♧ القومة ليك يا بلد£

● يؤسفني القول إنني عائد لتوي من أسوأ ، و لكنها ربما
(أفيد) سفرةٍ عبر طوال حياتي ،إذ راعني ما سمعت فيها و روعني ما رأيت..فهل شاهدتم يوماً كلباً يلهث عض يداً ترعاه؟!!أم هل صادفتم ذئباً وغداً في البرية أكل أخاه؟!لا بل هل قابلتم فيلاً يكذب , يسرق, يشهد زوراً،يغمط حقاً, يُفشي سراً، يمشي مغروراً بين يديْ مولاه!!هذا لعمري أقرب ما ينطبق على قرصنة (اختطاف بلد بحالها)
● ثم أما بعد,,,,,و إن كنت لا أؤمن بالطيرة و لا التشاؤم. و لكنني حين هممت هذه المرة بدخولها، أعني "بلادي التي وإن جارت علي فهي برضو كريمةٌ وأهلي الذين و إن ضنو علي فهمُ االإخوانً الكرام.و حين شهرت قلمي لزاوية حرجة أنقبض قلبي و انعقد لساني.
● فكأني ببعيرٍ هائج يشرع فكيه يريد التهامي، و إذا بتنينٍ وقف ينفث نيرانه في وجهي. فشعرت و كأن رؤوس الشياطين تلوح من جنباتي و شممت البارود يفوح من أفواه الحاضرين.

● و لم أصدق الآن أنني عدت أدراجي سالماً من حيث أتيت . و لكن، و يا لسخرية المفارقة: فعند عودتي فجر اليوم قابلني شابٌّ عربيٌّ قادمٌ من بلاد الفرنجة يطلب اللجوء إلى بلدي التيلم يجد بداً منها بعد أن ضاقت به أرض الله ذرعاً (كمن فقد الماء فاضْطُر للتيمم باتراب؛ أو كمن أضطر لغسل نجاسة غربة الابدان فأراق عليها سجلاً من عبقري رباب اغتراب الروح في ربوع بلادي .

● سألني عن كيفية الحصول على فيزا للإقامة الحرة.
هناك.فالقيت عن كاهلي بقجة أحزاني ، و رحت لا إرادياً أكذب حدسي و أغالط ما رأت أم عيني من مآس، و أبدل سبي و لعني مدحاً و ثناءً لأوضاعٍ كأنها من فراديس ألف ليلة و ليلة ، و سكانها خلائق نورانيةٍ من وحي خيال كليلة و دمنة. و لما سألني عن إمكانية والاستعانة بوكالةٍ للسفر و السياحة قلت له: إن السواح عندنا هم الدراويش و( الزينين سرايالليل بالأوراد شادين الحيل) يهيمون في ملكوته الفسيح. و الفندقة هناك في بيوت من القش يشيدها النفير، و الونسة الدقاقة في خلوة ناس جدي و الإعاشة ما تشيل همها: بتلقاها (ملح) من "تكل" ناس حبوبة عجوزو أنه لا داعي حتى لحمل وثائقَ سفرٍ أو هويةٍ و لا هم يحزنون . إذ يكفي يا أخا العرب أنك ضيفنا ف"يا ضيفنا إن زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف و أنت رب المنزل" فهلُمَّ نخطو معاً بلحاظٍ ترقب الشوق و تثير ذاك الصحو المعطن بالحفاوة فنرتشف أريج كل من نضحت ينابيع الذكر من فمه حديثاً ذو طلاوةفلتدم خالداً و القمر يستدير ترقباً لكل من أخذ نصيبه من الحياة ،،،،