♧ شُعَراءُ الفُصْحى بِأَدَواتِ زَمانِ الحَداثَةِ £

(21)
♤ و كلما داريت أحداهنَّ خلفَ رموشي من لسع نظرات الفضول
و جدتهم قد لمحوها داخل أحداقي تغتسل بدموع إنسان عينَي.!!

[} إذاً، ماذا لو أدركت ذات صحوةٍ من سُباتِك العميق، بأنك أنت
منذ الآن فصاعداً لم و سوف لن تَعُودَ كما أنت وكما هو عليه الحال ؟!

[} فهل كان لزاماً علينا مثلاً، أن نسقط من عقبةٍ كؤودٍ و عُلُوّ شاهقٍ ،
و نرى ‏دمنا الحار سائلاً لنُدْرك أخيراً بأننا لسنا ملائكة.. كما كنا نظن؟

[} أم هل كان ‏علينا أيضاً أن نقصفَ على عوراتنا من ورقات توت خريفيٍّ يابس،
أمام الملأ من حولنا ، كي لا تبقى حقيقتنا عذراء البكارة؟ - كم ‏كَذَبنا حين ادعينا و قلنا:
نحن استثناءٌ! عمومن، أن تصدِّق نفسك أسوأُ من أن تكذب على ‏غيرك و لكن ‏أن نكون
ودودين مع جلادبنا، و قساةً مع محبّينَنا - تلك ‏هي دُونيّة المُتعالي، و غطرسة الوضيع!
- يا ‏أيُّها الماضي! لا تغيِّرنا... كلما ‏ابتعدنا عنك!- ثم يا أيها المستقبل لا تناجينا من على
شرفة غبائك المعهود، كما كان يفعل العقيد معمر القذافي: : مَنْ أنتم؟ و ماذا تريدون مني؟
‏لأننا حتى نحن أيضاً لا نعرف تماماً. ثم يا ‏أيها الحاضر! تحمَّلنا قليلاً، فلسنا سوى عابري
‏سبلٍ شتى، ثقلاء ِالظل! ف‏الهوية هي: ما نُورث لا ما نَرِث؛ و ما نخترع ، لا ما ‏نتذكر.
الهوية هي فَسادُ المرآة التي يجب أن نهشمها كُلَّما أعجبتنا صورنا المزيفة!

[} هنا إرهابيٌّ من كتائب داعش و الغبراء و فصيل بوگو حرام، و قد تَقَنَّع
و تمنَّع فتلثَّم و تلعثم ثم تجشًّع و فتجشأَ و تَشَجَّم، و مسح وجهه بمرق مُزِج بسم
الأفاعي، ليذبح أمَّه بمديةٍ من الأضان للأضان. عارف ليه؟! لأنها كانت هي فقط
ما تيسَّر له من الضحايا في إحدى غزواته لإشباع نزواته في ذات يوم عاصفٍ
اشتدت به الريح؛ ثم لسبب آخر ولعه أكثر وجاهةً هو: لأنَّ ‏جنديَّةً خبيثة كثجرة
خبيثةٍ من مشاةٍ البحرية ا لأمركانية أوقفته في زقاقٍ وكشفتْ له عن نهديها
قائلةً : هل لأمِّك مدفعان مثليهما فراح يذبح أمه غسلاً لوصمة ذلك العار!!

[} و ‏لولا ‏الحياء و الظلام، لزرتُ بيتَ لحمٍ ، دون أن أعرف أيُّ طريقٍ
سوفَ تؤدي بي مباشرتن إلى روما، قبل أن يثدم على يحرقها نيرون.
-
[} ولولا أن محمداً (صلَّى الله عليه و سلم) قد بُعِثَ خاتماً للأنبياءة،
إذا لصار لكل عصابةٍ نبيّ، ‏و لكل صحابيّ ميليشيات من التابعين
الضالعين و تابعي التابعين و تابعيهم بغير إحسانٍ إلى يوم الدين!
‏
[} ربيعنا العربي ليس سوى أدمانٍ لمظاهر احتفالن بنكسة حزيرانلمن
عاشها بروحٍ وكيانٍ .. حتى في يوبيلها الذهبي . لدرجه أنة إذا لم نجد
مَنْ ‏يهزمنا كرةً ثانيةً ، لهزمنا أنفسنا بأيدينا لابيد عمرو ،كي لا ننسى!

[} و مهما نظرتَ في عينيّ.. فلن ‏تجد نظرتي هناك. خَطَفَتْها فضيحة!

[} ضميري لم يَعُدْ لي وحدي، كما هو ليس لأحد سواي .لكنه استقلَّ ‏عني،
فلطالما ظل يوقظني بلا جدوى حتى آثر الموات على أ، يصبح حجراً.

[} ‏أحقاً، هل يُدْرِكُ مَنْ يهتفُ على جثة ضحيّته - أخيه بالتكبير: (الله أكبر)
أو بالهيللة: (هي لله)، ‏بأنه كافرٌ غير دين محمدٍ و ملة إ برهايم عليهما لاصلاة
والسلام، إذ إنه يرى اللهَ جهرةً كأصغر كائنٍ بشريٍّ سويِّ!؟ كهيئة ( شابٍّ أمردَ )
وقف يربت على كتفيه ، أي : كأنما يرى نفسه أمام مراة كفرسي رهان:

[} و ‏قد يُخفِى الأسير، الطامحُ إلى وراثة زنزانة حبسه الانفرادي، ابتسامةَ
النصر عن ‏الكاميرا، و لكنهلن يفلح في كفكفةة دموع الفرح متدفقةً من خلف
رموشه؛ فيما قد يحسبُ الجلاد ميله طرباً كالطير يرقص مذبوحاً لفرطة الألم.

[} إذن،فما حاجتنا للنرجس، ما دمنا ‏ لسنا عُرُباً أتراباً ، لا بل أعراباً و أشد كفراً و نفاقاً.
و ما دمنا لا نميز بعد الفرق بين الجامع و الجامعة العربية ، فكلاهما مشتقتان من جذر ‏
لغوي واحد، فما حاجتنا لدولة، ما دامت هي و الأيام دول، و إلى مصيرٍ و مآلٍ واحد؟.

[} هناگ لافتة كبيرة على باب نادٍ ليليٍّ: نرحب بأبنائ عمومتنا العربان و العائدين
لِتَوِّهِم من الأسر في ساحات الفداء .ف‏الدخول إلى هنا مجاناً! و نبيذنا ليس مُسكراً!.

[} ألا أستطيع الدفاع عن حقي في ‏العمل، كماسحَ أحذيةٍ على الأرصفة.
گما أن من حقّ زبائني أن يعتبروني لصَّ أحذية؟!!

[} ‏هكذا قال لي أستاذ جامعي!.‏أنا و الغريب على ابن عمِّي.. ثم أنا وابن ‏عمِّي
على ابن أمي. ..ومن ثمةَ أَنا و شيخي عليَّ. ‏ هذا هو الدرس الأول في ما تبقى
من تربيتنا الوطنية ‏العصرية، في أقبية الظلام. حيث ديننا وأمانتنا بات في زنقة
فتيل بين وهمات ربهبانيٍّ و شطجات إرهابي و الباقيين حزب كنبة عاكفون على
أغاني إاني و نجوم غدٍ، نسختنا المسودنة بإيادي وطنية خالصة من (ستار أكاديمي)


[} ‏ثم سؤال آخر يطرح نفسه بإلحاح: من يدخل الجنة أولاً؟ مَنْ مات برصاص عدونا
الأبدي، أم ‏مَنْ سقط مردياً قتيلاً و نو ينهش لحم أخيه؟! ‏بعض رجالات دين فقه الواقع
ربما يفتوننا على طريقة (التيگ أوي) بأنه : رُبَّ عَدُوٍّ لك خيرٌ من أخرولدته لك أمّك!.‏

[} حقا، لا يغيظني الأصوليون، فهم متمگنون بناء على فتوى خاصة. بقدرما،
يغيظني أنصارٌ لهم أخفياء علمانيون ملاحدةٌ و قحاطنةٌ مجهجهون إلى إلى أولئك
و إ لى هؤلاء فلا يدرون و لا يهتمون إلاّ بظهور ملصقات صورهم على الحيطان!.‏

[}سألني سائلٌ منهم : هل يجوز شرعاً لحارسٍ جائعٍ أن ينافحَ عن دارٍ سافر
أ صاحابها ا لقطط السِّمانُ المتخمون لقضاء فترة نقاهتم من كرونة في الريفيرا
الفرنسية أو فينيسيا البندقية، لا فرق؟ ‏قُلْتُ : لا يجوز هكذا قولاً واحداً!. ثم عاد يسألني:
إذن، هل أنا + أنا = اثنين؟ ‏قلت: أنت و أنت أقلُّ من واحد!لا ‏أَخجل من إبراز هويتي،
فهي ما زالت قيد التأليف. ولكنني أخجل من بعض ما جاء في مقدمة ابن ‏خلدون: ‏أنت،
منذ الآن، فصاعداً لستَ أنت ، و إنما هو مسخٌ مشوهٌ زوال شبح قرينك!