شوتايم ودسيسمان ضحايا الثورة بعد الشهداء

Quote: شو تايم والضي نموذجاً: ظاهرة الالتفاف الجماهيري في ظلّ الديكتاتوريات حول ما يعرف ب اللايف بويز دي محتاجة وقفة وتفكير وإعادة البصر كرّتين، وعشان نقرّب الفهم، ح نجري بعض المقاربات، ونستشهد هنا بما حدث أثناء الثورة السودانية، مثلاً لو طلع مفكّر مثل منصور خالد عليه الرحمة، على الهواء من إحدى القاعات متحدثاً عن الثورة، لما وجد الاهتمام الكافي، جماهيرياً، مثل الذي يجده واحد من اللايف بويز وهو ينقل تظاهرة صغيرة من 15 شخص في أحد الأزقة الجانبية. وكلما زاد عدد المتابعين للنقل الحي والمشاركين له، ازدادت قناعة هذا اللايف بوي بأهميته الاستراتيجية ودوره الكبير في استمرارية الثورة. لهذا يتعود على وجوده في بؤرة الضوء، ولا يقبل أنْ يتزحزح عنها، وقد يتمنى اعتصاماً أبدياً يجعله النجم الأول، ولكن حالما تنحسر عنه الأضواء، لسبب وجيه كانتفاء الغرض الثوري، يصيبه الهوس والاكتئاب الشديد، بعد موجات شديدة من الضغط النفسي الذي تعرض لها أثناء كثافة التغيرات الجيوسياسية والاجتماعية. وكأنه يعتبر ما حدث ما هو إلا جزاء سينمار غير عادل، فيلجأ إلى وسائل لفت الانتباه بطرق رخيصة أحياناً، ويجعل من كل حادثة صغيرة، معركة كبيرة، ينتقد كل شيء وهو كالبعير لا يرى سنامه، وكل هذا بفعل التعوّد لا أكثر ولا أقل. لهذا درجت فرق كرة القدم العالمية، عندما تجلب لاعبي من فئات فقيرة مسحوقة، على تخصيص أطباء نفسيين لتجنيبهم سلبيات الشهرة المتوقعة جرّاء الصدمة الحضارية والنجومية والأضواء. بعض اللايف بويز، حين ينتهي الحدث المهم، الثورة في حالتنا هذي، يلجأ لتسويق التفاهة، فنعتقد أنه فقد رصيده، ولكننا مخطئين، في الحقيقة يرجع إلى وضعه الطبيعي، لأنّ مصدر قوته الوحيد، هو كاميرا الموبايل الموجه نحو الجماهير ولا يقتات إلا من تواجدهم. هذا يجعله شديد الحساسية تجاه أوهام مثل حقد الناس عليه، وهو بذلك يقصد المنافسين الذين ذهبت إليهم الأضواء، وبالتالي يعتبر حدثاً عادياً مثل سوء شبكة الإنترنيت في فعالية صغيرة يقوم بتغطيتها، بمثابة مؤامرة كونية، وبالتالي قد يذهب إلى مقر تجمع المهنيين، مثلاُ، رافعاً لافتة مكتوب فيها: ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين. دي أمور متوقعة ولا يصعب علاجها، ولكن على الناس مواجهتها حتى لا تتفاقم وتصبح أزمة كبيرة. وعليه، يجب إخضاع اللايف بويز للعلاج النفسي العاجل، فهم في طريقهم إلى الجنون.