♧ شُعَراءُ الفُصْحى بِأَدَواتِ زَمانِ الحَداثَةِ £

هَوامِشُ الأحداثِ زَنَازِنُ فَضْفَاضَةٌ بِلا جُدْرَانَ).

● لقد كُتِبَ عليك أن تختار هامش الأحداث لتعرفَ أين أنت.
فالهامش يشبه شرفةً نطل بنافذةً من نواحي الدنيا على مركز
العالم الجديد ، فلا أنت فيه و لا أنت خارجه.( و هَوامِشُ الأحداثِ
زَنَازِنُ (فَضْفَاضضةٌ بِلا جُدْرَانَ ). الهامش كاميرا شخصية تلقط لك
منحياة المركز كما تشاء من مشاهد منتقاة حيث لا يكون الملك هو
الملك، و لا يكونإزميل فدياسَ و روحاً عبقرية و لا ناي بتهوفن سوى
سهام نظراتِ عشق روميو تخرق قلب جولييت. فهل صحيح أنّ من
يدلي بدلوه ضمن سياق مأساتهما قبل الآخر ، سيكسب جولة على
أرض صراعهما ؟

● و لكن لا ننسى كما ذكرنا أن الكتابة في ا لمحظور بحتاج إلى مخالب
جارحة و أضراسٍ سنانٍ كي تحفر بها فيصُمِّ الحجارة ، كي تترك لنفسها أثراً
بعدَ عينٍ و و لو بعد َحين . و قد سَمّوك الحالم حين اختـرت الهامش لكي ترى
حلمك و يراك مُنكباً على تذكّر اسمك القديم الذي يتبعك كما يتبع الظلعوده ، دون
أن ينبس ببنتِ شَفَةٍ. و لو نطقالظل لأرشدني- قلت لي.أما أنا فذهبت إلى الشارع
أهتف و أنزف و أهتف بسقوط أقنعة كل الذرائع والأسباب الواهيات، حتى خيّل
إلي أنني قد و تَحررّتُ من كلِّ قيود أناملي و كَفَّرتُ عن ذنوب لم أرتكبها أبداً.
و كنت تنظر إليّ من الهامش،لأن المسافةكما قلت لي مصفاة و مرآة. و في
المساء التقينا، كما هيالعادة، فعانقتني،و ربتَّ على كتفي وقلت لي : سوف
أمضي غداً معك، ذلك لأن دور الهامش هو أن يظل يتأمّلُ المشهد فقط،
و دون أن يجرؤ على مد يده لكل يقدِمَ على فعل شيء ما.

فَمَنْزِلِيَ الفَضَاءً و سًقْفُ بًيْتِي** ‏سَمَاءُ الله أو كٌتًلُ السَّحَابِ
فأَنْـتَ إذا أردْتَ دخـلتَ بَيْتِي *** عَلَيَّ مُسَلِّمـاً من غَيْـرِ بـابِ
لأني لَمْ أجِدْ مصـراعَ بابٍ*** يَكُوْنُ من السَّحَـابِ إلى الترابِ