♧ القومة ليك يا بلد£

(همس مع أوتار الليل الحزين)
● ذات يومٍ تنامى لعلميَّ أنهم يوزعون أراضيَ
سكنيةً للفئويين في (وادي عبقرٍ أخضرَ، على تل زعتر)
و لكن يبدو أنه كان واديا غير ذي زرعٍ .
● حزمتُ أوراقي و ذهبت مع الذاهبين إلى منطقة شرق النيل ،
و لميت لي في قطعة واطة درجة ثانية، قلنا:كتيرةٌ على المحنة.
كان أول شبر أناله ضمنَ خطةٍ أسكانيةٍ. الشاهد أنه مع تسلمي عقد ملكية
المنفعة المبرم مع الدولة تملكني شعور نشوة بأنني (مواطن) كامل السودنة
و قد صار لي نصيبٌ في هذا البلد الطيب الحبوب تماماً مثلما لجدود جدي:
من أيام ناس بعانخي و تهراقا و لحدت المهدي و خليفته التعايشي ود
تور شين الشين، لا عن عبد القادر ود حبوبة و البطل عبد الفضيل
الماظ! و لا حد يقدر يسأنلي عن تلت التلاتة كم .
● كنت مشخبت لي خارطة بنيان كاطعا من راسي من سنين ، لكن عاجباني و أصلي
ماني قايل يجي اليوم الممكن يتحول فيه حلمٌ على ورقٍ إلى هيكل حقيقة. داسها
الزمن دا كلو متل جنا الحرام؛ و مرقتها الليلة أعاين فيها و أتأمل متل السنسن الحمراء.
● قام شافني واحد فلسطيني واقف جنبي و دخل معاي ونسة على عواهنها . لما بدا و كأنه مهندس تبرع لي بإبدائه لي ملاحظاتٍ فنيةٍ حول عيوب خرطتي التي لم تكن لها ناقة و لا جمل في هندسة أو فن العمارة. و بالفعل وجدته محقاً، فطأطأت رأسي الفاضي زي الفهمت بعني؛ كما هز لي رأسه و مضىلحال سبيله في عجالة و هو يغالب دموعه.
● فهرعت إليه أنوي الأخذ بتلابيبه و كأنه جاسوس قد شم في ثيابي رائحة رجال مخابراتٍ مركزيةٍ. و بإصراري على اللحاق به فوجئت بالرجل يمسك فروة رأسه بكفيه
و يهم بسحقها بعرض الحائط و يحدجني بنظراتٍ مغرورقة بدموع
حزنٍ دفينٍ لا يقرؤه إلا من عاش مثل مأساته.!فسألته بنبرة عتاب:
- ماك سامعني يا خي بنادي عليك؟!فكان رده:
- أسف و أبدأً و الله يا صديقي لم أسمعك مطلقاً!...
- فسألته عن : لماذا تركني هكذا فعبس و بسر ثم أقبل و استدبر؟!!
- دعني يا أخ العرب أرد على سؤالك بسؤالٍ عويصٍ؟
- يا زول ،ما في أي مانع بس تفهمنا حكايتك مالك!
- أولأً ، هلا خررت يا أخي ساجداً شاكراً لأنعم الله على أن حباك بوطنٍ
حدادي مدادي و يكون فيه ر قعة أرضٍ لتشيَّدها ولو بقصور من الرمل!؟

● في الحقيقة، لا أملك سوى القول بأن سؤاله ذاك قد فاجأني و أربكني لمان
ظاتو دخلني في ربع هدومي من الإحراج و الخجل و..قلت مجيباً: لا و الله لم
أفعلها قط من ذي قبل ، و لكنك لو مصر علي شديد، نسجد هسي دي و مالو!!.

● إذن عليك أن تخر الآن ساجداً أمام كل خلق الله، معلناً على رؤوس أشهادهم أنكمَدينٌ لربك بنعمٍ لا تحصى .فوالله إن قيمة أن يكون لك مأوىً و لو كان بيت نملٍ ، لهي أعظم نعمة ناهيك أن يكونلك وطن مترامي الأطراف، و لو كان مصاباً بغرقرينة تبتر من أطرافه شيئا فشيئاً.

● أخذت الرجل في أحضاني و إحساسٌ لا يقاوم بالعقوق يغمرني ، إذ تذكرت
كم مرةٍ شاهدت جرافات بني صهيون و هي تهدم بدم بارد بيوتاً و صوامعَ و بِيَعاً و وصلواتٍ و مآذن يذكر فيها اسم الله كثيراً بين يدي عويل النساء و ذهول الرجال!

● و كم تداعت إلى مخيلتي صورٌ لحالٍ باتَ من بعضه في عديد من بقاع الدنيا
عربيها و أعجميها كلهم في القهر و الهم سواء فبنيان لا تهدمه جرافة الصهاينة
تجده لا محالةً خاوياً على عروشه بأيدي أبنائه لا بيد عمرو ، جراء هرج و مرج
لا يبقي و لا يذر..
♤ فاللهم نعوذ بك من علمٍ لا ينفعُ، و من قلبٍ لا يخشعُ، و من بُطونٍ لا تشبعُ، و من عيونٍ
لا تدمعُ، و من وطنٍ نراه يُطرحُ فلا يُجمع ُ،و من دعاءٍ لا يسمعُ فلا يستجاب له. اللهم آآآآآآآآآآآآآميييين!!
*****^^^^^*****
ود ال ح ي ش ا ن اا ت ل ا ت ة