∆ يتحرشن و هن الشاكيات ∆

نرجع للمربع الأول لنُلِحَّ ب السؤال
مثنى فثُلاثَ و رُباعَ: من يتحرّش بمن؟ ثم ماذا؟!
و ما معنى هيت لك؟! ثم هل الرجل بريء فعلاً براءة الذئب
بصفة قطعية لا تقبل الاستئناف عندما تشكو امرأة و تقول:غَشَّانِي يا عمدة؟!
أم أنه دوماً ما يكون حملاً وديعاً ضحية التحرش؟ لنستعرض الأمر ثم نحاول الإجابة.
لا يكاد يرد ذكر التحرش الجنسي إلا و يتبادر إلى أذهان الكثيرين أن المتحرّش هو (كلينتون)
و المتحرش بها هي( مونيكا). و هذا بالطبع خطأ فادح و إزاحة للحق عن نصابه. في تعريف التحرش:
يقول صاحب مختار الصحاح أن التحرّش هو الإغراء للمهارشة بين الكلاب. و لنضع خطين هنا تحت( إغراء)
هذه و منها نستنبط التعريفات التالية: فالمتحـرّش : هو من يملك و سائل الإغراء كالعيون التي في طرفها حور،
و الخدود الجلنارية ، و القِوامات السمهرية ، باختصار هو من يملك المغريات . و أما المتحرش بـــه : فهو من وقع عليه
جرم التحرش بفعل إحدى أو كل وسائل الإغواء و هو المشتت البال و الضائق الحال، الساهر الليل ، الذائق الويل، المسلوب
الإرادة المنقوص السعادة . و الله خير شاهداً: حين يقول في محكم تنزيله: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم}،ثم . يردف أيضاً:
{و قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن} فتأملوا معي (يغضوا) و ( يغضضن) يقول علماء الصرف في لغة الضاد و نحن أهلها الناطقون
بها وليسي بغيرها ، يقولون : إن كل زيادةً في المبني تقتضي زيادةً تقابلها في المعنى .ذلك أن الأمر في حق الرجال جاء بضاد واحدة
و في حق النساء جاء بضادين؛ ما يؤكد أن(هنَّ) صويحبات الفعل حين تطلق شهباً من عيون سود بها حورٌ . لتكون ردة فعل السحر حين
تصيب عند(هم) مقتلاً فتتمكنا . لذلك لمَّا فُرِض الحجاب على المرأة دون الرجل فلأن المرأة كلها مثيرات و مشهيات من جمجمة رأسها إلى
أخمص قدميها . اقتضت حكمةالمولى عز و جل أن يقدم(السارق) على (السارقة) لكون الرجل أكثر جرأة لممارسة لهذه الجريمة حتى و إن
قامت بها عصابة فُتُوَّات من الجنس الناعم . بينما قدمت الزانية على الزاني لأن الأنثى هي الأقدر على إسالة لعاب الذكر حين ترمي
نفسها كلقمة سائغة عند قدمي كلب مسعور جائع ، إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث . و في سورة يوسف يقول المولى عز
و جل: { و راودته التي هو في بيتها عن نفسه و غلقت الأبواب و قالت هيت لك قال معاذ الله} ثم يروي علي لسانها كذلك:
{الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه فاستعصم } ففي هذه الآية دليل بيِّن على أن امرأة العزيز صاحبة مستصغر
الشرر في لهب الجريمة. و يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وعلى آله وصحبهو سلم في حديثالسبعة الذين
يظلهم الله في ظله وذكر منهم: رجل دعته امرأة ذات مال وجمالفقال إني أخاف الله.و هذا دليل صارخ
على أن المرأة هي صاحبة الإغراء ومن تملك وسائل التحرش والداعية إلى حدوث الجريمة
و استفدنا ذلك من قوله عليه الصلاةو السلام (دعته) أن الرجل و مهما بلغت جرأته
و إقدامه فلن يكون البادئأبدا دون أن يجد الإذن والأمر من المرأة صاحبة الشرارة
الأولى من نظرة أو غمزة أو ترنّح أو تمايل أو ارخاء لنبرة صوت .ليطمع بعدها:
(الذي في قلبه مرض)أو حتى لباس المرأة وصوتها و وقع قدميها .