مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشباب...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-30-2024, 12:07 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-09-2020, 01:12 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا
    يقول تعالى مخبراً ومشرِّعاً عن حال الزوجين حال نفور الرجل من المرأة، وحال اتفاقه معها: {وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير وأحضرت الأنفس الشح وإن تحسنوا وتتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا} (النساء:128) فقد ذكر سبحانه في هذه الآية حكم الرجل مع زوجاته، وندب كل واحد من الزوج والزوجة إلى إسقاط حقه عند نشوز صاحبه؛ لما فيه من البقاء على حسن العهد. والحديث حول هذه الآية يتجه وَفْق المسائل التالية:

    المسألة الأولى: روى الشيخان عن عائشة رضي الله عنها: {وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا} قالت: (هي المرأة تكون عند الرجل، لا يستكثر منها، فيريد طلاقها، ويتزوج غيرها، تقول له: أمسكني، ولا تطلِّقْني، ثم تزوج غيري، فأنت في حِلٍّ من النفقة علي، والقِسْمة لي، فذلك قوله تعالى: {فلا جناح عليهما أن يصالحا بينهما صلحا والصلح خير}.

    وروى الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: خشيت سودة أن يطلقها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: لا تطلقني، وأمسكني، واجعل يومي منك لـ عائشة، ففعل، فنزلت: {فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير} قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. قال: "فما اصطلحا عليه من شيء فهو جائز".

    وعن عروة بن الزبير، قال: قالت عائشة رضي الله عنها: يا بن أختي! كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفضل بعضنا على بعض في القِسْم من مكثه عندنا، وكان قَلَّ يوم إلا وهو يطوف علينا جميعاً، فيدنو من كل امرأة من غير مسيس، حتى يبلغ التي هو في يومها، فيلبث عندها، ولقد قالت سودة بنت زمعة حين أيست، وخافت أن يفارقها رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله! يومي لـ عائشة، فقبل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: في ذلك أنزل الله، وفي أشباهها: {وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا} (النساء:128).

    وروى مالك عن رافع بن خديج رضي الله عنه، أنه تزوج بنت محمد بن مسلمة الأنصارية، فكانت عنده حتى كبرت، فتزوج عليها فتاة شابة، فآثر الشابة عليها، فناشدته الطلاق، فطلقها واحدة، ثم أهملها، حتى إذا كانت تَحِلُّ راجعها، ثم عاد فآثر الشابة عليها، فناشدته الطلاق، فطلقها واحدة، ثم راجعها فآثر الشابة عليها، فناشدته الطلاق، فقال: ما شئتِ إنما بقيت واحدة، فإن شئتِ استقررتِ على ما ترين من الأَثرة، وإن شئتِ فارقتك. قالت: بل أستقر على الأَثرة، فأمسكها على ذلك، ولم يرَ رافع عليه إثماً حين قرت عنده على الأثرة.

    قال ابن عبد البر: قوله: (فآثر الشابة عليها) يريد في الميل بنفسه إليها، والنشاط لها، لا أنه آثرها عليها في مطعم، وملبس، ومبيت؛ لأن هذا لا ينبغي أن يُظَنَّ بمثل رافع رضي الله عنه.

    وروى ابن أبي شيبة في "مصنفه" عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أن رجلاً سأله عن هذه الآية، فقال: هي المرأة تكون عند الرجل، فتنبو عيناه عنها من دمامتها، أو فقرها، أو كبرها، أو سوء خلقها، وتكره فراقه، فإن وضعت له من مهرها شيئاً، حلَّ له أن يأخذ، وإن جعلت له من أيامها، فلا حرج. وقال الضحاك: لا بأس أن ينقصها من حقها إذا تزوج من هي أشبَّ منها، وأعجب إليه. وقال مقاتل بن حيان: هو الرجل تكون تحته المرأة الكبيرة، فيتزوج عليها الشابة، فيقول لهذه الكبيرة: أعطيك من مالي على أن أقسم لهذه الشابة أكثر مما أقسم لك من الليل والنهار، فترضى الأخرى بما اصطلحا عليه، وإن أبت ألا ترضى، فعليه أن يعدل بينهما في القِسْم.

    وروي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: وَجَد -أي غضب- رسول الله صلى الله عليه وسلم على صفية في شيء، فقالت لي صفية: هل لك أن تُرْضِين رسول الله صلى الله عليه وسلم عني، ولك يومي؟ قالت: فلبست خماراً كان عندي مصبوغاً بزعفران ونضحته -النَّضْح: الرش- ثم جئت فجلست إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (إليك عني، فإنه ليس بيومك). فقلت: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وأخبرته الخبر، فرضي عنها.

    المسألة الثانية: قوله سبحانه: {وإن امرأة خافت} (خافت) بمعنى توقعت. وقول من قال: خافت: تيقنت، خطأ. قال الزجاج: المعنى: وإن امرأة خافت من بعلها دوام النشوز. وقال النحاس: الفرق بين النشوز والإعراض: أن النشوز التباعد، والإعراض ألا يكلمها، ولا يأنس بها.

    المسألة الثالثة: روى البيهقي عن سعيد بن المسيب، وسليمان بن يسار: أن السنة في الآية التي ذكر الله فيها نشوز المرء وإعراضه عن امرأته في قوله: {وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا} أن المرء إذا نشز عن امرأته، وآثر عليها، فإن من الحق أن يعرض عليها، أن يطلقها، أو تستقر عنده على ما كانت من أثرة في القِسْم من ماله ونفسه، فإن استقرت عنده على ذلك، وكرهت أن يطلقها، فلا حرج عليه فيما آثر عليها من ذلك، فإن لم يعرض عليها الطلاق، وصالحها على أن يعطيها من ماله ما ترضاه، وتقر عنده على الأثرة في القسم من ماله ونفسه، صلح له ذلك، وجاز صلحها عليه.

    المسألة الرابعة: قوله تعالى: {والصلح خير} (الصلح) لفظ عام مطلق، يقتضي أن الصلح الحقيقي الذي تسكن إليه النفوس، ويزول به الخلاف، خير على الإطلاق. ويدخل في هذا المعنى جميع ما يقع عليه (الصلح) بين الرجل وامرأته في مال، أو وطئ، أو غير ذلك. {خير} أي: خير من الفرقة؛ فإن التمادي على الخلاف، والشحناء، والمباغضة، هي قواعد الشر، وقال عليه السلام في البغضة: (إنها الحالقة) يعني حالقة الدين، لا حالقة الشعر، رواه أحمد، وإسناده ضعيف لانقطاعه.

    وعن ابن عباس رضي الله عنهما: {والصلح خير} يعني التخيير، أن يخير الزوج لها بين الإقامة والفراق، خير من تمادي الزوج على أثرة غيرها عليها. قال ابن كثير: "والظاهر من الآية أن صلحهما على ترك بعض حقها للزوج، وقبول الزوج ذلك، خير من المفارقة بالكلية، كما أمسك النبي صلى الله عليه وسلم سودة بنت زمعة على أن تركت يومها لعائشة رضي الله عنها، ولم يفارقها، بل تركها من جملة نسائه، وفعله ذلك لتتأسى به أمته في مشروعية ذلك وجوازه، فهو أفضل في حقه عليه الصلاة والسلام".

    المسألة الخامسة: قال العلماء: أنواع الصلح كلها مباحة في هذه النازلة، بأن يعطي الزوج على أن تصبر الزوجة، أو تعطي الزوجة على أن يؤثر الزوج، أو على أن يؤثر ويتمسك بالعصمة، أو يقع الصلح على الصبر والأَثرة من غير عطاء، فهذا كله مباح. وقد يجوز أن تصالح إحداهن صاحبتها عن يومها بشيء تعطيها، كما فعل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم.

    المسألة السادسة: أفادت الآية أن الزوج إذا أراد فراق زوجته، إما لكبر أو دَمَامة، ورضيت بالصلح على إسقاط حقها، وتسليم شيء من مالها؛ لبقاء قِسْمِها، كانت محسنة، ولا جناح على الرجل في قبول ذلك، بل هو أفضل من تفارقهما، وإن صبر على كبرها، وأوفاها حقها، كان محسناً، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك عن الله سبحانه. قال ابن كثير: "إذا خافت المرأة من زوجها أن يَنْفُرَ عنها، أو يُعْرِضَ عنها، فلها أن تُسْقِطَ حقها أو بعضه، من نفقة، أو كسوة، أو مبيت، أو غير ذلك من الحقوق عليه، وله أن يقبل ذلك منها، فلا جناح عليها في بذلها ذلك له، ولا عليه في قبوله منها".

    المسألة السابعة: قوله عز وجل: {وأحضرت الأنفس الشح} إخبار بأن {الشح} كائن في كل أحد، وأن الإنسان لا بد أن يشح بحكم خلقته وجِبِلَّتِه، حتى يحمل صاحبه على بعض ما يكره، يقال: شح يَشِحُ -بكسر الشين- قال ابن جبير: هو شح المرأة بالنفقة من زوجها، وبقِسْمه لها أيامها. وقال ابن زيد: الشح هنا منه ومنها. قال ابن عطية: "وهذا حسن؛ فإن الغالب على المرأة الشح بنصيبها من زوجها، والغالب على الزوج الشح بنصيبه من الشابة. و(الشح) الضبط على المعتقدات، والإرادات، والهمم، والأموال، ونحو ذلك، فما أفرط منه على الدين فهو محمود، وما أفرط منه في غيره ففيه بعض المذمة، وهو الذي قال الله فيه: {ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون} (الحشر:9) وما صار إلى حيز منع الحقوق الشرعية، أو التي تقتضيها المروءة، فهو البخل، وهي رذيلة". وإذا آل البخل إلى هذه الأخلاق المذمومة والشيم اللئيمة، لم يبق معه خير مرجو، ولا صلاح مأمول.

    المسألة الثامنة: قوله سبحانه: {وإن تحسنوا وتتقوا} هذا خطاب للأزواج من حيث إن للزوج أن يشح ولا يحسن، أي: إن تحسنوا وتتقوا في عشرة النساء بإقامتكم عليهن مع كراهيتكم لصحبتهن، واتقاء ظلمهن، فهو أفضل لكم.
    ------------------------------
    معنى ومقتضيات شهادة أن محمداً رسول الله
    الإيمان بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ركن لا يصح الإسلام بدونه، وهذا أمر مقطوع به، ومعلوم بالضرورة من دين الإسلام، والنطق بالشهادتين: شهادة أن لا إله إلا الله، وشهادة أن محمدا رسول الله، مع الاعتقاد الجازم بمقتضاهما، هو الذي يدخل الإنسان به في مُسَمّى الإسلام، قال الله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ}(النور:62).

    والإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم داخل في الركن الرابع من أركان الإيمان الستة، وشهادة "أشهد أن محمدا رسول الله" هي الشطر الثاني من الركن الأول من أركان الإسلام الخمسة، ويشهد لذلك حديث جبريل المشهور الذي رواه مسلم في صحيحه، والذي سأل فيه جبريل النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن الإسلام والإيمان، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (الإسلام: أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلًا.. الإيمان: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّه). قال ابن تيمية في "مجموع الفتاوى": "وأما الإيمان بالرسول فهو المهم، إذ لا يتم الإيمان بالله بدون الإيمان به، ولا تحصل النجاة والسعادة بدونه، إذ هو الطريق إلى الله سبحانه، ولهذا كان ركنا الإسلام: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله". وحين أرسل النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل إلى اليمن لدعوة أهلها إلى الإسلام أوصاه ووجهه بقوله: (إنك تقدم على قوم أهل كتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه: شهادة ألا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله) رواه مسلم. فلا تغني إحدى الشهادتين عن الأخرى، بل لا بدّ منهما معًا، "أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله".

    ومن معاني "أشهد أن محمدا رسول الله": أي أقرُّ وأشهد بلساني، وأصدق التصديق الجازم من صميم قلبي، بأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أرسله الله عز وجل إلى الناس كافة، بشيراً ونذيرا، وأنه خاتم الأنبياء ليس بعده نبي، قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا}(سبأ:28)، وقال: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا}(الأعراف:158)، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا}(الأحزاب:45-46)، وقال سبحانه: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ}(الأحزاب:40).

    ومن معاني "أشهد أن محمدا رسول الله" أن يُطاع ويُتَّبَع، وأن قوله وأمره ونهيه مُعَظَّم، فلا يُقَدَّم عليه قول أحد كائناً ما كان، لأنه رسول مُبَلِّغ عن الله تعالى، وأنه أفضل الخلق والأنبياء والرسل، ومع كونه أفضل الخلق فهو عبد لا يُعبد، ورسول صادق لا يكذب، ولا يملك لنفسه ولا لغيره شيئًا من النفع أو الضر إلا ما شاء الله. قال ابن تيمية: "الإيمان بالرسول: هو تصديقه، وطاعته، واتباع شريعته". وقال الشيخ ابن عثيمين: "معنى "شهادة أن محمدًا رسول الله": الإقرار باللسان، والاعتقاد الجازم بالقلب بأن محمدا بن عبد الله الهاشمي القرشي عبد الله ورسوله، أرسله إلى جميع الخلق كافة: من الجن والإنس". وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب في كتابه "الأصول الثلاثة": "معنى شهادة أن محمدًا رسول الله: طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وألا يُعْبَد الله إلا بما شرع".

    فوائد:
    1 ـ الأحاديث التي فيها شهادة أن لا إله إلا الله دون النص على شهادة أن محمدًا رسول الله، يدخل فيها ضمنًا شهادة أن محمدا رسول الله وجميع أركان الإيمان وإن لم تُذْكَر في هذه الأحاديث، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: (ما من عبد قال: لا إله إلا الله، ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة) رواه البخاري. وقوله صلى الله عليه وسلم: (من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة) رواه مسلم. وقوله صلى الله عليه وسلم: (يا أيها الناس، قولوا: لا إله إلا الله، تفلحوا) رواه أحمد. فلا يدخل الإنسان في الإسلام إلا بهاتين الشهادتين معا: "أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله"، فهما متلازمتان، فشهادة "لا إله إلا الله" أي: لا معبود بحق إلا الله، وشهادة "أن محمدا رسول الله" أي: التصديق الجازم من صميم القلب الموافق لقول اللسان بأن محمدًا عبده ورسوله إلى الخلق كافة، ومعنى كلمة "أشهد" في الشهادتين: يدور حول العِلم والاعتقاد، ولها مراتب بعد ذلك، ذكرها ابن القيم في "مدارج السالكين" فقال: "فأول مراتبها: عِلْمٌ، وَمَعْرِفَةٌ، وَاعْتِقَادٌ لِصِحَّةِ الْمَشْهُودِ بِهِ، وَثُبُوتِهِ، وَثَانِيهَا: تَكَلُّمُهُ بِذَلِكَ، وَنُطْقُهُ بِهِ، وَإِنْ لَمْ يُعْلِمْ به غيره، بل يتكلم به مع نفسه ويذكرها، وينطق بها أو يكتبها. وثالثها: أَنْ يُعْلِمَ غَيْرَهُ بِمَا شَهِدَ به، ويخبره به، ويبينه له. ورابعها: أن يلزمه بمضمونها ويأمره به".
    2 ـ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم خير الخَلْق أجمعين، وأفضل وخاتم الأنبياء والرسل، وصاحب المقام المحمود، والحوض المورود، وأول من ينشق عنه القبر، وأول من تفتح له أبواب الجنة، وأول من ينال أعلى منازلَها، وهو صاحب الوسيلة والشفاعة العظمى، الذي غُفِر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (آتي باب الجنة يوم القيامة فأسْتفْتِح، فيقول الخازن: من أنت؟ فأقول محمد، فيقول: بكَ أُمِرْتُ لا أفتح لأحد قبلك) رواه مسلم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أنا سَيِّدُ ولَدِ آدَمَ يَومَ القِيامَةِ، وأَوَّلُ مَن يَنْشَقُّ عنْه القَبْرُ، وأَوَّلُ شافِعٍ وأَوَّلُ مُشَفَّعٍ) رواه مسلم. قال النووي: "قال الْهَرَوِيُّ: السَّيِّد هو الذي يَفوقُ قوْمه في الخَيْر، وقال غيره: هو الذي يُفْزَعُ إِليْه في النَّوَائِب والشدائد، فيقوم بأَمرهم، ويتحمَّل عنْهُمْ مكارههم، ويدْفعُها عنهم. وأما قوله صلى الله عليه وسلم: (يوم القيامة) مَعَ أَنَّهُ سَيِّدهم في الدُّنْيا والآخرة، فسَبَبُ التَّقْيِيد أَنَّ في يوم القيامة يظْهَر سُؤْدُده لِكُلِّ أَحَدٍ، ولا يَبْقى مُنازِع، ولا مُعَانِد، ونحوه، بخلاف الدُّنْيا فقدْ نازعه ذلك فيها مُلوكُ الْكُفَّار وزُعماء المُشْركين".

    متطلبات ومقتضيات شهادة: أن محمدا رسول الله:

    متطلبات ومقتضيات شهادة: أن محمدا رسول الله كثيرة، ومنها:
    1 ـ تعظيمه وتوقيره صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً}(الفتح:9:8). قال ابن كثير: "قال ابن عباس وغير وَاحِدٍ: يُعَظِّمُوهُ، {وَتُوَقِّرُوهُ} مِنَ التوقير وهو الاحترام والإجلال والإعظام"، وقال السعدي: "أي: تعظموه وتُجِّلوه، وتقوموا بحقوقه صلى الله عليه وسلم".
    2 ـ محبته صلى الله عليه وسلم أكثرَ من محبة النفس والمال والوالد والوَلَدِ والناس أجمعين. عن أنس رضي الله عنه أن النَّبي صلى اللهُ عليه وسلم قال: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والدِه، وولَده، والناس أجمعين) رواه البخاري. وعن عبد الله بن هشام قال: (كنا مع النَّبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذٌ بيد عمر بن الخطاب، فقال له عمر: يا رسول الله، لَأنتَ أحب إليَّ من كل شيء إلا من نفسي، فقال النَّبي صلى اللهُ عليه وسلم: لا (أي لا يكمُلُ إيمانك)، والذي نفسي بيده، حتى أكون أحب إليك من نفسك، فقال له عمر: فإنه الآن والله لَأنت أحبُّ إليَّ من نفسي، فقال صلى اللهُ عليه وسلم: الآن (كمَل إيمانُك) يا عمر) رواه البخاري.
    3 ـ تصديقه صلى الله عليه وسلم في كل ما أخبر به عن الأمم السابقة، وما أخبر به عن أمور الغيب في المستقبل، لأن ما جاء وأخبر به وَحْيٌ مِن الله تعالى، قال الله تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}(النجم: 3 ـ 4). قال السعدي :"أي: ليس نطقه صادرا عن هوى نفسه، {إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى} أي: لا يتبع إلا ما أوحى الله إليه من الهدى والتقوى، في نفسه وفي غيره، ودل هذا على أن السُنة وحْي من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم، كما قال تعالى: {وَأَنْزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ}(النساء:113)، وأنه معصوم فيما يخبر به عن الله تعالى وعن شرعه، لأن كلامه لا يصدر عن هوى، وإنما يصدر عن وحي يوحى".
    4 ـ طاعته صلى الله عليه وسلم فيما أمر به، واجتناب ما نهى عنه، واتباعه والاقتداء به، قال الله تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ}(النساء:80)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى اللهُ عليه وسلم قال: (كل أمَّتي يدخلون الجنة إلا مَن أبَى، قالوا: يا رسول الله ومن يأبَى؟ قال: مَن أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبَى) رواه البخاري. وقال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ}(آل عمران:31ـ32). وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حجته: (لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ، فإنِّي لا أَدْرِي لَعَلِّي لا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتي هذِه) رواه مسلم. وقال تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}(الحشر:7). قال ابن كثير: "أي مهما أمركم به فافعلوه، ومهما نهاكم عنه فاجتنبوه، فإنه إنما يأمركم بخير وإنما ينهى عن شر". وقال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}(الأحزاب:21)، قال ابن كثير: "هذه الآية الكريمة أصلٌ كبير في التأسِّي برسول الله صلى اللهُ عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله".

    يجب على كل مسلم، بل على كل إنسان ـ حتى يرث الله الأرض ومَن عليها ـ أن يؤمن ويشهد بأن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه خاتم وأفضل الأنبياء والرسل، وأن الواجب الإيمان به وتصديقه، ومحبته وتوقيره، والاقتداء به واتباعه، وطاعته فيما أمر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، ومن أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار، وألا يُعْبد الله عز وجل إلا بهَدْيه وشريعته ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ.
    -------------------------------------
    الشباب بين الترف والاخشوشان
    روى البخاري ومسلم رحمهما الله عن عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:[والله ما الفقر أخشى عليكم! ولكن أخشى أن تبسط لكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم].

    ليس قصد الرسول صلى الله عليه وسلم من ذلك، انصراف أمته عن كسب المال من وجوهه الشرعية، وصرفه في أبوابه المرضية المرعية، فهو يعلم صلى الله عليه وسلم أن المال قوام الحياة، ويدرك ما للمال من خطر في قوة الإسلام والمسلمين، وغير ذلك من أعمال البر والخير، وإنما أراد صلى الله عليه وسلم التحذير مما يترتب على جمع المال من الطغيان والتنافس المؤدي إلى الهلاك، وكذلك ما يترتب على كثرة المال والغنى وغلبة التنعم والدعة والرفاهية من الارتباط بالأرض، والقعود عن طلب معالى الأمور، ومن التفلت من الدين ومتطلبات الدين ومهماته. فإن الاستقامة على الدين ـ غالباً ـ لا تكون مع حياة الترف والسرف والنعيم الزائد، لأن هذا النوع من الحياة يورث القلوب قسوةً وجفاء، والأبدان ترهلا وضعفا، والنفوس انشغالا بالملذات وجريا ولهاثا وراء الشهوات، والانشغال بأمور الدنيا عن أمور الآخرة، وبالملهيات عن العظائم ومعالي الأمور.

    الترف أخطر الأدواء
    إن من أخطر الأدواء التي تودي بحياة الأمم "داء الترف"، وما أدراك ما الترف؟
    داءٌ عضال، ومقتٌ ووبال، يقتل النخوة، ويقضي على البطولة، ويخمد الغيرة، ويفرز الوهن، ويكبت المروءة، ويضعف الهمة، ويفرز غثاءً متسكعاً يعيش بلا عقل ولا علم ولا تفكير، في تأنثٍ لم يبق معه إلا أن تلحق بصاحبه تاء التأنيث أو نون النسوة!

    إنسان ممتلئ من الخارج، فارغ من الداخل، لا منظر ولا مخبر، هم أحدهم ما يأكله، وقيمته ما يخرجه.. أشباحٌ بلا أرواح، جسومٌ بلا رءوس، والسبب الترف بغير هدف.

    يستغيث المستضعفون والمحرومون في الأرض، فلا يُهب لنصرتهم، ومن أعظم الموانع الترف.

    يركن إلى الظلمة، والداعي هو الترف.. يحارب الله -جلَّ وعلا- بالربا، والداعي هو الترف.. تثقل الكواهل بالديون، والداعي هو الترف..

    يجلس الواحد منهم ريان شبعان متكئاً على أريكته، حتى إذا ما طلب منه نصرة دينه، أو كلف بمهمة، أو عوتب في استغراقه في لهو؛ اندفع كالسهم مردداً: (يا حنظلة ساعة وساعة) وكأنه لا يحفظ من القرآن والسنة الصحيحة غيره.. والسبب الترف.

    الشباب والترف
    وأما الشباب المترفون فقد قتلهم الترف فلا همة ولا عزيمة، همته همة مقعد، وعزيمته عزيمة زمن؛ قد أخلد إلى الأرض، وغلب عليه حب المادة، وعبادة الدرهم والدينار من دون الله الواحد القهار. همم سافلة، وعقول فارغة، وعمر ضائع وعمل فارغ.
    خلت منهم المساجد وامتلأت بهم الملاعب، ولا تكاد تراهم إلا في الملاهي أو على المقاهي، أو في المسارح أو أماكن التنزهات.

    سقطت فئةٌ من شباب الأمة في أوحال المسكرات والمخدرات.. وعلى رأس الأسباب الترف.
    وغلب الترف على بعضهم فحوله إلى كائن مؤنث مخنث لا تظهر عليه مخايل الرجولة ولا علامات الخشونة والفحولة، لا يميز الرائي ذكرهم من أنثاهم ـ إلا بشق الأنفس ـ حتى سمعنا من يقول: إن بين شباب المسلمين جنسا ثالثا، وما أدراك ما الجنس الثالث.
    لو اطلع الغراب على رؤاهم .. .. وما فيها من السوءات شابا

    وقد مر بنا زمان كنا نعجب فيه من ترجل النساء، فإذا بنا نرى الشباب قد استنوق وخضع وتأنث (وقد لعن الرسول كلا الصنفين)
    وما عجب أن النساء ترجلت .. .. ولكن تأنيث الرجال عجاب

    فالترف سبب لضياع الرجولة والخشونة، وهو من أوائل أسباب هلاك الأمم وضياعها، وصدق الله سبحانه وتعالى حيث يقول:{وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا لْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً}[الإسراء:16]

    النعيم لا يدرك بالنعيم
    إننا ننادي على الأمة وعلى شبابها ونقول: إن الاستقامة التامة لا تكون بالترف، وإن النعيم لا يدرك بالنعيم..
    وقديما قالوا: لا يدرك الشرف إلا بالكلف، ولن يدرك البطال منازل الأبطال، ولا يدرك السيادة من لزم الوسادة، ولذة الراحة لا تنال إلا بترك الراحة، ودون الشهد إبر النحل، ومن رام اللآلئ زج بنفسه في البحر، وبقدر العنا تنال المنى، وعند تقلب الأحوال تعرف جواهر الرجال، ولا تطلب السلعة الغالية بالثمن التافه، [ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة].

    ويدندن ابن القيم حول هذا المعنى فيقول ما مضمونه: "إن الخيرات واللذات والكمالات لا تنال إلا بحظٍ من المشقة، ولا يُعبَر إليها إلا على جسرٍ من التعب، وقد أدرك عقلاء كل أمة أن النعيم لا يدرك بالنعيم، ومن آثر الراحة فاتته الراحة، وأنه بحسب ركوب الأهوال واحتمال المشاق والصعاب، تكون اللذة والفرح". وكلما كانت النفوس أشرف، والهمم أعلى، كان تعب ونصب البدن أوفر، وحظه من الراحة أقل:
    وإذا كانت النفوس كبارا .. .. تعبت في مرادها الأجسام

    كذا المعالي إذا ما رمت تدركها .. .. فاعبر إليها على جسرٍ من التعب
    ــــــــــــــــــــــــــــــــ
    مقتطفات من محاضرة للشيخ علي القرني
    -----------------------------------
    الدخان خبيث وحرام
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وعلى آله وصحبه ومن نهج نهجه، أما بعد:
    فقد ظهر هذا النبات المعروف الذي يطلق عليه اسم "الدخان" أو "التبغ" أو "التمباك" أو "التتن"، في آخر القرن العاشر الهجري، وبدأ استعماله يشيع بين الناس؛ مما أوجب على علماء ذلك العصر أن يتكلموا في بيان حكمه الشرعي.

    ونظرا لحداثته وعدم وجود حكم سابق فيه للفقهاء المجتهدين، ولا من لحقهم من أهل التخريج والترجيح في المذاهب، وعدم تصورهم لحقيقته ونتائجه تصورا كاملا مبنيا على دراسة علمية صحيحة؛ اختلفوا فيه اختلافا بينا فمنهم من ذهب إلى حرمته، ومنهم من أفتى بكراهته، ومنهم من قال بإباحته، ومنهم من توقف فيه وسكت عن البحث عنه، وكل أهل مذهب من المذاهب الأربعة- السنية- فيهم من حرمه، وفيهم من كرهه، وفيهم من أباحه؛ ولهذا لا نستطيع أن ننسب إلى مذهب القول بإباحة أو تحريم أو كراهة.

    ويبدو لي أن الخلاف بين علماء المذاهب عند ظهور الدخان وشيوع تعاطيه واختلافهم في إصدار حكم شرعي في استعماله، ليس منشؤه في الغالب اختلاف الأدلة، بل الاختلاف في تحقيق المناط، فمنهم من أثبت للتدخين عدة منافع في زعمه، ومنهم من أثبت له مضار قليلة تقابلها منافع موازية لها، ومنهم من لم يثبت له أية منافع، ولكن نفى عنه الضرر وهكذا، ومعنى هذا أنهم لو تأكدوا من وجود الضرر في هذا الشيء لحرموه بلا جدال.

    وهنا نقول: إن إثبات الضرر البدني أو نفيه في "الدخان" ومثله مما يتعاطى ليس من شأن علماء الفقه، بل من شأن علماء الطب والتحليل، فهم الذين يُسألون هنا، لأنهم أهل العلم والخبرة.. قال تعالى: "فاسأل به خبيراً"، وقال: "ولا ينبئك مثل خبير".

    أما علماء الطب والتحليل فقد قالوا كلمتهم في بيان آثار التدخين الضارة على البدن بوجه عام، وعلى الرئتين والجهاز التنفسي بوجه خاص، وما يؤدي إليه من الإصابة بسرطان الرئة مما جعل العالم كله في السنوات الأخيرة يتنادى بوجوب التحذير من التدخين.

    وفي عصرنا ينبغي أن يتفق العلماء على الحكم وذلك أن حكم الفقيه هنا يبنى على رأي الطبيب، فإذا قال الطبيب إن هذه الآفة- التدخين- ضارة بالإنسان فلابد أن يقول الفقيه هذه حرام؛ لأن كل ما يضر بصحة الإنسان يجب أن يحرم شرعا، على أن من أضرار التدخين مالا يحتاج إثباته إلى طبيب اختصاصي ولا إلى محلل كيماوي، حيث يتساوى في معرفته عموم الناس من مثقفين وأميين.

    علة التحريم
    أما ما يقوله بعض الناس: كيف تحرمون هذا النبات بلا نص؟
    فالجواب أنه ليس من الضروري أن ينص الشارع على كل فرد من المحرمات، وإنما هو يضع ضوابط أو قواعد تندرج تحتها جزئيات شتى وأفراد كثيرة، فإن القواعد يمكن حصرها، أما الأمور المفردة فلا يمكن حصرها، ويكفي أن يحرم الشارع الخبيث أو الضار، ليدخل تحته ما لا يحصى من المطعومات والمشروبات الخبيثة أو الضارة؛ ولهذا أجمع العلماء على تحريم الحشيشة ونحوها من المخدرات مع عدم وجود نص معين بتحريمها على الخصوص.

    وهذا الإمام أبو محمد بن حزم الظاهري، نراه متمسكا بحرفية النصوص وظواهرها، ومع هذا يقرر تحريم ما يستضر بأكله، أخذا من عموم النصوص. قال: (وأما كل ما أضر فهو حرام لقول النبي صلي الله عليه وسلم: "إن الله كتب الإحسان على كل شيء"، فمن أضر بنفسه أو بغيره فلم يحسن، ومن لم يحسن فقد خالف كتاب الله" أي كتابة الله الإحسان على كل شئ).

    ويمكن أن يستدل لهذا الحكم أيضأ بقوله صلى الله عليه وسلم: "لا ضرر ولا ضرار"، كما يمكن الاستدلال بقوله تعالى: {وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً} (النساء: من الآية 29).

    ومن أجود العبارات الفقيهة في تحريم تناول المضرات عبارة الإمام النووي في روضته قال: "كل ما أضر أكله، كالزجاج والحجر والسم، يحرم أكله، وكل طاهر لا ضرر في أكله يحل أكله، إلا المستقذرات الطاهرات، كالمني والمخاط، فإنها حرام على الصحيح... ويجوز شرب دواء فيه قليل سم إذا كان الغالب السلامة، واحتيج إليه".

    الضرر المالي
    لا يجوز للإنسان أن ينفق ماله فيما لا ينفعه لا في الدنيا ولا في الدين؛ لأن الإنسان مؤتمن على ماله مستخلف فيه، وكذلك فإن الصحة والمال وديعتان من الله؛ ولذا لا يجوز للإنسان أن يضر صحته أو يضيع ماله؛ ولذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إضاعة المال.

    والمدخن يشتري ضرر نفسه بحر ماله، وهذا أمر لا يجوز شرعا.. قال الله تعالى: {وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}(الأنعام: من الآية141) ، ولا يخفى أن إنفاق المال في التدخين إضاعة له، فكيف إذا كان مع الإتلاف للمال ضرر متحقق يقينا أو ظنا؟! أي أنه اجتمع عليه إتلاف المال وإتلاف البدن معا.

    ضرر الاستعباد
    وهناك ضرر آخر يغفل عنه عادة الكاتبون في هذا الموضوع وهو الضرر النفسي، وأقصد به: أن الاعتياد على التدخين وأمثاله يستعبد إرادة الإنسان، ويجعلها أسيرة لهذه العادة السخيفة، بحيث لا يستطيع أن يتخلص منها بسهولة إذا رغب في ذلك يوما لسبب ما، كظهور ضررها على بدنه، أو سوء أثرها في تربية ولده، أو حاجته إلى ما ينفق فيها لصرفه في وجوه أخرى أنفع وألزم، أو نحو ذلك من الأسباب.

    ونظرا لهذا الاستعباد النفسي، نرى بعض المدخنين يجور على قوت أولاده والضروري من نفقة أسرته من أجل إرضاء مزاجه هذا لأنه لم يعد قادرا على التحرر منه، وإذا عجز مثل هذا يوما عن التدخين لمانع داخلي أو خارجي، فإن حياته تضطرب وميزانه يختل وحاله تسوء وفكره يتشوش وأعصابه تثور لسبب أولغير سبب، ولاريب أن مثل هذا الضرر جدير بالاعتبار في إصدار حكم على التدخين.

    التدخين محرم شرعا
    ليس للقول بحل التدخين أي وجه في عصرنا بعد أن أفاضت الهيئات العلمية الطبية في بيان أضراره وسيء آثاره وعلم بها الخاص والعام وأيدتها لغة الأرقام.

    وإذا سقط القول بالإباحة المطلقة، لم يبق إلا القول بالكراهة أو القول بالتحريم، وقد اتضح لنا مما سبق أن القول بالتحريم أوجه وأقوى حجة، وهذا هو رأينا؛ وذلك لتحقق الضرر البدني والمالي والنفسي باعتياد التدخين؛ لأن كل ما يضر بصحة الإنسان يجب أن يحرم شرعا.

    والله تعالى يقول: {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} (البقرة:195)، ويقول جل جلاله: {وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً} (النساء:29)، ويقول الله عزوجل: {وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (الأنعام:141)، {وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً}(الاسراء:26-27) فهناك ضرر بدني ثابت وهناك ضرر مالي ثابت كذلك، فتناول كل ما يضر الإنسان يحرم لقوله تعالى: {وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} (النساء: من الآية 29)؛ من أجل هذا يجب أن نفتي بحرمة هذا التدخين في عصرنا.

    والواقع الذي لا شك فيه هو أن الأطباء يجمعون على أن في التدخين ضررا مؤكدا. صحيح أن ضرره ليس فوريا، ولكنه ضرر تدريجي، والضرر التدريجي كالضرر الفوري في التحريم، فالسم البطيء كالسم السريع كلاهما يحرم تناوله على الإنسان.

    والانتحار محرم بنوعيه السريع والبطيء، والمدخن ينتحر انتحارا بطيئا، والإنسان لا يجوز أن يضر أو يقتل نفسه، ولا أن يضر غيره؛ ولهذا قال النبي صلي الله عليه وسلم: "لا ضرر ولا ضرار"؛ أي لا تضر نفسك ولا تضر غيرك، فهذا ضرر مؤكد على نفس الإنسان بإجماع أطباء العالم؛ لهذا أوجبت دول العالم على كل شركة تعلن عن التدخين أن تقول إنه ضار بالصحة بعد أن استيقن ضرره للجميع؛ لهذا لا يصح أن يختلف الفقهاء في تحريمه.

    والضرورات الخمس التي ذكرها الأصوليون وفقهاء الدين، وأوجبوا الحرص على المحافظة عليها وعدم الإضرار بها هي الدين والنفس والعقل والنسل والمال، وكلها تتأثر بهذه الآفة؛ فدين الإنسان يتأثر، فمن الناس من لا يصوم رمضان لأنه لا يستطيع أن يمتنع عن التدخين، والنسل يتضرر بالتدخين، سواء كان المدخن أحد الأبوين أو كلاهما.

    بل إن الجنين يتضرر من تدخين أمه، بما يعني أن المدخن لا يضر نفسه فقط وإنما يضر غيره، وهناك ما يسمى الآن التدخين القسري، أو التدخين بالإكراه، فيدخن الإنسان رغم أنفه وهو لا يتناول السجارة وإنما يتناولها قهرا عندما يجلس بجوار إنسان مدخن أو في بيئة فيها التدخين.

    فأنت أيها المدخن تضر نفسك وتضر غيرك رغم إرادته وأنفه؛ فمن أجل هذا الضرر وغيره يجب أن يحرم التدخين وأن يجمع العلماء على تحريمه. وقد أدار بعض العلماء معظم الحكم في التدخين على المقدرة المالية وحدها، أو عدمها، فيحرم في حالة عجز المدخن عن مصاريف التدخين، ويكره للقادر عليه.

    وهذا رأي غير سديد ولا مستوعب، فإن الضرر البدني والنفسي الذي أجمع العلماء والأطباء في العالم على تحققه له اعتباره الكبير بجوار الضرر المالي، ثم إن الغني ليس من حقه أن يضيع ماله ويبعثره فيما يشاء؛ لأنه مال الله أولا ومال الجماعة ثانيا.

    وينبغي للإنسان المسلم العاقل أن يمتنع عن هذه الآفة الضارة الخبيثة، فالتبغ لاشك من الخبائث وليس من الطيبات؛ إذ ليس فيه أي نفع دنيوي أو نفع ديني.

    نصيحة للشباب خاصة
    ونصيحتي للشباب خاصة، أن ينزهوا أنفسهم عن الوقوع في هذه الآفة، التي تفسد عليهم صحتهم، وتضعف من قوتهم ونضرتهم، ولا يسقطوا فريسة للوهم الذي يخيل إليهم أن التدخين من علامات الرجولة أو استقلال الشخصية، ومن تورط منهم في ارتكابها يستطيع التحرر منها والتغلب عليها وهو في أول الطريق قبل أن تتمكن هي منه وتغلب عليه ويعسر عليه فيما بعد النجاة من براثنها، إلا من رحم ربك.

    وعلى أجهزة الإعلام أن تشن حملة منظمة بكل الأساليب على التدخين وتبين مساوئه، وعلى مؤلفي ومخرجي ومنتجي الأفلام والتمثيليات والمسلسلات، أن يكفوا عن الدعاية للتدخين، بوساطة ظهور السيجارة بمناسبة وغير مناسبة في كل المواقف، وعلى الدولة أن تتكاتف لمقاومة هذه الآفة وتحرير الأمة من شرورها، وإن خسرت خزانة الدولة الملايين فإن صحة الأمة وأبنائها الجسمية والنفسية أهم وأغلى من الملايين.

    والواقع أن الدولة هي الخاسرة ماليا عندما تسمح بالتدخين؛ لأن ما تنفقه في رعاية المرضى الذين يصيبهم التدخين بأمراض عديدة وخطيرة تبلغ أضعاف ما تجنيه من ضرائب تفرضها على التبغ، بالإضافة إلى ما تخسره من نقص الإنتاج بسبب زيادة تغيب المدخنين عن العمل نتيجة ما يعانونه من أمراض.

    نسأل الله تبارك وتعالى أن ينير بصائرنا، وأن يفقهنا في ديننا، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وينفعنا بما علمنا، إنه سميع قريب. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
    --------------------------------------
    التسلط التربوي.. قبضة حديدية وآثار مدمرة
    من علامات الفشل التربوي أن نتوارث طرق وأساليب آبائنا في تربيتنا لنطبقها نحن في تربيتنا لأبنائنا؛ ذلك أن لكل جيل ظروفه ومستجدات زمانه وطرق التأثير عليه والمؤثرة بالتالي على العملية التربوية، وطرق حياة تختلف كثيرا أو قليلا عن الجيل الذي سبقه.. فتربية جيل جديد بأساليب عتيقة لا يمكن أن تأتي إلا بجيل مشوه تربويا..

    ولابد أن أشير وأؤكد أنني أتحدث عن طرق وأساليب التربية، ولا أتكلم عن مبادئ تربوية وأصول.. فالمبادئ والأصول لا تتغير بتغير الوقت واختلاف الأحوال.. فالصدق يبقى أصلا تربويا في كل زمان وإنما الذي يختلف هو أسلوب تعليم الناشئ كيف يكون صادقا، وقل مثل هذا في بقية الأصول التربوية. فليس الخلاف على المبادئ وإنما الأساليب المتبعة في ترسيخ تلك المبادئ وكيفية التعامل مع أولادنا لنصل بهم إلى القناعات اللازمة للمبادئ التربوية.

    ومن هنا أقول: إن أسوأ ما يمكن أن يتوارثه آباء اليوم من آباء الأمس هو التسلط التربوي والذي قد يكون ممتزجا بالقسوة في غالب الأحيان أو بالشدة الخارجة عن حيز الاعتدال.

    والتسلط التربوي هو إحكام قبضة الأب على أولاده بحيث لا يمكنهم الخروج عن مراداته ولا عن رؤيته هو لواقعهم ومستقبلهم. وهذا التسلط كما يكون في البيت يكون في المدرسة والجامعة وهو من أشكال التسلط التي تسود المجتمعات المتخلفة اجتماعيا وثقافيا.

    وهذا التسلط له أسبابه :
    فقد يكون وراثيا بمعنى أن الأب رباه أبوه بهذه الطريقة فأخذها منه وورثها عنه وجعل يطبقها على أولاده.

    وقد يكون سبب التسلط رغبة الأب في تحقيق حلم فشل هو في تحقيقه بنفسه فهو يريد أن يحقق حلمه في أبنائه، كأب كان يتمنى أن يكون طبيبا جراحا أو مهندسا مثلا، ولكنه لسبب ما ضاع حلمه فلم يستطع تحقيقه.. فيسعى لإرغام أبنائه أو بعضهم على أن يدرسوا ليكونوا أطباء ليحققوا له ما عجز هو عن تحقيقه بنفسه.
    وهذا جانب كونه فشلا تربويا فهو أيضا أنانية مطلقة أن يُرغَم الابن على فعل ما لا يحبه أو يشتهيه من أجل إرضاء شهوة في نفس أبيه.

    وسبب آخر لهذا التسلط هو أن الأب يريد أن يبقى حاكم البيت الأوحد فلا ينازعه أحد في أي أمر، ولا ينبغي أن يخرج أحد عن طوعه أو أن خالف أمره في صغير أو كبير، وينسى في ظل هذا التخوف من ذهاب سلطانه أو خشيته أن ينازعه ذلك أحد أبنائه، أن الأولاد يكبرون وتتكون لهم شخصيات تحاول أن تكون مستقلة، ولها رأيها فإذا رآى الأب ذلك من أبنائه أو أحدهم ثار وقام حماية لحقوقه وخوفا من انتزاع سلطاته التي يظن خطأ أنه نوزع فيها.

    قبضة حديدية وآثار مدمرة
    إن بعض الآباء يحكم قبضته على أولاده ولا يريد لهم أبدا أن يتحرروا من تلك القبضة مهما بلغت سنهم أو طال عمرهم، وكلما كبر الأولاد وبدت عليهم ملامح المراهقة والرجولة ـ ومعها استقلالية الرأي ـ زادت قوة قبضة الأب ـ ربما خوفا عليهم من التفلت أو لما سبق ذكره من أسباب.. غير أن ازدياد هذه القبضة ليس له إلا إحدى نتيجتين:

    الأولى: أن ينجح هو في تشديد قبضته فينكسر الولد تحت وطأة هذه الشدة، فيفقد الولد شخصيته، وتكون النتيجة نتاجا (ولد أو بنت) بلا رأي ولا قيمة ولا شخصية، لا يصلح أن يتخذ قرارا، ولا أن يبدي رأيا، ولا يحس لنفسه بقيمة، فهو كعدمه لا يصلح لينفع مجتمعه وأمته، أو حتى أن ينفع نفسه هو، هذا إذا نجى من الأمراض النفسية كالانطوائية والإحساس بالدونية، أو العدائية الشديدة أو غيرها.

    الثانية: أن يقاوم الابن تلك القبضة حتى يزيحها تماما ويخرج عن السيطرة بامتياز، وليفقدها الأب إلى الأبد، ولا يبقى أمام الأب إلا أن يقبل بالواقع ويعيش هو وابنه كل في حاله، وتكون حياة أشبه بالعزلة الحقيقية أو الشعورية.. وإما أن يتشبث الأب بسلطته المنزلية فلا يقبل بوجود شخص متمرد فربما طرده من البيت ليفقده إلى الأبد.

    المربي الذكي
    إن المربي الذكي ليس هو الذي يُخضع من يربيه لرغباته أو يصل به إلى الطاعة العمياء لأوامره، وإنما المربي الناجح هو الذي يخفف قبضته على من يربيه كلما كبرت سنه ونضج عقله، حتى ترتفع تلك القبضة كليا مع تمام النضج العقلي للمربَّى، وإنما يبقى جانب التوجيه والإرشاد والتنبيه على الأخطاء وبيان وجهات النظر من خلال الحوار المستمر لا من خلال الأوامر والنواهي.
    إسلام ويب...






                  

العنوان الكاتب Date
مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشباب... سيف اليزل برعي البدوي07-08-20, 11:52 AM
  Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� عزالدين عباس الفحل07-08-20, 12:03 PM
  Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� عزالدين عباس الفحل07-08-20, 12:05 PM
    Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-09-20, 12:13 PM
      Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-10-20, 10:42 AM
        Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-11-20, 12:23 PM
          Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-13-20, 12:32 PM
            Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-14-20, 03:42 PM
              Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-15-20, 01:05 PM
                Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-16-20, 01:46 PM
                  Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-17-20, 12:47 PM
                    Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-18-20, 03:53 PM
                      Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-19-20, 02:58 PM
                        Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-20-20, 05:18 PM
                          Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-21-20, 03:01 PM
                            Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-23-20, 00:52 AM
                              Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-24-20, 01:11 AM
                                Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي07-25-20, 01:58 AM
                                  Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-01-20, 01:41 AM
                                    Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-01-20, 12:20 PM
                                      Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-03-20, 03:17 PM
                                        Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-04-20, 02:10 PM
                                          Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-05-20, 02:06 PM
                                            Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-06-20, 02:56 PM
                                              Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-07-20, 12:27 PM
                                                Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-08-20, 01:04 PM
                                                  Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-09-20, 01:12 PM
                                                    Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-10-20, 01:07 PM
                                                      Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-11-20, 03:28 PM
                                                        Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-12-20, 05:15 PM
                                                          Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-13-20, 01:28 PM
                                                            Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-14-20, 01:58 PM
                                                              Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-15-20, 12:34 PM
                                                                Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-16-20, 02:47 PM
                                                                  Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-18-20, 11:36 AM
                                                                    Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-20-20, 01:39 AM
                                                                      Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-22-20, 00:20 AM
                                                                        Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-23-20, 11:50 AM
                                                                          Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-27-20, 03:28 AM
                                                                            Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-28-20, 02:22 AM
                                                                              Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-28-20, 10:21 PM
                                                                                Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-30-20, 04:49 PM
                                                                                  Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي08-31-20, 11:16 PM
                                                                                    Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي09-02-20, 00:30 AM
                                                                                      Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي09-03-20, 06:00 PM
                                                                                        Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي09-05-20, 02:42 PM
                                                                                          Re: مقالات مفيدة تهم المجتمع و الأسرة و الشبا� سيف اليزل برعي البدوي09-28-20, 02:15 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de