♧ شُعَراءُ الفُصْحى بِأَدَواتِ زَمانِ الحَداثَةِ £

● قل لي بربك شيخي ود سيد أحمد، و على طاري سِيَر العباقرة ، من
أي وادي عبقرٍ على تلة زعترٍ جبت لينا التسجيل الأسطوري فوق دا!!¿

● و نحن مسكونون للنُّخاع بلواعج شوقٍ و حنينٍ خرافيٍّ.نبوح بخواطر
مُسافرين على سير طواحين؛ مستوحاةٍ على عواهنها على جدران المسافة.
اللوعات شواخصُ كلافتاتٍ بكل فولٍ و التفاتٍ كريحٍ مرسلة لدواخلنا الخواء.

● فلا تخلو لنا خواطرنا عن حنيةٍ لمزعة من وطني..و لمعشوقتي أمي :
لشطائر و قهوة..أمي و حضن أمي و ثدي أمي. صبابات عشقي كملاحمَ نضاليةٍ
كانت أم مغامراتٍ طيشٍ صبيانيةً كلها معطونةٌ بماء وردٍ من نبع حنيني ، و تجلياتي
في حضرات غيابي ،إنما خلاصات النبض الفي العالم لحناني كامل الأضلاع.

▪ و نحنُ إذ آثرنا التلذذ بنكنا جراحاً جوانا لا تندمل أو نرش غبار الملح
عليها لتقاوم العفن ، إنما نفعله بدوافع الحنية لبضع من ذواتنا ، بل بفعل
الحنو إلى مسامرة الحاضر للغائب و الْتِفات البعيد إلى القرببو..كعطش
النبع إلى حاملات الجِرار ، مثلما نفعل العكس صحيحاً. بجرنا المسافة
للوراء (القهقرَى)، ونرنو إلى أمامٍ مطموس الملامح، نسميه أملاً بعيداً
و تعبيراً سديداً بخلجاتٍ خاطرةٌ أو مجازفةٍ نضالية فاشلةٍ .

▪ لكأني بفعلٍ مضارعٍ ماثلٍ باجتراري شريط ماضي الذكربات ؛
ك(كان) يا ما كان في سوالف العصر و الأوان . فكم أنا حائرٌ متردِّدٌ،
كفعل ماضٍ ناقصٍ معلقٍ على كتفَي سروبةٍ ؛ كنخلةٍ حمقاء أو حرازةٍ
عطشى عجفاء مجافيها همس الدُّعاش؛ أو كزيتونةٍ لا شرقية و لا غربيةٍ؛
و قد وقفت مصلوبةً على ساقين راسختين خلف تلة زعترٍ بوادي عبقرٍ
و التفت بأخضرها اليابس، و أرهفت السمع إلى صوت فردانيٍّ هو صفير
الرياح. فلحنيني صوتٌ لا تخئه أذنٌ واعية هو نواح هوج الرياح: و كلما
توغلت بعُزلتي وحيداً، أخذتني عز الإثم برفقٍ أموميٍّ إلى جَوِّاي
المَشيد من قوارير بِلَّورية قابلة الكسر.
ود الأصيل