يستريح الشهد فى فمها

لا ظل لى 
بيد أن الشمس صديقتي
اذيب الضوء فى كأس الرجاء
لامده عبر نافذة الجراح
كيما تراني حبيبتى
مستغرقا فى غمرة التمني
أهديها وردا فى الصباح
حين تشرق
وهى ترتدى سناء الألق
وفى الأصيل
اعطن وقتي فى بحر لهفتى 
فى عطر حضورها النبيل
ثم اراود قوافل الشفق 
عن احمرارها البهيج
لأنصب سرادق الغناء 
فى باحة المساء

لا شوق لي
غير ذلك الذى يستعمر دمي
منذ سنين
يحسن التطواف فى أرجاء الروح
وسط حقول النفس
يقترف آثام الحنين
وفي جدرانها
ينحت ملامح العناء

فى الجهر
كان وجهها ميقات البوح
وفى السر
كان إسمها إعلان الفرح
فى الخفاء

لا إسم لي
لكنني ادمنت النداء
ليزهر الصوت فى شفتى حبيبتى
لتخضر الأمانى فى حلمها
ويستريح الشهد فى فمها

يعلنني سيدا
على ممالك الأسماء

لا درب لي
إذ ليس الخطوات هى التي
تقود الى حقول حبيبتي
فعصافير الشوق
قد اسست مسير الشغف
الى معارج السماء
حيث نطير صوب عينيها التي
فى الصيف تكون مثل نجمتين
وتأخذان هيئة الليل الجميل
فى الشتاء

لا حلم لي
لكن ليلى فى كل حين
يفتح الآفاق لقمرها الذى
يرتدي فضة البهاء
والضوء الرحيب
يشهر آلاء الحبور
ولا يغيب
فأنا فى كل لحظة
اسرج مركب الأشواق
ابحث عن مداخل العبور
اخبئ وجلي
خلف باب الإشتهاء
فلربما تطل حديقتي 
تتفتح مباهج وردها الحبيب
فيغمرني اللقاء

لا عشق لى
سوى لحديقتي الزرقاء
وأشهد
ثم اشهد
ما للناس عشق
إن لم يكن لمثلها

لسيدة البهاء
__________________