♧ شُعَراءُ الفُصْحى بِأَدَواتِ زَمانِ الحَداثَةِ £

و نظل لاهثينَ سعياً هُوِيَّـــةُ التِّيْـــهِ في جُغْرَافْيَـــا اللَّامَكَـــان
و أنت منهمكٌ في حالة ترحالٍ مكوكيٍّ دئوبٍ ما بين لقاء و وداع..
و كَأنك سْير طاحونةٍ هوائيةٍ ،لا تنفك راحلاً بين الأمكنة و حمالاً لكل
أوجه الكناياتالممكنة و اللاممكنة و بينما تغطس إلى أذنيك في تَعْسِيلَةٍ
غفوة عفويةٍ يُسمع لها غطيطٌ على أريكة جلديٍّة ؛ لتستيقظ منها على وقع
حواف مسافرٍ متعجلٍ تعثّر بك ، فيما أطلق ساقيه للريح دون أن يعيرك نظرةُ ،
معتذراً لك بعذرٍ باهتٍ , أقبح من الذنب؛ و كذر الرماد في عيون العِمِي تدلف
بخطاك الضائعة إلى الحمّام و تغسل ثيابك الداخلية و جوربيك و تحلق شعث
ذقنك و تتمغَّى ، قبل أن ثم تمضي لتتسكععبر صالة يبدو لك كسيف الوقت
إن لم تقطعه قطعك . ثم تعود ثانيةًلتحملقفي صحف ذاك الصباح باحثاً عبثاً
عن بلادٍ من شأنها أنتمنح حق اللجوء السياسي للشتات من أبناء الأمم المتحدة .

♤ و هل هناك من بلدٍ مستعدٍ ليجازف بمصالحه لكي يقبل بك ضيفاً ثقيلالظل
الحِمل على ترابه؟لعل الخالق غاضب جداً من فعائل خلقه. حيث قد:(ظَهَرَ الْفَسَادُ
فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) .
فما معنى أن يُمضي مسافرٌ طوال عمره في مطار؟ و لكن ربما بالعكس ربما يغبطني
من لو كان مكاني ليسجع مديحاً لما أرفل فيه من حرية حراكي عبر مطارات ضوحي
الدنيا. حيث ننطلق أنا و ذباب جلدي أحُرّاراً و ثمة حبال ودٍ هي تلك المصائب اللائي
يجمعن المصابين الذبابة تحنو عليّ تحطّ على كَتِفِي و يدي . و كأنما تَحُثُّنى على تدوين
شيء ما ، ثم تطير. و أكتبسطراً: لكأن محطات المنافي صارت بلاداً لمن لا بلاد له.
ثم َّ تعود الذبابةبعد غَيْبَةٍ/ لتمحو الرتابة ، ثم تتركني و تطير أخيراً و فيعينيها نظرة
رثاء لحاليو لا فراغ لدى أحد سواها لأجاذبنَّه طرفي حديثٍ ذي شجونٍ.
************************
فَمَنْزِلِيَ الفَضَاءً و سًقْفُ بًيْتِي** ‏سَمَاءُ الله أو كٌتًلُ السَّحَابِ
فأَنْـتَ إذا أردْتَ دخـلتَ بَيْتِي *** عَلَيَّ مُسَلِّمـاً من غَيْـرِ بـابِ
لأني لَمْ أجِدْ مصـراعَ بابٍ*** يَكُوْنُ من السَّحَـابِ إلى الترابِ