♧ شُعَراءُ الفُصْحى بِأَدَواتِ زَمانِ الحَداثَةِ £

♤ حاضر يا شيخي. بس توعدني إنك بالذات تكون قريب.
لأنو حنيني إليك و لرل الغربة أضناني كأطيارٍ مهاجرةٍ سمندلية
الإهاب.. لها أوكارٌ يغدو منها خماصاً و تروح إليها بطاناً بأجنحةٍ
رفرافة و بأرواحٍ هفافةٍ ؛ و لها احضانٌ عائليَّةٌ تتوق إلي دفئها بمزاجيةٍ
عاليةٍ خفَّاقةٍ لتصفيف باقات أزهار الربيع ، و هو فصلها الزمنيٌّ الأسطوري
المنتقَى بعنايةٍ إلهيةٍ فائقةٍ ، حيث ينضَح فيه عبير الأقحوان و تنضُج ثمار
التين الشوكي على أقلِّ من مهلٍ و ينام جديُ الظباء قريرَ العين في أحضان
قطيعٍ من الذئاب، كما في مخيِّلة طفلٍ غريرٍ، إذ لم يشهد معمعةً في ساحة
مجزرة.تمامن مثلما تعلقت تلك الأفعي بسلام على جيد تلك الغيداء الحسناء
ضمن تسجيلك الذي أتحفتنا بنع عاليه فأوحى لي بتهاورم كل هذه الهرطقة.

♤ و يطوف بي حنيني ، كدليلٍ سياحيٍّ على جناح نورسٍ ليلي، "كعودة بكرقٍ بحري"
بربوع يوتوبيا بلادٍ لم تعُدْ ترتادها قدماك و بحارٍ لم تمخر عبابها أشرعتك ؛ و لكأنها من
صنع خيالك الأفلاطوني الوثاب، ليُبلِّغ بك براحات جنةٍ بربوة كنت تأوي إليها و تتمرغ بمروجها السندسية الخضراء ، حتى تتشرب مسام جلدنا الخشنة للنُّخاع بعبق الزعفران.

♤ فلحنيني روائحٌ ميكٍ فواحةٌ في فصلنا المدلل ، و هو الربيع : حيث ينضَح
قطر الندى فينبِلُّ الصدى و تتفيم الأزهار عن أكمامها؛ ليبث حلاوة الروح من ذي
جديد في روع أوراق توتٍنا الخريفية اليابسٍة و ليُصدِر زفرات لهفةٍ أموميةٍٍ، عطشى
لهطل المطر كبشرى صادقٍةٍ بحفل زفافٍ كونيٍّ و عشمٍ جوعانٍ قويٍّ بانبلاج بصيص
أملٍ موعودٍ بيادر العدم ..و في فجاج الرَّدى و حلول المطلق عبر آفاقٍ يبابٍ.