادل المعرفة ، وليتنا نكون قدر التحدي ونساهم بصورة ايجابية..!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة