أساتذة الجامعات الهيكل الراتبى وصراع البقاء

Quote: صورة أستاذ جامعي يعمل طلبة....متى ينصف الأستاذ الجامعي؟ أ. حسين يس أحمد جامعة وادي النيل. أستاذ جامعي يعمل ( طلبة) ،صورة هزت مجتمع البلاد بأكمله؛ حسرة على ما وصلنا إليه من إهانة علمائنا وأصحاب الضمائر النظيفة أبكتهم هذه الصورة وأدمت قلوبهم ،أصحاب الوجعة وطأوا جمرتهم وأحرقت وجوههم. صحيح هذا العمل يعتبر شريف ومن أوجه الحلال....ولكن من أوصلهم لهذه المرحلة؟ هذه عينة من مجتمع الأساتذة الباحثين عن لقمة حلال يسد بها رمق أسرتهم التي انتظرت طيلة الفترة السابقة تلاحقهم الديون وهي تمر عبر مراحل الأماني المبتغاة وفي انتظار من ينصفها ويأتي ليها بالحق الضائع خلف السراب. انتظرت أسرة الأستاذ الجامعي أن يذهب ظلام الجور والظلم وتفتح بؤرة ضوء ترجع الحقوق إلي أهلها تحرك فيها كل ساكن وتهب من خلالها نسائم الفرحة التي غابت سنين عجاف عن مجتمعه الصغير. أسوأ ما في سلوك الانسان أنه يطالب ويطالب بحقوق الغير وعندما يجلس على كرسي السلطة يعقد لسانه وينكر ما كان يشهد به ولا يحس بجوع الآخرين وفي وقت قريب كان جزءا منهم ويحمل نفس همومهم . المطالبة بالحقوق الأساسية لا تحتمل تأخير ولا وعود سرابية عبر الصحف ولا موازنات واهية تعتمد على مد اليد للغير. كرسي السلطة أعمى وزيرة التعليم العالي التي ظن الجميع أنها المنقذ الوحيد إلى بر الأمان وتفاءلوا بها خيرا ....لكن تصريحاتها أكدت أنها أتت من كوكب آخر .كوكب به الأستاذ الجامعي منعم مكمل لكل احتياجاته ولا يحتاج لشيء سواء الشكر والتبجيل لولي الأمر الذي سعى لبسط النعم والترفيه لمنسوبيه. صورة الأستاذ الجامعي وهو يعمل ( طلبة ) أمانة في عنقكِ إلى يوم الحساب وسوف تُسألين عن ذلك وهي صورة لعينة واحدة لمجتمع تعفف بأن يمد يده للغير أو يسأل الناس .وأبت نفسه إلا أن يعمل، هكذا عمل بعد أن فشلت كل محاولاته في إيجاد عمل يليق بمكانته العلمية . أما البحث العلمي فلا مجال للحديث عنه لأن هذا آخر متعب منهك بعد أكمل يوميته في الأفران وآخر سائق للركشة وآخر يبيع الرصيد والأمثلة كثيرة جدا .وآخرون يخجلون من عملهم الإضافي وإذا ذكروه لا يقرنوه بوظيفتهم. إهانة الأستاذ الجامعي من المؤكد لم تكن اليوم ولها عقود من الزمان ولكن أتت الفرصة الذهبية لكِ وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي ليحسب إنجاز واضح وهو الاهتمام بالإنسان أولا،الجانب البشري الذي يعتبر الدينمو المحرك لكل العملية التعليمية. فرصة ذهبية لإرجاع الحقوق الى أهلها وإعطاء كل ذي حق حقه. مرحلة تكميم الأفواه فات أوانها ومخرجات التعليم العالي تنضج باستواء ( قِدرة) الأستاذ الجامعي الذي ظل مكافحاَ ومناضلاً ،ضحى بكل ما يملك وسعى كل السعي بين (صفا) المجتمع و( مروة) الوزارة.ولكن لا حياة لمن تنادي بعد إكتمال الأشواط . الإحساس بالرضاء من قبل مجتمع الأستاذ الجامعي لا يحتاج لعقد (ورش) ولا (مؤتمرات) ،يحتاج من سيادتكم أن تقربوا أكثر لتعرفوا كيف تلتئم الجراح وتداوى قبل أن تصبح جراح ( السُكري) وحينها نعلق فشلكم على صفحة التأريخ والتأريخ لا يرحم. حتى لا نكثر الحديث في هذا الموضوع هذه عينة، أستاذ جامعي مهمش من قبل وزارته لا تعيره أدنى اهتمام وتتغافل حتى بالنظر إلى مرتبه ولا تدرك أن عافية الوزارة في عافية الأستاذ الجامعي وهو يمثل العمود الفقري لكل شيء. وكما أن للصبر حدود نتعشم أن تصحو من نومتكم هذه وتهتموا قليلا بشريحة هي شريانكم الذي يضخ الدم في قلب وزارتكم. اللهم هل قد بلغت فاشهد الأربعاء 25/3/2020