♧ شُعَراءُ الفُصْحى بِأَدَواتِ زَمانِ الحَداثَةِ £

● ثم يأتي دور ذاك المنزوي بركنه بعيداً كمتحرفٍ لقتالٍ أكثر منه متحيزاً إلى فئةٍ.
إنه شاعرنا الشرقاوي الساخر أحياناً حتى من ضلو المباريه / أبو آمنة حامد . مَن
شدى له ابن البادية ب"عرائس" الأغنيات و أيقونات اللحون، من أطرب ما نظمه في
من تعلق بها من بين حسان بلادي إلى أن أتخذها شريكة لعمره. حيث قال فيها حينذاك" وشوشني العبير ..و انتشيتُ.. و راقني الهوى ..فما أبييت.. يد الحربر ارتعشت.. في كفي
.. بكيت بكيت من رعشتها بكيييت". ثم عاد بعد حين من الدهر ليقول ممازحاً في
لحظة صفاءٍ نادرةٍ : " لكن لو جو سألوني اليوم لقت: "وشوشني العوييييير".

● أما" سال من شعرها الذهب" فهي منمنمةٌ اخرى و لا أبدع و لا أروع من عيون
ما نُظِم في أدب النسيب و الغزل بالفصحى . كتبها أبو آمنة حامد إبان خدمته كضابط شرطة ببورتسودان، مطلع الستينات ، وصادف ان زارهم وفدٌ فني بينهم الموسيقار عبد اللطيف خضر ود الحاوي، و لدى معادرتهم بمحطة القطار لحقهم أبو آمنة ليدس في يد
ود الحاوي قصاصة الأغنية لتلحينها ، و لم يحدد له لمن يمنحها من الفنانين.

♡ على متن القطار المتجه عائداً أدراجه إلى عاصمة اللاءات الثلاث ،
عكف ود الحاوي على النص في مجازفةٍ لخلق مدخل لحنيٍّ متفرِّدٍ له ؛
فكان رتم عجلات القطار أروعَ إيقاعٍ ملهمٍ و محفزاً تماماً لمخاض ولادة
اللحن الجديد ، و الذي جاء منخفضاً و متسارعاً ، و محاكياً للحظات عناقٍ
حانيةٍ بين دواليب القطار مع قضبان السكة الحديد ، ما أغرى الحاوي بعد
وضع لمساته الأخيرة بمنحها للشاب متوهج آنذاك صلاح ابن البادية.
♤ ثم خشية أن تتبخر منه ملامح وجه الميلوديا الماتعة، فما أن وصلوا محطة
شمبات هُرِع ود الحاوي ليقطع نوم ود البادية و منحه العمل الذي دوَى منذ رؤيته
للنور و نعومة أظفاره كطفرةٍ من أرقَّ ما جادت قرائح الإبداع نصاً و لحناً و أداءً.
____________________________!
سال من شعرها الذهب فتدلى وما انسكب
كلما عبثت .. بــــــــه نسمة مـاج واضطـرب

النسيمات والخصـل في عناق وفي غــــــــزل
نسجت حولـه القبــل موكبا يغزل الطــــــــــرب

فيه من سمرة الاصيل لونه المذهب النبيـــــــــل
ثغرها اليانع البليـــــل كرزه حفها العنــــــــــــب

رقص الورد والزهــر مهرجانا علي النهـــــــــر
سال في الشط وانهمر عطرها الحلو وانســـــــرب

ياحبيبي .. اكلمـــــــا قلبـي المغرم احتمـــــــــي
بك وانــــزاح ملهمـــا عاد كأسا بلا حــــــــــــبب

فاره. مترف.. لــــدن فنن .. لا .. ولافنــــــــــن
هدني الوجد والشـــجن في الهوي قلبي اغتـــــرب

عشت في الحب منتهي فيه .. لكن بلا انتهــــــــاء
عابد .. ذاهل النهـــــي شفه الوجـد والطــــــــــرب

ان تكن انت لم تســـل يوم بدر المني اكتمـــــــــل
نحن شلناك في المقــل وقعدنا علي اللهــــــــــــــــب