مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشباب...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-15-2024, 06:46 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-13-2020, 01:28 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    ضريبة الذل
    بعض النفوس الضعيفة يخيل إليها أن للكرامة ضريبة باهظة لا تطاق، فتختار الذل والمهانة، هربا من هذه التكاليف الثقال، فتعيش عيشة تافهة رخيصة، مفزعة قلقة، تخاف من ظلها، وتفرق من صداها، يحسبون كل صيحة عليهم، ولتجدنهم أحرص الناس على حياة.

    هؤلاء الأذلاء يؤدون ضريبة أفدح من تكاليف الكرامة.
    إنهم يؤدون ضريبة الذل كاملة، يؤدونها من نفوسهم، ويؤدونها من أقدارهم، ويؤدونها من سمعتهم، ويؤدونها من اطمئنانهم، وكثيرا ما يؤدونها من دمائهم وأموالهم وهم لا يشعرون.

    وإنهم ليحسبون أنهم ينالون في مقابل الكرامة التي يبذلونها قربى ذوي الجاه والسلطان حين يؤدون إليهم ضريبة الذل وهم صاغرون.

    ولكن كم من تجربة انكشفت عن نبذ الأذلاء نبذ النواة بأيدي سادتهم الذين عبدوهم من دون الله .

    كم من رجل باع رجولته، ومرغ خديه في الثرى تحت أقدام السادة، وخنع وخضع وضحى بكل مقومات الحياة الإنسانية وبكل المقدسات التي عرفتها البشرية، وبكل الأمانات التي أناطها الله به أو أناطها به الناس.... ثم في النهاية إذا هو رخيص رخيص، هين هين، حتى على السادة الذين استخدموه، السادة الذين لهث في إثرهم، ووصوص بذنبه لهم، ومرغ نفسه في الوحل ليحوز منهم الرضا!!

    كم من رجل كان يملك أن يكون شريفا، وأن يكون كريما، وأن يصون أمانة الله بين يديه ويحافظ على كرامة الحق وكرامة الإنسانية، وكان في موقفه هذا مرهوب الجانب، لا يملك له أحد شيئا ، حتى الذين لا يريدون له أن يرعى الأمانة ، وأن يحرس الحق وأن يستعز بالكرامة.. فلما خان الأمانة التي بين يديه، والضعف عن تكاليف الكرامة، وتجرد من عزة الحق، هان على الذين كانوا يهابونه، وذل عند من كانوا يرهبون الحق الذي هو حارسه، ورخص عند الذين كانوا يحاولون شراءه، رخص حتى أعرضوا عن شرائه ثم نبذ كما تنبذ الجيفة، وركلته الأقدام، أقدام الذين كانوا يعدونه ويمنونه، يوم كان له من الحق جاه ومن الكرامة هيبة، ومن الأمانة ملاذ.

    كثير هم الذين يهوون من القمة إلى السفح، لا يرحمهم أحد، ولا يترحم عليهم أحد، ولا يسير في جنازتهم أحد، حتى السادة الذين في سبيلهم هووا من قمة الكرامة إلى سفوح الذل، ومن عزة الحق إلى مهاوي الضلال.

    ومع تكاثر العظات والتجارب، فإننا ما نزال نشهد في كل يوم ضحية: ضحية تؤدي ضريبة الذل كاملة، ضحية تخون الله والناس والأمانة والكرامة، ضحية تلهث في إثر السادة، وتلهث في إثر المطمع والمطمح، وتلهث وراء الوعود والسراب.. ثم تهوي، وتنزوي هنالك في السفح خانعة مهينة.

    لقد كان في وسعهم أن يكونوا أحرارا، ولكنهم اختاروا العبودية.. وفي طاقتهم أن يكونوا أقوياء، ولكنهم اختاروا التخاذل.. وفي إمكانهم أن يكونوا مرهوبي الجانب، ولكنهم اختاروا الجبن والمهانة... شاهدتهم يهربون من العزة كي لا تكلفهم درهما، فإذا هم يؤدون للذل دينارا أو قنطارا. ينظر إليهم الناس في شماتة، وينظر إليهم السادة في احتقار.
    ــــــــــــــــــــــــــــ
    من كتاب دراسات إسلامية (بتصرف يسير)
    ---------------------------------
    المقومات الحسان.. في اختيار الأصحاب والخلان
    لا يستغني عاقل في حياته عن مصادقة ومصاحبة أو مؤاخاة ومخاللة، وقد عُرفت الصداقة منذ القدم، وكتب عنها كل ذي رأي وقلم، وأعلن عن أهميتها كل ذي فكر.
    فمما رسخ عند الخاصة والعامة أن الصاحب ساحب، ويكفي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل".
    وقال بعض الشعراء:
    عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه .. فكل قرين بالمقارن يقتدي

    وأثر الصحبة لا ينتهي في الدنيا، وإنما هو مستمر في الآخرة... بهذا نطق الكتاب والسنة، قال تعالى: {الأَخِلاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ} فهذا في الصالحة.. وفي الصحبة الأخرى قال: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولا}.
    فإذا كان للصداقة والصحبة كل هذه الأهمية وذاك الأثر، كان حريا بالعاقل أن يولي الاختيار أولى همه.

    والسؤال: هو كيف يختار الإنسان صاحبه؟
    والجواب: هو أن تجيب أولا عن هذا السؤال: لماذا تريد الصديق؟..
    فإن مرادك منه هو الذي سيحدد كيفية اختياره؛ فإن الصحبة وصفات الصاحب تختلف باختلاف الغرض منها، والأصدقاء أنواع وأقسام ـ كما قال المأمون: "الإخوان على ثلاث طبقات: فإخوان كالغذاء لا يستغنى عنهم أبدا، وهم إخوان الصّفاء، وإخوان كالدواء يحتاج إليهم في بعض الأوقات، وهم الفقهاء، وإخوان كالدّاء لا يحتاج إليهم أبدا، وهم أهل الملق والنفاق لا خير فيهم".
    فعلى حسب مرادك من الصديق تتحدد معالم اختباره واختياره.. فصاحب الدنيا ليس كصاحب الآخرة، وصديق المرح ليس كصديق السفر، وزميل الدراسة ليس كزميل العمل، وصاحب السعة ليس كمن يعد لوقت الحاجة والضيق.

    مقومات أساسية
    على أن كل صديق مهما كان سبب صحبته أو علة صداقته لا بد وأن تتوفر فيه أمور:
    1- الدين:
    وقد جاء بذلك الحديث الشريف الذي رواه احمد وأبو داود والترمذي عن أبي سعيد الخدري أنه سمع سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول: [لا تصحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي].
    فلابد أن يكون الصديق ذا دين وتقى؛ لأن مخالطة غير التقي تخل بالدين، وتنقص المروءة، وتوقع في الشبه والمحظور، ولا تخلو عن فساد بمتابعة فعل، أو غض طرف عن منكر، ثم هي مدعاة للتشبه فإن الطباع سراقة والجبلة تحمل على الاقتداء والتأسي، وهذا شيء معلوم بالضرورة .. حتى قال بعضهم: "ما شيء أسرع من فساد رجل وصلاحه من صاحبه، ويظن بالمرء ما يظن بقرينه".
    وقال الشاعر:
    عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه .. .. فكل قرين بالمقارن يقتدي
    إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم .. .. ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي
    والمؤمن يزينك ولا يشينك، وينصحك ولا يخدعك، ويصارحك ولا يداهنك، وينصرك ولا يخذلك، ويخشى على دينك كما يخشى على دين نفسه، ويحب لك ما يحب لنفسه، فصاحب الدين عدة عند البلاء، وزينة عند الرخاء، قال تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا}.

    2- العقل:
    فإن العقل الموفور يهدي إلى مراشد الأمور، ومعاداة العاقل خير من مصادقة الأحمق، فإنه من حمقه .. ربما أراد نفعا فأضر.. قال علي: لا تصحب الأحمق فإنه يجهد نفسه لك ولا ينفعك، وربما ضرك من حيث أراد نفعك، سكوته خير من نطقه، وبعده خير من قربه، وموته خير من حياته.
    وفي النهاية لا تثبت مع الحمق مودة، ولا تدوم لصاحبه معه صحبة.
    قال بعض الشعراء:
    المرء يجمع والزمان يفرق .. .. ويظل يرقع والخطوب تمزق
    ولأن يعادي عاقلا خير له .. .. من أن يكون له صديق أحمق
    فاربأ بنفسك أن تصاحب أحمقا ..إن الصديق على الصديق مصدق.

    وفي قصة الدب الذي قتل صاحبه ما ينهى عن طلب الصداقة، عند أولي الحماقة، إذ كان فعل الدب هذا لفرط حب.
    وإن العقل ليس له إذا ما .. .. تفاضلت الفضائل من كفاء.

    3- الصدق:
    ويراد به صدق المودة كما يراد به صدق الحديث، وأعني به هنا الثاني، فإنه لازم لكل صداقة عظمت أو جلت، وطالت أم قصرت، فإن الكذاب مثل السراب، يلمع ولا ينفع، يقرب البعيد، ويبعد القريب..
    ومن كلام الأدباء العلماء النجباء
    لم ير في القبائح .. وجملة الفضائح
    كالكذب أوهى سببا ولا أضل مذهبا
    ولا أعز طالبا ولا أذل صاحبا
    وقد خطب أبو بكر يوما فقال: "ألا إن الصدق و البر في الجنة، ألا إن الكذب والفجور في النار"... وأحسن من كل هذا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: [إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا].

    4- الإنصاف:
    وهو من أعز أخلاق البشر على جلالته، وأقلها وجودا مع عظم الحاجة إليه وأهميته، وهو خلق لا زم في كل صحبة، لأن الصداقة قد تنفصم عراها، أو يصيبها من الأحداث ما يعكر صفوها، فيأتي دور الإنصاف ليرتق منها ما انفتق، فالإنصاف يحمل على العدل عند الائتلاف والاختلاف... وقد روى البزار عن نبينا المختار: [ثلاث من الإيمان: الإنفاق من الإقتار، وبذل السلام للعالم، والإنصاف من نفسه]. وهذا أعز الإنصاف.. قال تعالى: {وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا}.

    وصاحب الإنصاف إذا وافق وأحب لم يكذب ولم يداهن، وإذا خالف وأبغض لم يظلم في حكم ولم يفجر في خصومة.. فهو نافع في كل وقت. وأما غير المنصف فكما قال الشاعر:
    وإخوان حسبتهم دروعا .. فكانوها ولكن للأعادي
    وخلتهم سهاما صائبات .. فكانوها ولكن في فؤادي
    وقالوا قد صفت منا قلوب .. لقد صدقوا ولكن عن ودادي.

    5- الرغبة في صحبتك:
    والرضا بصداقتك، والغبطة من محبتك، فإن محبة من لا يحبك حماقة، وطلب الود عند من لا يودك طعن في عقلك... فمثل هذا لا تقوم به صحبة، ولا تستمر معه صداقة ولا مودة.
    ومن الشقاوة أن تحب .. ومن تحب يحب غيرك
    أو أن تسير لوصل من .. لا يشتهي للوصل سيرك
    أو أن تريد الخير للـ .. إنسان وهو يريد ضيرك
    سيـان إن أولـيته .. خيرا وإن أمسكت خيرك.

    6- حسن الخلق:
    والمقصود هنا عموم مكارم الأخلاق بعد أن خصصنا المهم في رأينا، فلابد أن يكون الصديق محمود الأخلاق مرضي الأفعال، مؤثرا للخير آمرا به، كارها للشر ناهيا عنه؛ فإن مودة الشرير تكسب الأعداء وتفسد الأخلاق، ولا خير في مودة تجلب عداوة وتورث مذمة، والسيئ الخلق الناس منه في بلاء، ونفسه منه في عناء.
    قال ابن المعتز: إخوان الشر كشجر النارنج يحرق بعضها بعضا.. وقال غيره: صحبة الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار، ومن خير الاختيار صحبة الأخيار، ومن شر الاختيار صحبة الأشرار، ولا شيء أضيع من مودة من لا وفاء له واصطناع المعروف عند من لا شكر له.
    احــذر مودة مـــاذق .... شاب المرارة بالحلاوة
    يحصي الذنوب عليك أيـ .. ـام الصداقة للعداوة

    7 ـ المشاكلة والموافقة:
    وثمة أمر آخر غاية في الأهمية.. ألا وهو
    فلما كان الناس مختلفين في عقولهم وطبائعهم وأخلاقهم وأهدافهم كان لابد لمن أراد أن يصاحب أن يتلمس من يناسبه ويشاكله؛ فإن التجانس أصل الإخاء وقاعدة الائتلاف، يزيد بزيادته وينقص بنقصانه ـ كما قال الماوردي رحمه الله.. ودليل ذلك حديث عائشة رضي الله عنها في صحيح البخاري قال عليه الصلاة والسلام: [الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف].
    والصاحب للصاحب كالرقعة في الثوب، إن لم تكن منه شانته.
    وما صاحب الإنسان إلا كرقعة .. على ثوبه فليتخذه مشاكلا
    وقيل أيضا:
    ولا يصحب الإنسان إلا نظيره .. وإن لم يكونا من قبيل ولا بلد

    فإذا أردت أن تصطفي من الناس خلا، فاصحب من توفر فيه ما سبق، فإن زاد حسنا فليكن ما نصح به علقمة بن لبيد العطاردي ابنه فقال: "يابني إن عرضت لك في صحبة الرجال حاجة، فاصحب من إذا صحبته زانك، وإذا خدمته صانك، وإن قعد بك الزمان مانك، اصحب من إذا مددت يدك بفضل مدها، وإن رأى منك حسنة عدها، وإن رأى سيئة سترها، أو خلة سدها، اصحب من إذا سألته أعطاك وإذا سكت ابتداك، وإن نزلت بك نازلة واساك، اصحب من إذا قلت صدق قولك، وإن حاولت أمرا آمرك، وإن تنازعتما يوما آثرك".
    فإن حصلت هذا فاشدد يديك به، وإلا فقل على الصحبة السلام.
    -----------------------------
    لا تحملوا شيئا فوق طاقتكم
    جاء جميع الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - بفكرة جوهرية هي (المحدودية): محدودية الحياة والإنسان والأشياء.

    والحقيقة أن لدينا الكثير من التطبيقات لهذه الفكرة المهمة, وإن تجاهلها يجر على المرء الكثير من المشكلات.

    إذا كان لكل شيء طاقة على التحمل, فهذا يعني أننا إذا حملناه فوق طاقته فإننا نخسره, أو يخذلنا, أو ينقلب علينا.

    وهذه الكلمة أعزائي الشباب مخصصة؛ لإضاءة بعض المفاهيم المهمة في هذا الشأن وذلك من خلال استعراض بعض الأمثلة:
    1 ـ إن الحديد الذي نجعله في الأعمدة من أجل حمل أسقف المباني, له طاقة على التحمل, فإذا حملناه أكثر من طاقته ماذا يحدث له؟ إنه ينحني, وإذا انحنى صار وجوده مثل عدمه, وسقط السقف, وهذا مثال مادي محسوس وسهل الفهم.

    2 ـ الوازع الداخلي - الضمير - الذي في صدروكم والتربية الممتازة التي تلقيتموها في أسركم والمبادئ العظيمة التي تؤمنون بها... كل ذلك له طاقة على التحمل, فلا تحملوه فوق طاقته من خلال العيش في بيئة مملوءة بالمعاصي والمنكرات, ولا تحملوه فوق طاقته من خلال مصاحبة رفاق السوء الذين يتعاونون مع شياطينكم على إغوائكم وتدميركم. وإن كثيراً من الشباب والشابات الذين انحرفوا, إنما حدث لهم ذلك؛ بسبب مواجهة تحديات أخلاقية غير عادية, وينبغي على العاقل أن يتعظ بغيره.

    3 ـ كثير من الشباب والفتيات لديهم ذكاء ونبوغ جيد, لكنهم لم يحققوا أي تفوق أو نجاح لافت, وذلك كثيراً ما يكون بسبب تعويلهم المبالغ فيه على مواهبهم الفطرية, أي أنهم حملوا ذكاءهم فوق طاقته في رحلة الحصول على التفوق. وقد دلت وقائع كثيرة, تفوق الحصر على أن الذكاء ليس أكثر من عنصر واحد من العناصر التي يتطلبها النجاح, فهناك العلم والتدريب والجدية والمثابرة ووضوح الأهداف والإرادة الصلبة...

    4 ـ بعض الفتيات يتمتعن بجمال متفوق وبارع, وقد تزوجن, وبعد مدة وجيزة بدأت الخلافات مع الزوج, ثم وقع الطلاق...
    لماذا حدث ذلك؟ هناك طبعاً أسباب عديدة, ربما منها اعتماد الفتيات على جمالهن وتحميله ما لا يتحمل ؛حيث تظن الواحدة منهن أن جمالها يوجب على الزوج أن يتحمل كل الأخطاء, ويستجيب لكل الطلبات, وما درت أن الجمال يصبح شيئاً مألوفاً للزوج بعد مدة, وأن الذي يستمر هو جمال الروح وجمال الخلق.

    ماذا يعني هذا بالنسبة إلى أبنائي وبناتي؟
    إنه يعني الآتي:
    1 ـ لاحظوا دائماً أن لكل شيء حداً يجب التوقف عنده, وكما يقولون: إن الشيء إذا تجاوز حده انقلب إلى ضده.

    2 ـ التوازن هو أجمل شيء في الحياة وأهم شيء، وهو يعني الاعتماد على عناصر متعددة في تسيير أمور حياتنا وقضاء حاجاتنا, فابحثوا عنه باستمرار.

    3 ـ احموا أنفسكم من مبالغات الشباب واندفاعاتهم, والتي تدفع دائماً في اتجاه التطرف والابتعاد عن الوسطية.

    ----------------------------------------
    الخصم اللدود
    شيء أساسي في حياتكم أبنائي وبناتي أن تعرفوا عدوكم الأكبر وخصمكم اللدود حتى توجهوا كل جهودكم من أجل مقاومته دون هوادة. أتعرفون ما هو؟
    إنه القصور الذاتي والضعف الشخصي. وقد تقولون لي:
    ما معنى القصور الذاتي ؟
    وأقول لكم : إني أعني بالقصور الذاتي هنا عدم كفاية القدرات الذاتية للمرء، أو عدم استثمارها على النحو الأمثل, كما أعني به ضعف إدارته على صعيد مقاومة رغباته وعلى صعيد قيامه بمسؤولياته. من السهل دائماً أن يجد كل واحد منا شخصاً أو جهة أو حادثة أو ظرفاً... يدعي أنه هو السبب في إخفاقه ومشكلاته, لكن ذلك كثيراً ما يكون غير موضوعي وغير مفيد أيضاً.

    حين هُزم المسلمون في (غزوة أحد), وقال بعضهم: كيف نُهْزم ونحن جند الله؟ نزل قوله تعالى: {أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير}.

    كونوا على ثقة يا بناتي وأبنائي أنه لا يستطيع أحد أن يؤذي أياً منكم من غير إذنه, وكونوا على ثقة كذلك بأن المرء يظل قادراً على الإساءة إلى نفسه أكثر من أي شخص آخر.. وهذا الكلام ينطبق على الجماعات والشعوب والأمم .

    القصور الذاتي يتجلى في العديد من الأمور , منها الآتي :
    1 ـ عدم وضوح الأهداف التي يسعى إليها المرء, حيث إن كثيراً من الشباب والشابات لا يعرفون ماذا يريدون، ولا يعرفون الشيء الذي سيشكل الفرق بين ما هم عليه اليوم, وبين ما سيكونون عليه بعد ثلاثين عاماً.
    هناك أمنيات وطموحات وأحلام وتطلعات, لكن ليس هناك أهداف. إن الهدف حين لا يكون واضحاً ومحدداً, فإنه لا يحفز صاحبه على العمل والعطاء وبذل الجهد, وهذا ما يعاني منه كثيرون منا رجالاً ونساءً وشيباً وشباباً

    2 ـ الكسل وفتور الهمة يسبب فتور الدوافع والمحرضات على العمل. وقد قال أحد الحكماء: إن الإنسان ليس ضئيلاً ولا عاجزاً, لكنه كسول إلى حد بعيد.
    إن من المهم أن ندرك أن للأعمال المضاعفة نتائج مضاعفة, وإن لتضييع الأوقات سدى, ولأداء الأعمال ببطء وخمول نتائجه الردئية التي لا تخفى

    3 ـ تسهم الفوضى بحظ وافر في القصور الذاتي, ولا سيما في هذه الأيام, فنحن كما تعرفون نعيش في عصر شديد التعقيد, وكثير المتطلبات, والفرص فيه عظيمة, ولذلك فلابد من تنظيم الشأن الشخصي وترتيب الأولويات.
    ألزموا أنفسكم بأداء شيء جيد على نحو يومي مثل قراءة جزء من القرآن، والمحافظة على صلاة الجماعة، وقراءة في كتاب جيد، والوصول إلى مكان العمل في الوقت المحدد, وأداء خدمة تطوعية صغيرة.. فهذا يحد من الفوضى في حياتكم الشخصية .

    4 ـ التسويف عدو كبير لأصحاب النفوس الكبيرة والهمم العالية, ونحن سمعنا وقرأنا الكثير عن مساوئ التسويف, ومع هذا فإن كثيرين منا يعملون وفق المقولة التالية: "كل شيء تستطيع إنجازه غداً فلا تنجزه اليوم!!

    إن التسويف نوع من العطالة والبطالة ونوع من التهرب من أداء الواجبات, وعواقبه كثيراً ما تتجلى في فوات بعض الخير ووقوع بعض الخسائر.
    إن الزمان لا ينتظر أحداً، ومن كان عاجزاً عن أداء واجبات اليوم, فسيكون أشد عجزاً إذا اجتمعت واجبات اليوم والأمس.
    أوقدوا شعلة الإيمان في صدوركم, واتركوا نورها يضيء كل جوانب حياتكم، تخلصوا من العجز والكسل والتسويف والغموض والفوضى مستعينين برب كريم رحيم ودود معين.
    ـــــــــــــــــــــــ
    الشباب والشهوات..
    لم يشهد عصر من العصور انتشار الشهوات وسهولة الحصول عليها.. وتيسير الوقوع فيها مثل ما حدث في عصرنا هذا.. وإذا كنا نتكلم عن انتشار هذا البلاء عموما فإن نصيب الشباب من التعرض له لا شك أكبر من نصيب غيرهم؛ خصوصا مع قلة الوازع الديني الناتج عن حياة سياسية وقيادة بعيدة كل البعد عن نشر الوعي الديني والأخلاقي، وكذلك زيادة البطالة وصعوبة إيجاد فرص العمل؛ مما ارتفع بمتوسط سن الزواج ارتفاعا مخيفا. وهذا ما حدا بطائفة كثيرة أو سول لها أو يسر لها أو اضطرها أحيانا لتكون صيدا سهلا وفريسة قريبة المنال للشهوات.

    وهذه القضية تنعكس - لا ريب - على حقل الدعوة والتربية، إذ إن جهد المربين ينصرف أكثر ما ينصرف إلى الشباب وتربيتهم على الصلاح والعفة والاستقامة.

    إننا ونحن نحاول معالجة هذه القضية الخطيرة ينبغي ألا نقع فيما وقع فيه البعض من التهويل أحيانا الذي قد يصيب العاصين باليأس وال################، أو التهوين الذي يفتح لهم باب التساهل ويهون عليهم المعصية. فكلا طرفي قصد الأمور ذميم، والوسط دائما ما يقع بين طرفين، وقد يميل لأحدهما دون الآخر حسب كل شخص وحاله.

    نحو منهج راشد:
    نحن نؤمن تمام الإيمان بأن منهج القرآن والسنة في معالجة هذا الأمر وغيره من الأمور هو المنهج الأسمى والأسنى والأجدى والأحق بالاتباع من غيره، فهو يستند إلى شريعة محكمة، ووحي لا يتطرق إليه الخلل، غير أن الخلل إنما يكون في وسيلة التطبيق وطريقة المطبق لهذا النظام.

    إن هناك بعض المحاور التي يدور عليها تناول هذه القضية نرى أنها تمثل المنهج القرآني والنبوي لمواجهة إلحاح الشهوة، كما يقول بعض من حاول معالجة هذا الموضوع.. لعل من أهمها:

    كل ابن آدم خطاء
    فميل النفوس إلى الشهوة ليست سُبَّة وإنما هو سنة في الخلق، ولا هي ممَّا يعاب طبعا لأن الله فطر كلا الجنسين للميل للآخر في هذا الباب خصوصا؛ وفطر العباد على حب الشهوات عموما؛ وهو ما قرره القرآن الكريم: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ}[آل عمران:14]. غير أن هذا الميل لا يبيح للإنسان التعلل به لفعل الفاحشة ولا لإدراك الشهوة من طريق محرم.. ذلك لأن الله تعالى أخبرنا أن دفع هواجس الشهوات ومقدمات المعاصي والسيطرة عليها ليس بالأمر العسير، بل هو داخل في تكليف العبد وإلا كان الأمر به من قبيل العبث وتكليف مالا يقدر عليه.. والله تعالى نفى ذلك بقوله سبحانه: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إلاَّ وُسْعَهَا} [البقرة: 286]، وإنما تتمرد الشهوة على صاحبها وتطوِّعه لها حينما يعرض نفسه لدواعيها، وينأى بنفسه عن معالم الطريق الذي رسمه الشارع الحكيم للتعامل معها، فهذا ما يجعل الأمر بالنسبة إليه عسيراً.

    علاج نبوي عظيم
    روى الأمام أحمد في مسنده عن أبي أمامة رضي الله عنه: "أن فتى من قريش أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! ائذن لي في الزنا. فأقبل القوم عليه وزجروه فقالوا: مه مه. فقال: ادنه. فدنا منه قريبا فقال: أتحبه لأمك؟ قال: لا والله، جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم. قال: أفتحبه لابنتك؟ قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لبناتهم. قال: أفتحبه لأختك؟ قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لأخواتهم. قال: أتحبه لعمتك؟ قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لعماتهم. قال: أتحبه لخالتك؟ قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لخالاتهم. قال: فوضع يده عليه وقال: اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصن فرجه. قال: فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء.

    وفي هذا الحديث فوائد تتعلق بموضوعنا منها:
    أن بعض الشباب لا يفكر إذا ثارت شهوته إلا في قضائها ويظن أنه بذلك ستنتهي معاناته، والحق أن هذا بعينه قد يكون بداية المعاناة لا نهايتها.

    في حمأة الشهوة ينسى الإنسان أو يذهل عقله عن عواقب إتيان الشهوة الحرام.. وأثر ذلك عليه وعلى مجتمعه. وربما إذا بان له عواقب فعله انزجر عنه؛ وهذا ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم مع هذا الشاب.

    الزجر والترهيب ليس علاجا حقيقيا، وإنما الإقناع هو الباب الأعظم لصرف العقول والقلوب عن المخالفات.. لقد انتفض الصحابة عند سماع الطلب من الشاب لرسوله عليه السلام.. فزجروه.. "مه.. مه"، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم عالجه بطريقة أخرى وهو بيان مفاسد مطلبه، وسوء عواقبه، وذكره أننا لو أذنا لكل راغب في الزنا لربما طال ذلك بناتنا وأخواتنا وأمهاتنا وعماتنا وخالاتنا وهو ما لا يرضاه أحد منا لأهله.. فلا ينبغي أن يرضاه لغيره.
    ارض للناس جميعا .. .. مثلما ترضى لنفسك
    إنـمـا النـاس جميعـا .. .. كلــهم أبـنـاء جنسك
    غير عدل أن توخى .. .. وحشة الناس بأنسك
    فلــهم نــفس كنفسك .. .. ولهـم حـس كـحسك

    تقوية البناء الإيماني:
    الشهوات في الغالب أمور يتطلبها البدن وتميل إلها النفس، وأحيانا يكون العلاج في تنبيه النفس إلى الجانب الروحاني والإيماني بل هو في كثير من الأحيان يكون من أنجع أساليب العلاج.. فدفع أهواء النفس يحتاج إلى قوة لا تتأتى إلا بتقوية الجانب الإيماني,, فكلما زاد إيمان المسلم كلما كان دفعه للشهوات ورده للآفات أسهل وأيسر، خصوصا إذا أضاء جانب المراقبة في قلبه.. وربما دل على ذلك حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وِجاء](متفق عليه).

    وقد نبه ابن القيم على مثل هذا الأمر فقال في مدارج السالكين: (اعلم أن أشعة لا إله إلا الله تبدد من ضباب الذنوب وغيومها بقدر قوة ذلك الشعاع وضعفه، فلها نور، وتفاوت أهلها في ذلك النور قوةً وضعفاً لا يحصيه إلا الله تعالى، فمن الناس من نور هذه الكلمة في قلبه كالشمس، ومنهم من نورها في قلبه كالكوكب الدري، ومنهم من نورها في قلبه كالمشعل العظيم، وآخر كالسراج المضيء، وآخر كالسراج الضعيف.... إلى أن قال: وكلما عظم نور هذه الكلمة واشتدَّ، أحرق من الشبهات والشهوات بحسب قوته وشدته، حتى إنه ربما وصل إلى حال لا يصادف معها شبهة ولا شهوة ولا ذنباً إلا أحرقه).

    وباب تقوية الإيمان أول ما يتأتى من المحافظة على العبادات المفروضات وعلى رأسها جميعا الصلاة والصوم ثم تأتي بعد ذلك النوافل وعلى رأسها قيام الليل، وكل عبادة فإنما هي باب للقرب وزيادة التقوى في قلب صاحبها يعظم بها إيمانه كما قال تعالى: {يأيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون}(البقرة:21).

    سد ذرائع الفتنة:
    في محاولة الابتعاد عن الشهوات ومعالجة النفس عن الوقوع فيها لابد من غلق الأبواب التي تفتح عليها، وتجفيف المنابع التي تتأتى منها، وعدم التعرض لأسبابها ودواعيها..

    ويأتي على رأس هذه الدواعي البصر.. فغض البصر من أهم أبواب رد الفتن ودفع الشهوات وغلق أبوابها.. فكم من نظرة أصابت قلبا في مقتل، فهي سهم من سهام إبليس إن لم يقتل فإنه يجرح.. ولا يخفى ما لإطلاق النظر في المحرمات من مفاسد على دين المسلم وعرضه وخلقه، يقول الإمام ابن الجوزي - رحمه الله-: "وليحذر العاقل إطلاق البصر، فإن العين ترى غير المقدور عليه على ما هو عليه، وربما وقع من ذلك العشق فيهلك البدن والدين،. "، وقال أيضاً: "واعلم أن أصل العشق إطلاق البصر، وكما يُخاف على الرجل من ذلك ... يخاف على المرأة. وقد ذهب دين خلق كثير من المتعبدين بإطلاق البصر وما جلبه، فليحذر من ذلك"(أحكام النساء:265)

    وقال ابن القيم رحمه الله: "والنظر أصل عامة الحوادث التي تصيب الإنسان، فإن النظرة تولد الخطرة، ثم تولد الخطرة فكرة، ثم تولد الفكرة شهوة، ثم تولد الشهوة إرادة، ثم تقوى فتصير عزيمة جازمة، فيقع الفعل ولابد، ما لم يمنع مانع، ولهذا قيل: الصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألم ما بعده".
    كـل الحــوادث مبـداها من النظر .. .. ومعظم النار من مستصغر الشرر
    كم نظرة فتكت في قلب صاحبها .. .. فــتك الســهام بلا قــوس ولا وتــر
    والعبــد ما دام ذا عـيــن يقــلبـها .. .. في أعين الغيد موقوف على الخطر
    يـسـر مقـلـته ما ضـــر مهـجــته .. .. لا مـرحــبا بســرور عـاد بالضـرر

    ويأتي بعد ذلك دفع الخواطر والأفكار: فإن الخطرة تولد الفكرة، ثم تولد الفكرة شهوة، ثم تولد الشهوة إرادة، ثم تقوى فتصير عزيمة جازمة، فيقع الفعل ولابد ما لم يمنع مانع.. كما قال ابن القيم رحمه الله.

    ومن أهم الأبواب أيضا الإرشاد إلى أهمية الصحبة الصالحة، والتحذير من تبعات مصاحبة أصدقاء السوء.
    ومنها: التعامل مع الجنس الآخر وَفق الضوابط الشرعية، والتي منها: عدم المصافحة، وعدم الخلوة، وترك الكلام لغير حاجة. فإن التساهل في هذا يجر متاعب وعواقب غير محمودة.

    ونهاية وهي الأصل والبداية الاستعانة بالله وكثرة الابتهال والدعاء إليه أن يصرف عنك السوء فهو من وراء قلب الإنسان وعقله وفكره وبصره.. فاللهم حبب إلينا الأيمان وزينه في قلوبنا ، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين.. آمين.

    ----------------------------
    من أجل هذا.. تقبلوا الاختلاف
    جرت عادة الناس بالإلحاح على التوافق والانسجام؛ لأنهم يعرفون أن الخلاف موحش, وقد يؤدي إلى صراعات مريرة؛ وهذا حق, لكن من عادة الناس أيضاً أن يطلب كل واحد منهم من غيره أن يوافقه, وينسجم معه, وينسى أن عليه أن يطلب من نفسه مثل ذلك!

    أنتم أيها الشباب تعيشون في زمان كل شيء فيه إلى اتساع وتنوع, وأنتم تلاحظون أن الخيارات على كل صعيد باتت كثيرة جداً, وإن من شأن هذا أن يجعل دوائر الخلاف أوسع بكثير مما كان عليه الأمر في الماضي, وهذا يتطلب منا أن نفهم مسائل الاتفاق والاختلاف على وجه حسن.

    ولعل مما يفيد في ذلك أن علم أن:
    ـ الاختلاف سنة من سنن الله - تعالى - في الخلق، وهذا ما نفهمه من قول الله - تعالى -: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ}. وقال - عز وجل -:{وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ}.
    روي عن بعض أهل العلم أنهم قالوا في تفسير هذه الآية: {وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} أي للرحمة والاختلاف فمن شأن الله - تعالى - الرحمة بعباده, ومن شأن عباده الاختلاف فيما بينهم.
    وما أجمل قوله صلى الله عليه وسلم: [تجدون الناس كإبل مائة لا يجد الرجل فيها راحلة) .. فقد يكون لدى المرء مائة ناقة, ثم لا يجد بينها واحدة, تتوفر فيها كل الصفات التي تجعل منها المركب الهنيء والمفضل للأسفار, وهكذا فقد يبحث الواحد منا بين المائة والمائتين من المعارف والزملاء فلا يجد شخصاً واحداً يوافقه تمام الموافقة في أفكاره وعواطفه وأمزجته.

    - اختلاف عقولنا ونفوسنا وأهوائنا أشبه باختلاف وجوهنا, حيث إن من النادر أن تجد وجهين متفقين في كل التفاصيل والملامح, ولكن على مستوى التقسيمات العامة فإن في كل وجه خدين وعينين وحاجبين وجبيناً وأنفاً وفماً وذقناً, وهكذا الناس تجمعهم أمور عامة, وتفرقهم التفاصيل الصغيرة, وينبغي أن نتقبل هذه الوضعية على ما هي عليه.

    ـ فطر الله - تعالى - الناس على طبائع مختلفة, فمنهم من يميل إلى التفاؤل, ومنهم من يميل إلى التشاؤم وسوء الظن, ومنهم من هو صابر وهادئ وحليم, ومنهم من هو غضوب ملول ضيق الصدر.. وهذا يؤدي إلى كثير من الاحتكاك اليومي وكثير من النزاع.

    ـ من الناس يا أبنائي وبناتي من نشأ في أسرة تُعامل أبناءها بالرفق واللين والتدليل, ولهذا فإنهم يظنون أن الحياة رخية, وأن الناس كلهم طيبون. ومنهم من نشأ في أسرة يسودها الظلم: ظلم الأب أو زوج الأم أو زوجة الأب... ولهذا فإنه ينظر إلى العالم بمنظار أسود, ويسيء الظن بكل من يقابله.

    ما الذي يعنيه كل هذا بالنسبة إلى بناتي وأبنائي؟
    إنه يعني الآتي:
    1 ـ لا ينظر أحدكم إلى نفسه على أنه الأصل في كل شيء, ولذا فليس على الآخرين سوى أن يكونوا صورة عنه. لدى كل الناس ما يُمدح و وما يُذم، ولديهم ما هو صواب, وما هو خطأ.

    2 ـ حاولوا فهم وجهات نظر الآخرين وخلفياتهم وظروفهم, واتخذوا من الأعذار والتسامح منهجاً تمضون عليه مع كل ذلك.

    3 ـ انظروا إلى الاختلاف على أنه مصدر ثراء وغنى وتنوع, وليس شيئاً يضعف الأمة, أو يكدر صفاءها, فنحن إذا اتفقنا في الكليات لم يضرنا الخلاف في الجزئيات والفرعيات.

    4 ـ حين يكون الأمر ظنياً اجتهادياً, فإن الصواب غالباً مع الأكثرية الكاثرة، لكن حين يكون الافتراق بين الناس في أمور قطعية وظاهرة, فالصواب مع أهل الحق ومع من معه الدليل والبرهان, وهذا ما عناه ابن مسعود - رضي الله عنه - حين قال: (الجماعة أن تكون على الحق ولو كنت وحدك).. فإذا كانت هناك قرية لا يصلي فيها إلا رجل واحد, فذلك الرجل هو الجماعة وعلى أهل القرية جمعياً أن يرجعوا إليه.

    5 ـ لنتهم أنفسنا عوضاً عن اتهام الآخرين.

    6 ـ اعتمدوا الحوار والتفاوض من أجل الوصول إلى أفضل بلورة ممكنة في المسائل المختلف فيها.
    د.عبدالكريم بكار...
    ـــــــــــــــــــــــــــــ
    السعادة.. تدفق داخلي
    كثيرا ما نسمع عن أناس يتحدثون عن أن السعادة تنبع من الداخل, وبعض أعزائي يشككون في هذا، ويقولون: أين كل ما تتحدث عنه الدعاية التجارية من متعة المال والمنصب الرفيع والسياحة والسفر واللهو... هل هذه أشياء داخلية؟ أو أنكم تريدون إيجاد شيء لتعزية المفلسين والمحرومين؟
    والجواب : لا

    الفرق بين السعادة واللذة
    من المهم أن نفرق بين السعادة واللذة.. اللذة فعلاً تأتي في الغالب من وراء تناول شيء أو لمس شيء أو النظر إلى شيء محسوس.. وهي تتصف بكونها عابرة ومؤقتة, فالتلذذ بالطعام والشراب والنوم على فراش وثير... يكون ما دمنا متلبسين بذلك ومباشرين له, فإذا انصرفنا عنه إلى شيء آخر انتهت اللذة, وصارت ذكرى.
    وإذا كان التلذذ بشيء محرم, فإن المتلذذ يشعر بشيء من العتمة الروحية, وشيء من اللوم والندم؛ لأنه يشعر بأنه قد عصى الله - تعالى - وأنه كان ضعيفاً أمام رغباته.

    أما السعادة، يا أيها الأعزاء, فإنها ليست شيئاً عابراً, إنها نوع من التربع على قمة السرور والانشراح والرضا والطمأنينة.. وهذا ينشأ في معظم الأحيان من شعور المرء أنه على الطريق الصحيح وأنه في المكان الصحيح والموقف الصحيح والعلاقة الصحيحة.

    باختصار إنه الشعور الذي ينشـأ من اعتقاد المرء أنه يعيش وفق مبادئه وقيمه وقناعاته؛ ولهذا كان أهل الإيمان والصلاح أسعد الناس وأشدهم شعوراً بالطمأنينة والأمان, كما قال سبحانه: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}، وقال سبحانه: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ}.

    من أسباب السعادة
    إذا أردنا ذكر بعض التفاصيل , فيمكن أن نقول إننا نشعر بالسعادة:
    حين نتذلل بين الرب الكريم الرحيم، وحين نناجيه, ونطلب منه ونشكو إليه، وحين نتبرأ من حولنا وقوتنا إلى حوله وقوته.

    حين ننتصر على أهوائنا, ونصمد في وجه المغريات.

    حين نساعد غيرنا على مواجهة صعوبات الحياة, فالسعادة مثل (العطر) لا تستطيع أن ترش منه على الآخرين دون أن يمسك منه شيء.

    حين تغتني عقولنا بالأفكار العظيمة, وحين نكتشف روعة التعبيرات الجميلة.

    حين ننجز عملاً كبيراً , وتمتلئ قلوبنا بالرضا عما أنجزناه .

    حين تظل نفوسنا وأيدينا مشغولة بالعمل من أجل تحقيق شيء نريد الحصول عليه .

    حين نتفاعل مع الجمال الذي بثه الله - تعالى - في الكون, فنطرب لابتسامة طفل ورسالة من صديق عزيز وتغريد بلبل ووهج نور يتسلل إلينا من النافدة.

    ما الذي يعنيه هذا بالنسبة إلى بناتي وأبنائي؟
    إنه يعني الآتي :
    1. ابحثوا عن المسرات الدائمة من خلال عمل الصالحات والوجود حيث يجب أن تكونوا موجودين.

    2. البطالة والعطالة والكسل والتقاعس والفوضى مصدر من مصادر التعاسة, فتخلصوا منها إذا أحببتم أن تكونوا سعداء.

    3. دربوا أنفسكم على أن يكون فرحكم جماعياً من خلال إدخال السرور على الأهل والأصدقاء والزملاء... واعلموا أن إدخال الفرح على قلوب الناس باب من أعظم أبواب التقرب إلى الله؛ تعالى.

    4. في إمكان المرء أن يبتهج بالقليل الذي بين يديه، وأن يجعل منه مصدراً لسرور مديد, وذلك إذا تحلى بالرضا.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    د.عبدالكريم بكار..






                  

العنوان الكاتب Date
مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشباب... سيف اليزل برعي البدوي07-08-20, 11:52 AM
  Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� عزالدين عباس الفحل07-08-20, 12:03 PM
  Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� عزالدين عباس الفحل07-08-20, 12:05 PM
    Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-09-20, 12:13 PM
      Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-10-20, 10:42 AM
        Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-11-20, 12:23 PM
          Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-13-20, 12:32 PM
            Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-14-20, 03:42 PM
              Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-15-20, 01:05 PM
                Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-16-20, 01:46 PM
                  Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-17-20, 12:47 PM
                    Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-18-20, 03:53 PM
                      Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-19-20, 02:58 PM
                        Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-20-20, 05:18 PM
                          Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-21-20, 03:01 PM
                            Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-23-20, 00:52 AM
                              Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-24-20, 01:11 AM
                                Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-25-20, 01:58 AM
                                  Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-01-20, 01:41 AM
                                    Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-01-20, 12:20 PM
                                      Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-03-20, 03:17 PM
                                        Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-04-20, 02:10 PM
                                          Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-05-20, 02:06 PM
                                            Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-06-20, 02:56 PM
                                              Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-07-20, 12:27 PM
                                                Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-08-20, 01:04 PM
                                                  Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-09-20, 01:12 PM
                                                    Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-10-20, 01:07 PM
                                                      Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-11-20, 03:28 PM
                                                        Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-12-20, 05:15 PM
                                                          Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-13-20, 01:28 PM
                                                            Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-14-20, 01:58 PM
                                                              Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-15-20, 12:34 PM
                                                                Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-16-20, 02:47 PM
                                                                  Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-18-20, 11:36 AM
                                                                    Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-20-20, 01:39 AM
                                                                      Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-22-20, 00:20 AM
                                                                        Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-23-20, 11:50 AM
                                                                          Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-27-20, 03:28 AM
                                                                            Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-28-20, 02:22 AM
                                                                              Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-28-20, 10:21 PM
                                                                                Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-30-20, 04:49 PM
                                                                                  Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-31-20, 11:16 PM
                                                                                    Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي09-02-20, 00:30 AM
                                                                                      Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي09-03-20, 06:00 PM
                                                                                        Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي09-05-20, 02:42 PM
                                                                                          Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي09-28-20, 02:15 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de