♧ نَوادِرُ و مَواقِفُ مِنْ أهْلِ الفنِّ£

● و لا يزال هذا التساؤل يفرض نفسه ، منذ أرسطو
الذي نفى وجود دماغٍ عبقريٍّ بدون لمسة تضخمٍ بالذات
مع حدة في الطباع و تملمُلٍ من الأوضاع قد يصل إلى حد
الإصابة بلوثة جنونٍ ؛ وحتى شاعر الحكمة المتنبئ الذي زعم
أن الحكمة من قلب الشتيمة.فكيف لا و هو من أدعى نظر
الأعمى إلى أدبه و سماع كلماته لدى من به صمَمٌ .

● إذن فهي ظاهرةٌ فيسيولوجيةٌ محضةٌ؛ ولا تعدو كونها
مجرد تفاعلاتٍ نفسيةٍ ناجمةٍ عن إفرازاتٍ طبيعيةٍ لكيمياء
الدِّماغ تقتضيها، بل تفرضُها كثافة دايناميكا الإبداع ذاته.

● لذلك، فلا غروً أن نجد اوساطنا الإبداعية، و هي ليست
بِدعاً من بقية صُناع الحياة، ممن يمنحون هذه الدنيا مذاقاً
حادقاً و يوقدون أناملهم شموعاً لإنارة محاريب الجمال فيها.

●فلا غرو إذن، أن نجدَ أوجهاً للشبه بين أوساط الفن و الإبداع
هذه، بين خلايا النحل التي تسعى دأباً ليلَ نهارَ لكي تصنع شراباً شهياً و فيه شفاءٌ للناس كل الناس . بيد أن للنحلِ لسعاتً مميتةٌ أحياناً.و يقال إن أشد النحلات لسعاً هي صاحبة الجلالة و السمو العاطفي / ملكة النحل ؛ و هي التي تُفرِز عسلاً مصفًى و شهداً
أنقى و أحلى. فيا لسبحان [من أعطى كُلَّ شيءٍ خلقَه ثم هدى].