أهلا بشهر رمضان....

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-22-2024, 02:46 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-20-2020, 02:43 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أهلا بشهر رمضان....

    02:43 AM April, 19 2020

    سودانيز اون لاين
    سيف اليزل برعي البدوي-
    مكتبتى
    رابط مختصر



    ها هي الأيام قد تتابعت، والشهور تسارعت، وصرنا قاب قوسين أو أدنى من شامة الزمان، وغرة الأيام، وسيد الشهور والأيام شهر رمضان، شهر الخيرات، شهر البركات، شهر النفحات، شهر الرحمات.

    سويعات قليلة فقط ويهل علينا هلال شهر رمضان، هلال الإيمان والتوحيد والقرآن، هلال الصيام والقيام، هلال التوبة والمغفرة، هلال الجود والكرم، هلال الدعاء والرجاء، هلال السعي إلى الجنان والعتق من النيران. هلال رمضان.
    فاللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام، والتوفيق لما تحبه وترضاه. اللهم بلغنا إياه، ووفقنا لحسن صيامه وقيامه، ولا تحرمنا خير ما فيه لشر ما عندنا.

    إن أيام الله متباينات، وأزمانه متفاوتات ومتفاضلات، وقد اختار الله من بينها أزمنة جعلها مواسم للخيرات، ومواعيد للنفحات، يكثر خيرها ويعظم أجرها حتى تتحفز الهمم للعمل، وتسعى لنيل الرضا وتحقيق الأمل.. ومن أجل هذه المواسم شهر رمضان المبارك، شهر التجارة الرابحة والفرص السانحة، يزرع المؤمنون فيه الخير، ليحصدوا عظيم الثواب والأجر:
    أتى رمضان مزرعة العباد .. لتطهير النفوس من الفساد
    ف أد حقوقه قـــولا وفعــلا .. وزادك فاتخـــذه للمـــعــاد
    ومن زرع الحبوب وما سقاها .. تأوه نادما يوم الحصاد.

    ها هو رمضان قد دنا قدومه، وسرت إلى الأنوف زاكيات نسيمه، وشنفت الآذان كثرة ذكره، واشتاقت القلوب للقياه، فأهلا به ومرحبا:
    أهـلا بشــهر الإنابة .. والدعــوة المستجــابة
    أهلا بخــير طبـيب .. يشفي القلوب المصابة
    تجرى إلى الخير عدوا .. والشر تغلق بابه
    أهـــلا بأكــرم ضيــف .. قـد استطـلنا غيابه
    قــــد أنــزل الله فيــه .. على العـبــاد كتـابـه.

    كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ربه أن يبلغه رمضان، وكان يبشر أصحابه بقدومه.. ولم لا؟ وفيه من الخير ما فيه.
    جاء الصيام فجاء الخير أجمعـه .. ترتيل ذكر وتحمــيد وتسـبيح
    فالنفس تدأب في قول وفي عمل .. صوم النهار وبالليل التراويح

    شهر كريم
    قد أظلكم شهر كريم، شهر مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، جعل الله صيام نهاره فريضة، وقيام ليله تطوعا، من تقرب إلى الله فيه بخصلة من الخير كان له من الأجر أضعاف ما تقرب به في سواه، هو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة، من فطر فيه صائما كان له من الأجر مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيئا.. وهو شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وأخره عتق من النار. لا بل كله رحمة وكله مغفرة وكله عتق من النار.

    لقد عاد رمضان وعاد معه موسم التجارة الرابحة، وأتت معه البشارة للمقطوعين بقرب زمان المصالحة، ولأصحاب المعاصي والذنوب بدنو زمن العفو والمسامحة. فيا باغي الخير أقبل.
    عن أبي هريرة -رضي الله عنه - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجان، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، ونادى مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة][الترمذي والحاكم وصححه على شرط الشيخين].

    نعمة فلا تضيعها:
    إن بلوغ رمضان نعمة كبرى وإنما يقدرها حق قدرها الصالحون المشمرون، فإذا كان الله قد من عليك ببلوغه ومد في عمرك للوصول إليه، فالواجب استشعار هذه النعمة واغتنام هذه الفرصة فإنها إن فاتت كانت حسرة ما بعدها حسرة، وخسارة ما بعدها خسارة.

    وهل ثم خسارة أكبر من أن يدخل الإنسان رمضان ثم يخرج منه وذنوبه ما زالت جاثمة على صدره، وخطاياه ما زالت قابعة في ديوان عمله؟

    وأي حسرة وأي مصيبة أن يدخل المسلم رمضان ثم يخرج منه وهو محمل بدعوة الأمينين جبريل ومحمد عليهما أزكى الصوات والتسليم كما روى ذلك ابن حبان بسنده عن النبي العدنان قَالَ: [أَتَانِي جِبْرِيلُ، فقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْتُ: آمِينَ].

    وكيف لا يبعده الله وكل شيء في رمضان مهيأ لتوبته وأوبته، وتسهيل عودته وعبادته، وليس موسم في السنة أجدر بالتوبة منه، كما جاء عن المعصوم عليه الصلاة والسلام:
    ـ [من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه]
    ـ [منقام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه]
    ـ [من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه]
    ـ [ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة].. ثم إذا كانت آخر ليلة من رمضان أعتق الله بعدد ما أعتق في رمضان كله.
    فإذا حرم العبد المغفرة بعد كل هذا فمتى يرتجي حصولها، وفي أي وقت يصبح من أهلها؟
    إذا الروض أمسى مجدبا في ربيعه .. ففي أي وقت يستنير ويزهر؟

    شهر مسابقة:
    إننا خلال سويعات سندخل مضمار سباق، وسوق تجارة ولكنه سباق إلى الله، وتجارة مع الله، وأربح الناس صفقة أسبقهم إلى ربه، وأحسنهم صياما، وأفضلهم قياما، وأكثرهم عبادة.
    قال الحسن البصري رحمه الله: "إن الله جعل رمضان مضمارا لخلقه، يستبقون فيه لطاعته، فسبق قوم ففازوا، وتخلف آخرون فخابوا".

    إن رمضان لم يكن أبدا شهر نوم وكسل، وضعف ووخم، ولا شهر أكل وشرب، وإنما هو شهر جد وعمل، وعبادة ومنافسة في الطاعة، ومسابقة في الخير بكل صوره وأنواعه. فـ {سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة}، {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنات}.. {وفي ذلك فليتنافس المتنافسون}، وأما الكسالى المتأخرون فقد قال عنهم صلى الله عليه وسلم: [ما زال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله}. فاللهم اجعلنا من السابقين إليك.

    شهر تطهر وتغيير
    إن رمضان شهر تزود وتطهر وتغيير:
    تزود من الطاعات، والحسنات والعبادات، وكل موجبات التقوى: {وتزودوا فإن خير الزاد التقوى}
    شهر تطهر من الذنوب والسيئات، وردئ الأخلاق والصفات، وقبيح الأعمال والعادات.
    فياذا الذي ما كفاه الذنب في رجب .. حتى عصى ربه في شهر شعبان
    ها قـــد أظلك شهر الصوم بعدهما .. فلا تصيــره أيضــا شهر عصيان
    واتل القــرآن وسبــح فـيه مجـتهدا .. فـــإنــه شهــر تســبيــح وقــــرآن.

    شهر تغيير: تغيير من كل شر إلى كل خير، ومن كل قبيح إلى كل حميد، ومن كل مذموم إلى كل ممدوح، وتغيير من التقصير إلى الكمال، ومن البعد إلى القرب، ومن القسوة إلى اللين، ومن الإعراض عن الله إلى الإقبال عليه، ومن الأخلاق الرذيلة إلى الأخلاق الطيبة المحمودة، ومن العادات السيئة إلى أحسن العادات؛ فـ [من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه].

    رمضان عودة إلى الله سبحانه، عودة إلى كتابه، عودة إلى شرعه، عودة إلى سنة نبيه، عودة إلى الصدقة، والبر، والجهاد، وعمل الصالحات، عودة إلى الطريق القويم، والصراط المستقيم.

    رمضان فرصة للأمة لتغير حالها، وتحسن أمورها، وتعود لترضي خالقها ومعبودها، وتغير من واقعها ليغير الله لها حاضرها ومستقبلها. {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}.
    فاللهم أهل علينا رمضان بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، والتوفيق لما تحبه وترضاه. آمين.
    ------------------------------------------------------------------------------------------------
    بقدر فرحتنا الكبيرة وإشراق نفوسنا لقدوم شهر رمضان، علينا ألا ننسى ولا للحظة واحدة واجباتنا التربوية تجاه أبنائنا في هذا الشهر المبارك، حيث يُعدُّ شهر رمضان الكريم بحق غنيمةً للمربين، قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ، وَإذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُم يَرْشُدُونَ} [البقرة: 185 - 186].
    مهمة التربية وبناء النفوس الصالحة ليست مهمة سهلة، بل تحتاج إلى جهد كبير ويقظة تربوية تجعل المربي لا يفوّت موقفاً أو حدثاً أو مناسبة تمرّ به وبأبنائه، إلا أحسن استغلالها لمصلحة تربيتهم؛ فالكلمة تفعل في النفس وقت الحدث ما لا تفعله في غيره من الأوقات، وتؤدي إلى ترسيخ المعاني التربوية والعبادات المرتبطة بهــــذه المــناسبة حتى تعود هيئةً راسخةً في نفس الطفل يشبّ عليها ولا يتركها طوال حياته.
    وفي رحاب هذا الشهر الكريم ننهل من عطاياه التربوية من خلال عدة محاور يجب أن يركز عليها المربي في هذا الشهر الكريم

    أهمية تدريب الطفل على أداء العبادات مبكراً
    مرحلة الطفولة هي المرحلة الذهبية لتعليم الطفل والتأثير فيه، لذلك نجد الإسلام يوجّه الآباء والأمهات إلى تدريب أطفالهم على امتثال الطاعات وأداء الفرائض في طفولتهم، كالصلاة والصيام والحجاب - للبنات، حتى إذا بلغوا سن التمييز واظبوا عليها بسهولة ويسر، حيث ألفوا وتعودوا على أدائها بانتظام وأصبحت جزءاً من كيانهم.
    وقد جاء عن المربي الأعظم صلى الله عليه وسلم توجيه الصحابة والصحابيات إلى تدريب الصغار على عبادة الصيام، وإعداد الأمهات لِلُعب يلهّونهم بها إذا بكوا جوعاً، فعن الربيع بنت معوذ قالت: «كنا نَصُومُ ونُصوِّم صبياننا الصغار منهم، ونذهب إلى المسجد، فنجعل لهم اللعبة من العهن (أي الصوف)، فإذا بكى أحدهم من الطعام أعطيناه إياه، حتى يكون عند الإفطار» (أي أعطيناه هذا الصوف يتلهى به حتى يحين موعد الإفطار) أخرجه البخاري

    مراعاة الرفق والتدرُّج أثناء تعويد الأطفال على الصيام
    - فنبدأ مع الطفل بالصوم الجزئي بأن يتعود الإمساك إلى منتصف النهار أو إلى العصر، حتى إذا قوي على ذلك واعتاده انتقل إلى مرحلة تالية، كذلك يمكن أن يصوم الطفل يوماً كاملاً ثم يفطر أياماً ليستريح ويزيد في عدد الأيام بعد ذلك تدريجياً.

    - نجنّب الطفل الصوم في الأيام شديدة الحرّ، وكذلك يمنع من الإفراط في النشاط الحركي والرياضة أثناء الصوم، وفي حالة إحساس الطفل بالجوع الشديد ينصح بالإفطار وعدم المكابرة.

    - ومما يعين الطفل على الصيام أن يلتزم بوجبة السحور مع الكبار، على أن نشرح له – ببساطة - أهمية السحور من حيث اتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وما فيه من البركة، وأنه من الأسباب التي تقوِّي أجسادنا على الصيام.

    - دوام تشجيع الطفل ومكافأته عند اجتيازه فترة الصوم المحددة بنجاح، بزيادة مصروفه مثلاً، أو الثناء عليه، أو منحه الألقاب الحسنة.

    غرس معاني العطاء والتكافل في نفس الصغير
    عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ‏:‏ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أجود الناس وَكَانَ أجود مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أجود بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ»أخرجه البخاري

    يُعدُّ شهر رمضان من أحسن المناسبات التي يتعلم فيها الطفل معنى التكافل، والشعور بالمسؤولية نحو الفقير والمسكين، وقلوب الصغار رقيقة لينة شديدة التأثر بالبيئة الأسرية وسلوك الكبار أمامهم، فعندما يرى الأطفال آباءهم وهم يُخرِجون صدقاتهم وزكاة فطرهم ويشاركونهم هذا العمل؛ فسيتعلمون منهم حب الصدقة، والرحمة بالفقراء، ويدركون معنى التكافل وبُغض الأثرة والأنانية.. وتدريب الصغار على الممارسة العلمية للبذل ورعاية الفقراء هدي السلف الصالح رضي الله عنهم أجمعين، «فقد ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه جاءه سائل يريد صدقة، فقال لابنه: أعطه ديناراً، واجعله في يده!» تدريباً له على ذلك" التمهيد لابن عبد البر،.

    التربية على المعنى الكامل لتعظيم شعائر الله
    قال تعالى: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32]. ورد في معنى «شعائر الله» أنها: المعالم الظاهرة من دينه التي جعل الله تبارك وتعالى بعضها مكانياً، وجعل بعضها زمانياً، ومن ذلك الأشهر الحرم وشهر رمضان الذي شرّفه الله تعالى بنزول القرآن وفرض الصيام فيه.
    وتعظيم الشعائر لا يكون بالإقبال على الطاعات والاستزادة منها فقط، فهذا المعنى مبتور، ولا يكتمل تعظيم الشعائر إلا بتجنب ما حرم الله تعالى، وأن يرى المسلم أن ارتكاب المعصية في الأيام الفاضلة أشد قبحاً وأعظم جرماً منه في غيرها.

    ولا يخفى على أحد تلك الحرب المعلنة من الآلة الإعلامية بهدف إفساد الشعائر لا تعظيمها في شهر رمضان المعظم، وتحويل الشهر الكريم من موسم يزداد فيه المؤمن إيماناً إلى أكبر سوق يروج فيه أهل الباطل (الفن) لبضاعتهم، الأمر الذي يختزل معنى تعظيم الشهر الكريم في أذهان الكثيرين في صورة أداء الطاعات دون أن يتلازم معها الانتهاء عن المحرمات.. ولذلك لا نبالغ إذا قلنا إن المواد الإعلامية الفاسدة التي تبثها الشاشة الصغيرة داخل البيوت تُعدُّ التحديَ الأكبر الذي يواجهه المربي في رمضان من كل عام، فالمربي المسؤولُ الأول عن وقاية أبنائه من النار بمنع تعرضهم لأسباب دخولها، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْـحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لاَّ يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: ٦]، عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسيرها: (اعملوا بطاعة الله، واتقوا معاصي الله، ومروا أهليكم بالذكر ينجيكم الله من النار) تفسير الطبري.

    وليعلم المربي أن مواجهة هذه الفتنة لن تأتي أبداً بإصدار الأوامر والفرمانات، أو نزع الأسلاك والكابلات، لكن تأتي أولاً: بالقدوة الحسنة التي تتمثل في موقف الوالدين الواضح من هذه البرامج موقفاً حازماً لا يعتريه تذبذب أو رَوَغَان.
    ثانياً: تربية الأبناء على المراقبة لله تعالى، وتذكيرهم بالآيات والأحاديث التي تدعم هذا الجانب، مثل قول الله تعالى: {إنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْـئُـولاً} [الإسراء: 36]، ومعناه التحذير من أن تسمع ما لا يحل لك، أو تنظر إلى ما لا يحل لك، أو تعتقد ما لا يحل لك، ويردد المربي على أسماعهم الأحاديث ما يزكي معنى المراقبة، مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم: «احفظ الله يحفظك»، وقوله النبي صلى الله عليه وسلم: «اتق الله حيثما كنت»، وذلك بنبرة واضحة مع الأداء الصوتي الضاغط على كل حرف وكلمة من هذه الكلمات العظيمة، يصاحبها تركيز النظر في عيني الطفل، مع ابتسامة حانية.
    ثالثاً: لا بد من تصحيح وبناء فكر سليم لدى الأطفال تجاه الإعلام، وأنه ليس كل ما يُعرض فيه يرضي الله تعالى أو يصلح للمشاهدة.. لذلك لا بد أن يكون تعامل المؤمن معه انتقائياً، فلا يشاهد إلا ما يرضي ربه ويزيد في حسناته.

    وأخيراً.. أعزائي المربين
    إن قوة الحدث الإيماني في شهر رمضان المبارك تسهّل على المربي مهمته في تربية أبنائه وإصلاح نفوسهم على الوجه الذي يرضاه الله تعالى؛ فلنكن إيجابيين في استثمار هذه الفرصة التربوية العظيمة.. على قدر شرف الزمان الذي نستقبله.. على مستوى شهر رمضان الكريم
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ذهبت لأداء العمرة بصحبة زوجها، وبعد أن انتهت من الطواف حاولت الدخول بين صفوف النساء لأداء صلاة العشاء، ففوجئت بعنفٍ لم تفهم سببه من النساء، خاصةً كبيرات السن منهن، وتعجبت من رفض كل امرأة تحاول أن تقف بجوارها لتؤدي فرض ربها، وبعد محاولات شتى نجحت في الوقوف بصعوبة بجوار إحداهن، بعد أن فاتتها ركعتان كاملتان من الصلاة. بعد انتهائها من صلاتها فوجئت بالمرأة التي تجاورها تمطرها بوابلٍ من الانتقادات اللاذعة؛ لأنها تجرَّأت ودخلت بين الصفوف حاملةً ابنها الصغير ذا العامين، وتقول لها بلهجة شديدة: «طالما أنكِ لا تستطيعين ترك طفلك في البيت، ولا تجدين من يرعاه في غيابك، فكُفِّي عنا أذاكِ وامكثي في بيتك؛ فهذا أكرم لكِ». كادت تبكي من حدَّة المرأة معها، وأثناء حديثها بدأت تسترجع كيف أنها حوربت وأوذيت من نساء ما جئن إلا لطلب الأجر والمثوبة في حرم الله، فتلك تمنعها بقسوة بالغة، وأخرى تضربها بقوة ضربةً كادت توقعها أرضًا هي وصغيرها، وهذه الأخيرة التي كانت أكثر النسوة إيذاءً لها.

    وإذا أردت الحديث عن أعداء الأطفال في المساجد، خاصةً في شهر رمضان، فحدِّث ولا حرج، فهذا خطيبٌ يعتلي المنبر يصرخ بأعلى صوته: «ارحمونا من أطفالكم، واتركوهم في بيوتكم. من لها طفل لا تأتي المسجد، بارك الله فيكن». وآخر يأمر المشـرفات على تنظيم صلاة التراويح بمنع كل امرأة تحمل طفلًا أو بيدها ابنتها التي لم تُكلَّف بعدُ من الدخول بين صفوف النساء، وتلك مشـرفة تمسك عصًا غليظة وتقف على باب مسجد النساء، تمنع كل صغيرة تحاول الوقوف بجوار أمها لتصلي، وتراها تجمع الصغيرات في غرفة مهملة في المسجد أو في الساحة الخارجية حيث حرارة الجو والمكان غير الملائم للجلوس، وتقف بعصاها على رؤوس الصغار كالجلاد، فلا ترى إلا وجوهًا حزينة وأعينًا دامعة، ينظرون إليها نظرة خوف وترقُّب.

    ولئن نسيت في حياتي، فلن أنسى منظر تلك المرأة التي وقفت تصـرخ بأعلى صوتها وسط صفوف النساء، أثناء استراحتنا بعد الركعة الرابعة من صلاة التراويح، وهي تنظر بحدَّة لطفلٍ رضيعٍ نائم وضعته أمه أمامها أثناء الصلاة، ولصغيرة تجلس أمام أمها بهدوء تام وتحمل دُميتها في حجرها. قالت المرأة بلهجة حازمة وعنيفة: «من معها طفل تخرج فورًا من المسجد، ارحمونا من أطفالكن، جلوسكن في بيوتكن أكرم لكن»، ثم التفتت إلى أمِّ الرضيع التي كانت تجلس بجوارها، وبدأت تنهال عليها بالاتهامات الجارحة بأنها لا تراعي مشاعر المسلمين، وأنها تعرِّض أعمالها لعدم القبول؛ فلا يجوز لها أن تأتي المسجد بهذا الرضيع؛ لأنها بذلك تؤذي جاراتها المصليات، وتقول لها: «شغلتِني بصغيرك»، والأم تستمع إليها وهي مُطرِقة. وبعد أن انتهت صاحبتنا من خطبتها، سألتها الأم بانفعالٍ بالغ: «هل طفلي النائم آذاكِ أو آذى جاراتك؟ ليس لكِ أن تمنعي أي امرأة منا من بيت الله، سأكمل صلاتي وأدعو عليكِ لقسوتك وغلظتك معي، ولظلمك لصغيري»، ثم انهمرت في البكاء. الأمر العجيب في القصة أن المسجد كان هادئًا تمامًا؛ فالأطفال هادئون، والصغيرات يصلين بجوار أمهاتهن، ولم يشوِّش علينا ويشغلنا عن صلاتنا إلا صاحبتنا تلك التي أصدرت فتوى ما أنزل الله بها من سلطان في حق كلِّ امرأةٍ أرادت عدم الاستسلام لكسلها، وعدم تضييع وقت الصلاة أمام الملهيات، وما أكثرها في هذه الأيام! وآثرت اغتنام الأوقات والتعبُّد مع المسلمين؛ علَّها تكون من الفائزين في هذا الشهر الكريم.

    والسنة المطهَّرة مليئةٌ بالأحاديث الصحيحة التي توضِّح رفق النبيِّ – صلى الله عليه وسلم- بالصغار واهتمامه بهم أثناء الصلاة، بل أثناء خطبة الجمعة، فنراه ينزل عن منبره لما أقبل الحسن والحسين يعثران ويقومان، ثم يصعد بهما المنبر، ويقول: «... رأيت هذين يعثران في قميصيهما فلم أصبر، حتى قطعتُ كلامي فحملتهما». [الحديث رواه أحمد وأصحاب السنن وصححه ابن خزيمة].
    وما وجدناه – صلى الله عليه وسلم- يمنع مَنْ معها صغير من أن تأتي المسجد، أو يأمر بفصل الصغير عن أمه، كما يفعلون هذه الأيام، بتلك القسوة البعيدة تمام البعد عن ديننا، بل نسمعه – صلى الله عليه وسلم- يقول: «إني لأدخل في الصلاة وأنا أريد إطالتها، فأسمع بكاء الصبي؛ فأتجوَّز في صلاتي مما أعلم من شدة وَجْد أمه من بكائه» [أخرجه البخاري ومسلم]. ونراه – بأبي هو و أمي- يحمل الأطفال في الصلاة؛ فها هو يحمل أمامةَ بنت العاص –ابنة زينب، رضي الله عنهم- على عاتقه، فإذا ركع وضعها وإذا رفع من السجود أعادها [رواه البخاري ومسلم]. ويعلِّمنا الرفقَ فيقول: «إن الرفق لا يكون في شيءٍ إلا زانه، ولا يُنزَع من شيءٍ إلا شانه» [رواه مسلم].

    فكيف نرجو رحمةً ورضوانًا ونحن نقف على رؤوس الأطفال بالعصـي فنخيفهم ونهددهم في أكثر مكان يجب أن يشعروا فيه بالطمأنينة والأمان؟! وكيف يتجرَّأ أحدٌ على طردهم وأمهاتهم من بيوت الله؟! وهل نضمن أن منظر استبعادهم هذا وكأنهم منبوذون، وإيذاء أمهاتهم بهذه الصورة البغيضة لن يعلق في أذهانهم؛ فيؤثر في سلوكهم تجاه المساجد ومسؤوليها وقت شبابهم، أو يؤثر على محافظتهم على الصلوات واغتنام أوقات الطاعات بعد أن يصيروا مكلَّفين؟!

    وقد قال فضيلة الشيخ: حسام الدين عفانة، رئيس دائرة الفقه والتشـريع بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة القدس سابقًا، في فتوى له عن حكم اصطحاب الأطفال للمساجد:
    «ويحتجُّ بعض الناس على طرد الأطفال من المساجد بما روي في الحديث أنه -صلى الله عليه وسلم قال: «جنِّبوا مساجدكم صبيانكم ومجانينكم»، فهذا الحديث ضعيفٌ عند العلماء ولا يصح الاستدلال به، قال البزار: لا أصل له، وكذلك قال عبد الحق الإشبيلي، وممن ضعفه الحافظ ابن حجر وابن الجوزي والمنذري والهيثمي وغيرهم. وظنُّ عامة الناس أن هذا الحديث ثابتٌ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جعلهم يَطردون الأطفال من المساجد، ويُنكرون على من يحضـرهم إلى المساجد، وهذا موقفٌ غير صحيح». ثم قال فضيلته بعد أن ساق الأحاديث الصحيحة المؤيِّدة لفتواه:
    ( وخلاصة الأمر: أنه يحرم طرد الأطفال من المساجد، بل يجب تعويدهم على الحضور إلى المسجد؛ ليتعلَّموا الصلاة وقراءة القرآن وأحكام التجويد وغير ذلك من الأحكام الشرعية) ". موقع طريق الإسلام "

    ختامًا، أقول لكل أمٍّ تجاهد نفسها لاغتنام أوقات الطاعة، خاصةً في رمضان: هيئي صغارك للصلاة منذ نعومة أظفارهم، وعوِّديهم على النظام والتزام حدود الأدب في جميع أحوالهم، خاصةً وقت الصلاة. أخبريهم أننا نقف بين يدي الله –تعالى؛ فلا يجوز أن نرفع صوتًا أو أن نأتي بحركات غير حركات الصلاة. اسمحي لهم أن يقفوا بجوارك أثناء الصلاة ويفعلوا مثلما تفعلين، وأخبريهم أن الله ينظر إليهم فيجب أن يؤدُّوا صلاتهم بسكينة ويقفوا بوقار. وإذا اصطحبتِهم إلى المسجد في رمضان فشجِّعيهم على التأدُّب والهدوء، بجلب الهدايا لهم والثناء عليهم لأنهم علموا آداب دخول المسجد والتزموا الهدوء، وحرصوا على عدم التشويش على المصلين.

    وأقول للمسؤولين عن بيوت الله: تذكَّروا جيدًا أننا نحن من نصنع الذكريات لأبنائنا، وهذه الذكريات هي التي تشكِّل شخصياتهم في مستقبل حياتهم؛ فخصِّصوا –بارك الله فيكم- أماكن مهيَّأة للنساء وأطفالهن، واجعلوا عليها مشـرفات رفيقات يحملن في أيديهن الحلوى والدُّمى بدلًا من حملهنَّ العصـيَّ الغليظة، وانظروا بعد ذلك كيف يكون صغارنا في بيوت الله، لن تجدوهم إلا أكثر حبًّا للإسلام والمسلمين، وأكثر تمسُّكًا بآداب الجلوس في المسجد، وستجدونهم يسابقون الآباء والأمهات إلى المساجد، ويكونون أشدَّ حرصًا منهم على اغتنام هذه الأوقات المباركة، وسيصبح كلٌّ منهم مسلمًا يَسلَم المسلمون من لسانه ويده؛ لتلك الصورة المشرقة التي طبعناها داخله عن مبادئ الإسلام الأصيلة، من الرحمة والرفق وحفظ الحقوق ومراعاة المشاعر.
    -----------------------------------------------------------------------------------------------
    إنَّ من معاني الصوم أنه إمساك عن شهوة البطن، وبالمعنى الاقتصادي: تخفيض الإنفاق أي ترشيده بمعنى أدق. بَيْدَ أننا نرى، في حياتنا المعاصرة، علاقة طردية بين شهر الصوم والاستهلاك الشره. والمرء يدهش من هذا النهم الاستهلاكي الذي يستشري لدى الناس عامة في هذا الشهر دون مبرر منطقي.

    فالجميع يركض نحو دائرة الاستهلاك المفرط، والاستعداد للاستهلاك في رمضان يبدأ مبكراً مصحوباً بآلة رهيبة من الدعاية والإعلانات والمهرجانات التسويقية التي تحاصر الأسرة في كل مكان وزمان ومن خلال أكثر من وسيلة. فالزوجة تضغط باتجاه شراء المزيد والأولاد يُلحون في مطالبهم الاستهلاكية والمرء نفسه لديه حالة شراهة لشراء أي شيء قابل للاستهلاك وبكميات أكثر من اللازم.

    ومن ثم فإن الزوجة التي تـُعد وتطبخ والزوج الذي يجلب وينفق كلاهما متهم في الشراهة الاستهلاكية التي تنتاب مجتمعنا في رمضان وغير رمضان.

    وبلغة الإحصاءات والأرقام فإنه في أحد الأعوام قدّر نصيب شهر رمضان من جملة الاستهلاك السنوي في إحدى الدول العربية بما نسبته 25%، أي أن هذه الدولة تستهلك في شهر واحد وهو شهر رمضان، خمس استهلاكها السنوي كله، بينما تستهلك في الأشهر المتبقية الأربعة أخماس الباقية، وقد كلف رمضان في ذلك العام الخزانة حوالي 900 مليون دولار.

    وتشير بعض الدراسات التي أجريت حديثاً أن ما يلقى ويتلف من مواد غذائية ويوضع في صناديق القمامة كبير إلى الحد الذي قد تبلغ نسبته في بعض الحالات 50% من حجم القمامة.

    إن شهر الصيام فرصة دورية للتعرف على قائمة النفقات الواجبة بالمفهوم الاقتصادي، وعلى قائمة الاستبعاد النفقي ثم فرصة لترتيب سلم الأولويات، ثم فرصة كذلك للتعرف على مستوى الفائض الممكن.

    ثم، إن شهر رمضان فرصة لتحقيق ترشيد أفضل، ولتوسيع وعاء الفائض الممكن، ولكن شريطة أن يرتبط بالقاعدة القرآنية الإرشادية المعروفة: ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا... ) [الأعراف: 31] هذه القاعدة، ولاشك هي ميدان الترشيد على المستوى الفردي والمستوى العام.

    لقد أكدّ الباحثون على حقيقة مهمة تنص على أن فوضى الاستهلاك تبرز بوضوح، حينما تبدأ الزوجة بعرض نفقاتها لتكون نفقات من السلع والمواد الغذائية التي تبتلع فعلاً الدخل الشهري حتى آخر قرش فيه.

    وتنتقل عدوى التبذير إلى الأطفال فينمو معهم انعدام الحس بقيمة الأشياء فلا يحافظون بالتالي على ألعابهم أو كتبهم. وفي ظل ذلك، لا يعود قضية وقتية حالية، بل مسألة تمتد إلى المستقبل ولا يعود التبذير والترف مقتصراً على الأسرة بل والوطن كذلك. فشهر رمضان، يجري تحويله عاماً بعد عام إلى مناسبة للترويج الكثيف والحاد لمختلف السلع، وتسهم في ذلك بقوة مختلف وسائل الإعلام وفنون الدعاية ووكالات الإعلانات.

    وهكذا، يتزايد إخضاع المشاعر الدينية للاستغلال كوسيلة من وسائل توسيع السوق، بل وأحياناً لترويج أكثر السلع بُعداً عن الدِّين.

    وعليه، فإننا نؤكد على أن مفتاح حل الأزمات الحقيقي إنما يكمن في التربية الاستهلاكية. إن رمضان هو محاولة لصياغة نمط استهلاكي رشيد وعملية تدريب مكثف تستغرق شهراً واحداً تفهم الإنسان أن بإمكانه أن يعيش بإلغاء الاستهلاك، استهلاك بعض المفردات في حياته اليومية ولساعات طويلة كل يوم. إنه محاولة تربوية لكسر النهم الاستهلاكي الذي أجمع العلماء الاجتماعيين والنفسيين أنه حالة مرضية

    الحلول و العلاج
    ختاماً فإن أهم المعالجات التي يمكن من خلالها التصدي للشراهة الاستهلاكية أو التخفيف من حدتها:

    أولاً: ينبغي التخلص من القيم الاستهلاكية السيئة الضارة حتى لا يتسبب الاستهلاك الترفي في وجود الفقر وسط الرخاء إذ باستمراره قد تضيع موارد الأسرة.

    ثانياً: حبذا تقدير الكميات المطلوبة والجودة والنوعية والفترة الزمنية لاستهلاك السلع والمنتجات.

    ثالثاً: لابد من كبح انفعالاتنا العاطفية المتعلقة بالكميات المطلوب شرائها واستهلاكها على مستوى الأطفال والنساء والأسر.

    رابعاً: الحذر من تقليد المجتمعات المترفة ذات النمط الاستهلاكي الشره المترف المتلاف.

    وأقول لأختي المرأة المسلمة، ينبغي عليكِ عندما تشعرين بأن حافز الإنفاق يدفعكِ إلى مزيد من الإسراف والتبذير والتسوق والشراء والشراهة الاستهلاكية، إتباع الخطوات التالية:

    1) تمهلي قليلاً قبل أن تخرجي نقودكِ واسألي نفسكِ إن كان هذا الشعور حقيقياً أم انفعالياً.

    2) احرصي على ألا تشتري محبة الآخرين بالهدايا أو تقليدهم ومحاكاتهم بالإنفاق المفرط.

    3) اسألي نفسكِ قبل الشراء إذا كان بالإمكان شراء ما هو أفضل من هذا الشيء إذا أتيحت فرصة عرض سعري أفضل.

    ختام القول:

    فإننا لو جمعنا كل ما ينفق على الأمور التافهة في صندوق موحد ثم أنفق هذا على إزالة أسباب المأساة من حياة الناس، لصلحت الأرض وطاب العيش فيها
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    يعد التمر فاكهة مباركة أوصانا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نبدأ بها فطورنا في رمضان دون سواه، بينما أكد الطب الحديث أهمية الالتزام بهذه السنة النبوية لما لها من فوائد طبية.

    فوائد التمر
    • يحتوي على العديد من الفيتامينات والعناصر الغذائية المهمة كفيتامين «ب»

    • يحتوي على بعض المعادن كالحديد والماغنسيوم والزنك والكالسيوم.

    • غني بالسكريات ومن الأطعمة التي تساعد على إعطاء الطاقة لجسم الإنسان بعد عدد ساعات الصيام الطويلة.

    • سهل الهضم وسريع الامتصاص وينتقل من الفم إلى الدم في أقل من عشر دقائق

    • يشعر الصائم بالشبع فيحد من زيادة الوزن.

    • يجنب الشعور بالانتفاخ والتعرض لسوء الهضم.

    • يحتوي على طاقة مركزة، تعطي الجسم الكثير من النشاط

    • يخلص الجسم وينظفه من السموم المتراكمة داخله، لاحتوائه على نسبة عالية من الألياف.

    • يعد غذاء جيدًا ومغذيًا لخلايا المخ والأعصاب.

    • علاج فعال للإمساك

    • يحتوي على 10 معادن مضادة للأكسدة

    • يساعد على الوقاية من تأثير المركبات السامة على الكبد


    مواد ذات صلة
    إسلام ويب....






                  

العنوان الكاتب Date
أهلا بشهر رمضان.... سيف اليزل برعي البدوي04-20-20, 02:43 AM
  Re: أهلا بشهر رمضان.... النعمان اسحاق 04-20-20, 08:47 AM
  Re: أهلا بشهر رمضان.... النعمان اسحاق 04-20-20, 08:47 AM
    Re: أهلا بشهر رمضان.... سيف اليزل برعي البدوي04-21-20, 02:43 AM
      Re: أهلا بشهر رمضان.... سيف اليزل برعي البدوي04-22-20, 03:07 AM
        Re: أهلا بشهر رمضان.... سيف اليزل برعي البدوي04-23-20, 02:30 AM
          Re: أهلا بشهر رمضان.... سيف اليزل برعي البدوي04-23-20, 07:16 PM
            Re: أهلا بشهر رمضان.... سيف اليزل برعي البدوي04-24-20, 10:26 PM
              Re: أهلا بشهر رمضان.... سيف اليزل برعي البدوي04-26-20, 01:48 AM
                Re: أهلا بشهر رمضان.... سيف اليزل برعي البدوي04-26-20, 11:34 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de