《 كورونا .. و حَظْرُ التَّبَوُّلِ 》

《طقوس ابتدعها بعض الجهلة لمواجهة الأوبئة》
على مدى قرون متطاولة لم تزل الأوبئة والجوائح تجتاح العالم،
و في أحايين كثيرة كانت لا تبقي و لا تذر و يطال تأثيرها الإنسان
والحيوان وحتى النبات أحيانا، و كل ما اشتد الوباء بالناس، و وطئهم
المرض بكَلْكَلِه لجئوا إلى مقاومته بالوسائلهم المتاحة، فإن عجزت عن
مواجهته تطلعت نفوسهم إلى اختراع وسائل أخرى يعتقدونها خارقة
قادرةعلى قلب المعادلة بين كل لحظة وأخرى، وما لم يهتد البشر بنور
الهداية الحقة و العلم الصحيح فإنهم سيقعون لا محالة بشراك الخرافة.

●و لا يخفى ما ستجره عليهم من ويلات تفاقم ما هم فيه من ويلاتٍ
و بلايا ؛ فينقلب الدواء داء والمنقذ مهلكا ، و على مستوى أمتنا يمكن رصد
الكثير من التصرفات الخاطئة التي تعامل بها بعضالناس مع الأوبئة ، و هي
استراتيجيات خاطئة ؛ أدانها الدين الإسلامي الحنيف أولا قبل أن تثبت
أبحاث علم الأوبئة و الطواعبن خطورتها و من هذه التصرفات ما يلي:

● أولا: الاجتماع على صعيدٍ واحد للتضرع و الدعاء:
اجتاح العالم منتصف القرن الثامن الهجري و باء الطاعون؛
الذي عرف باسم الطاعون الأسود، و يذكر مؤرخوا مصر أحداثا
جساما رافقت هذا الوباء؛ حيث بلغ من فداحة الخطب أن طاشت
العقول وعم البلاء بمصر حتى خرج الأمر عن الحدّ ، ووقع العجز
عن العد، و امتلأت الأماكن بالصّياح، يقول ابن تغري بردي :
فلا تجد بيتا إلاوفيه صيحة، ولا تمرّ بشارع إلا وترى فيه
عدّة أموات، واشتد الوباء بعد ذلك حتى عجز الناس
عن حصر الموتى ، و يستطرد في ذكر الأعراض: