مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشباب...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-30-2024, 09:10 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-12-2020, 05:15 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    الخسران المبين !
    من علامات صدق النبوة أن يخبر الرسول عن أشياء غيبية ثم تقع كما أخبر بها، وقد حدثنا النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الباب عن أشياء كثيرة تحقق كثير منها قبلنا، وبعضه يتحقق في حياتنا وبعضه سيحدث لا محالة بعدنا كما في أشراط الساعة وعلاماتها الكبرى..

    ومما تحدث عنه النبي صلوات الله وسلامه عليه موضوع بيع الدين.. ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [بادروا بالأعمالِ فتنًا كقطعِ الليلِ المظلمِ. يصبحُ الرجلُ مؤمنًا ويمسي كافرًا. أو يمسي مؤمنًا ويصبحُ كافرًا. يبيعُ دينَه بعرضٍ من الدنيا]... قال الحسن البصري رحمه الله تعالى: "قد رأيناهم والله يبيع أحدهم دينه بثمن العنز".

    على أنني أقول إن كل ثمن يدفع مقابل الدين فهو حقير، وكثمن العنز بل أحقر وأرذل، وإن كان ملك الدنيا كلها.. فكيف وهو في أول الأمر وآخره لعاعة من ملك أو جاه أو منصب أو مال أو انتشار ذكر بين الناس؟!

    الشرف المزعوم
    لقد كانت بداية بيع الحق والدين منذ بدأ النبي دعوته، وأعلن بين الناس براءته من الأصنام وعبادتها وعبادها، وأعلن بين قريش قولته وصرخته "لا إله إلا الله"، "قولوا لا إله إلا الله تفلحوا".. وقرأ عليهم القرآن، وتسمَّع له أبو جهل وبعض الزعماء فلما سألوه: ماذا تقول فيما سمعت من محمد؟ قال: وما سمعت؟ تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف.. أطعموا فأطعمنا، وحملوا فحلمنا، وأعطوا فأعطينا حتى تحاذينا على الركب وكنا كفرسي رهان قالوا: "منا نبي يأتيه الوحي من السماء" فمتى ندرك مثل هذه؟ والله لا نؤمن به أبدا ولا نصدقه.
    وصدق الله إذ يقول: {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا}، {فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون}.

    رأس المنافقين:
    ومثال آخر لبائعي الدين.. ألا وهو عبدالله بن أبي بن سلول.. فقد كان الأوس والخزرج اتفقوا على توليته عليهم، وقد صنعوا له تاج الملك.. وحدثته نفسه بأنه أصبح سيد القوم وملكهم، وتحركت في نفسه وقلبه الأماني، وتخيل نفسه وهو يعيش دور الملك.. لكن حدث ما لم يكن في حسبانه .. فقد هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة قبل أن يتوجوه، والتف الناس حول رسول الله ولهوا عن ابن سلول، وبالطبع أسلم المسلمون قيادهم لرسولهم.. فكان ابن سلول يرى أن محمدا سلبه ملكه، فما زال يحاربه حتى نصر الله نبيه في بدر؛ فأدرك ابن سلول أن الأمر قد خرج من يده فقال: "هذا أمر قد توجه"، فدخل الإسلام ظاهرا، ولكن الحقد بقي يأكل قلبه؛ فعاش منافقا ومات منافقا.. وباع الدين.. فما حصل دنيا ولا أخرى، ولكنه حصل الدرك الأسفل من النار.. نعوذ بالله من الخذلان.

    الأنفة أخرجته من الدين
    كان جبلة بن الأيهم ملكاً من ملوك غسان، دخل إلى قلبه الإيمان، فكتب إلى الخليفة عمر رضي الله عنه يستأذنه في القدوم عليه، فسرّ عمرُ والمسلمون لذلك سروراً عظيماً.. وكتب إليه عمر: أن اقدم إلينا ولك مالنا وعليك ما علينا. فأقبل جبلة في خمسمائة فارس من قومه، ودخل المدينة وقد تزيا بزي الملوك، وأظهر العز والملك والثراء.. ثم دخل المدينة، فلم يبق أحد إلا خرج ينظر إليه حتى النساء والصبيان.

    بعد قليل.. ذهب جبلة في صحبة له إلى العمرة.. وبينا هو يطوف بالبيت إذ وطئ على إزاره رجل فقير من بني فزارة، فالتفت إليه جبلة مغضباً فلطمه فهشم أنفه.. فاشتكاه الفزاري إلى عمر بن الخطاب أمير المؤمنين.
    فبعث عمر إلى جبلة فقال: ما دعاك إلى أن لطمت أخاك في الطواف فهشمت أنفه؟ فقال: إنه وطئ إزاري؟ ولولا حرمة البيت لضربت عنقه..
    فقال له عمر: أما وقد أقررت، فإما أن ترضيه، وإلا اقتص منك.
    قال: يقتص مني وأنا ملك وهو سوقة؟
    قال عمر: إن الإسلام قد ساوى بينك وبينه.. فما تفضله بشيء إلا بالتقوى.
    قال جبلة: إذن أتنصر!! قال عمر: إذا أضرب عنقك، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: [من بدل دينه فاقتلوه].
    فقال: أخّرني إلى غدٍ يا أمير المؤمنين. قال: لك ذلك.
    فلما كان الليل خرج جبلةُ وأصحابُه من مكة.. وسار إلى القسطنطينية فتنصّر.

    فلما مضى عليه زمان هناك، ذهبت اللذات، وبقيت الحسرات، فتذكر أيام إسلامه، ولذة صلاته وصيامه، فندم على ترك الدين، والشرك برب العالمين، فجعل يبكي ويقول:
    تنصرت الأشراف من عار لطمة * وما كان فيها لو صبرت لها ضرر
    تـكـنـفـنـي مـنـهـا لـجـاج ونـخــوة * وبـعـت لها العين الصحيحة بالعور
    فـيالـيـت أمـي لـم تـلـدنـي ولـيتني * رجعت إلى القول الذي قال لي عمر
    ويالـيتني أرعى المخاض بـقـفـرة * وكـنـت أسـيرا فـي ربـيـعة أو مضر
    ويالـيـت لـي بـالـشام أدنى معـيشة * أجالـس قومي ذاهــب السمع والبصر
    ولكنه بقي هناك إلى أن مات على نصرانيته.. فما أغنى عنه جاهه ولا كبره ولا ملكه من الله شيئا.

    المؤذن المفتون:
    قال القرطبي في كتاب التذكرة: "روى أنه كان بمصر رجل ملتزم مسجداً للأذان والصلاة، وعليه بهاء العبادة وأنوار الطاعة، فرقي يوماً المنارة على عادته للأذان، وكان تحت المنارة دار لنصراني ذمي، فاطلع فيها فرأى ابنة صاحب الدار، فافتتن بها وترك الأذان، ونزل إليها ودخل الدار. فقالت له: ما شأنك وماذا تريد؟ فقال: أنت أريد. قالت: لماذا؟ قال لها: قد سلبت لبي وأخذت بمجامع قلبي. قالت: لا أجيبك إلى ريبة. قال لها: أتزوجك. قالت له: أنت مسلم وأنا نصرانية وأبي لا يزوجني منك. قال لها: أتنصر. قالت: إن فعلت أفعل. فتنصر ليتزوجها، وأقام معها في الدار. فلما كان في أثناء ذلك اليوم رقي إلى سطح كان في الدار فسقط منه فمات، نعوذ بالله ثم نعوذ بالله من سوء العاقبة وسوء الخاتمة.

    المحفظ المخذول:
    ومن عجائب مصر في زماننا أنه كان رجل حفظ القرآن وعمل محفظا له يحفظه للمسلمين وأبنائهم، ثم إنه توسم فيه رجل من أغنياء النصارى ميلا للدنيا، ورأى فيه مخايل الخداع والختل، فاستماله بماله، ووهب له منه، فترك القرآن وأهله، ولزم القسس والرهبان، وترك مشايخ الإسلام والدعاة ووصفهم بطول اللحى وسعة البطون يستهزئ بهم، في الوقت الذي رؤي مرات وهو يقبل أيدي القسس والرهبان..

    وبعد أن كان المسجد حياته إذا به يستبدله بالكنائس والبيع، ويهون عليه أمر المسجد حتى يقول: القاهرة عندي أقدس من القدس، والأهرامات أقدس من المسجد الأقصى، وإذا به يتولى القسس ويتمنى لو كان كاهن النصارى رئيسا لمصر، ولم يكتف بذلك حتى صرح بأن القرآن به ألفاظ تؤذي مشاعر الآخرين (يقصد النصارى) فلا ينبغي استخدامها.. وسبحان مقلب القلوب.

    مائة ناقة:
    الأعشى بن قيس.. كان شيخاً كبيراً شاعراً.. خرج من اليمامة.. من نجد.. يريد النبي عليه الصلاة والسلام.. راغباً في الدخول في الإسلام.. مضى على راحلته.. مشتاقاً للقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم.. بل كان يسير وهو يردد في مدح النبي صلى الله عليه وسلم قائلا:
    ألم تغـتمض عيناك ليلة أرمـدا * وبت كما بات السليمُ مسـهدا
    ألا أيـهـذا السائـلي أين يمـمت * فإن لها في أهل يثرب موعدا
    نبي يرى ما لا ترون وذكرُه * أغار لعمري في البلاد وأنجدا
    أجدِّك لم تسمع وصـاة محـمد * نبيِّ الإله حيث أوصى وأشهدا
    إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى*ولاقيت بعد الموت من قد تزودا
    ندمت على أن لا تكون كمثله * فترصد للأمر الذي كان أرصدا

    وما زال يقطع الفيافي والقفار..يحمله الشوق والغرام.. إلى النبي عليه الصلاة السلام.. راغباً في الإسلام ونبذ عبادة الأصنام..
    فلما كان قريباً من المدينة..اعترضه بعض المشركين فسألوه عن أمره؟ فأخبرهم أنه جاء يريد لقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسلم.. فخافوا أن يسلم هذا الشاعر.. فيقوى شأن النبي صلى الله عليه وسلم..
    فقالوا له: يا أعشى دينك ودين آبائك خير لك..
    قال: بل دينه خير وأقوم..
    فقالوا له: يا أعشى!! إنه يحرم الزنا.
    فقال: أنا شيخ كبير.. وما لي في النساء حاجة..
    فقالوا: إنه يحرم الخمر..
    فقال: إنها مذهبة للعقل.. مذلة للرجل.. ولا حاجة لي بها..
    فلما رأوا أنه عازم على الإسلام قالوا: نعطيك مائةَ بعير وترجع إلى أهلك وتترك الإسلام؟
    فجعل يفكر في المال.. فإذا هو ثروة عظيمة.. فتغلب الشيطان على عقله.. والتفت إليهم وقال: أما المال فنعم..
    فجمعوا له مائة بعير.. فأخذها.. وارتد على عقبيه.. وكرَّ راجعاً إلى قومه بكفره.. واستاق الإبل أمامه.. فرحاً بها مستبشراً.. فلما أن كاد يبلغ دياره.. سقط من على ناقته فانكسرت رقبته ومات.

    اللهم احفظنا:
    فسبحان من بيده مقاليد الأمور، ومفاتيح القلوب يصرفها كيف يشاء.. فاحذر أن تبيع دينك بعرض قليل، وسل الله دائما أن يثبت قلبك على الإيمان، وتعوذ دائما وأبدا من الخذلان، وإياك أن تحسن الظن بنفسك.. فإنها ضعف وعورة وذنب وخطيئة.. ولكن علق رجاءك بالله والزم بابه واطَّرِح بين يديه فلا ملجأ ولا منجا منه إلا إليه..
    وما أحسن ما قال القرطبي:
    قال العلماء: إذا كانت الهداية إلى الله مصروفة، والاستقامة على مشيئته موقوفة، و العاقبة مغيبة، والإرادة غير مغالبة، فلا تعجب بإيمانك وعملك وصلاتك وصومك وجميع قربك، فإن ذلك وإن كان من كسبك فإنه من خَلق ربك وفضله الدار عليك وخيره، فمهما افتخرت بذلك، كنت كالمفتخر بمتاع غيره، وربما سُلب عنك فعاد قلبك من الخير أخلى من جوف البعير، فكم من روضة أمست وزهرها يانع عميم، فأصبحت وزهرها يابس هشيم، إذ هبت عليها الريح العقيم.. كذلك العبد يمسي وقلبه بطاعة الله مشرق سليم، فيصبح وهو بمعصيتة مظلم سقيم. ذلك فعل العزيز الحكيم الخلاق العليم.
    اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك.. اللهم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك.
    همام الحارثي
    ـــــــــــــــــــــــ

    ابحثوا عن الفرص
    لم يمر على الناس زمان استخدموا فيه كلمات (فرصة) كما هو حاصل اليوم, وهذا إن دل على شيء, فإنما يدل على كثرة الفرص وكثرة المهتمين بها. إن الله تباركت أسماؤه جعل تطور مجالات الحياة وأنواع التغير التي تطرأ على أوضاع البشر من أسباب تجدد الفرص والإمكانات التي يمكن للبشر أن يستفيدوا منها, ولهذا فإني أود من أبنائي وبناتي أن يؤمنوا على نحو جازم أنه ما دام هناك حياة وأحياء, إذن هناك فرص للعمل والسعادة والنجاح والعطاء والترقي.

    لكن لابد من القول: إن الفرص أشبه بالأسماك, فالفرص الصغيرة وغير القيِّمة أشبه بالأسماك الصغيرة التي نجدها قرب الشواطئ في المياه الضحلة. أما الفرص العظيمة, فهي أشبه بالأسماك الضخمة وأشبه باللآلئ العظيمة التي تحتاج إلى الذهاب إلى لجج البحر وإلى الغوص في أعماقه.

    من النادر أن تطرق الفرصة باب أحد إلا إذا كان متميزاً ومشهوراً جداً. أما الشباب والفتيات وحديثو التخرج, فإن عليهم هم أن يبحثوا عن الفرص بجدية وحسب الأصول.

    بعض أبنائي وبناتي يبحثون عن عمل عشرة أيام أو عشرين يوماً فإذا لم يجدوا بغيتهم جلسوا يندبون حظهم, ويشكون من سوء الأحوال, وهذا ليس بالشيء الجيد. هناك أناس بحاجة إليك وإلى خبرتك وتخصصك, وهناك جامعات ستكون مسروراً إذا درست فيها, وهناك مشروعات في إمكانك أن تنفذها بنجاح كبير, لكن من غير بحث دؤوب, فقد لا تصل إلى أي شيء من ذلك.

    وهذه بعض الملحوظات في مسألة الفرص:
    1- الفرصة رزق الله تعالى وإن ما عند الله ينال بطاعته, ولهذا فإن على طالب فضل الله تعالى أن يتقيه ويستقيم على أمره, وقد قال عز وجل: {ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدراً}.

    2- العلاقات الحسنة بالناس والتواصل معهم وتقديم الخدمة لهم والتعاطف معهم من الأعمال التي ترضي الله تعالى وهي مصدر رزق؛ ولدينا ما لا يحصى من الوقائع الدالة على ذلك. وإن سوء الخلق والعزلة والأنانية, لها تأثير مضاد, وهو شح الفرص, ولدينا أيضاً ما لا يحصى من الوقائع الدالة على هذا.

    3- الصدقة أيضاً باب من أبواب الرزق؛ وقد كان أحد الأخيار الأجواد يقول لأولاده: إذا اشتدت عليكم الكروب, وضاقت الأحوال, فتصدقوا ولو بالقليل, فإن الله يعوض عليكم ما أنفقتموه أضعافاً مضاعفة, ويوسع عليكم. ولا تنسوا بر الوالدين وصلة الرحم, فهما أيضاً من أسباب الرزق, وقد قال عليه الصلاة والسلام: [من أحب أن يبسط له في رزقه, وينسأ له في أثره (أي يؤخر أجله) فليصل رحمه].

    4- الفرص موجودة وغير موجودة في آن واحد: موجودة أمام المؤهلين لها, وغير موجودة أما الكسالى والمهملين والفوضويين, ولهذا فإني آمل أن تمضوا في حياتكم وفق هذه القاعدة:
    " كلما كان المرء أقوى وأفضل استعداداً وتأهيلاً كثر المحتاجون إليه, والباحثون عنه؛ وكلما كان المرء ضعيفاً في تأهيله واستعداداته ومهاراته, عظمت حاجته إلى الناس, وعظم استغناء الناس عنه. ولكم أن تلمسوا هذا في الطالب الذي نال الدرجة النهائية في (الثانوية) واختبارات القبول في الجامعات, فإنه يجد أبواب كل الكليات مشرعة أمامه, كذلك الشاب الذي تخرج من جامعة ممتازة, فإنه يحصل على عقد قبل أن يتخرج, وهذا أمر واضح جداً.

    5- إذا خُيرِّ أحدكم بين أن يجلس في بيته وبين أن يعمل مجاناً, فإنه عليه ألاّ يتردد في أن يعمل مجانا؛ لأن عمله يشكل بحثاً عن عمل مأجور, حيث يتعرف أرباب العمل عليه, ويكتسب خبرة إضافية.

    6- حاول دائماً أن تكون لك ميزة على أقرانك, مثل أن تتقن لغة أجنبية, أو تحسن استخدام الحاسب الآلي, أو يكون لك تخصص دقيق في فرع من فروع المعرفة, أو في شيء مهني أو تقني, أو يكون معك شهادة عليا مميزة.

    7- إذا لم تجد العمل المناسب لك, فلا تقعد في بيتك, واقبل بما تيسر, ثم ابحث عمّا هو أفضل وأليق بك.

    8- تعلم كيف تعبر عن نفسك من خلال كتابة سيرة ذاتية بأسلوب جيد, أو من خلال الاستعداد لامتحان المقابلة للتوظيف, أو من خلال تقديم نموذج ممتاز في فترة التجربة قبل تثبيت العقد.

    9- شيء طبيعي ألاّ يجد المرء في مقتبل عمره الوظيفة المناسبة, لكن بعد مدة أربع أو خمس سنوات تستقر الأمور, وتنتهي المشكلة.
    -----------------------------------
    محمد بن القاسم.. وطاقات الشباب
    في سنة 88هـ حدث أن سفينة عربية كانت قادمة من جزيرة الياقوت (بلاد سيلان) عليها نساء مسلمات مات آباؤهنَّ في بعض بلاد السند ولم يبق لهنَّ راعٍ هناك، فقررن السفر للإقامة في العراق، وبينما كانت السفينة في طريقها إلى البصرة مارة بميناء «الديبل» ببلاد السند، خرج قراصنة من السند واستولوا عليها. فبعث الحجاج حملتين على «الديبل» ولكن الحملتين فشلتا وقتل القائدان على يد جنود السند.

    ووصلت الأخبار إلى الحجاج أن النساء المسلمات مسجونات في سجن «الديبل» ويأبى ملك السند الإفراج عنهن عنادًا للعرب، فأرسل الحجاج جيشًا كبيرًا لفتح تلك البلاد التي كان قراصنتها يضايقون السفن العربية التجارية المارة بين موانئ البلاد العربية وموانئ بلاد الهند.

    واختار محمد بن القاسم الثقفي ليكون قائد جيش المسلمين وكان عمره 17 سنة، فتحرك القائد الشاب بجيش تعداده ستة آلاف مقاتل سنة 90هـ، وهناك انضم إليه ستة آلاف من الجند، فاتجه نحو بلاد السند وفتحها مدينة بعد أخرى في مدة سنتين إلى أن التقى جيش المسلمين بقيادته الشابة مع الجيش السندي بقيادة الملك داهر في معركة دامية مصيرية سنة 92هـ، فانتصر المسلمون وقتل ملك السند في الميدان.

    وقد برزت مواهب محمد بن القاسم الفذة في القيادة وإدارة المعارك حيث حفر الخنادق ورفع الرايات والأعلام ونصب المنجنيقات، ومن بينها منجنيق يقال له: العروس كان يقوم بتشغيله عدد كبير من الجند، تقذف منه الصخور إلى داخل الحصون فيدكها دكًّا.

    واستمر محمد بن القاسم في فتوحاته لبقية بلاد السند حتى انتهى منها سنة 96هـ، ليكون بذلك مؤسسًا لأول دولة إسلامية في الهند، وليبقى اسمه شامخًا في سجل الفاتحين الأبطال، وقد كان محمد بن القاسم رغم صغر سنه متميزًا برجاحة العقل وحسن الإدارة والتدبير ومتصفًا بالعدل والكرم.. وفيه قال الشاعر:

    إن المــروءة والسماحـــة والنـدى .. .. لمحمد بن القاسـم بن محمد
    ساس الجيوش لسبع عشرة حجّة .. .. يا قرب ذلك سؤددًا من مولد

    لقد أثبت محمد بن القاسم أن تحمل المسؤولية أثناء الشباب ليس من باب تكليف ما لا يطاق ولا هو خلل تربوي بل هو الأسلوب الصحيح في بناء الرجال، وما أحوجنا إليه في عصرنا هذا الذي كثرت فيه ميوعة بعض الشباب وتفاهة أفكارهم وضعف هممهم حتى أنك ترى أحدهم وقد قارب الثلاثين فارًا من المسؤولية ومؤثرًا العيش على الهامش همه في الحياة الركض وراء شهواته.

    صناعة جيل
    إننا اليوم أحوج ما نكون لصناعة جيل جديد من الشباب يمتلك مقومات الرجولة والمروءة ويتحمل المسؤولية ومستعد للتضحية والإنجاز فينفع نفسه وأمته. وهذا لا يتحقق إلا من خلال إعادة النظر في كثير من مناهج التربية الموجودة وفي نظرتنا وتعاملنا مع الشباب مع إيمان المجتمع بفئاته كافة بهذا الهدف وتكاتف جهودهم في سبيل ذلك.

    وأيضًا من خلال الثقة بهم وفتح المجال أمامهم للوصول لمناصب القيادة التي تحتاج للدماء الجديدة وإزاحة الديناصورات التي تعشش في الأماكن القيادية لفترات طويلة مع تواضع في الأداء وفقر في الإبداع.

    إن أغلى ثروة لأي أمة ليس البترول والغاز ولا غيرها من الثروات المادية، وإنما ثروتها الحقيقية شبابها الذين يمثلون حاضرها وعماد مستقبلها.

    هذا وإن تولية الشباب المسؤولية ودعمهم وتشجيعهم للنجاح فيما كلفوا به منهج تربوي نبوي، فقد ولى عليه السلام أسامة بن زيد إمارة الجيش وعمره 18 سنة، وكان عمر بن الخطاب يُجلِس عبد الله بن عباس مع كبار الصحابة رغم صغر سنه يستشيره ويعجب برأيه، فما أحوجنا اليوم أن نعود لاكتشاف مواهب وطاقات الشباب وإعطائهم الفرصة لإثبات وجودهم وتفجير طاقاتهم وإظهار إبداعهم في خدمة دينهم وأوطانهم وتحقيق ذواتهم.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    الشيخ فيصل بن جاسم آل ثاني ـ كاتب وأكاديمي قطري
    --------------------------------------------------------
    كيف نثقل ميزان حسناتنا
    إن الله تعالى خلقنا في هذه الحياة ليبلونا أينا أحسن عملا، وحسن العمل إنما تكون ثمرته بثقل الموازين التي يزن الله بها أعمالنا بميزان الحق والعدل والقسط يوم القيامة: {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين}.. فيزن الله حسنات العبد وسيئاته {فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون}، {فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون}، {فمن ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية ومن خفت موازينه فأمه هاوية وما أدراك ماهيه نار حامية}.

    فإذا كان الأمر كذلك وجب على كل ذي عقل أن يتفكر فيما يثقل به موازين الخير لديه خصوصا وأعمار هذه الأمة قصيرة بالنسبة للأمم قبلها كما قال عليه الصلاة والسلام: [أعمار أمتي بين الستين إلى السبعين وأقلهم من يجوز ذلك](رواه الترمذي وهو حسن).

    فإذا تفحصت في ستين سنة يعيشها المرء تجدها لا يصفو منها للعمل الحقيقي إلا ثلثها أو ربعها؛ فهو ينام ثلثها، ويعيش خمسة عشر عاما طفولة ومراهقة دون تكليف، ويأكل ويقضي حاجته في سنتين تقريبا.. والباقي منه يعمل قرابة ثلثه فلا يبقى إلا نحوا من خمسة عشر إلى سبعة عشر عاما...

    أربعة تثقل الميزان:
    والسؤال.. كيف يثقل المسلم ميزانه في هذا العمر القليل؛ ليتفادى ذلك الموقف الرهيب في هذا اليوم العصيب؟
    هناك أربعة أمور ينبغي الحرص عليها:
    أولها: الحرص على الأعمال التي تطيل العمر وتبارك فيه:
    وهل الأعمار تطول؟.. نعم.. قد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك عندما قال: [صِلَةَ الرَّحِمِ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ، وَحُسْنُ الْجِوَارِ، يَعْمُرنِ الدِّيَار، وَيَزِدَنِ فِي الأَعْمَار](صحيح الجامع).
    وفي الحديث المتفق عليه: [مَن أحبَّ أن يبسُطَ لَه في رزقِه، ويُنسَأَ لَه في أثَرِه، فليَصِلْ رَحِمَهُ].
    وقد فسر العلماء زيادة العمر بمعنيين: فمنهم من يري أن هذه الإطالة حقيقية بالأيام والشهور والسنين، ومنهم من يقول: هي البركة في عمره، بالتوفيق للطاعات، والبعد عن المعاصي والسيئات، والعمل في الزمن القصير ما لا يعمله غيره إلا في الزمن الكثير.
    وأيا ما كان الأمر فنحن أحوج ما نكون إلى التوفيق للطاعة وتيسير سبلها وفتح أبوابها، والعصمة عن المعصية، والصيانة منها والبعد عنها..

    ثانيا: الحرص على الأعمال التي تهدم الذنوب وتحط الخطايا:
    وإن كان الأصل ترك الذنوب والمعاصي، والفرار منها.. لكن لما كان كل ابن آدم خطاء ـ هكذا جبل وعليه طبع ـ كان لا بد من العمل على محو أثر تلك الذنوب حتى تخلو كفة السيئات أو تخف قدر الإمكان، وإنما يكون ذلك بأمور.. منها:
    التوبة: فإنها تجب ما قبلها، ومن تاب تاب الله عليه، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، والتائب حبيب الرحمن.. فتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون.

    الاستغفار: فإنه هادم للسيئات كما قال نوح لقومه: {استغفروا ربكم إنه كان غفارا}، وقال نبينا عليه الصلاة والسلام: [من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، غفر له وإن كان قد فر من الزحف](حديث حسن).. وقد قيد في بعض الروايات بثلاث مرات، وفي بعضها بقوله دبر الصلوات.

    الحج والعمرة: ففي الحديث المتفق عليه: [من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه]، وقال عليه الصلاة والسلام: [تَابِعُوا بين الحجِّ والعمرةِ، فإنَّهما ينفيانِ الفقرَ والذنوبَ، كما يَنفي الكيرُ خَبَثَ الحديدِ والذهبِ والفضةِ] (رواه الترمذي وقال حسن صحيح)، [العمرةُ إلى العمرةِ كفارةٌ لما بينَهُما، والحجُ المبرورُ ليس له جزاءٌ إلا الجنةِ](متفق عليه).

    الصلوات الخمس: ففي مسند الإمام أحمد عن أبي هريرة قال صلى الله عليه وسلم: [الصلاةُ المكتوبةُ إلى الصلاةِ التي بعدَها كفارةٌ لما بينهما](صححه الشيخ شاكر).. وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة أيضا قال عليه الصلاة والسلام: [أرأيتُم لو أن نهرًا بباب أحدِكم، يغتسل فيه كلَّ يوم خمسًا، ما تقول: ذلك يبقي من دَرَنه. قالوا: لا يُبقي من درنِه شيئًا، قال: فذلك مثلُ الصلواتِ الخمسِ، يمحو اللهُ بها الخطايا](متفق عليه).. وقال أيضا: [تحترقون تحترقون فإذا صليتم الصبح غسلتها، ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم الظهر غسلتها، ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم العصر غسلتها، ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم المغرب غسلتها، ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم العشاء غسلتها، ثم تنامون فلا يكتب عليكم حتى تستيقظوا](قال المنذري: حسن صحيح).

    ثالثا: الحرص على الأعمال ذات الأجور المضاعفة:
    وهي أعمال تحتاج إلى معرفة فضل الأماكن، وفضل المواسم، وفضل الكلمات والأذكار.. وسوف أضرب لك مثلا تنسج أنت على منواله:
    فمن الأماكن: المسجد الحرام: فصلاة في المسجد الحرام تعدل مائة ألف صلاة فيما سواه، وبحسبة بسيطة فإن صلاة واحدة فيه تعدل قرابة صلوات ستة وخمسين عاما.. ومن صلى هناك عشر ركعات كانت بأجر مليون ركعة في غيره وأما المسجدان النبوي والأقصى فإن الصلاة في الأول بألف صلاة وفي الثاني بخمسمائة صلاة.

    وأما المواسم ففي عشر ذي الحجة، وفي رمضان، وفي ليلة القدر، والأخيرة العبادة فيها تكافئ العبادة في ثلاث وثمانين سنة تقريبا ليس فيها ليلة قدر.

    وأما الكلمات والأذكار: فأعظم ما يذكر الله به كتابه، ولكن سوره تتفاضل؛ فسورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن، وسورة الكافرون تعدل ربع القرآن.. ففي صحيح مسلم من حديث أبي الدرداء قال عليه الصلاة والسلام: [أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن؟ قالوا: وكيف يقرأ ثلث القرآن؟ قال {قل هو الله أحد}، يعدل ثلث القرآن]

    وأما في التسبيح: فهناك أذكار قليلة تجمع ثوابا عظيما في وقت قليل.. فمن ذلك:
    حديث جويرية بنت الحارث رضي الله عنها: [أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خرج من عندِها بُكرةً حين صلى الصبحَ، وهي في مسجدِها. ثم رجع بعد أن أَضحَى، وهي جالسةٌ. فقال: ما زلتُ على الحالِ التي فارقتُكِ عليها؟ قالت: نعم. قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ " لقد قلتُ بعدكِ أربعَ كلماتٍ، ثلاثَ مراتٍ. لو وُزِنَتْ بما قلتِ منذُ اليومَ لوزَنَتهنَّ: سبحان اللهِ وبحمدِه، عددَ خلقِه ورضَا نفسِه وزِنَةِ عرشِه ومِدادَ كلماتِه](رواه مسلم).

    ومنها: حديث سعد بن أبي وقاص [أنَّه دخل مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على امرأةٍ وبين يدَيْها نوًى أو حصًى تُسبِّحُ به فقال أخبِرُك بما هو أيسرُ عليك من هذا أو أفضلُ فقال سبحانَ اللهِ عددَ ما خلق في السَّماءِ سبحانَ اللهِ عددَ ما خلق في الأرضِ سبحانَ اللهِ عددَ ما بين ذلك سبحانَ اللهِ عددَ ما هو خالقٌ واللهُ أكبرُ مثلُ ذلك والحمدُ للهِ مثلُ ذلك ولا إلهَ إلَّا اللهُ مثلُ ذلك ولا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ مثلُ ذلك](صححه ابن حجر في الفتوحات الربانية).

    ومنها: حديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال: أبصرني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأنا أحرِّكُ شفتَي فقال يا أبا الدرداءِ ما تقولُ؟ قلت: أذكرُ اللهَ. قال: أفلا أعلِّمُك ما هو أفضلُ من ذكرِ اللهِ الليلَ معَ النهارِ والنهارَ معَ الليلِ؟ قلت: بلى. قال سبحانَ اللهِ عددَ ما خلق، سبحانَ اللهِ عددَ كلِّ شيءٍ، سبحانَ اللهِ ملءَ ما أحصَى كتابُه، والحمدُ للهِ عددَ ما خلق، والحمدُ للهِ ملءَ ما خلق، والحمدُ للهِ ملءَ ما أحصَى كتابُه].(حسنه ابن حجر)

    ومنها أيضا: حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [من استغفر للمؤمنين وللمؤمنات، كتب الله له بكل مؤمن و مؤمنة حسنة](صحيح الجامع).

    وكل هذه الأحاديث يجمعها قلة الكلمات، وسهولة الحفظ، وقلة الوقت، وعظم الأجر والثواب بحيث لا يأتي عليه العد.. فلم يبق إلا القبول.. نسأل الله أن يوفقنا ويتقبل منا ومن جميع المسلمين.

    رابعا: الحرص على الأعمال التي يبقى أثرها بعد الموت:
    فهذا عمر زائد يضاف إلى عمر العبد فلا ينقطع ثوابه بمجرد وفاته، كما جاء في الحديث: [إذا مات الإنسانُ انقطع عنه عملُه إلا من ثلاثةٍ: إلا من صدقةٍ جاريةٍ. أو علمٍ ينتفعُ به. أو ولدٍ صالحٍ يدعو له](رواه مسلم).
    وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علما علمه ونشره، وولدا صالحا تركه، أو مصحفا ورثه، أو مسجدا بناه، أو بيتا لابن السبيل بناه، أو نهرا أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه من بعد موته](رواه المنذري وحسنه والألباني).

    وأخيرا:
    بقي أن نقول إن نية المؤمن أفضل من عمله، والنوايا تحول العادات إلى عبادات، فيتحول الأكل والنوم والعمل بحسن النية إلى طاعة يثاب عليها صاحب النية دون غيره.. فالله الله في نواياكم، والله الله في أعمالك.. عسى أن يجعلنا الله ممن ثقلت موازينه فيكون من المفلحين.
    ------------------------------
    موفق ومخذول
    خلق الله الخلق ودلهم عليه، وأوضح لهم طريق الوصول إليه، {وهديناه النجدين}، {ونفس وما سواها . فألهمها فجورها وتقواها}، {وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى}.. فأقام عليهم بوضوح الدلالة حجته، بعد أن قطع المعاذير ببيان طريق السير على محجته، والدعوة إلى جنته {والله يدعوا إلى دار السلام}.

    ومعلوم أن هذه الهداية هي هداية الدلالة والبيان التي أنزل الله بها كتبه، وأرسل بها رسله {مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل}، فبينوا الحق تمام البيان، وأقاموا الحجة على الخلق تمام القيام {فلله الحجة البالغة}.

    ولم يبق بعد هداية البيان إلا التوفيق أو الخذلان، والناس في ذلك فريقان: موفق إلى الحق والخير بفضله سبحانه، ومخذول عنهما لسوء نفسه وقبح طويته من غير ظلم له بل بحكمة الله وعدله جل شانه.
    فمن يشـا وفقه بفضله .. .. ومـن يشـــا أضــلــه بعـدلـــه
    فمنهم الشقي والسعـيد .. .. وذا مــقـــرب وذا طـــريــــد
    لحكمة بالغة قضــاهـا .. .. يستوجب الحمد على اقتضاها
    {من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم}،{وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون}.

    درجات ودركات:
    والتوفيق درجات متفاوتات، كما أن الخذلان كذلك دركات متباينات:
    فمن الناس موفق: يترقى في المعالي، ويتوقى المخازي، فلا تراه ناظرا إلا إلى الفردوس الأعلى، ولا ساعيا إلا في طاعة، ولا ناطقا إلا بذكر، ولا ساكتا إلا لفكر، يحتسب نومته كما يحتسب قومته، فحياته كلها طاعة، وأوقاته كلها عبادة، أولئك أهل الله وصفوته من خلقه السابقون المقربون.

    ومنهم المخذول: الذي تيسر له أبواب المعاصي والسيئات، فهي تناديه أينما حل، وتسارع إليه حيثما نزل أو ارتحل، وهو يجهد في النيل من الملذات والشهوات، لا يفرق بين حلالها وحرامها، أو طيبها وخبيثها، يترقى من ذنب إلى ذنب، ومن معصية إلى أختها.. كلما كاد أن يغلق عليه باب منها إذا به يفتح له أبواب، فهو موفق للغاية، ولكن في الخزي والشر، فهو توفيق للخذلان أو خذلان عن التوفيق..
    أمكر في الوصول إلى الشر من الثعلب، وأخبث من الذئب، وأحرص من الكلب، وأصفق من الخنزير، وأدأب من غراب، وأصبر من حمار.. فهو إما من الكافرين أو ممن هو إلى الكفر أقرب أو من الفاسقين.

    وبين هاتين المنزلتين درجات ودركات، وطبقات متفاوتات، صعودا إلى الدرجات، أو نزولا وانحدارا إلى الدركات.. والموفق السعيد من أعطي عالي الهمم وجنب المخازي والفتن.. ولا يجمع الخير كله إلا المصطفون الأخيار.

    أمثلة:
    وإذا أردت مثالا ليقرب المقال، ويدلل على اختلاف الأحوال.. فاقرأ في الأول ما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [من أصبح منكم اليوم صائما؟ قال أبو بكر: أنا. قال فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ قال أبو بكر: أنا. قال: فمن أطعم منكم اليوم مسكينا؟ قال أبو بكر: أنا. قال: فمن عاد منكم اليوم مريضا؟ قال أبو بكر: أنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة].

    ويتجلى معنى التوفيق حين تقرأ رواية ابن بشكوال في كتابه "غوامض الأسماء المبهمة" عَنْ عبد الرحمن بن أبي بكر قالَ: قَال رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ علَيهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ: [مَنْ أَصْبَحَ الْيَوْمَ مِنْكُمْ صَائِمًا؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَا، نَوَيْتُ مِنَ الْبَارِحَةَ فَأَصْبَحْتُ صَائِمًا! فَقَالَ: مَنْ تَصَدَّقَ الْيَوْمَ بِصَدَقَةٍ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَا، تَصَدَّقْتُ عَلَى مِسْكِينٍ، قَدْ دَخَلْتُ فَإِذَا كِسْرَةٌ فِي يَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَأَخَذْتُهَا فَأَعْطَيْتُهُ، فَقَالَ: أَيُّكُمْ عَادَ الْيَوْمَ مَرِيضًا؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَا! قِيلَ لِي: إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ مَرْيضٌ فَذَهَبْتُ فَعُدْتُهُ! فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا اجْتَمَعَتْ فِي رَجُلٍ هَذِهِ الْخِصَالُ فِي يَوْمٍ إِلا دَخَلَ الْجَنَّةَ!].

    والعجب كل العجب أن هذا كله عمله أبو بكر رضي الله عنه والناس لم يصلوا الفجر بعد، حتى إن عمر رضي الله عنه كان يتعجب من هذا كما ذكره ابن أبي عاصم في كتاب السنة عَنْ عبد الرحمن بن أبي بكر قَالَ: [صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاةَ الصُّبْحِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ بِوَجْهِهِ فَقَالَ: هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ أَصْبَحَ الْيَوْمَ صَائِمًا؟ فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: يَارَسُولَ اللَّهِ، لَمْ أُحَدِّثْ نَفْسِي بِالصَّوْمِ، فَأَصْبَحْتُ مُفْطِرًا، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: لَكِنِّي حَدَّثْتُ نَفْسِي بِالصَّوْمِ الْبَارِحَةَ، فَأَصْبَحْتُ صَائِمًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ أَحَدٌ مِنْكُمُ الْيَوْمَ عَادَ مَرِيضًا؟ فَقَالَ: يَارَسُولَ اللَّهِ، صَلَّيْنَا ثُمَّ لَمْ نَبْرَحْ، فَكَيْفَ نَعُودُ الْمَرْضَى؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: بَلَغَنِي أَنَّ أَخِي عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ شَاكٍ، فَجَعَلْتُ طَرِيقِي عَلَيْهِ حِينَ خَرَجْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ تَصَدَّقَ أَحَدٌ مِنْكُمُ الْيَوْمَ بِصَدَقَةٍ؟ فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّيْنَا ثُمَّ لَمْ نَبْرَحْ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا أَنَا بِسَائِلٍ يَسْأَلُ، فَوَجَدْتُ كِسْرَةَ خُبْزِ شَعِيرٍ فِي يَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَأَخَذْتُهَا فَدَفَعْتُهَا إِلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْتَ فَأَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ.. فَتَنَفَّسَ عُمَرُ وَقَالَ: أَوَّهْ أَوَّهْ أَوَّهْ لِلْجَنَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَةً رَضِيَ بِهَا عُمَرُ، زَعَمَ أَنَّهُ لَمْ يُرِدْ خَيْرًا قَطُّ إِلا سَبَقَهُ إِلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ].
    والمرء بعد هذا لا يتعجب أن يقول النبي صلى الله عليه وسلم لمثل أبي بكر أنه يدعى من أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء.
    من لي بمثل سيرك المدلل .. تمشي رويدا وتجي في الأول.

    الجهة الأخرى:
    وعلى الجهة الأخرى يمكنك أن تذكر قصة عالم بني إسرائيل التي ذكرها الله في سورة الأعراف لتقف على مفهوم الخذلان، وأن العبد إنما يخذل بفعله، أو سوء نيته، أو خبث طويته.. {ولا يظلم ربك أحدا}.. يقول تعالى: {واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين . ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون . ساء مثلا القوم الذين كذبوا بآياتنا وأنفسهم كانوا يظلمون} (الأعراف:175ـ177)

    وشبيه به العابد الذي ذكره الله تعالى في سورة الحشر: {كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين . فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين}.. وقد قالوا: إنه كان عابدا من بني إسرائيل تعبد زمانا طويلا ثم زنى وقتل المرأة وولدها من الزنا، ثم كانت العاقبة في النهاية أنه سجد للشيطان وكفر بالرحمن وقُبض على هذه الحال.. فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وصدق الله تعالى إذ يقول: {وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون}..
    فنسأل الله توفيقا لطاعته، وتيسيرا لعبادته، وتثبيتا على دينه وملته، فهو حسبنا ونعم الوكيل.
    ----------------------------------
    بين العلم والذكاء
    كثيراً ما يتجادل الناس في مسألة المفاضلة بين العقل والعلم، وفي القدر المطلوب منهما للإبداع والاختراع والتفوق.. وفي مرحلة من تاريخنا كان كثير من المثقفين يعتقدون أن تفضيل العلم على العقل شيء لا يليق بمثقف رصين، ومن أدبيات الجدال في هذه المسألة ما ذكره أحد الشعراء حين قال:
    علم العليم وعقل العاقل اختلفا .. .. من ذا الذي منهما قد أحرز الشرفا
    فالعلم قال أنا أحرزت غايتـه .. .. والعقل قال أنا الرحــمن بي عـرفا
    فأومــأ العـــلم إيمــاءً وقـال له .. .. بأينا الرحمن في فرقـانـنا اتصـــفا
    فبـان للعــقـل أن العـلم ســـيده .. .. فقــبل العــقل رأس العـلم وانصرفا

    لا أحد يا أبنائي وبناتي يستطيع أن يهون من شأن الذكاء ومن دوره في تنظيم المعرفة وخضها من أجل الوصول إلى شيء جديد.. ولا أريد هنا أن ألفت نظركم إلى أشياء بدهية، لكن أود أن أشير إلى أن كلاً من الذكاء والعلم أساسي في الإبداع والنجاح.. لكن كلما قل العلم ظهر دور الذكاء وكلما كثر العلم تراجع دور الذكاء، وإن الحجم المتاح من العلم اليوم شيء هائل، وإن المعرفة تتضاعف في هذا العصر كل خمس عشرة سنة مرة؛ مما يعني أن قيمة الذكاء تتراجع باستمرار..

    ومن هنا فإن الاعتقاد السائد الآن هو أن العلم هو المصدر الأساسي لتشكيل العقل وقد شبه أحدهم العقل بالرحى التي تطحن الحبوب، وشبه العلم بالقمح الذي نصبه فيها، فمهما كانت الرحى عظيمة فإنها لن تخرج لنا طحيناً إلا من نوع القمح الذي وضعناه فيها، وإذا لم نضع فيها شيئاً لن تخرج لنا شيئاً.

    ذكاء متوسط مع تعلم جيد ومع جد ومثابرة وتخطيط طموح أجدى على صاحبه وأنفع له من ذكاء متوهج وعال جدا "لكن لا يصحبه تنظيم ولا علم ولا طموح".
    وهذا هو التفسير الصحيح لما نراه من تسجيل كثيف لبراءات الاختراع لدى بعض الدول سنويا، وما نراه من شح في ذلك لدى دول أخرى؛ حيث أن الذكاء على مستوى الأمم والشعوب موحد تقريبا. إن الذكاء ـ فعلا ـ لا ينفع الذين لا يملكون شيئا سواه.

    ما الذي يعنيه هذا بالنسبة لأبنائي وبناتي؟
    إنه يعني الآتي:
    1 ـ لا تفكروا في مستقبلكم ولا ترسموا أهدافكم بناء على ما لديكم من ذكاء، ولكن حاولوا أن تحصلوا العلم النافع الذي يساعدكم على الوصول إلى تلك الأهداف.

    2 ـ لا تلتفتوا إلى ما قد يقوله فيكم بعض ذويكم وبعض أساتذتكم من أنكم متوسطو الذكاء أو محرومون منه، واعملوا على الاستفادة من أوقاتكم إلى أقصى حد، وادرسوا التخصصات التي تميلون إليها وتحبون القراءة فيها.

    3 ـ حين يبلغ أحدكم أشده، فليحرص على تلقي العلم عن نبهاء عصره، فإن المرء حين يأخذ عن الكبار فإنه يرشح نفسه ليصبح مثلهم، وابحثوا عن الجامعات الممتازة ولو كانت مكلفة؛ لأن التعليم والتدريب الجيدين يعوضان المرء عن بعض ما قد يكون لديه من نقص في الإمكانات العقلية.

    4 ـ بالصبر والعزيمة والإصرار على طلب العلم قد يحقق الواحد منكم من التقدم الشخصي على المدى البعيد ما يعجز عنه كثير من الأذكياء.. وتذكروا دائما الذي جرى بين الأرنب والسلحفاة حيث هزم الأرنب بسبب غروره وتوانيه، وفازت السلحفاة بدأبها ومثابرتها.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    من كتاب (50 شمعة لإضاءة دروبكم)
    ----------------------------
    مخلوق.. يتحدى خالقه!!
    روى ابن ماجة في سننه عن بسر بن جحاش رضي الله عنه قال: [بزقَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ في كفِّه، ثمَّ وضعَ أصبعَهُ السَّبَّابةَ وقال: يقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: يا ابْنَ آدمَ! أنَّى تُعْجِزُني وقد خلَقْتُكَ من مِثْلِ هذا؟ حتى إذا سوَّيْتُك وعَدَلْتُك، مَشَيتَ بين بُرْديْنِ ولِلأرضِ منكَ وئِيدٌ، فجمعْتَ ومَنعْتَ، حتى إذا بَلَغَتِ التَرَاقيَ قُلتَ: أتَصدَّقُ، وأنَّى أوانُ الصَّدَقةِ؟!(صحيح ابن ماجة وصحيح الجامع)

    أحيانا تأخذ الغفلة بعض البشر، وينسى أصل خلقته، وعجز قدرته، وضعف قوته، وقلة حيلته، ويستهويه الشيطان ويسول له أنه شيء، ولا يزال ينفخ فيه حتى تأخذه العزة بالإثم ويركبه الغرور، فربما تكبر على الخلق واحتقرهم، وربما زاد الغي فأنكر الرب وألحد.. وهذا القسم الأخير فيهم من سوء الأدب مع الله شيء كثير، وقد يغرهم إمهال الله لهم وسعة حلمه بهم وبغيرهم من الكفار والفجار، فيحملهم الحلم إلى التطاول والبذاء، وربما يكون الجزاء بالمرصاد وهم لا يشعرون؛ فيجعل الله منهم آية على قدرته، وعبرة لمن كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد.

    تبرج ووقاحة:
    منذ فترة تناقل الشباب في فضاء الإنترنت قصة فتاة متبرجة بصورة فجة ، ركبت سيارة أجرة فلفت نظر السائق تهاونها في إبداء مفاتنها، فنصحها بأدب ولطف، ودعاها أن تستر نفسها وتتقي ربها، وذكرها بالله تعالى.. فما كان منها إلا أن زاد غرورها وفجورها وعتوها ونفورها، فأخرجت هاتفها النقال ومدت يدها به إلى السائق قائلة، في تهكم واضح وتهتك فاضح: "خذ الجوال وكلم ربك ليحجز لي مكانا في جهنم"!!!.
    وكان القدر لها بالمرصاد، فلم يمهلها فقبضت روحها وهي مادة يدها بجوالها.. فكانت نهاية مخزية وخاتمة مؤلمة.

    أربعين سنة:
    قديما قرأت قصة في مجلة الأسرة عن شاب أعدمه الفقر، وأعوزه البرد، واضطره الجوع في ليلة قارس بردها عاصف ريحها، عضه الجوع حتى كاد يزهق روحه، فدخل متجرا آنس من ظاهره وحجمه وبهرجه غنى صاحبه، وعندما دخل وجد صاحب المتجر يعد دراهمه وأمواله.. وعلى استحياء سأله شيئا يسد به رمقه.. فما كان من صاحب المتجر إلا أن نظر له بازدراء وتأفف وقال: كم هم أمثالك الذين يمرون علي كل يوم، ولو أعطيت كل واحد درهما لبارت تجارتي وفنيت أموالي.. فقال: وما تصنع دريهمات في مالك، أدعو الله لك أن يحفظ بها مالك ويحمي تجارتك من الزوال.. ومرة أخرى يفعل الخذلان فعلته فينطق الرجل بغرور ونكران: "إن الله يحتاج إلى أربعين سنة ليأخذ مني مالي" ..
    وبهت الشاب مما سمع، فهو فقير نعم، لكنه يؤمن بالله العلي القدير.. ثم أقعده البرد فنام.

    لم تمر على هذا الموقف المريع وهذا الكلام الفظيع أيام حتى كان الرجل صاحب المتجر قد طلق زوجته، وكانت هي صاحبة القصر الذي يؤويه، والمتجر الذي يتاجر فيه، والمال الذي يكنزه، فسلبته كل ذلك وطردته شر طردة.. فخرج في لحظة من كل ذاك النعيم..
    قابله الفقير فمال على أذنه وقال: إن الله لا يحتاج إلى أربعين سنة.. ولا أقل منها حتى يسلب منك مالك.

    قارون:
    لقد كان قارون ممن يضرب به المثل في الغنى على مر الدهور وكر العصور، والقرآن الكريم اختاره ليكون مضرب المثل للغني الفاجر المتعجرف الكافر.. ملأت كنوزه الأرض وكثرت خزائنه حتى ضج الرجال الكثر ذوو القوة والبأس من حمل مفاتيحها..

    دعاه نبي الله موسى عليه السلام للإيمان، ودعاه قومه ليحسن في مال الله الذي وهبه إياه، ولا يبغ الفساد في الأرض، وأن يشكر نعمة الرب، فأعجبه ماله، وأطغاه غناه {كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى}، وأنكر نعمة الله ونسب الفضل لنفسه {قال إنما أوتيته على علم عندي}.. فلما زاد الطغيان عن الحد، لم يكن من إهلاكه بد، {فخسفنا به وبداره الأرض}.
    إن التاريخ القديم والحديث ممتلئ بهذه الوقائع التي فيها عبرة للمعتبرين، وزجر للمتطاولين، ولكن يبدو أن بعض الحمقى لا يتعظون ولا يعتبرون، وبعض الناس ليست له عبرة إلا من نفسه..

    في ركب الحمقى:
    في أيامنا ظهرت فتاة عربية عمدت إلى إرسال رسائل نصية عبر الهواتف النقالة، وكتبت تويتات في تويتر، وكتبت في الفيس بوك، عبارات مشينة وكلمات بذيئة فيها كفر صراح، تتطاول فيها على الرب الكريم والنبي الأمين والدين والعظيم؛ تزعم أنها تتحدى بذلك الله، جل جلاله،!!!، وأنها لن تتوقف حتى يأتيها عقاب الله، والذي تعتقد أنه لن يأتي أبدا.

    قلت مسكينة.. انضمت إلى جيش المساكين، مخذولة سلكت نفس سبيل المخذولين، حمقاء رضيت بفعل أهل الحماقة.. وهو الداء الذي لا دواء له..
    لكل داء دواء يستطب به .. .. إلا الحماقة أعيت من يداويها

    وهل تطفأ الشمس بالنفخ فيها؟، وهل يضر السحاب نبح الكلاب؟، وهل يضر البحر أن ألقى فيه غلام بحجر؟
    ما ضر شمس الضحى في الأفق ساطعة .. .. ألا يرى نورها من ليس ذا بصر

    لا يضر البحر أمسى زاخرا .. .. أن رمى فيه غلام بحجر

    فسبحان من يعمي هؤلاء الخلق عن الاعتبار والادكار، وأخذ العبرة ممن سبق وغبر.. ولكن صدق الله.. {ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون}.
    --------------------------
    وافدة النساء
    تخطئ المرأة في بلادي كثيرا حينما تظن أن سعادتها في تحقيق ما ينادي به من يسمون أنفسهم ـ زورا وبهتاناـ بمحرري المرأة.

    تخطئ حينما تلهث وراء أفكارهم المطروحة، ومطالبهم المشبوهة، وحينما يتعلق قلبها وتشرئب نفسها لرؤية هذه الأفكار واقعا ملموسا وأمرا مشاهدا محسوسا.

    تخطئ حين تبهرها أضواء كلماتهم الرنانة، وتخدعها لافتاتهم الطنانة.

    تخطئ حين تنخدع بأقوال المغررين بها، والمتصيدين لها، أصحاب العاهات العقدية وطالبي المتعة الجسدية، والأمراض القلبية.

    تخطئ حينما تظن أن ما يصلح للمرأة الغربية يصلح باللزوم والتبع للمرأة الشرقية، وأن ما يصلح للكافرات يوافق المؤمنات، وما يوافق المتبرجة المتحللة يصلح للعفيفة الطاهرة.

    إن ما يُطلـَب للمرأة في الغرب إنما هي أفكار وآراء ـ في غالبها أو مجملهاـ فصلت لشخصية غير شخصيتك، ومطالب لبيئة غير بيئتك، وحالة غير حالتك.

    إن من البلاهة أن نطالب بحرية المرأة في اللباس ونجعل لها الحق في التعري وترك الحشمة وإظهار المفاتن بدعوى الحرية الشخصية.

    إن من الدياثة أن نطالب لها بحرية الجسد، فتفعل به ما تشاء مع أي شخص تريد، في أي وقت كان.. يلبسها أحدهم كما يلبس حذاءه متى احتاجه، ويخلعه متى استغنى عنه، أو تغير هي فيهم كما تغير جواربها.

    من العجب أن نستورد لها ما يلغي فطرتها، ويلغي أمومتها، ويصادر أنوثتها؛ بدعوى حرية العمل والرأي والفكر واللبس والجنس.

    مظلومة.. ولكن:
    ربما كانت بعض النساء في بلادنا مظلومة مهضومة في مناح عدة، وجهات مختلفة، نقر بهذا، ولكن ليس هذا ـ أبداـ بسبب أوامر دينها، ولا ضوابط إسلامها، وإنما بسبب جهل الكثيرات منهن أولا، وجهل كثير من الرجال بمفاهيم الإسلام وحقيقة أوامره وطبيعة ضوابطه، وبسبب تغول الرجل أحيانا وسوء تصرفه ومخالفته للدين في أغلب الأحايين.

    نعم ربما كانت تحتاج إلى شيء من الإنصاف والتطوير والتنوير والتحرير... ولكنه أبدا ليس تحرير المغررين بها، ولا تنوير المتصيدين لها، ولا تطوير المتربصين بها، المتسترين بمسمى التحرير وحقيقتهم التغرير، والظاهرين في صورة أصدقائها وهم ألد أعدائها، الذين لبسوا لها لبوس الضأن على قلوب الذئاب يتحينون الفرص لافتراسها.

    إن الله خلق المرأة لوظيفة كونية عظيمة، وهيأها لذلك أعظم تهيئة، وإنما تتناغم مع الكون حين تعرف حقيقة وجودها، إعمار الكون بمراد خالقه، فلها وظيفتها الهائلة كما للرجل وظيفته، وأفضلهما في النهاية أتقاهما.
    فإذا ترك كل منهما أو أي منهما ما خلق له، وأراد أن يعيش كما يحلو له لا كما يريد الله منه، فسد نظام الكون، وضاق على أصحابه، وعم الشقاء أفراده، وجاءت التعاسة من حيث تظن السعادة، والضنك والضيق من حيث ابتغيت الفسحة والسعة.

    إن المرأة إنما تنال سعادتها بقدر ما تعرف من مقصود الله منها، وبقدر ما تحقق من وظيفتها التي جبلها الله لتتوافق مع فطرتها، وهذا ما فهمته وافدة النساء فاطمة بنت قيس فاسمع قصتها:

    وافدة النساء:
    أخرج البيهقي عن أسماء بنت يزيد الأنصارية [أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم وهو بين أصحابه فقالت: بأبي أنت وأمي إني وافدة النساء إليك، وأعلم نفسي - لك الفداء - أنه ما من امرأة كائنة في شرق ولا غرب سمعت بمخرجي هذا إلا وهي على مثل رأيي، إن الله بعثك بالحق إلى الرجال والنساء فآمنا بك وبإلهك الذي أرسلك، وإنا معشر النساء محصورات مقصورات، قواعد بيوتكم، ومقضى شهواتكم، وحاملات أولادكم، وإنكم معاشر الرجال فضلتم علينا بالجمعة والجماعات، وعيادة المرضى، وشهود الجنائز، والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله، وإن الرجل منكم إذا خرج حاجاً أو معتمراً أو مرابطاً حفظنا لكم أموالكم، وغزلنا لكم أثوابكم، وربينا لكم أموالكم، فما نشارككم في الأجر يا رسول الله؟
    فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه بوجهه كله ثم قال: هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مُساءلتها في أمر دينها من هذه؟ فقالوا: يارسول الله! ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا؟ فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إليها ثم قال لها: انصرفي أيتها المرأة وأعلمي من خلفك من النساء إن حسن تبعل إحداكن لزوجها، وطلبها مرضاته، واتباعها موافقته، يعدل ذلك كله. فأدبرت المرأة وهي تهلل وتكبر استبشاراً].
    ----------------------------------------
    ليلة الزفاف.. تجهيزات من نوع آخر
    حادثتني تريد النصائح لحياتها المستقبلية فلم يتبق على زفافها سوى أيام.. كانت خائفة كثيراً.. قلقة.. مهمومة.. مشغولة الفكر.. مرهقة النفس.. تشعر بتداخل المشاعر بداخلها.. رهاب وقلق وهم وخوف من الفشل.. خليط من المشاعر.. وحُقَّ لها هذا بل كل هذا طبيعي لكل مقبلة على حياة جديدة مختلفة تماماً عما اعتادت عليه ونشأت.. ورجل غريب وشخصية جديدة عليها.. وعالم آخر.. مسئولية بيت وزوج.. ووسط اجتماعي جديد لم تعتد عليه ولم تألفه بعد.. أهل الزوج وعائلته وأقاربه.. وربما عادات وتقاليد مختلفة عما تربت عليه ونشأت طيلة عمرها.. كل هذا مع مزيد من الهم والخوف الخاص من ليلة الزواج والحفل والحضور و.. و.. الخ.. بصراحة المقبلة على الزواج تملك طاقة جبارة عندما تتحمل كل هذا دون انهيار قبل ليلة الزواج.. بل مع ملاحظة أنها كلما اقترب الموعد هجرت الأكل والنوم وصاحبت السهر والأرق والتفكير.. !

    أعانك الله أيتها العروس..
    نعود لصاحبتي.. بالتأكيد عندما استنصحتني قدمت لها كل ما بجعبتي من خلال المعرفة المتواضعة والتجربة البسيطة.. ووددتُ نفع الأخوات بما قلت لها فنقلته هنا راجية أن يجدن فيه ضالتهن..

    طبعاً لن نفتأ نذكر بأهمية تقوى الله في حياتنا وجميع شؤوننا.. وهذا هو منطلق سعادتنا وسرها الحقيقي..
    1ـ حاولي تهدئة نفسك قدر الإمكان.. اذكري الله باستمرار.. في كل أحوالك سبحي واستغفري.. خاصة الاستغفار الزميه في كل حي.

    2ـ أبدت مخاوفها من كيفية تفهمه وخوفها من أهله.. فذكَّرْتُها بمقياس لسعادتها لا يخيب إلا عند من فسدت قلوبهم وضل سعيهم وأراد الله استدراجهم بنعمه الدنيوية عليهم.. إنه الإقلاع والبعد عن المعاصي والذنوب.

    فهي ـ والله ـ سبب مشاكلنا وسر تعاستنا في حياتنا وخاصة الحياة الزوجية.. لكل معصية أو ذنب أثر واضح جلي فيما يعقبه من مشاكل أو شقاء في حياتنا.. ولو دققنا ولاحظنا لوجدنا ذلك بيناً جداً.. ألم يقل أحد السلف يوماً (إني لأفعل الذنب فأرى أثر ذلك في خلق دابتي وزوجتي!!) فما بالنا بذنوبنا نحن التي كالجبال؟ لا عجب ولا غرابة إن شقينا وأصبحت أيام سعادتنا محدودة معدودة فهي بما كسبت أيدينا ويعفو عن كثير.. {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِير}.

    3ـ الحفل الذي ستقيمه أي عروس.. لابد من مراعاة انتفاء وجود منكرات فيه؛ فبدء حياتنا بهذه المكدرات والمنغصات من الآثام هي بداية لطريقة وحلقة من سلسلة طويلة لعذاباتنا ومشاكلنا الأسرية.. والمنكرات متعددة وكثيرة وسأذكر بعضاً منها على عجل :

    * الإسراف في تكاليف تجهيزات الزواج والعروس ومنها :
    = بطاقات الدعوة التي تطبع بأثمن الأسعار ثم مصيرها حاوية النفايات أكرم الله الجميع.

    = ثمن الكوافيرة والذي كما سمعت عند البعض يبلغ آلافا عدة!!

    = باقي التجهيزات لا داعي لاختيار أغلى الأثمان بل اختاري الجيد مضمونا وسعراً..

    * حاولي أن يكون من بين المدعوين أناس محتاجون.. ليحضر الوليمة من يستحقها من المحرومين.. وفي هذا حديث وإن لم يحصل لك ذلك اتفقي مع أي المؤسسات الخيرية على حضورهم بعد العشاء لأخذ ما تبقى وتوزيعه على من يحتاجه.. فنحن نموت بالتخمة وغيرنا يموت من الجوع !!

    * احرصي أن يكون المدعوون ممن يتقون الله تعالى حتى لا تحتاجين إلى أمر بمعروف أو نهي عن منكر.. وما أصعبه في مثل هذه الليلة.

    * المنهج النبوي أن الاحتفال والضرب بالدفوف للنساء فقط ولم يكن يستغرق الليل كله، بل كان وقتا يكفي لإعلان الناس بالنكاح وإشهاره وإدخال السرور على العروسين وأهليهما والأحباب..

    * حاولي لزيادة الخير توزيع مطويات أو أشرطة نافعة، للحضور وستجدي أثمانها متواضعة للتوزيع الخيري والكميات الكبيرة..

    * احرصي على حجابك في ليلة زفافك لا يستخفنك الشيطان لتبدئي حياتك بمعصية..

    4ـ حتى تنعمي بسعادتك وزوجك وتيسير أموركما لا تجعلي صلاة الجماعة تفوته إطلاقاً، ولو كان أول يوم.. ولو سهرتم.. وثِّقي هذا الرباط بحبل الله.. طبعاً لن يرفض لك طلباً فلا تتردي.. وأخلصي النية لله..

    5ـ الزمي الأذكار.. أذكار الصباح والمساء والأذكار الخاصة بكل أعمال المسلم اليومية عند الطعام والشراب واللباس والدخول والخروج.. لأنها بصفة عامة خير وفضل عظيم.. والأمر الآخر هي خير حافظ لك بإذن الله.. ولن تتعبك فهي لا تستغرق وقتاً وجهداً.. ولا تنسي أن تذكري زوجك بها .

    6ـ بشكل عام اجعلي ميزانك في كل شيء في حياتك مبدئياً ومستقبلياً طاعة الله ورضاه..

    7 ـ ثقي تمام الثقة بأنه (من أرضى الناس بسخط الله أسخط الله وأسخط عليه الناس ومن أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس).
    هذا الأثر يحتاج لوقفة تأمل من كل من يسعون جاهدين في جميع أمورهم لإرضاء الآخرين والاهتمام بما يقول الناس وما ينال إعجابهم، بغض النظر إن كان فيه رضا الله أو سخطه..

    فإن قالت إحداكن البيئة التي حولي لا تساعد !
    قلت لها: من استعان بالله أعانه، ومن توكل عليه كفاه، ومن طلب الرضا عنده أرضاه.
    أسعد الله صاحبتي وكل عروس من فتيات وشباب المسلمين بطاعته وهداهم للحق والهدى، وأبعد عنهم كيد الشيطان ونزغه..اللهم ارزقهم الذرية الصالحة وأسعدهم واجعل كل نساء المسلمين وذرياتهن قرة أعين لأزواجهن واجعلهم هادين مهديين. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه..
    ـــــــــــــــــــــــــــــ
    من كتاب "زواج بلا مكياج".. بتصرف.

    إسلام ويب






                  

العنوان الكاتب Date
مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشباب... سيف اليزل برعي البدوي07-08-20, 11:52 AM
  Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� عزالدين عباس الفحل07-08-20, 12:03 PM
  Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� عزالدين عباس الفحل07-08-20, 12:05 PM
    Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-09-20, 12:13 PM
      Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-10-20, 10:42 AM
        Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-11-20, 12:23 PM
          Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-13-20, 12:32 PM
            Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-14-20, 03:42 PM
              Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-15-20, 01:05 PM
                Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-16-20, 01:46 PM
                  Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-17-20, 12:47 PM
                    Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-18-20, 03:53 PM
                      Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-19-20, 02:58 PM
                        Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-20-20, 05:18 PM
                          Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-21-20, 03:01 PM
                            Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-23-20, 00:52 AM
                              Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-24-20, 01:11 AM
                                Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-25-20, 01:58 AM
                                  Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-01-20, 01:41 AM
                                    Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-01-20, 12:20 PM
                                      Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-03-20, 03:17 PM
                                        Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-04-20, 02:10 PM
                                          Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-05-20, 02:06 PM
                                            Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-06-20, 02:56 PM
                                              Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-07-20, 12:27 PM
                                                Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-08-20, 01:04 PM
                                                  Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-09-20, 01:12 PM
                                                    Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-10-20, 01:07 PM
                                                      Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-11-20, 03:28 PM
                                                        Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-12-20, 05:15 PM
                                                          Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-13-20, 01:28 PM
                                                            Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-14-20, 01:58 PM
                                                              Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-15-20, 12:34 PM
                                                                Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-16-20, 02:47 PM
                                                                  Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-18-20, 11:36 AM
                                                                    Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-20-20, 01:39 AM
                                                                      Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-22-20, 00:20 AM
                                                                        Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-23-20, 11:50 AM
                                                                          Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-27-20, 03:28 AM
                                                                            Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-28-20, 02:22 AM
                                                                              Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-28-20, 10:21 PM
                                                                                Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-30-20, 04:49 PM
                                                                                  Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-31-20, 11:16 PM
                                                                                    Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي09-02-20, 00:30 AM
                                                                                      Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي09-03-20, 06:00 PM
                                                                                        Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي09-05-20, 02:42 PM
                                                                                          Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي09-28-20, 02:15 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de