سد النهضة العظيم.. المعادل العلمي له في السودان

Quote: موية بورتسودان *** جمعتني الظروف بسوداني هاجر منذ سنوات المقبور النميري وعمل بواحدة من ٱكبر مؤسسات التمويل الدولية، وأثناء عمله ذلك تعرف على ساسة ومديريين تنفيذيين لبنوك ورؤساء بيوت مال. وفي الديمقراطية الثالثة لاحت له الفرصة لخدمة بلده فجاء إلى السودان بمنحة كبيرة (750 مليون دولار) لتوصيل المياه إلى مدينة بورتسودان من النيل، وتحديدا من ابي حمد - (لا كما يكذب البشير ويقول من العبيدية وهو أمر فيه صعوبات فنية خلال أشهر فيضان نهر عطبرة) - وحمل ذلك السوداني معه دراسة تفصيلية للمشروع كان قد أعدها الانجليز سنة 1926 وحصلت عليها الدولة المانحة عن طريق أجهزة مخابراتها وعرض الأمر على الحكومة الديمقراطية. كانت موافقة أعضاء مجلس رأس الدولة ضرورية، فذهب برفقة مقربين من الحكومة ومعه نائب برلماني من تلك الدولة صاحبة المنحة اليهم فردا فردا ووافقوا ولم يشترط أي منهم الحصول على (كومشن) إلا واحد منهم طلب بأن تقدم الجهة الداعمة دعما للمدارس في منطقته النائية عن المركز، وبعد شهر ونصف استلمت مدارس منطقته من شركة استيراد وتصدير سودانية اثاث ومعدات كان المانحون قد اتفقوا معها (طبعا لا مثيل لها في ذلك الاقليم ولا في غيره)، وتمت الموافقة على تنفيذ المشروع (المنحة)! تمت عزومة الخواجة وأولموا له الذبائح وشرب "عرقينا المجيه" فطار طربا وبدأت الدردشة بين المقربين من الحكومة وقتها والخواجة فسأله أحدهم قائلا: يامستر فلان انتو تستفيدوا شنو من انكم تخدمونا خدمة زي دي؟ أجاب الخواجة: طبعا انتو عارفين انو مصانع المواسير عندنا تعطل انتاجها منذ فترة وأولادنا فقدوا الوظائف والمصانع واقفة "هسى" ونحن جيبنا ليكم المنحة دى أشان تشتغل المصانع مرة أخرى، والقروش دافعاها حكومتنا وهي أصلا عندها فايض وما بتفرق معاها. وادير الكاس ثم سأل سوداني آخر مننا طيب دى مفهومة لكن حكومتكم دى تستفيد شنو؟ أخذ الخواجة نفسا عميقا وقال لهم: طيب أنا كما تعلمون شغال سياسة ونائب في البرلمان وحزبنا في تلك المناطق - (مناطق مصانع المواسير وأدوات المياه) – بدأ يتراجع جماهيريا ولمن نحن نشغل المصانع دي ده بيعنى اننا حا نوجد وظائف لٱولاد الناس وبالتالي حيصوتوا لينا ونكسب الانتخابات في المنطقة ويزيد عدد نوابنا! وادير الكاس مرة أخرى وناسنا ما اقتنعوا بالإجابة. وسٱل واحد منهم يا خواجة كلامك ده برضو منطقي لكن غير مقنع وسؤالي حكومتكم دي بالظبط عايزة من سودانا شنو أشان تقدم عمل خير زى ده؟ جر الخواجة نفسا عميقا مرة أخرى وقال محاولا التهرب: انتو مش عندكم بلد اسمها الأبيض؟ ناسنا هزوا رؤوسهم بشكل جماعي نعم الخواجة: طيب مش برضو عايزة موية هي وبقية مدن كردفان؟ الجماعة ناسنا السودانيين "طارت منهم"، وبشكل جماعي رددوا ايوة ايوة انت العرفك شنو؟ ضحك الخواجة وقال لهم: لمن تصل موية بورتسودان مش ناس الأبيض وكردفان بيقولوا برضو عايزين؟ ورد ناسنا عليه: نعم بتقدروا تجيبوا لينا منحة تانية؟ رد الخواجة قائلا: نعم نعم لٱن حزبنا لا يزال ينافس هناك ونحن محتاجين لتحريك المصانع ولخلق الوظائف باستمرار وللفوز بالانتخابات المحلية والعامة، سنواصل في مدكم بالمنح من أجل توصيل المياه لمدنكم! وأصر احد الحضور على ممارسة الضغط على الخواجة ليعرف أكثر، وقال: لكن يا خواجة كلامك ده برضو ما خاشي في رأسي والمصلحة المرتجاه هنا لتحقيق مكاسب حزبية وانتو حكومتكم دي ما حكومة حزب واحد فكيف اقنعتوا الحكومة بتاعتكم؟ فرد الخواجة قائلا: طيب يا جماعة انتو بعد توصلوا مياه بورتسودان مش حاتوصلوا مياه الأبيض مش بتحتاجوا إلى توصيلات داخلية؟ وانتوا بتقدموا لأخذ العطاءات لتوفير معدات التوصيل الداخلية عبر شركاتكم ونحن بنوفرها ليكم بسعر معقول نستفيد وتستفيدوا والحزب الآخر البتقصدوا في حكومتنا ده عندو رجال أعمال وناسو عندهم شركات في المجالات دي رتبنا معاهم المسألة وقلنا ليهم حنوجد ليكم فرصة لتسويق منتجاتكم ووافقوا. أصر زولنا وقال ليه طيب الإعلام والفئات الأخرى مش ممكن تقتنع ليك بالمنحة دى والإعلام عندكم مؤثر؟ فرد الخواجة: طيب يا جماعة بعد نوصل الموية لبورتسودان والأبيض وأي حتة تانية مش الناس بتاعينكم بختلف منظورهم تجاهنا وتجاه دولتنا؟ ردوا : ايوة نعم واصل الخواجة قائلا: من الاخر كدة يا سودانيين، وبعد ما حكيتوها معاي للدرجة ده أقول ليكم: نحن عندنا سفن تجوب البحار والمحيطات و40% من تجارتنا مع آسيا، وهذه السفن تحتاج إلى المياه النقية للشرب والاستخدام البشري، ولم نجد حل لمشكلتنا إلا في هذا السودان، وقد قامت الحكومة بإجراء دراسة لهذا الأمر، وقلنا نقدم السبت أشان نلقى الأحد ونكسب السودانيين، وعليكم أن تعلموا أن المياه التي تحتاجها هذه السفن يبلغ سعرها الــ ( 750) مليون دولار فى سنوات معدودة، اشان كدة حكومتنا ذاتها دفعت لينا ودفعت بنا للقيام بهذا الأمر واقولك ليكم شيء انتم اصلا ما بلد زراعي بمعنى إذا اردتم النهضة عليكم تسويق هذا المشروب العجيب (يقصد العرقي) وبيوفر ليكم قدر كل احتياجاتكم بعدها تسجلوه وتعملوا ليه ماركة تجارية، وكبوا لى كأس! *المهم لمن فضل (15) يوم على بدء التعاقدات مع الجهات والشركات بشأن التنفيذ بعد توقيع رئيس الوزراء الصادق المهدي وقع الانقلاب المشئوم بقيادة البشير. *القصة كانت فى العام 1988 قبل شهرين من إنقلاب البشير. *الدولة أخذت الدراسة بتاعتها ولا توجد منها نسخة في الوزارت السودانية المعنية. *الدولة المانحة صممت برنامج تعاون مشترك بينها وبين الانظمة الديمقراطية وقتها لتبادل المنافع. وحرم الإنقلاب سكان بورتسودان ومحافظة البحر الاحمر من الشرب من مياه النيل! *كل شخوص القصة أحياء يرزقون ومن حسن حظي أنني التقيت بثلاثة منهم + الخواجة. * فقدنا بعض أعضاء "مجلس رأس الدولة" وأهمهم في قصتنا حي يرزق. *الخواجة طلع بفكرة تصدير العرقي. *لا الحكومة السابقة ولا الحالية يملكان دراسة جدوى للمشروع حاليا. *الشركة التركية التي عرضت الأمر قبل سنة تخلت عن عرضها نتيجة لخوف والي البحر الأحمر من اسامة عبد الله (سدود) يده كانت طائلة !! *الممول التركي في زمن البشير وعهد اللوثة (قطاع خاص) تراخي عن التمويل نسبة لعدم توفر الضمانات الكافية فسجل الحكومة في الضمانات البنكية (0)، ولأن الشركة مملوكة لعرب وليس لاتراك وليس للديكتاتور اردوغان يد فيها، شاءت ارادة "الصدف" او "الاقدار" او "التزامن" ان يكون لى صداقات مع النافذين فيها ومع من ينوب عن رئيس مجلس ادارتها وان اكون على علم بادق تفاصيل هذا الأمر. * كان البشير شاطرا في يبيع الوهم لناس بورتسودان وولاية البحر الاحمر وهم يرددون العبارة الشهيرة (دايــتووك كابــا) انت وحكومتك!! عبد الواحد ابراهيم ***