《 كورونا .. و حَظْرُ التَّبَوُّلِ 》

و هنا وجه آخر لذات اللوحة يستحق الفرجة
فعلى الشارع المحاذي للرصيف تماماً هناك قطٌّ
خفيف الظل و كلبٌّ يلهث وقد راحا يستبقان، حبث
يفوزالقط و يعترض الكلب فيعيدان الشوط كرتين .
● و جاء من أقصى المدينة ذئبْ بريٌّ هَرِم يسعى و
يتابع باندهاشٍ حلقات إشارة المرور.. و ينتظر دوره .
فإذا بدجاجةٍ وقِحةٍ تكشف عن ساقيها لثعلبٍ وسيم فتقدم
له بغنج الغواني الفاتنات بيضةً مسلوفةً كعربون ملاطفةٍ.

● يعود الجنون ليوقظ كروانة من نومها و هي تشق عتمة
الليل بصراخ صمتٍ صاخبٍ و تتساءل مذعورةً عمَّّن بعثها
من مرقدها هذا.. يهدئها نسرٌ..و يطمئنها بأنها كانت تحلم..ثم
تغفو.. أطفئ المدفأة لأخلع ملابسي.. وافتح النافذة لأدفأ قليلاً.

●لحظات الجنون محجورة و محظورة لكون أشياءها عادةً
تكون مطقوعة و ممنوعة و لكون كل ممنوعٍ مرغوب فلحظات
الجنون تبدأ بعد نواح مكبوتات الغرائز بصافراتٍ إنذار مرعبةٍ..
الجنون يبدأ بدخول زوجةٍ ثرثارةٍ في نوبة صمتٍ رهيبٍ و متململٍ
..و تداعي الجنون يبدأ بهدوء زوجٍ حَذرٍ كالذي يسبق العاصفة ؛
كلما ضاقت به نفسه ذرعاً يُهرَع ليداعب كيبورد هاتفه و
يبتسم وحيداً. و نهاية الجنون تماماً حينما ينسلخ تربالٌ
كادحٌ من عناء بقاقة (دانكسيت) من قدمه كما تت
خلص الأفاعي من كتمان قمصانها!!