《 خواطرُ محجورٍ منزليَّاً بجَزيرَةِ مالِطَةِ》

شكرن عبدالوهاب محمد خير
(}إذن دعنا نفضفض بي فارغة و مقدودة¢
(}صمت مطبِق و ظلام دامس.. منذ نفسو حاجة الوباء،
و أصيب الناس بذلك الذعر القاتل الرهيب ، أصبح عمنا /
عوض الشين طريح الفراش لا يغادره، فهو فقد بصره و سمعه.
(}صمت مطبق و ظلام دامس.. استلقي على الفراش، لا افعل شيئا
سوى حساب دقات قلبي، لا اسمعها و لكن أشعر بها، نفس شهيق داخل
و آخر زفير مارق، ثم أبدأ بفرك اصابعي، اتحسسها، احسبها، ثم أشرع
في تحسس باقي جسمي، عضلات طرية و جلد مترهل، ستة و ستون عاما
منذ الاستقلال، و قبلها بضع و خمسون، و قبلها قرابة العشرين، و قبلها وووو.
ثم يبدأ الشك ينتابني من جديد، هل انا موجود، صمت مطبق و ظلام دامس، فابدأ
في الانتباه لأشعر بحركة ينبضها جسمي، خفقان او اي شئ، و اتحسسه، اصابع و كرش
و صدر و جمجمة، ثم اتجه الى اذني، المسها و اشدها بقوة، مالها توقفت عن العمل، ثم
عيناى، يا ترى كم هي الساعة الآن؟ أمد رجلي لالمس حافة السرير المصنوع من الخشب،
و أطرق عليها باصابع أرجلي، دم دم تك دم دم تك، ينتظم الايقاع شيئا فشيئا، و قبل أدندن
بالغناء، ينتابني الملل فأتوقف، اطوي قدما و اخلف الأخرى عليها، و استرجع شريط الذكريات،
اراه امامي بوضوح كأني أنظر في شاشة، تفاصيل ما كنت اظن انها لا زالت محفوظة، ثم
تبهت الصورة و يبدأ الصوت في الخفوت، اتثاءب، إلى أن انام، لكني لا اعلم من ينام،
انا اساسا نائم، صمت مطبق و ظلام دامس، أنا أصحو من النوم بطريقة غريبة،
فعندما تشرق الشمس، أشتم رائحتها فأصحو، أشتم رائحة أشعة الشمس:
- يا ولية.. جيبي الإبريق و الطشت و القصرية..أبدأ في الوضوء للصلاة
لقد «أصبح الصبحولا السجن و لا السجان باقيواذا الفجر جناحان يرفان
عليكا..واذا الحزن الذي كحل تلك المآقيوالذي شد وثاقا لوثاقوالذي
بعثرنا في كل وادي فرحة نابعة من كل قلب يابلادي»
∆ في بعض المرات أشعر بالتكاسل و الكفر، انا اصلي الصبح
و الظهر و العصر و المغرب و العشاء، و لا اعرفهم و أفرقهم، و قد
أصلي و انا لا أعلم أية صلاة، و لا أين القبلة، ثم استعيذ من الشيطان،
و أترك التفكير، فما المشكلة في ذلك، انا اعبد الله و لا أراه ولكن إن لم
أكون أراه فهو يراني فما المانع و ما المشكلة، لا أستطيع رويته سبحانه
لگنني أعلم بل و موقن بوجوده، و لا احتاج لرؤية اي شئ لأصلي:
الصلاة صلاتك و الواطة واطاتك ونقع ونقوم على انجلانك.

∆ لكن الغريب في الأمر أنني عندما فگّرت في مقارنة ظننتها
ضيزى وغير متكافئة بين حالي و انا ارى و أسمع، و حالي هذه،
فلم أجد فرقا كبيراً، فانا لم أكن افعل شيئا مهما، و لن يتضرر العالم
بشئ، كنت في الهامش، اتفرج، و عندما يعجبني شئ اصفّق، و ان لم
يعجبني اكتفي بهز رأسي و الطفق بيدى، أو اهز كتفي و أرفع حواجبي
مندهشا ومستياء لأعبر عن حجم المشكلة، انها الحقيقة، فأنا صفر
ضخم على اليسار، و هزيمة لمشروع الحضارةالانسانية جمعاء
∆ شخص ما يمسك بيدي و يضع فيها شئ، ثم أشعر بكوب الماء
يلامس يدي الاخرى، و يدفع الشخص بيدي نحو فمي، اه فهمت
يريدني ان اتناوله، يبدو كحبة دواء، ابلعها بجرعة ماء.

∆ بعد قليل، يبدأ الضياء في التسلل، و أصوات ضوضاء
بعيدة تعلو وتقترب رويدا رويدا:
- ابشر يا عوض.. دواء سحري.. ستستعيد عافيتك..
هذا الدواء«ثورة» گونبة اهلها تجتث العالم من جذوره
أجل، "ثورة".. رغم ان استعادة تلك الحواس يبدو مزعجاً
الضوء يضايقني.. و الضجيج و الصخب بفقدني صوابي
فقد اعتدت ذلك الصمت المطبق و ذلك الظلام الدامس
فإذا به يتمخض عن أنثى ثور« گممگنة من ضرعها
گل حالب ثم رافسة بعد ذلك كول ما حلب»