|
Re: الخيانة الزوجية : هل هي خطأ يُغتفر، أم جُر� (Re: الزبير بشير)
|
هل يمكن الوثوق مجددا في الشريك الخائن الخيانة تنهي العلاقة الزوجية أحيانا ولكن قد تجعلها أكثر متانة. الاثنين 2020/01/20 Share WhatsApp Twitter Facebook محاولة لرأب الصدع
أكد خبراء العلاقات العاطفية أن العلاقات الزوجية تبنى جزئيا على بعض الأوهام والافتراضات العاطفية مثل أن شريك الحياة مخلص دائما، ويبدد اكتشاف الخيانة الأوهام التي بنيت عليها العلاقة الزوجية من كونها علاقة لا تقبل تسلل طرف ثالث إليها، ويؤكد الكثيرون عادة أنهم سينفصلون على الفور عن شركاء حياتهم إذا اكتشفوا خيانتهم، لكن الواقع شيء آخر.
نيويورك – قالت إيزادورا ألمن المختصة في العلاقات الحميمية والزوجية “هناك تساؤل يطرح في الكثير من الأحيان على المعالج النفسي ‘هل سأنجح في كسب ثقة شريك حياتي مجددا بعد خيانته؟’ وفي المقابل ‘كيف يمكنني الوثوق به مرة أخرى؟’. وطبعا تكون الإجابة صعبة”.
وتابعت الخبيرة الأميركية قائلة “بعض الأزواج لا يتغلبون على فقدان الثقة في شريك الحياة فحسب، وإنما قد يتمكنون من إقامة علاقة أقوى وأكثر متانة بعد ذلك”.
وأوضحت ألمن أن الخيانة تكون في الكثير من العلاقات الزوجية سببا للطلاق وعدم النظر إلى الوراء.
ولا يعتمد هذا الأمر على ردة فعل الزوجين فقط وإنما أيضا على خطورة الموقف الذي أدى إلى الخيانة، هل هو موقف لليلة واحدة في رحلة عمل أو عمل لعدة سنوات؟ هل كان هناك حب أو ربما مجرد قرار سيء اتخذ أثناء شرب الخمر؟ وقبل كل شيء، ما هو تعريف الخيانة بالنسبة إلى كل شريك؟ وفق المعالجة النفسية.
وأوضحت قائلة “في إحدى المرات رأيت شخصا مرتبطا يتجاهل تهور الشريك في حفلة، بينما في وضع آخر يفقد شخص الثقة وينقلب على شريك حياته لمجرد أنه نظر إلى صور مثيرة على انفراد”.
وأشارت إلى أنها كلما قدمت المشورة لشخصين قبل الزواج، تطرح أسئلة حول تعريف كل شخص للخيانة وما هو موقفه إذا علم بخيانة شريك حياته؟ وما الذي يزعجه إذا كان يعرف ذلك عنه؟ ولسوء الحظ، عادة لا تحدث مثل هذه المحادثات إلا بعد حدوث بعض الاضطرابات في العلاقة الزوجية. وتقبل بعض الأزواج أن شركاءهم قد خانوهم، أقل من تقبل أن الشركاء قد يخونون.
وأضافت الخبيرة النفسية “لا أستطيع أن أخبر أي شخص بأن يواجه الصدمة أو الغضب المبدئي عند اكتشاف الخيانة الزوجية، وما إذا كان سيتعافى أو متى؟ وإذا كان بإمكانه الوثوق بالشريك مرة أخرى؟ أعلم أن تدارك هذا الأمر سيتطلب مجهودا من كلا الطرفين وسعيهما لتجاوز ما حدث، ويتطلب ذلك المحاولة من الجانبين مع توفر الرغبة الجدية والعزيمة الحقيقية لتجنب الآثار السلبية التي أحدثتها الخيانة.
أغلب المتزوجين يرون أن الخيانة خطأ أخلاقي، وذكر 90 في المئة منهم أنهم سيودون معرفة ما إذا كان شركاء حياتهم أقاموا علاقة عاطفية في الخفاء
وشددت على ضرورة أن يعمل الشخص الذي خيب ظن شريك حياته على أن يصبح جديرا بالثقة وشفافا تماما منذ اللحظة الذي كشفت فيها خيانته، والكشف عما حدث وعن الأسباب التي قادته إلى البحث عن علاقة أخرى على سبيل المثال، وما الذي يجب تغييره في العلاقة الزوجية حتى لا يحدث ذلك مرة أخرى.
كما أنه يجب أن تتم إعادة تعريف الاتفاقية نفسها بين الزوجين بحيث يحتاج الشخص أو كلاهما إلى المزيد من الحرية والمزيد من الأصدقاء والمزيد من الخصوصية، وعلى الشخص الذي حاد عن طريقه أن يكون أكثر مسؤولية عن الاتفاقيات الأخرى في حياته الزوجية، وأن يلتزم بمواعيده، وينجز كل وعوده التي قدمها لشريك حياته لكسب ثقته مرة أخرى.
وقد تتأثر أغلب النساء بخيانة أزواجهن في حين أن التعافي من صدمة الخيانة تظل رهينة مرور الزمن وتصرفات الزوج الخائن.
وأكد غريغ تورتوريلو -عالم نفس من جامعة ألاباما الأميركية- أنه إذا كانت الخيانة مجرد حدث عابر لمرة واحدة، فأغلب الظن أن الطرف الذي تعرض للخيانة سيصفح ويسامح الطرف الآخر إذا اعتذر وندم على ما فعله.
وأشار إلى أن استجابة الناس للمواقف الافتراضية تختلف عن استجابتهم لها في الواقع، مبينا “أن الخيانة تنهي العلاقة الزوجية أحيانا ولكن ليس دائما”.
وأضاف أن الرجل الخائن يحس بألم شديد ومعاناة وتصبح حياته غير آمنة وغير مطمئنة، لكونه يعيش وضعا غير مألوف بحيث يُصبح شخصُه مقترنا بالإنسان الخائن لشريكة حياته.
وقال الخبراء إنه عادة ما يؤدي اكتشاف وجود خيانة زوجية لأول مرة إلى ظهور مشاعر قوية لدى كلا الشريكين مثل الغضب أو الإحساس بالعار أو الاكتئاب أو الإحساس بالذنب أو تأنيب الضمير. من الصعب عادة في هذا الوقت التفكير بوضوح كافٍ لاتخاذ قرارات طويلة الأمد.
وأفادوا بأن الخيانة الزوجية تسبب شعورا عميقًا بالألم، ولكنها لا تعني نهاية الزواج، ويجب استيعاب كيفية إعادة بناء العلاقة الزوجية بعد اكتشاف وجود علاقة عاطفية، وعندما يلتزم كلا الزوجين بالتعافي الحقيقي، تحافظ الكثير من الزيجات على تماسكها، ويصبح البعض أقوى وأكثر حميمية.
بعض الأزواج قد يتمكنون من إقامة علاقة أقوى وأكثر متانة بعد الخيانةبعض الأزواج قد يتمكنون من إقامة علاقة أقوى وأكثر متانة بعد الخيانة
وأشاروا إلى أنه يمكن أن تساعدك مشاركة تجربتك ومشاعرك مع أصدقاء محل ثقة أو أشخاص يهمك أمرهم ويستطيعون تقديم الدعم والتشجيع والمتابعة معك في مسار معالجتك، في مقابل تجنب من يميلون إلى إصدار الأحكام أو الانتقاد أو التحيز.
ويمكن أن تساعد الاستشارات الزوجية على وضع العلاقة في منظورها الصحيح وتحديد الأمور التي قد تكون أسهمت في حدوث هذه العلاقة وتعلّم كيفية إعادة بناء وتقوية علاقتة وتجنب الطلاق.
ونصح المختصون بوضع خطة تعمل على إعادة الثقة وتؤدي إلى المصالحة، وبينوا أنه إذا كان الطرفان ملتزمين برأب الصدع في علاقتهما على الرغم مما يشعران به من معاناة وألم، فستكون النتيجة نوعا جديدا من الزواج الذي سيتفوق على جميع الصعوبات.
وقالت دراسة إن أغلب المتزوجين يرون أن الخيانة خطأ أخلاقي، وذكر 90 في المئة منهم أنهم سيودون معرفة ما إذا كان شركاء حياتهم أقاموا علاقة عاطفية في الخفاء.
وأشارت الدراسة إلى أن الوفاء والإخلاص من أهم الاعتبارات التي يراعيها الناس عند اتخاذ القرارات الأخلاقية. وخلصت إلى أن الإخلاص لشريك الحياة أكثر أهمية من الحرص على مشاعره.
وقال الخبراء إنه لا شك في أن الاعتراف بالخيانة سيؤذي مشاعر شريك الحياة، لكن رد الفعل يختلف كثيرا من شخص لآخر.
وفي الدول العربية يمكن الحديث عن تقبل خيانة الزوج، وتصفح الكثيرات عن أزواجهن ويتقبلن العيش مجددا في كنف الحياة الزوجية.
وأكد خبراء العلاقات الزوجية أن بعض النساء يتقبلن خيانة أزواجهن ولا يجدن ضيرا في مواصلة العيش مع الزوج الخائن لعدة أسباب، في حين يرفض البعض الآخر مواصلة العلاقة ويطلب الطلاق. إلا أن التجارب أثبتت أن هناك من تعاود الارتباط بشريك حياتها الخائن بعد الانفصال.
وفي مقابل ذلك يعتبر الحديث عن خيانة الزوجة من التابوهات، ويؤكد المختصون أن الرجل العربي لا يتقبل خيانة زوجته على الإطلاق، وفي أغلب الأحيان تتعرض حياة الزوجة الخائنة إلى التهديد والقتل على يد زوجها.
وأوضح المختصون أن خيانة الزوجة في المجتمعات العربية لا تُغتفر ولا يمكن الحديث عن تعافي الزوج والسعي إلى الصفح عن الزوجة التي يكون الانفصال أخف الأضرار بالنسبة إليها.
|
|
|
|
|
|
|
|
|