《 كورونا .. و حَظْرُ التَّبَوُّلِ 》

دفع الله ود الأصيل
● أما هذه الدراما و قد حصلت لي فعلاً و أنا بكامل قِوايَ العقلانية
المعتبرة شرعاً و غانوناً. فلا بأس أن نُحدِّث عنها و لا حرحَو لا هم يحزنون.
● يومتا في الشغل على وشك نهاية دوام بدأت عصافيرُ بطنِ الصيامِ (تصَوصِو) ،
و النُّعاسُ يرخي أجفاني كما تُسدَل أستار ُ مسرحٍ إغريقيٍّ على نهاية عرضِ عبثيٍّ
لمشهدٍ رتيبٍ و مملٍّّّ لمأساة {أسطورة سيزيف}.
▪وعلى شفا حفرةٍ من الدخول في تعسيلةٍ قسريةٍ لرجلٍ أشعثَ أغبرَ
مشردٍ متسولٍ هفتانَ هائمٍ على وجهه بخفَي حُنَينٍ ، و يدافع الأهبثين
بين أزقة و نفافيج حي بن يقظان.أو إن شئت تقريب الصورة و توسيع
بؤرة البانوراما قلت :كنومة ديك البطانة ( مُدلدلاً ) فوق حبل غسيلٍ .
يكوكع بهنا وبهانك بصلتو يكشنو فوقا ، ناصة بس قدحة دموم المكادة
▪ فلم ينقطع سلسبيل أضغاث أحلام ظَلَوطٍ في عز تلك الغفوة العصرية الحالمة
إلا على وقع رنةٍ مزعجةٍ لهذا الهاتف الذي يلازمني كما يلازم ُ(ظلُّ دليبةٍ) عودُها.
● ~ألو ، و عليكم السلام( الرقم دا غريب و الصوت خميييير
و أجش) مين ياربي معاي، ياخي لو سمحتَ ؛ ما عرفتك معليش؟!
~ ألووو يا دفع الله ود الأصيل ولا أنا غلتان، معاك ديكتور ياسر .
~ مرحبنبك و مسهلنبك، ديكتورنا (قلتها متوجساً خيفةً من حكاية ديك/ و تور دي
بصراحة كبدتي مابياها ساي لله في لله، جني و جن تركيب الألقاب المهجنة (Hybrid)
دي ؛ مركبين مكنة" ديك" ووقير بوكس" تور" . لالا ، كدا ماينفع فيا إمتن ديل راسو عدي
ويا غمتن تور راسو عديل ، أيوة ، موش قالو : "ركاب سرجين وِقِّيع..و مسَّاك دربين ضِهِّيب}.
يلا ما علينا؛ أهلن يا أخ ياسر اتفضل؛ مالك و من وين ضارب إتا (بقلبي: أوعة السايب يكون
من كرنتينة في البلد المتل الفتيل دي) وحجم أصاباتا غير مكافئٍ لحجم اليشة حقها؟!
~ ياخ أنا من الطب الشرعي . و أنت وين هسة موش في المشرحة (خُد ، يا لطيف؛
دا جابا من الآخر ، أبو هامور نفر باللفة ، يلا من هنا حيبدن يتلخبتن اللختساسات)
~ (الليلة عاد يبِلَّنا البلَّ حَلَّة ؛ هي بسم الله قصدي: يحلنا الحلَّ بلَّة من القيد و المذلَّة).
يا زول هوي أتكلم زي الناس ياخ و ما تسيِّح ركبينا..نحنا طب شرعي
هدي متعارضة لينا في البلاعيم كمان تردف لينا الكية بمشرحة. شكلنا
بعد كدي يانا المتحمدين أبو هامور راسنا عدييييل.
▪و بصراحة من هنا حصل لي انفصال في الشبكية بقيت
اشوف زوالي(أصبحت رغم البين .. روح واحدة في جسدين )
و شبه تليُّف بفسيفساء كيماء الدماغ، طار على إثره عقلاي ظاهرعلى
باطنٍ من برجيهما تاركين باقي حواسيَ الخمسَ تتطاقش كخبط عشواء
.فلم أعد أشعر بأيتها حاجةّ سوى اللهم طفران حرارة جسمي إلى درجة ما
دون التوهج و فوق الغليان على صفيح مقياس ريختر ؛ مع سيلان قطرات
عرق النسا طبعن، بسداغاتي كهطل المُزنِ هتوناً على جذع تبلديةٍ
صماءَ أو حرازةٍ حمقاءَ عاشتْ طوال عمرها في جفوةٍ و حربٍ
ضروسٍ قمطريرٍ مع ريحة دعاش المطر.
▪و الزول بهناك سامع الصنة فاكرني في حالة إصغاءٍ تامِّ له.
و هو سادرٌ كالكلب في قييِّه ليأتيني طشاشاً، سيلً عَرِمّ منحدرٌ من بالغِ
سلاماتِه و رقائقِ تحيَّاتِه و لطائفِ تمنِّياتِه و كثائفِ أكفِّ ضراعاتِه بصادق
دعواتِه من القلب للقلب لي بشفاءٍّ عاجلٍ غير آجلٍ و تامٍّ لا يُغادر سقماً؛ و
مشفوعة باعتذاراته لامتتاعه (مُكرهاً أخاك لا بطلَ)، نظراً لعينِه البصيرة
و يدِه أو الأصح رجلِه القصيرة عن المجيء لمواساتي في خضم وعكتي
المخيفة و ترا المؤمن مصاب .. و باب الجرح فاتح.
~ لامن جاي لجاي قدرت أخيرن جدن أستجمع له آخر ما بقي لي من قوَّةٍ و من
رباطة جأش خيلي : اسمع يا بني آدم ياخ رفعت كثافتنا براها مولعة.فرجاء ممكن
تبطل هترشة و توريني برواقة كدا إنت ياسر مين و عاوز دفع الله الزفت دا مين؟!
~ ياخ إنت موش دكتور دفع الله ، مناوب في المشرحة و سمعنا قالو لاقط
العدوى من واحد من ضحايا هذا الوباء اللعين رضي الله عنه وأرضاه!؟
أنا متأكد و هدا رقم تلفونك نفس المعاي. فا شنو أوعك تتهرب من الحيقية
~ و كمان مُصر ، ياخ إنعل أبوك لأبو اللي خلَّفوك وخلفو ديك/ تا /تور دفع الله
بتاعك و كان جايبنو مشرقط من كمل نومك حشرو عباس عشان يتخصص مشرحة.
طيب ، عرفناكم دين ما عندكم ؛ كمان دكاترة لابسين أبرولات الجيش الأبيض؛ و لكن
وفاضكم خالية من أبسط أبجديات الطِّبابة. ياخ موش درسوكم إنو فايرس الما يتسماش
كورونا دا يبقى أحادي الخلية شبه الميتة، و محتاج لخلية حيَّة كعائلٍ (Host) ليبقى
عايشَ عليها على قيد الحاياة. و بالتالي ضحاياه أوَّل ما يموتوا كخلايا هو بيموت
معاهم .يعنى الميت بكرونة عشان ينقل ليك عدوى إلا يصحى بفجة الموت
فيُبعث من مرقد قبره المندثريقوم بحراق الروح ثقالدك ويحضنك و يبوسك
يبارك ليك العيد الجاب الناس لينا ما جابك حتين يفك ليك عطسة في
مناخيرك ثم يعود إلى برزخه ليواصل موتاً على راحتِه.