|
|
 Re: يجب إعادة النظر حول قرار إعادة المفصولين � (Re: Deng)
|
تحياتي استاذ دينق و شكرا لك علي دعمك المتواصل للقضايا السودانية برغم ما ارتسم بين وطنينا من حدود بعد ان كانا وطنا واحدا بكل تناقضات الدنيا و مظالمها التي غذتها المصالح الفردية الضيقة سواء أكانت مصالح افراد او احزاب او جماعات.
أوافقك الرأي تماما فيما يتعلق بقضية المفصولين للصالح العام و التي بها من التعقيدات ما يعجز عن الايفاء به واقع حال حكومة الفترة الانتقالية التي اعجزها حل مشاكل اسهل كثيرا من مشكلة المفصولين للصالح العام ، فتسليم البشير و من معه الي المحكمة الجنائية يبدو ملفا تسهل ادارته كثيرا عن ملف المفصولين للصالح العام و له اهمية اكبر كثيرا من ملف المفصولين للصالح العام فيما يتعلق بخلق الاستقرار السياسي و تثبيت أقدام حكومة الفترة الانتقالية و مع ذلك لا يجد هذا الملف الاهتمام المطلوب ، و كذلك ملف محاكمة مجرمي الانقاذ و يبدو ان حكومة الحركة الانتقالية لا زالت تواجه مشكلة في ترتيب الاولويات. أراني مندهشا للغاية حين أجد رئيس الوزراء يتعرض الي محاولة اغتيال و مع ذلك تبقي الحكومة الانتقالية الحال كما هو مطلقة العنان للكيزان يتصرفون في الدولة كما يشاءون و كأن هذه المحاولة الفاشلة لاغتيال رئيس الوزراء لا يمكن تكرارها مرة أخري بل و تصيب هدفها طالما أمن الجاني العقاب. و أيا كان المخطط لتلك المحاولة الفاشلة ، فتقديم البشير للمحاكمة بسبب اختلاس اموال ثم الحكم عليه بسنتين فقط ثم طلب المحكمة ان يقضيهما بالاصلاحية ، فكل هذه مؤشرات ضعف واضحة يقرأها أي مجرم علي أنها ضوء أخضر لفعل ما يريد طالما أن الضابط الذي قاد انقلابا قتل بسببه الملايين قد تمت محاكمته بعامين فقط ، فما هو المانع من اغتيال رئيس الوزراء طالما أن الاستهتار بالارواح يصل الي هذا التردي غير المسبوق ؟
المتابع لموقف الكيزان بعد الثورة و خاصة بعد محاولة اغتيال رئيس الوزراء يلاحظ أنهم انتقلوا من مرحلة الذعر و الخوف من الملاحقة و حديث الإقصاء الي مرحلة التآمر و الثورة علي الحكومة الانتقالية و الهجوم عليها كلما سمحت بذلك الظروف ، إذن الكيزان الآن في موقف هجومي بعد أن كانوا يعيشون مذعورين و يتخذون موقف الهروب و التخبي أو الدفاع و يمكن ملاحظة ذلك في السوشال ميديا بل أن الجرأة علي الحكومة الانتقالية اوصلتهم الي فرض صوتهم داخل قروبات الحكومة الانتقالية نفسها و أولها قروب دعم رئيس الوزراء و الذي صار واجهة مفضوحة لعمل الكيزان ضد حكومة رئيس الوزراء.
بالعودة الي قضية المفصولين للصالح العام ، فبعض هؤلاء قد توفي و بعضهم قد تجاوزت سنه الحالية سن المعاش ، كما أن المفصولين للصالح العام ليسو وحدهم من تضرر من حكم الاسلاميين ، بل علي العكس فهم قد يكونوا في عداد أقل الناس ضررا من الحكومة اذا تمت مقارنتهم بأهل جنوب السودان و جبال النوبة و جنوب النيل الازرق و مناطق اخري بالسودان و دارفور الذين أعملت فيهم الحكومة آلة الحرب و قتلتهم كأسوأ ما يكون القتل ، هذا بالاضافة الي الذين ارغمتهم الحكومة للنزوح من ديارهم و قامت بتسليم بيوتهم و أراضيهم الزراعية الي قوم آخرين رغم أنهم اشتروها بحر مالهم او توارثوها من الآباء و الأجداد ، كما أن هناك ضحايا التعذيب الذين فقد بعضهم أعضاء حيوية من أجسادهم او تعرضوا لهزات نفسية ظلت ملازمة لهم طوال عمر حكومة الحركة الاسلامية و قد تظل معهم طوال العمر ، كذلك هناك أهل الشهداء و المفقودين الذين لاحقهم استهداف حكومة الحركة الاسلامية جانبا الي جانب مع آلامهم التي سببها لهم فقد فلذات قلوبهم او احبابهم المقربين ، كما أن هناك ملايين الشباب و الشابات الذين سلبت منهم حكومة البشير حق التوظيف في الخدمة المدنية حكومة كانت أم قطاع خاص فشوهت بذلك مستقبلهم و حرمتهم من العيش الكريم ، هذا بجانب بعض المؤهلين الذين وجدوا انفسهم يعملون بأعمال هامشية استنزفت طاقاتهم و جهودهم و أضاعت أجمل سنين عمرهم بسبب عنصرية الحركة الاسلامية التي لم ينجو منها أحدا من شرفاء السودانيين .
فلماذا يتم تعويض المفصولين للصالح العام دون سواهم من ضحايا حكومة الحركة الاسلامية من السودانيين و الجنوب سودانيين ؟
هذا بالطبع ليس انتقاصا لحقوق المفصولين للصالح العام و لكن القضايا الوطنية لا تتجزأ و قد حدث من قبل أن تم تعويض آل المهدي و الدكتور الراحل عز الدين علي عامر و بعض السياسيين الذين تضرروا ماليا من حكومة الرئيس الاسبق جعفر نميري في الحين الذي كان قد تأذت من حكومته أسر و قطاعات كبيرة من المجتمع السوداني ، بل أن بعضهم قد كان بينه و بين حكومة الراحل نميري دماء مسفوحة و ليس فقط أموال ، و لكن يبدو أن بالسودان كان و لا يزال للنخب المثقفة و الاحزاب الصوت الأعلي حينما يتعلق الأمر بشأن التعويضات ، و اللي ما عندوش ظهر يتضرب علي قفاه.
بصراحة هذا السلوك لا يشبه سلوك حكومة وطنية تسعي لإرساء السلام و تعمل علي حل كل قضايا الوطن حلا عادلا يرضي جميع الأطراف بحثا عن مخرج وطني يستصحب معه كل القضايا و ليس فقط قضايا المهنيين جراء مساهماتهم التي لا ينكرها أحد في تنسيق الحراك الثوري وصولا لاسقاط البشير ، او مصالح الاحزاب التي بيدها القلم فتكتب نفسها من ذمرة الناجين ، او مثقفوا العاصمة الذين سارت اليهم المناصب تجرجر أذيالها ، فلا بأس من توجيهها وجهة تصب في صالح الخدمة المدنية التي هم من ضمن قادتها دونما شك.
إن كانت حكومة الفترة الانتقالية تصر علي أن الأموال أكبر قيمة من الدماء فتحاسب البشير علي المال أولا و تؤجل له المحاسبة عن الدماء ثم تسعي لتعويض المفصولين من الخدمة اولا و قبل البت في قضايا الشهداء ، فهذا مسمار تدقه علي نعشها لأن القضايا الوطنية ليست بوزن ذري واحد إذا صح التعبير و لأساتذة كيمياء الانتقال في حكومة الدكتور حمدوك أن يستصحبوا معهم هذه الحقيقة قبل أن ينفجر فيهم معمل انتاج البرامج و الخطط و السياسات ، فالشارع السوداني لا زال مشتعلا يترقب ما سيؤول اليه الحال في قضية الشهداء لا المفصولين للصالح العام.
عذرا للإطالة و لكن المشهد السياسي صار معقدا و شائكا و يدعو للمزيد من القلق.
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| يجب إعادة النظر حول قرار إعادة المفصولين تعسفيا من الخدمة. | Deng | 03-18-20, 09:44 AM |
| Re: يجب إعادة النظر حول قرار إعادة المفصولين � | Deng | 03-18-20, 09:48 AM |
| Re: يجب إعادة النظر حول قرار إعادة المفصولين � | Deng | 03-18-20, 09:50 AM |
| Re: يجب إعادة النظر حول قرار إعادة المفصولين � | النورس الحزين | 03-18-20, 10:07 AM |
| Re: يجب إعادة النظر حول قرار إعادة المفصولين � | أبوذر بابكر | 03-18-20, 10:05 AM |
| Re: يجب إعادة النظر حول قرار إعادة المفصولين � | Hafiz Bashir | 03-18-20, 10:33 AM |
| Re: يجب إعادة النظر حول قرار إعادة المفصولين � | Deng | 03-18-20, 01:36 PM |
| Re: يجب إعادة النظر حول قرار إعادة المفصولين � | Abdullah Idrees | 03-18-20, 02:13 PM |
| Re: يجب إعادة النظر حول قرار إعادة المفصولين � | Hafiz Bashir | 03-18-20, 02:30 PM |
| Re: يجب إعادة النظر حول قرار إعادة المفصولين � | Deng | 03-18-20, 02:43 PM |
| Re: يجب إعادة النظر حول قرار إعادة المفصولين � | Deng | 03-18-20, 02:48 PM |
| Re: يجب إعادة النظر حول قرار إعادة المفصولين � | Deng | 03-18-20, 03:24 PM |
| Re: يجب إعادة النظر حول قرار إعادة المفصولين � | عمر سعيد علي | 03-18-20, 03:32 PM |
| Re: يجب إعادة النظر حول قرار إعادة المفصولين � | Hani Arabi Mohamed | 03-19-20, 05:18 AM |
| Re: يجب إعادة النظر حول قرار إعادة المفصولين � | Mannan | 03-19-20, 11:17 AM |
| Re: يجب إعادة النظر حول قرار إعادة المفصولين � | Deng | 03-18-20, 09:44 PM |
| Re: يجب إعادة النظر حول قرار إعادة المفصولين � | منتصر عبد الباسط | 03-18-20, 10:04 PM |
| Re: يجب إعادة النظر حول قرار إعادة المفصولين � | منتصر عبد الباسط | 03-18-20, 10:11 PM |
| Re: يجب إعادة النظر حول قرار إعادة المفصولين � | Deng | 03-19-20, 08:44 AM |
| Re: يجب إعادة النظر حول قرار إعادة المفصولين � | Deng | 03-19-20, 08:51 AM |
| Re: يجب إعادة النظر حول قرار إعادة المفصولين � | Hafiz Bashir | 03-19-20, 10:43 AM |
| Re: يجب إعادة النظر حول قرار إعادة المفصولين � | Arabi Hassan Beshir | 03-19-20, 11:27 AM |
| Re: يجب إعادة النظر حول قرار إعادة المفصولين � | Deng | 03-19-20, 02:54 PM |
| Re: يجب إعادة النظر حول قرار إعادة المفصولين � | كمال عباس | 03-19-20, 06:32 PM |
| Re: يجب إعادة النظر حول قرار إعادة المفصولين � | Deng | 03-20-20, 06:08 AM |
| Re: يجب إعادة النظر حول قرار إعادة المفصولين � | وليد زمبركس | 03-21-20, 04:07 AM |
| Re: يجب إعادة النظر حول قرار إعادة المفصولين � | Deng | 03-22-20, 07:03 AM |
| Re: يجب إعادة النظر حول قرار إعادة المفصولين � | Deng | 03-23-20, 10:15 AM |
| Re: يجب إعادة النظر حول قرار إعادة المفصولين � | Deng | 03-26-20, 08:09 PM |
|
| |
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست