♧ قَد لا أكذِبُ و لَكِنِّي فَقَط أتَجَمَّلُ£

(10/21)
[}مآخذي على صديق قديم؛ لا يداني النفاق£

{بعيداً عن أبو السياسة و أبو أهلها}

●》يمكنني القول بصراحة , إنه لا حاجة للرجل الذي أنا بصدد
الخوض في سيرته، بتعريف مني , و ليس في كنانة سهامي ما يفي
من الحديث بحقه , أنا أسميه صديقي تجاوزاً و على نحوٍ غير دقيقٍ
تماماً لأننا من جيلين تقريباً. عرفته و أنا يادوب برلوم في سنة خامسة
بجامعة الخرطوم بينما هو في سنته الكم و طاشر تقريباً بعد التخرج .
لكنه مكث بها و لم يبارحها آنذاك كون مسام جلده لا تقوى كما كان
يقول: على فراق نفافيج البركس و حرم الجمبلة و مستحيلة .

●》كان يعشقها و يدب في شعابها ،كشحيحٍ فقد خاتمه في كومة تبنٍ.
أو بالأحرى، كبعير ضاع في الزحام خطامه. و كأن حبل سرته مقطوعٌ
بين سطوح نادي الفلاسفة و أروقة النشاط الذي كان يشكل مع ناس دالي
و القراي و جماعة حلمنتيش للجو الرطب و و مجانين الجامعة إحدى بلابل
دوحها المغردة و قماريها النائحة .و كي لا يذهب ذهن الناس بعيداً ويفهم أنه
كان عالة على الدولة أذكر بأننا عندما ننزل يومياً من داخلية كسلا قاصدين السفرة ال(Main) كان"صديقي"فقيد القلم ، الراحل/ محمد طه محمد أحمد يصادفنا في اتجاه معاكس من داخلية مروي قاصداً مطعم مستشفى العيون المجاور ليتغدى يومياً بصحن بلدي بي رشوشة من حلة قوز بحجم مصفاة الجيلي، منفقاً عليها من حر ماله.

●》هذا علماً بطبيعة الحال أن سفرة الجامعة الشهيرة كانت حينذاك عبارة
عن تكية مفتوحة بمصراعيها الغاشي و قبلة أنظار حتى لأبناء السبيل و المشردين .
كان المعدمون يغدون إليها خماصاً و يروحون منها بطاناً {حتى الطير يجيها جيعان
تلقاه من طرف تقيها شبع} سواقين التاكسي الواحد تلقاه يطرح نهاره كله و ساعة القيلولة يجي يبركن و يشيل صينيته و طوالي يروح راكب الصف يملاً يعبئ مما لذ له و طاب.
●》الطريف مرة عمك السفرجي الحلفاوي سأل واحد تكاسي دائم التردد عليها :ي
اهي أنت متين (بتتهرج ) داك عسيلاتي شفت و مدردح واقع من السما بسنونو
رد ليه: و منو قالك ي عمك بتخرج يا عمك أغرف بس؛ أنا لسة يا دوبك برلوم!!