|
Re: هل تعلم ؟ همس الشوق .. اول من لحنها و غناها � (Re: walid taha)
|
مشكور مرة أخري أخي يحي على هذه الهدية و اللفتة الإنسانية البارعة. أنا طبعا ما ضليع في مجال الفن الغنائي, و إن كنت أزعم أن أذني سميعة. الموضوع الذي افترعته أخي يحي, حيوي و هام: يدور حول المقارنات اللحنية حول نص غنائي واحد. بالجد, يا يحي, نقبت لنا و أمطت اللثام عن كنز فني دفين. أنا لا " أجامل " في رأيي. هذا النسخة الشراحبيلية للنص الغنائي: " همس الشوق " الذي ألفه الهرم الشعري الشاهق: هاشم صديق, رائعة جدا جدا. و أستغرب لماذا لم تجز لجنة النصوص هذا العمل الغنائي المتكامل في روعته: نصا, لحنا, و أداءا. اللحن, كما استمعت له جميل, فقط يحتاج لقليل من التطوير و الضبط في الأداء الأوركسترالي. نحن كمستمعون محظوظون لبقاء هذا اللحن, على شاكلته الشراحبيلية الجميلة محفوظا لديك. و نشكرك على تشنيف ا`ذاننا به. بس كمان نحن نحتاج لسماع و مشاهدة النسخة اللحنية لهذا النص الغنائي: " همس الشوق " من الباشكاتب نفسه لدواعي المقارنة. بس في تقديري أن اللحنين جميلين و مذاقيهما مختلفين في لذتهما كالتفاحة و البرتقالة. أنا أحب كلا النكهتين: تفاحة الباشكاتب, و برتقالة ملك الجاز. و أتخيل أن ملك الجاز توقف عن ترديد لحنه الأول هذا لنص أغنية: همس الشوق احتراما للفنان الكبير محمد الأمين. و طبعا باب المقارنات اللحنية حول النص الشعري الواحد يمكننا إيجاد نماذج لها كثيرة في الفن الغنائي السوداني, و بين الفن الغنائي السوداني و الفن الغنائي العربي بشكل عام. خذ مثلا أغنية: يا هاجر التي وضع كلماتها الشاعر الغنائي السوداني المبدع: التيجاني الحاج موسى في نسختها اللحنية الأولى التي جاد بها الفنان الكبير عبدالكريم الكابلي, و النسخة اللحنية الأخرى للفنان الرائع: النور الجيلاني. و مرة أخرى أقول أن وقع النسختين اللحنيتين للنص الشعري الغنائي: " يا هاجر " كان جميلا في نفسي, و مذاقهما مختلفا و لذيذا عندي, كمذاقي التفاحة و البرتقالة, اللتين أحبهما بذات القدر. بس كمان اذا قارنا النسخة اللحنية للنص الشعري: " قام إتعزز الليمون " لدي الفنان الأول في السودان في نظري: محمد وردب, رحمه الله, و الفنان المبدع الراحل: محمد سلام, عليه الرحمة, فإنني أرى أن سلام قد تفوق في لحنها هذا على فرعون الغناء السوداني: محمد وردي, رحمه الله. و إذا انتقلنا لقضاء أرحب, لمقارنة نسخة لحنية سودانية و أخرى من العالم العربي, في نص شعري واحد فهنالك نماذج كثيرة في هذا السياق. خذ مثلا: أغنية صلوات في هيكل الحب, أو: عذبة أنت كالطفولة..." , التي وضع كلماتها الشاعر التونسي الشهير: أبو القاسم الشابي, و أول من قام بتلحينها و أدائها هو الفنان السوداني الراحل: حسن سليمان الهاوي في عام 1947م, ثم وجدت الكلمات طريقها لملحن عربي من السعودية, فقام بالسينما و أهداها للفنان السعودي الكبير: محمد عبده. طبعا النسختين اللحنيتين مختلفتين, و الأسلوبين اللحنيين مختلفين. لحن محمد سليمان الهاوي بسيط و straight forward. و اللحن الذي تغنى به الفنان السعودي محمد عبده أكثر تعقيدا. بس كمان في تقديري أن الفنان سيف الجامعة أحدث تطويرا لحنيا أروع في اللحن الأصلي الذي وضعه الفنان الراحل حسن سليمان الحاوي. و هناك أغنية عروس الروض, التي كان أول من اكتشف و تعامل مع نصها الشعري هو الفنان السوداني زنقار, و تبعه الفنان عبدالعزيز محمد داؤود في ترديدها, و آخرين, ثم و جدها ملحنون و فنانون سعوديون و قاموا بوضع لحن مختلف للنص الشعري: " عروس الروض ", الذي ألفه الشاعر اللبناني المعجري الكبير: ألياس فرحات. و هنالك أيضا نص: " وطن الجدود فديتك..." للشاعر اللبناني المهجري الشهير: إيليا أبو ماضي, التي أداها الفنان السوداني الراحل: أحمد المثطفي, و لا أعرف ما هو ملحنها السوداني الأصل. و هناك نسخة لحرية لذات النص تؤديها فيروز. طبعا, مرة أخرى الأسلوب اللحني السوداني بسيط و straight forward, و اللحن الذي أداه فيروز, كعادة معظم الألحان العربية, بكائي. و إذا تعرض اللحن الذي أداه الفنان السوداني الراحل: أحمد المصطفى لأغنية: " وطن الجديد حدق..." لبعض التطوير العصري, بمصاحبة كورال, في تقديري فإنه سيكون أفضل. و في رأيي أن لحن أمة الأمجاد للثنائي الوطني كان أفضل من النسخة اللحنية لذات الكلمات التي جاد بها الراحل حسن خليفة العطبىاوي, و أكثر حيوية.
طارق الفزاري ود زينب
|
|
|
|
|
|