عرفنا بالتجربة في 2020 :لماذا كان د.جون قرنق وحدويا

Quote: فريق طه عثمان الحسين ولاهمية الفترة الانتقالية، التي تضطلع بامهات القضايا في االغزمة السودانية بعد سقوط عمر البشيرالرئيس السابق، وفي مقدمتها معالجة الأولويات الملحة قضيه السلام في المنطقتين ودارفور، وان نركز علي المنطقتين كاكبر ازمة تواجه السودان ،وهي بوابة للتدخالت الاجنبيه . من واقع تجربتي الشخصية ان مشكلة السودان الأساسية هو السالم في المنطقتين ، لوجود قوات الجيش الشعبي بعتاد حربي ضخم وميسطر علي اراضي واسعة خارج سيطرة الدولة مما يشكل عامل استنزاف لموارد الدولة ، حتي وقف اطالق النار، تتكفل القوات المسلحة و االجهزة الأمنية متابعة ومراقبة نشاط الجيش الشعبي علي طول الحدود الفاصلة بينهم والقوات المسلحة ،اضف الي ذلك النشاط الخارجي لاجنحة الجيش الشعبي ،كلها تحتاج الي متابعة ، باعتبارها قوات معادية للدولة ،وفشل المؤتمرالوطني في القضاء علي الجيش الشعبي وتفكيكه ، وارهق واستنزف خزينة الدولة ، واجهزة الأمن والاستخبارات كانت علي دراية ، بالصراع علي الموارد الطبيعية والمياه ، و سلفاكير رئيس جنوب السودان ، يدعم الجيش الشعبي في المنطقتين تنفيذا لالجندة الإسرائيلية ، الطامعة في مياه النيل الازرق ، وموارد جنوب كردفان ، واوعزعت للتمردين بالهجوم علي الشركات الصينية وشركات تعدين الذهب . وحتي اقالة مالك عقار وياسر عرمان بايعاز من اسرائيل لوقف التفاوض ،وكان المتوقع توقيع اتفاق سلام نهائي يوقف الحرب ، وعندما شعرت اسرائيل وجنوب السودان ان الاتفاق يتعارض مع مصالحهم ،اعطوا الحلو اشارة لخلق فتنة تبرر اقالة مالك وياسرمن رئاسة الحركة الشعبية وتعطيل التفاوض . هنالك محاولات الخراج قبيلة الانقسنا من المعسكرات والمناطق المحررة ، وطرد الجيش الشعبي التابع لمالك عقار من المناطق التي يسيطرون عليها ، لتصبح منطقة جنوب النيل الازرق خالية من قوة تدعو لوحدة السودان . الأخ مالك عقار وياسر عرمان شخصيات غنية عن التعريف وعملنا معهم فترة اتفاقية السالم ،وبعد الحرب الثانية كان التواصل مستمر بينا ولم يتوفق واجتمعنا كثيرا ، وكانوا دايما يسعون تجنب البالد التدخالت الخارجية ، وكانوا كلما وصلوا الي نقطة تؤدي للسالم ، كان الحلو يقف معترضا علي اتفاق . وهم اكثر الرافضين لطرح تقرير المصير، الداعمين الأساسيين للسالم في السودان. ويعرفون اسرار وخبايا الحركة الشعبية لتحرير السودان وما يدور، ومساهمة الحلو في حرب دارفور منذ حملة بوالد من قاد الحملة ومن اين اتي السلاح والتطورات المتلاحقة بعد هزيمة بولاد بواسطة القوات المسلحة ،ومن ساهم في صناعة حركات مسلحة جديدة في دارفور،بعد هزيمة بوالد . الأخ مالك وياسر هم من اصلب القيادات التي نعتمد عليها الاعتماد عليها لحل قضية الحرب نهائيا في السودان ، لما لهم من الخبرة والكفاءة والعلاقات والإقليمية الدولية الواسعة ومعرفة اين تكمن قوة الحركة الشعبية . ال اجد سببا لتمسك عبد العزيز الحلو بالقيام بانقلاب وشق الحركة الشعبية إلا لتحقيق مصلحة ذاتية ضيقة او محاولة حماية مصالح دول ، تري وجود مالك وياسر في قيادة الحركة الشعبية مهدد لهم ،ان مالك عقار كقائد للنيل كان رفض فكرة تقرير المصير ووجود جيشين لعلمه التام بالمهددات الأمنية علي الأمن القومي لمصر والسودان والوطن العربي ، في حالة قيام دولة تشترك في مياه النيل الازرق جنوب السودان انفصل والنيل الأزرق خارج اراضيه ، بالتالي اصبح تهديده اقل لان مياه النيل الابيض ال تمثل اهمية كبيرة مثل جريان مياه النيل الازرق جرت محاولات عديدة من قبل الحكومة السابقة في جولات سريه وعلنية مع جماعة الحلو يرفضون عملية السالم من دون ان يجلسوا للتفاوض، وكانت لديهم معلومات مسبقة عن سقف الحكومة التفاوضي ،ويسعون بكافة الطرق لافشال جولة التفاوض كان لالوفق لهم يجلسوا ويقولوا رايهم ، لكنهم ياتون مشحونين بافكار وخريطة محددة اما تقبل وجهة نظرهم او تفشل المفاوضات ،وهكذا الي ما النهاية ،ويظل خطر حرب اخرى لا يزال قائما. استفادة الوساطة من جولات التفاوض السابقة ،وتقييم للمواقف والاطروحات والاراء مع تحديد سقف زمني للتفاوض للوصول لسلام ،الان ترك فترة التفاوض مفتوحة يغري المتمردين بالتماطل والتسويف . اعلن الحلو وقف اطالق النار من جانبه، انتظارا للمفاوضات مع المجلس العسكري ، هل رغبة في السالم ام مناورة ، وابداء حسن النوايا تجاه الوضع الجديد علي قيادة دولة الإمارات والمملكة ومصر باعتبارهم الراعين لعملية السالم والمتضررون من قيام الحرب بما لها من تاثير علي الأمن القومي العربي والإسلامي ، عليهم وضع بدائل استراتيجية لاحلال السلام بالمنطقتين في فترة زمنية قصيرة تلتزم بها الحركات المسلحة. الحرب الأخيرة بين حكومة عمر البشير والجيش الشعبي بالمنطقتين، انتهت بوقف اطالق نار من جانب السودان ،من خلال المشاورات التي كانت تجري مع الولايات المتحدة فيما عرف بالمسارات الخمسة مع النظام السابق . اقول إن دولة الإمارات والمملكة السعودية ومصر، يستطيعون ان يعملوا لوقف الحرب. ودائما تركيزنا ينصب علي السالم بالمنطقتين ويرجع لعدة اسباب اوالا : وجود قوات عسكرية مدربة تدريب قتالي عالي علي حرب العصابات ثانيا: اعداد القوات تفوق الثلاثون الف مقاتل ثالثا: الهيكل التنظيمي للقوات شبيه بهيكل القوات المسلحة وتوجد كل االفرع والوحدات الاسلحة المختلفة رابعا : وجود كميات ضخمة من السلاح الثقيل والخفيف. خامسا: بؤرة لتجمعات الحركات المسلحة مما يؤدي الي تهديد الأمن القومي السوداني والعربي والإسلامي خامسا: ابعاد الجيش الشعبي من الحدود مع جنوب السودان واعادة انتشار القوات المسلحة وقوات الدعم السريع سادسا : الوجود الضخم للمنظمات الإنسانية الاستخباراتية الداعمة لانفصال المنطقتين سابعا : الوجود الكنسي الذي يسعي لطمس هوية ابناء المنطقتين وانتمائهم العربي والإسلامي ثامنا: ابعاد النفوذ الإسرائيلي من مياه النيل الازرق الذي تهدد مباشر للامن القومي المصري مما يؤثر علي الأمن الغذائي العربي تاسعا : الثروة المعدنية من ذهب ويورانيوم وحديد ومعادن ثمينه اخري في باطن ارض جنوب كردفان والنيل الأزرق عاشرا : الأراضي الزراعية الشاسعة والثروة الغابية والحياة البرية وعلو هطول االمطار بكميات ضخمة احدي عشرة: ابعاد المنطقتين من الصراعات الإقليمية والدولية وحتي التشكل ضغط علي السياسيه الداخليه والخارجية للسودان ،من خلال منظمات حقوق الاالانسانلاضعاف موقف حكومة السودان في المحافل الدولية والإقليمية اثنتا عشر: العقيدة القتالية لقوات الجيش الشعبي التي تعادي التوجه العربي والإسلامي للسودان ثالث عشر: مشروع السودان الجديد التي يدعو صراحة تفكيك السودان واعادة هيكلته رابع عشر: سعي عبد العزيز الحلو لتقسيم السودان الي دويلات عبر دعم من جنوب السودان واسرائيل خامس عشر: وجود قيادات تسعي لضم المنطقتين لجنوب السودان بقيادة جوزيف تكة وعمار امون دلدوم اذا تعذر قيام دولة مستقلة سادس عشر: ارجاع الأراضي لسيادة الدولة السودانيه وانهاء وجود مناطق محررة لذلك الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو كانوا يخافون من عدم التزام النظام السابق، بتعهداته لتنفيذ اي اتفاق او تفاهمات ،يتم التوافق حولها، فقط النظام يريد فرض سيطرته علي المنطقتين . سوف تستمر ادارة اللعبة الاستراتيجية بين القوى الدولية والإقليمية من خلال مدخل الحرب ، فرغم ان الحركة الشعبية برئاسة عبد العزيز، وهي النسخة الأحدث للحركة الشعبية ، كفرع من فروع الحركة الشعبية جنوب السودان ،وهي القوة المسلحة الاكثر اهمية لجنوب السودان وهي تفرض سيطرة مطلقة على مناطق مهمة واستراتيجية في المنطقتين ، وعززوا هيمنتهم على غالبية الحدود الدولية مع جنوب السودان . ويدرك جميع السياسيين بالسودان ال يمكن ان تحل مشكلة الجيش الشعبي بالمنطقتين دون تفاهمات مع سلفاكير وحكومته ،وتعهد سلفاكير مرارا للرئيس السابق عمر البشير بحل مشكلة المنطقتين ،ولكنه لم يفي بوعده . الحلو ومجموعته يهدف إلى تخريب التعاون السوداني والجنوب سوداني لحل خلافاتهم مع بعض ، والأضرار بمصالح السودان في جنوب السودان . وجود الجيش الشعبي مسيطرا علي المنطقتين من شأنه افشال العملية السياسية، رغم إعلانهم وقف إطلاق النار لمدة ثالثة شهور، مع الاحتفاظ بالمناطق التي يسيطرون عليها . لا يزال من المبكر الحديث عن سلام مع الحركة الشعبية بالمنطقتين تحت القيادة الحالية لمعرفتي المسبقة بما يريده الحلو واعوانه ، لطرحهم الراديكالي الذي تمثله جماعة قبليه عنصرية مشحونة ضد العروبة والاسلام . و وجود خلفات أيديولوجية ومنافسات استراتيجية بين مكونات الجيش الشعبي والقوات المسلحة والدعم السريع ، و المواجهة العسكرية التي دارت بينهم ،والتي ارتبطت باجندات اقليمية ودولية معلومة للقوات المسلحة . وذلك يتطلب صفقة مع بعض قيادات الجيش الشعبي لتغييرموازين القوة ويمكن من التعاون والتنسيق مع قيادات جيش جنوب السودان بما لهم صلة مباشرة مع الجيش الشعبي بالمنطقتين. قدمت الحركة الشعبية بقيادة الحلو انفسهم كقوة سياسية، بعد ان فرضوا انفسهم كقوة قتالية، بعد الإنقلاب علي مالك وياسر، و تحاول قيادات عبد العزيز الحلو تسويق شرعيتهم و تبيتها وعلي الوساطة والحكومة للاعتراف بهم ولكن وفود المؤتمر الوطني كانت تسعي دايما لشقهم لجماعات واحداث فتنة داخلية ليتقاتلوا مع بعض ، وتركيزهم دايما علي قوات الجيش الشعبي باعتبارهم قوة ضخمة كان يمكن شقهم اذا حصل تداخل وبناء مصالح مشتركة مع كبار القيادات ،لان كل ثورة لها ثورة مضادة . والرئيس عمر البشير والمؤتمر الوطني كان لهم اصرار على عودة القيادة الشرعية للحركة الشعبية بقيادة مالك عقار ، حتي يضمنوا السيطرة علي قرارات الحركة الشعبية ، في حالتي السلم و الحرب، فانقلاب عبد العزيز الحلو اجل الحرب ولم يلغها ولم ياتي بالسلام مستدام . كذلك ابرام صفقة نهائية مع سلفاكير بواسطة دولتي الإمارات والمملكة السعودية يتخلى فيها عن نفوذه في المنطقتين ،وهو قادرعلى التحكم بقرار الحرب والسالم في إلمنطقتين، اذا وافق علي ذلك، توضع خارطة طريق سياسية وامنية، اسوة بسالم الجنوب الذي رعته الحكومة السودانية وهذا الخارطة الاستراتيجيه الهدف منها ، اجبار الحركة الشعبية جناح الحلو ، التحول الى حزب سياسي تابع للسودان . ان الاسراف في التكتيك يفقدنا القدرة على تحقيق الاهداف، اصلا مانضخم جماعة الحلو ،نعاملهم مثل ما كان يتعامل معهم المؤتمر الوطني ، لو حاولنا رفعناهم مكانة ومنزلة في هذا الوقت يرفعوا سقف توقعاتهم ومطالبهم ، نمشي معهم لادني مستوي ، خالف ارادتنا . حكومة السودان والدول العربية لديهم معركة مصيريه مع الحركة الشعبية جناح الحلو، ينبغي عدم نسيان بما حدث في اتفاقية نيفاشا بفصل جنوب السودان ،واصبح بؤرة للتواجد الإسرائيلي ومهدد للامن القومي للسودان والعرب ومصر، ومشكلة المنطقتين هي مخلافات الانفصال ،لولم ينفصل جنوب السودان ،لم يجد الجيش الشعبي الذي تكون حديثا بعد الانفصال ،دولة تدعمه وتوفر ملاذ امن له ، نصمم خططنا، فالتحول في سير المعركه الامنيه والاستخباراتية والعسكريه يصنع تحول في المعركة السياسيه .